ما هي المشاعر العاطفية وكيفية التحكم بها وتنظيمها؟  

هل سبق لك أن شعرت بالخوف دون سبب واضح يذكر؟ أو ربما شعرت بالاكتئاب والقلق بعد يوم عملي مليء بالتعب والإجهاد؟ 

فتلك المشاعر التي تراودك من فترة لأخرى هي جزء رئيسي من طبيعة الإنسان فهي تعد مصدرًا من مصادر الإزعاج بالنسبة لكل منا. ولذلك في هذا المقال سوف نتطرق للحديث عن المشاعر العاطفية بالتفصيل. 

ما هي المشاعر العاطفية وأهم أنواعها

ما هي المشاعر العاطفية وأهم أنواعها  

قد يعتقد البعض أن كلمة المشاعر العاطفية تشير إلى العلاقات العاطفية التي قد يخوضها الإنسان من حين لآخر. ولكن هذا الاعتقاد الراسخ لدى الكثيرين من صغار السن هو خاطئ للغاية. إذ أن كلمة المشاعر يمكن أن تمتد لتشمل جميع الأحاسيس التي تنتاب الإنسان خلال المواقف المختلفة من قلق، حزن، خوف، غضب، اشمئزاز، إحباط، تفاؤل، سعادة، نشوة، فرح وغيرها. 

تصنف المشاعر العاطفية على أنها واحدة من السلوكيات الفردية التي تعتمد على طبيعة الإنسان ذاته وحجم الموقف الذي يتعرض له. ولهذا السبب نجد المشاعر تختلف من شخص لآخر وفقًا لعدة عوامل منها الخبرات الحياتية. الثقافية، الاجتماعية. طبيعة تكوين الإنسان، طريقة تفكيره ورؤيته للأمور من جوانب مختلفة بالصورة التي تجعلها تؤثر على طريقة تفاعل الفرد مع محيطه الخارجي. 

والجدير بالذكر أنه عادة ما تكون العواطف مصحوبة ببعض الاستجابات الفسيولوجية الخاصة بالجسم ذاته وفقًا لطبيعته وتركيبه. وكمثال على ذلك عندما تفكر في أمر ما محزن بالنسبة لك فسوف تشعر بالحرقة الشديدة بالمعدة. وبنفس الكيفية تفرز بعض الأعضاء الداخلية للجسم مجموعة من الهرمونات المحفزة عندما تشعر بالسعادة والفرح، هذا السبب الذي يجعل نفسيتك تتحسن بالتدريج. 

ما الجزء المسؤول عن التحكم المشاعر  

أثبتت العديد من الدراسات الطبية التي تم إجراؤها مؤخرًا. أن المخ يمتلك القدرة على التحكم في المشاعر العاطفية من خلال الجهاز الحوفي أو ما يعرف ب limbic system الذي يستجيب لكل السلوكيات العاطفية التي يعبر بها الإنسان عن شخصيته معظم الوقت. 

ينقسم الجهاز الحوفي إلى 4 أجزاء رئيسية تترابط جميعها معًا لتوليد كافة الأنواع من المشاعر العاطفية مثل:  

  • الشعور بالخوف: تتحكم فيه اللوزة الدماغية Amygdala التي تعزز من الاستجابة الفسيولوجية الطبيعية للخلل الذي يمكن أن يتعرض إليه الإنسان من فترة لأخرى. هذا النوع من الاستجابة يبدو مناسبًا تمامًا لتجنب المضاعفات التي تنشأ عن عدم الانتباه للمشكلات المختلفة. 
  • الشعور بالغضب: تلك الحالة من العدوانية تشبه الخوف إلى حد كبير. ولهذا السبب نجد Amygdala تشكل جزءًا رئيسيًا من نظام الاستجابة للغضب بجانب منطقة تحت المهاد Hypothalamus ومنطقة القشرة الجبهية Prefrontal Cortex.  
  • الشعور بالسعادة: تلك الحالة التي تجمع بين الرضا والسعادة تتحكم فيها المنطقة الرمادية بالدماغ التي أثبتت فعاليتها في تحويل جميع المعلومات التي يستقبلها المخ إلى مشاعر إيجابية. 
  • الشعور بالحب: تتحكم فيه منطقة تحت المهاد Hypothalamus. التي تعزز من الشعور بالمتعة والإثارة عن طريق مجموعة من هرمونات السعادة مثل: الإندورفين، السيرتونين، الدوبامين وغيرها من المواد التي تمنحك الشعور بالسعادة. 

اقرأ أيضاً: العافية العاطفية .. هل سمعت عنها من قبل؟ وكيف تطورها؟ 

أنواع المشاعر العاطفية المرتبطة بالماضي  

بعض التجارب تظل عالقة في ذهن البشر بالصورة التي تجعلها لا تنسى حتى وإن مرت عليها عشرات السنين كما يلي:  

المشاعر الناتجة عن سوء تعامل الوالدين مع الطفل 

إحدى المشكلات التي تحاول وسائل التربية الإيجابية تجنبها في الوقت الحالي. فعادة ما يخطئ الآباء عند تقديم النصح للصغار بطريقة تملؤها السلبية والإهانة التي لا تخلو من المقارنة مع الأقارب والأصدقاء. 

عادة ما تؤدي الجمل السلبية إلى التشتت وعدم القدرة على التطوير. نتيجة لنقص الثقة بالنفس الذي يعاني منه هؤلاء للحد الذي يجعلهم يتذكرونها طوال حياتهم.  

مشاعر الخوف والقلق في الطفولة 

عادة ما تؤثر على الفرد وتجعله غير قادر على ممارسة جميع الأنشطة والمهام التي يفعلها أقرانه أو من هم في مثل المرحلة العمرية. وبدرجة أشد خطورة من الحالة السابقة يبدأ مستوى الفرد في التراجع شيئًا فشيء دون القدرة على معرفة أن سبب ذلك هو الخوف الذي كان يعاني منه في الطفولة. 

التعرض للتنمر من الأقران في الطفولة 

لهذا السبب تم إطلاق العديد من المبادرات التي تحفز كل مواطن على احترام أخيه الآخر. فعادةً ما تزداد حالات التنمر بين الأطفال في المدارس والأماكن العامة لترى بعض المشاغبين يحاولون إثارة الأطفال من خلال السخرية من عيوبهم الجسدية ومشكلاتهم النفسية. 

هذه المشاعر قادرة على تحويل حياة الطفل رأسًا على عقب لما سيعاني منه طوال حياته من القلق وكره النفس إذا لم يحصل على بعض جلسات التأهيل النفسي والسلوكي لتشجيعه على التعامل مع مثل تلك المواقف دون خوف. 

مشاعر الكره الداخلية وعدم القدرة على تقدير الذات 

لا تستخف بمثل تلك المشاعر العاطفية. السيئة لأنها بالتأكيد ستؤثر على أفعالك وسلوكياتك ومن ثم دائرة معارفك الاجتماعية وقدراتك المهنية مع التقدم في العمر. يتميز هذا الخلل بعدم القدرة على التصالح مع النفس والبدء في محاسبتها على أدق المشكلات. لذلك فهي تتطلب من أسرة الطفل تعزيز ثقته بنفسه من خلال تذكيره بالمواقف الرائعة والمهام التي يقوم بها والأهم من ذلك أنه إنسان لن يستطيع بلوغ الكمال. 

كيفية التحكم في مشاعرك العاطفية

كيفية التحكم في مشاعرك العاطفية  

في إطار الحديث عن المشاعر العاطفية قدم أحد الخبراء النصائح التي أثبتت فاعليتها في التحكم في المشاعر التي تنتاب الإنسان بصورة دائمة كما يلي:  

الاسترخاء والتنفس بعمق 

فقد يصاحب اضطرابات المشاعر العاطفية العديد من العلامات الفسيولوجية التي من أهمها زيادة ضربات القلب والتنفس. هذا السبب الذي يجعلنا لا نستطيع التفكير في الأمور بحكمة في المواقف المثيرة. يمكنك العودة إلى حالتك الطبيعية بالتدريج عند البدء في التنفس بعمق وبانتظام لكي تهدأ جميع وظائف العقل والقلب معًا. 

التفكير في المشاعر ومحاولة تحليلها بدقة  

هذه الخطوة ضرورية لفهم طبيعة المشاعر التي تنتابك ومن ثم السيطرة عليها بصورة كاملة. كما أنها ستساعدنا على فهم سبب تلك الأحاسيس وكيفية التعامل معها بشكل أفضل مما يحدث أحيانًا. 

فمحاولة تحليل المشاعر إلى أسبابها وأنواعها المختلفة سوف تمنحك القدرة على تحسين علاقاتك الاجتماعية بشكل أكثر فعالية. 

التخلص من المشاعر السلبية  

عادة ما تؤثر المشاعر العاطفية السلبية على صحتنا العقلية والجسدية في وقت واحد ولهذا السبب حاول التخلص منها باتباع مجموعة من الأساليب الحياتية المختلفة. مثل التأمل في المناظر الطبيعية الخلابة لتهدئة العقل والجسد والتخلص من التفكير المفرط في بعض الأمور. ممارسة التمارين الرياضية. لتعزيز الاسترخاء والتخلص من التوتر مثل الجري والمشي. مشاركة العواطف السلبية مع الشخص المناسب. طلب الدعم النفسي ممن حولك من الأقارب والأصدقاء. الكتابة وتسجيل اليوميات، وكذلك الحركة والانشغال بالأنشطة والهوايات المفضلة. 

توجيه عواطفك نحو الإيجابية  

تلك المهارة يمكنك التدرب عليها وإتقانها بالتدريج. من خلال تغيير نظرتك السلبية لبعض الأمور إلى نظرة إيجابية حكيمة. وكذلك التعامل مع المصائب والمشكلات على أنها تحديات لابد من التصدي لها بقوة. تقوية الشخصية من خلال تعزيز الصفات الذاتية الإيجابية مثل الصبر، التحمل، القوة، التفاؤل، العمل وغيرها. 

وفي الختام، وبعد الحديث عما هي المشاعر العاطفية يمكننا القول أن هؤلاء الناجحين الأقوياء. هم فقط من يستطيعون التحكم في هذه النوعية من الأحاسيس التي يمكنها أن تصبح مشكلة كبيرة إذا حالت بين الإنسان ومهامه وأنشطته المختلفة. 

📩
انضم لأكثر من 3000 شخص في نشرتنا البريدية ليصلك أحلى ما عندنا

لن تصلك رسائل عشوائية. يمكن إلغاء الاشتراك في أي وقت

تابعنا على: Twitter - Facebook

قد يعجبك ايضا