كيف أعيش سعيدا؟ إليك خطوات عملية وبسيطة تصلح لكل أحد
هل تساءلت يوماً “كيف أعيش سعيدا”؟ وهل هناك سر ما يجعل الآخرين يعيشون حياة سعيدة؟ بالطبع نبحث جميعنا عن كيفية العيش بسعادة وعن الطرق الأمثل لتحصيل ذلك. وهو أمر لا يعتمد على الحظ بل يحتاج إلى دراسة وتشكيل معرفة كافية لتكون نظرتنا موضوعية يمكن تنفيذها على أرض الواقع.
كيف أعيش سعيدا بالخطوات
في سؤالنا هذا كيف أعيش سعيدا، نحتاج إلى البحث في العديد من جوانب الحياة. والتي يحتاجها الفرد لزيادة السعادة وهنا نذكر بعض الأمور التي من شأنها خلق السعادة ورفع الحالة المزاجية في الحياة اليومية ومنها
- العلاقات الاجتماعية: كما ذكرنا سابقاً فإن العلاقات الاجتماعية السليمة تعتبر من أهم عوامل السعادة. وهنا نؤكد على التركيز على نوعية العلاقات وليس الكم. فالصداقات الحقيقية ووجود شريك محب وعائلة داعمة تزيد حالة العيش السعيد وتجعل الأعباء أقل وطئه.
- ممارسة النشاطات: يحتاج الإنسان إلى العمل والنشاط ولا يعني ذلك فقط العمل اليومي كمهنة. بل النشاطات الشخصية التي تجعلنا في احتكاك مع شغفنا وصوتنا الداخلي ويمكن لهذه النشاطات أن تكون رياضة أو رسم أو الغناء وغيرها. (هنا مزيد من الأنشطة والهوايات الممتعة)
- عدم بناء توقعات: معظم حالات الأسى تأتي من بناء توقعات لمجرى أمور الحياة. ثم الشعور بالخذلان حين عدم حدوث هذه التوقعات لذلك يجب بناء نظرة تقبل لجميع التوقعات الممكنة. والعمل على مبدأ السبب والنتيجة الذي يساهم في رسم مسار الحياة بشكل سليم.
- تعزيز المشاعر الإيجابية: في مقالنا كيف أعيش سعيداً يجب التركيز على ما يحقق السعادة الحقيقية. ألا وهي السعادة الداخلية والتي تعتمد على بناء حالة ذهنية إيجابية يتم فيها خلق تأكيدات بناءة ورفع المشاعر الأكثر نفعاً في طريق الراحة.
- تجاهل ما هو سلبي: لنكون واقعيين علينا ذكر وجود جانب سلبي في الحياة. وللتمكن من تخطي هذا الجانب نحتاج إلى عدم التركيز عليه والتقليل من تبني أية أفكار أو مشاعر سلبية. مثل الحزن أو الغضب أو الكره واستبدالها حين ملاحظتها بمشاعر إيجابية بديلة.
معنى العيش السعيد
دعونا نلقي الضوء على مفهوم السعادة بشكل عام فالسعادة حالة داخلية تمنحنا شعور بالفرح والمتعة. وهي مفتاح الحياة المليئة بالقبول والرضا فهي تمنح الإنسان قوة وطاقة لمواجهة التحديات والتعامل مع الصعوبات. أما العيش السعيد فليس مجرد حظ أو ظروف خارجية. بل هو نتيجة للتفكير الإيجابي والممارسات الحياتية الصحيحة، وعلى العموم يمكن تصنيف السعادة إلى نوعين:
- السعادة الخارجية: وهي السعادة الناتجة عن مصادر خارجية إن كانت مصادر مادية أم من الآخرين والمجتمع المحيط. ومن أمثلتها الحصول على ممتلكات والمال أو الحصول على تقدير وتمييز اجتماعي.
- السعادة الداخلية: وهي السعادة التي تحصل داخل الشخص نتيجة العمل على تنمية الشخصية بغض النظر عن الظروف الخارجية. وتأتي كنوع من الشعور بالرضا والراحة والسكينة وهذا النوع عادة الأكثر فعالية في وجه ضغوط الحياة.
وعلى العموم يختلف مفهوم السعادة من شخص لآخر. إلا أن العبرة تأتي في القدرة على متابعة ذلك الشعور اللطيف بالرضا والراحة المندمج بالقناعة. (أقرأ أدعية عن السعادة لك ولمن تحب)
عوامل العيش السعيد
يجب أن ندرك أن السعادة تبدأ من الداخل لذا يتوجب على الشخص أن يعمل على إدخال السعادة في حياته من خلال تغيير وجهة نظره وعقليته. وهذا لا يعني فقط أن يكون الشخص متفائلاً ومتفهمًا. بل وأن يتقبل الأمور كما هي بدلاً من التمسك بألم الماضي أو القلق المستقبلي فالقدرة على الاستمتاع باللحظة الحالية وتقدير النعم الصغيرة في الحياة تساعد في بناء السعادة الداخلية، وهنا سوف نعرض بعض العوامل التي تساهم في العيش السعيد.
- الحياة الاجتماعية: الإنسان كائن اجتماعي بطبعه ولا يمكنه الاستقرار دون وجود المحبة والاندماج الاجتماعي حتى وإن كان على مستوى شخص واحد فلقد وجد البشر الراحة في صحبة الآخرين منذ القدم. ومن الضروري هنا التركيز على بناء علاقات إيجابية سليمة وصحية إن كان مع العائلة أو الأصدقاء. مع الاحتفاظ بالتواصل السليم والمشاركة والدعم العاطفي فالعلاقات الاجتماعية العميقة من العوامل الهامة في الحياة السعيدة.
- الصحة: تلعب الصحة دورا ً هاماً في العيش السعيد فالصحة تاج ونعمة لا يستهان بها ومن الضروري إدراك أهميتها وأهمية المحافظة عليها. وهنا يجب الانتباه إلى كافة الظروف التي يمكن من خلالها الحفاظ على الصحة. مثل الاهتمام بالغذاء الصحي والأنشطة الرياضية بالإضافة إلى الانتباه إلى الصحة الذهنية من خلال ممارسة الاسترخاء وتمارين تأمل ذهنية تزيد من الراحة.
- الحالة النفسية: كما أن السعادة الأهم هي السعادة الداخلية فإن الحالة النفسية هي الجانب الأهم في العيش السعيد ورفع مستويات السعادة وعادة ما تكون حالة الاكتئاب هي الحالة المضادة للسعادة. ويمكن اعتبار تعزيز الامتنان والانتباه إلى عدم التركيز على الجوانب المحزنة والأفكار السلبية المساعد الأكبر في طريق تحسين الحالة النفسية.
- الحالة المادية: على الرغم من أن المال لا يصنع السعادة إلا أن الحالة المادية المزرية قد تلهي الشخص عن التركيز على نفسه وعلى صحته الجسدية والعقلية والنفسية. كما تزيد من صعوبة تلبية الاحتياجات العامة والتي تساهم في زيادة الراحة.
اقرأ أيضاً: ما هي المشاعر العاطفية وكيفية التحكم بها وتنظيمها؟
بعض الأنشطة لحياة أكثر سعادة
من الواجب علينا العمل بجد على خلق الظروف الملائمة لنشوء السعادة وفيها نحتاج إلى ممارسة بعض النشاطات التي ننصح بها الجميع بغض النظر عن هدفهم لما لها من تأثير إيجابي على المدى الطويل
- التأمل والاسترخاء: قم بتخصيص وقت يومياً لممارسة التأمل والاسترخاء. يمكنك استخدام تقنيات التنفس العميق والتأمل الهادئ لتهدئة عقلك وتحسين وعيك وتركيزك.
- ممارسة النشاط البدني: قم بممارسة التمارين الرياضية المنتظمة مثل المشي. أو الركض، أو اليوغا حيث يساعد النشاط البدني على إفراز الإندورفين والسيروتونين التي تعزز الشعور بالسعادة وتقلل من التوتر والقلق.
- الاستماع للموسيقى: اختر الموسيقى التي تجعلك تشعر بالبهجة والسعادة وقم على سبيل المثال بإنشاء قائمة تشغيل للأغاني المفضلة لديك واستمع إليها عندما تحتاج إلى إضفاء جو من السعادة والمرح.
- قراءة الكتب والمقالات الملهمة: اقرأ الكتب والمقالات التي تساعدك على تطوير فكرك الإيجابي وتلهمك. يمكن أن تكون هذه المواد ذات صلة بالتنمية الشخصية، أو السعادة، أو المواضيع التي تهمك.
- ممارسة هواياتك: قم بممارسة الأنشطة التي تستمتع بها وتجلب لك السعادة. سواء كان ذلك الرسم، أو الكتابة، أو الطهي، أو أي نشاط آخر يثير اهتمامك، فإن قضاء الوقت في ممارسة هذه الهوايات يمكن أن يمنحك شعورًا عميقًا بالرضا والسعادة.
- واظب على العلاقات البناءة: قم ببناء وصقل العلاقات الاجتماعية الإيجابية مع الأصدقاء والعائلة والمجتمع. فإن تخصيص وقت للقاء الأحباء والاستمتاع باللحظات الممتعة والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية يمكن أن يساهم في السعادة الداخلية.
- المساعدة والعطاء: قم بالمساهمة في مجتمعك ومساعدة الآخرين مثل التطوع في المؤسسات الخيرية. أو تقديم المساعدة للأشخاص المحتاجين، أو مشاركة مهاراتك ومعرفتك مع الآخرين وهي طرق فعّالة لزرع السعادة الداخلية.
في النهاية، قمنا بعرض بعض الجوانب في مقالنا “كيف أعيش سعيدا” والغاية هنا ليس الغرق في حالة من السعادة المطلقة. بل إدراك أن العيش السعيد عملية متتابعة تتطلب الاهتمام والجهد المستمر. لذا يجب أن نكون صبورين ومتسامحين مع أنفسنا ومع الآخرين. وأن نتقبل التغييرات ونتعلم من الصعاب التي تواجهنا.