ما هو فقدان الشغف بالمعنى الدقيق والشامل؟
ما هو فقدان الشغف؟ وما هي الأسباب التي تجعلنا نشعر بفقدان الشغف لطالما كنا نحلم ونسعى أن نحقق أحلامنا؟ ما سر هذا التغير أيعقل أن يتحول الشخص من كتلة من الطاقة والحيوية إلى قطعة جماد. شعور دائم بالتعب والاستيقاظ يومياً على نفس الروتين. نفس الأعمال وكذلك تكرار نفس الأحداث. ما الذي يجعل الشعور يصاب بالركود وفقدان البهجة والمتعة بالأشياء التي كنت تحبها.
ما هو فقدان الشغف تعريفاً
هو التحول من الرغبة القوية في الحصول على شيء ما إلى الموت النفسي وفقدان الرغبة بالحياة. أو هو الوصول إلى اليقين بأنك لن تنجح في تحقيق أحلامك التي تراودك. هو ليس اكتئاب إنما هو تثبيط لكل ما هو نشط وفعال.
ما هي علامات فقدان الشغف
تراكم المشاكل
لديك فن كبير في التأجيل عندما يتعلق الموضوع بالتعرض للمشاكل. لكن عندما تؤجل حل مشكلاتك بالتسويف والمماطلة وانتظارك لغدٍ وبعد غد. ستحصل في النهاية على خزان مليء بالمشاكل القابلة للانفجار والتي من شأنها أن تجعلك تعاني من فقدان الشغف.
الأكل غير الصحي وعدم ممارسة الرياضة
دليل واضح أن من يقوم بتناول الطعام غير الصحي بغرض تعبئة المعدة أو البطن لا يبالي بصحته ولا يعطي لها بالاً. المهم أن يشعر بالشبع ولا يبالي أيضاً بصحة جسده ولا يهتم بتقويته ولا يقوم بالتمارين الرياضية. حتماً سيكون صاحب هذه الشخصية يعاني من فقدان الشغف.
الشعور بالإحباط هو المسيطر دائماً
عندما تختار قراراً ما اتجاه موضوع معين وقرارك في النهاية كان غير صائب. وفي نفس الوقت تصر على موقف وكان أيضاً موقفك غير صائب حينها قد يتولد لديك شعور بالإحباط. لكن أنت من يقرر هذا الشعور فبإمكانك أن تسميه تجربة فاشلة وسأتعلم منها في المرات القادمة إلا إذا كان منظورك للأشياء دائماً سلبي حينها ستجعل نفسك فريسة سهلة أمام الإحباط مما يجعلك تعاني من فقدان الشغف.
الخوف من الفشل
قمت بعمل ما جيد، ما الذي يمنع أن تنجح فيه؟ أخفقت فيه المرة السابقة، وأين المشكلة؟ إن أكبر العلماء والتجار والصناعيين ورواد الأعمال وكل من تراه حولك أخفق حتى التخمة حتى وصل إلى ما وصل إليه. هذا الشعور بالخوف من أن تفشل سيضع شغفك جانباً ويمضي من دون أن ينظر إليك ويجعلك تعاني من فقدان الشغف.
التأثر بالظروف بالمحيطة
صاحب الشغف الكبير لا يتأثر بالظروف المحيطة ولا يلتفت إلى الأشياء التافهة كالاستسلام للانتقادات السلبية والثرثرة الفارغة، أساساً لا يمكن لأحد أن يرمي شجرة إلا إذا كانت مثمرة، فعليك اتباع أسلوب التغافل الذكي كي لا تؤثر على شغفك وتعاني من فقدان الشغف.
الاستقرار ضمن منطقة الراحة
الراحة هي سجن الأحلام وضياع للوقت والأيام، أساساً أنت لا تشعر بالتعب ولا تعلم ماذا يعني إنجازات، سعيد بأنك مرتاح وليس لديك شيء لتفعله ولا تعطي للوقت حقه المفروض، المهم أنك جالس ودائماً مقولتك الشهيرة هي ليس لدي شيء لأفعله أو عملاً أقوم به، صديقي انتبه إن استمرار وجودك ضمن هذه المنطقة ودون أن تشعر من تأنيب الذات أقولها بكل تأكيد أنك تعاني من فقدان الشغف.
عدم اعترافك لنفسك بأنك فقدت شغفك
إن عدم اعترافك لنفسك بأنك بدأت تفقد الشغف هو سبب حقيقي وعلامة أكيدة لفقدان الشغف، حيث عندما تكون صريح مع نفسك وترى نفسك بأنك أصبحت تشعر بالخمول أو التراجع. لكن تغاضيت عن هذا الأمر وأصبحت تجد المبررات والأعذار لنفسك هذا سيعطيك سبباً قوياً وعلامة صريحة بفقدان الشغف.
اقرأ أيضاً: أهمية اليقظة الذهنية في التخلص من الضغوطات والتوتر
ما هي أسباب فقدان الشغف؟
هناك العديد من الأسباب والدوافع التي تجعل الإنسان يفقد الشعور بالشغف أبرزها
قلة الثقة في النفس
تنظر إلى الأشياء وكأنها كلها أكبر منك أو لا تستطيع أن تنجزها، صديقي إذا كنت لا تجرؤ على أن تفكر في قضية ما أو مشكلة ما وتقول بكل جرأة وصراحة أنا قادر وأنا أستطيع أن أحلها سيظل يتبادر إلى ذهنك بأنك ضعيف ولن تدرك ما معنى الشغف وستصل لفقدان الشغف.
عدم منح نفسك للمكافآت أو الجوائز
إن النفس تميل لمن يدللها ويكافئها ويعطيها جوائز فعندما تفتخر بإنجازاتك وتذكر نفسك بالمصاعب والمشاكل ورغم كل هذا حصلت على ما تريد مثلاً فهذا الموضوع هو دافع قوي لاستمرار الشغف بينما عدم منح نفسك المكافآت والجوائز احتفالاً بإنجازاتك حتماً هذا الأمر سيصيبك بفقدان الشغف.
عدم تغيير الروتين
إن عدم تعلم مهارات جديدة وعدم تعلم أشياء جديدة أو هوايات تحبها والروتين الدائم حتماً سيصيبك بالمقت والضجر. كما أن اتباع نفس الروتين من دون أي تغيير أو عدم إضافة الأمور الحيوية والتي تجعل الإنسان يشعر بالطاقة والنشاط لهذا الروتين سيؤدي لفقدان الشغف.
عدم القدرة على الاختيار
التردد وعدم المسؤولية عن القرارات والتنافسية الخاطئة سبب فقدان الشغفً أي دائماً تنظر لمن هو أفضل منك أو أكثر ثراءَ وغيرها. لكن في الواقع عليك مقارنة نفسك بمن هو أقل وأعلى في كل الأمور ولا تنظر دائماً لنصف الكأس الفارغ، هذا الأمر سيؤثر جداً عليك ويصيبك بفقدان الشغف.
عدم تحديد الأهداف بدقة
دائماً عليك أن تسأل نفسك إلى أين الوصول؟ فعندما تعرف إلى أين أنت تريد أن تصل ستحاول معرفة ترتيب أولوياتك وترتيب استراتيجياتك والخطوات على هذا الأساس. لكن ترك الأهداف غير واضحة أو بدون خطة عمل سيؤدي حتماً لفقدان الشغف.
عدم معرفة نقاط القوة لديك
كل شخص لديه ميزات يتفوق بها على غيره من مهارات وسلوكيات وهوايات وغيرها. وعدم معرفتك لنقاط القوة لديك والتي من المفترض أن تبرع بها وتنميها وتستغل هذه النقاط لتوجيهها حسب مصلحتك سينقلب الموضوع عقبة أمامك وسيولد لديك شعوراً بفقدان الشغف.
الذكريات السيئة
إن استمرار احتضارك لذكرياتك الصعبة والأليمة سيجعلك تقف في مكانك وتبقى واقفاً في مكانك تلوم نفسك على أشياء أصبحت من الماضي لا هي تنفع ولا ترفع. لكن حينها ستجعل شغفك مشلولاً شيئاً فشيئاً.
فقدان عنصر الاستمرارية
بدأت بمشروع وأمورك جيدة لحد ما وصلت لمنتصف الطريق بدأت تشعر بالضجر. وبدأت تراودك هواجس أن هذا المشروع فاشل أو لا يليق بك أو لأي سبب كان أوقفت هذه المشروع. ومن ثم بدأت مشروع آخر وكذلك نفس الأمر شعرت بالضجر والملل وتوقفت مجدداً. هذا الضجر وعدم الاستمرارية هو سبب قوي لفقدان الشغف.
عدم تقسيم رحلة الهدف لمراحل
أنت صاحب شغف كبير، ولكن الموضوع أشبه بمن أراد صيد سمكة قرش كبيرة وهو لا يعرف حتى كيف يمسك سنارة الصيد، أو تريد أن تصبح مليونير لكن بضغطة زر وهذا يصيب الإنسان بالفشل ومنه فقدان الشغف.
وختاماً أوكد أن فقدان الشغف هو موضوع هام ولا يأتي من الفراغ وإنما له أسباب عديدة ودوافع تمكنه من تثبيت هذا الشعور داخل الأنسان. لذلك وجب علينا أن نعي هذه العلامات ونأخذ بها بالحسبان. وبل يتوجب علينا إدراكها وفهمها كي لا يصل الإنسان لهذه المرحلة وعلينا أن نساعده على تجاوز كافة العقبات وتقديم الحلول لأية من المشاكل التي يعاني منها ليبقى مستمراً بالسعي وراء شغفه لتحقيق أحلامه.