أهم طرق تنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال ولماذا هو مهم؟
الذكاء العاطفي عند الأطفال هو من أهم العناصر التي تلعب دوراً بارزاً في تنمية شخصية الطفل ونموه العقلي والاجتماعي. لذا يعد من أهم الأمور التي يجب على الوالدين الاهتمام بتنميتها وتطويرها لدى أطفالهم الصغار. وذلك لدوره الفعال في تكوين أشخاص أفضل. قادرين على التحكم في مشاعرهم ويحسنون استخدام عواطفهم الذاتية بشكل جيد.
مفهوم الذكاء العاطفي عند الأطفال
يشير مصطلح الذكاء العاطفي عند الأطفال إلى قدرة الطفل على فهم مشاعر الآخرين وإمكانية التعبير عن مشاعره والتعامل معها بشكل صحيح. كما يشمل القدرة على التحكم في العواطف واستخدامها في تحسين العلاقات الاجتماعية وتحقيق النجاح في الحياة.
ليس هناك نهج معين يصف الذكاء العاطفي لدى الأطفال. حيث يكتسب الطفل مهارات جديدة ومختلفة في الذكاء العاطفي مع مرور الوقت. ويتضمن ذلك عدة مراحل رئيسية نوضحها لكم كما يلي:
الوعي الذاتي
نعني بالوعي الذاتي قدرة الطفل على فهم وتحديد ووصف وتصنيف المشاعر في وقت معين. وفهم تعابير الوجه وما تعنيه لغة الجسد ونبرة الصوت. ويمكن تصنيف هذه المشاعر إلى حزين، سعيد، وغاضب.
التنظيم الذاتي
يشير مصطلح التنظيم الذاتي إلى قدرة الطفل على التحكم بالمشاعر وإدارتها بطريقة صحيحة. وما هو الوقت المناسب للتصرف؟ وما هو التصرف المناسب؟
الدافع
نعني بالدافع قدرة الطفل على تحديد وتحقيق ما يريد بالرغم من مشاعره المشتتة.
التعاطف
نقصد بالتعاطف قدرة الطفل على فهم مشاعر الآخرين والتعاطف مع مشاعرهم.
المهارات الاجتماعية
نعني بذلك القدرة على إدارة الروابط بين نوع التصرفات والعواطف فالضحك يدل على السعادة، والبكاء يدل على الحزن.
علامات تدل على الذكاء العاطفي عند الأطفال
هناك بعض العلامات التي يمكنك أن تتعرف من خلالها على الذكاء العاطفي عند الأطفال، وهذه العلامات كما يلي:
- سهولة النقاش والحديث مع الطفل.
- سرعة فهم وإدراك الطفل عند التحدث معه عن مشاعر الآخرين.
- سرعة تكيّف الطفل مع الأشخاص الجدد. وفي المواقف الجديدة.
- قدرة الطفل في تكوين صداقات.
- اعتزاز الطفل بثقته بنفسه.
- معرفة الطفل كيفية الطلب عندما يحتاج إلى مساعدة.
فوائد الذكاء العاطفي عند الأطفال
زيادة معدل الذكاء (IQ)
الأطفال الذين يتمتعون بمستويات أعلى من الذكاء العاطفي. يحصلون على درجات أعلى في اختبارات الذكاء العالمية الموحدة. حيث يُساهم الذكاء العاطفي في تعزيز الذكاء عند الأطفال.
تحسين التواصل والعلاقات الاجتماعية
تساهم مهارات الذكاء العاطفي على تكوين الصداقات بسهولة. وتجعلهم أكثر قدرة على التعاطف وتفهم مشاعر الآخرين. مما يساعدهم على تكوين علاقات صحية طويلة الأمد مع الأصدقاء وأفراد العائلة والمجتمع.
تعزيز الثقة بالنفس والتفكير الإيجابي
الأطفال الذين يتمتعون بمستوى عالي من الذكاء العاطفي. يملكون قدرة عالية للتحكم في المشاعر والتعبير عنها بطرق صحية. ويكونون عادةً أكثر ثقة في قدراتهم ويعتمدون على أنفسهم بشكل أفضل. كما يتعلمون التفكير بطريقة إيجابية وتحويل الصعاب إلى فرص للنمو والتطور.
القدرة على التعامل مع التحديات والضغوط العاطفية
يمتاز الأطفال الذين يتمتعون بمستوى عالي من الذكاء العاطفي بالقدرة على التعامل مع المشاكل والتحديات وفهم المشاعر العالية والضغوط العاطفية على أنها جزء من الحياة اليومية.
التفوق الأكاديمي
هناك ارتباط قوي بين الذكاء العاطفي لدى الأطفال والتفوق الأكاديمي في سن البلوغ. حيث أن الأطفال الذين يتعلمون التحكم في مشاعرهم والتعبير عنها بشكل صحيح يميلون إلى النجاح في واجباتهم المدرسية بشكل أكبر. كما يتحلون بمهارات التعلم الفعالة.
زيادة المرونة العقلية والعاطفية
يتمتع الأطفال الذين يمتلكون مستوى عالي من الذكاء بقدرة أكبر على التكيّف مع المواقف المحددة والمتغيرة والاجتماعية. حيث يمكنهم التكيف مع التغيرات بسهولة وتحمل الضغوط بشكل أفضل.
فتنمية الذكاء العاطفي لدى الأطفال يعزز توازنهم العاطفي ويساعدهم على النجاح في الحياة. وذلك من خلال تعليمهم مهارات التحكم في المشاعر والتواصل الفعال والتعاون مع الآخرين. إذ يمكنهم مساعدتهم في بناء علاقات أكثر صحة ونجاح في الحياة.
أبرز طرق تنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال
تنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال موضوع مهم جداً لتعزيز توازنهم العاطفي ونجاحهم في الحياة. وهنا بعض الطرق الرئيسية لتنمية:
- منح الطفل مساحة خاصة للتعبير عن مشاعره.
- تقبل مشاعر الطفل أياً كانت وعدم التقليل منها أو تجاهلها.
- تعريف الطفل على كافة أنواع المشاعر. وذلك من خلال تسمية مشاعره المختلفة مثل الحزن، الفرح، الغضب، الخوف، حيث يمكن استخدام بطاقات الصور أو قصص الأطفال لتساعده على التعبير عن مشاعره.
- كما أنه يجب تشجيع الطفل على الاحتكاك واللعب مع الأطفال الآخرين.
- مساعدة الطفل على تعلم كيفية التحكم في ردود فعله العاطفية وكيفية التعامل مع المشاكل والتحديات بشكل صحي. إذ يمكنه تحقيق ذلك من خلال تعليمه استراتيجيات التنفس العميق والتركيز والتفكير الإيجابي.
- تشجيع الأطفال على التواصل بصراحة واحترام مع الآخرين وتعلم مهارات الاستماع الفعال، حيث يمكن التعاون معهم في تشجيع حوارات سلسة، وحل المشكلات بشكل بناء.
- تعليم الأطفال كيفية التعامل مع التغيرات والتحديات بشكل إيجابي والاستفادة منها، إذ يمكن تحقيق ذلك عن طريق تحفيزهم على تجاوز حواجزهم وتجربة أشياء جديدة.
- كما يجب تعليم الطفل كيفية التركيز كأن نقول للطفل أغمض عينيك وتنفس بعمق.
أهمية الذكاء العاطفي في حياتنا
معظم المجتمعات تتبنى ثقافة إنكار المشاعر بحجة أنها ترمز للضعف، وأن البعد عنها قوة، فيلجؤون لاتباع الكثير من الأساليب التي تكبح جماح مشاعرهم وتمنعها من الظهور والتدفق، كأن يكتموها تماماً أو ينكروها؛ وهذا من شأنه أن يؤدي للوصول إلى حالة من التراكمات المتعبة التي تظهر على شكل أمراض جسدية ونفسية أو سلوكيات سلبية.
بالإضافة إلى ذلك فئة كبيرة من الناس تتهرب من مشاعرها عن طريق اللجوء إلى سلوكيات إدمانية، كإدمان الطعام أو الإنترنت؛ وهنا يأتي دور الأنواع المختلفة من الذكاء العاطفي في فتح الطريق أمام المشاعر والأحاسيس لتتمكن من العبور بأمان، ومن ثم البحث عن الدوافع والرسالة التي تقف وراء المشاعر، واكتشاف ماهية المعتقدات الموجودة في اللاوعي والتي ساهمت في ظهور المشاعر السلبية حيث يعمل الذكاء العاطفي بشكل فعال للوصول إلى شخص واثق من نفسه، ومتوازن، وواضح الأفكار والرؤية، وقادر على التعبير عن ذاته، وقادر على اتخاذ قراراته، ومتحكم بانفعالاته، ومصغٍ جيد إلى مشاعر الآخرين، ومتحرر من الطاقة السلبية، وناجح في بناء العلاقات الاجتماعية.
في الختام، يُعتبر الذكاء العاطفي عند الأطفال أمراً مهماً جداً في حياتهم اليومية وتنميته وتطويره يساهم في رفع مستوى توازنهم ونجاحهم في مختلف جوانب الحياة. كما أن فهم العاطفة وتعلم إدارتها هو مهارة حياتية قيّمة بالنسبة للأطفال، لأنها تساعدهم على التعامل مع تحديات العواطف وبناء علاقات اجتماعية صحية ومثمرة.