فقدان الشغف تجاه كل شيء .. حقيقة أم تخيل؟

فقدان الشغف تجاه كل شيء هو مرحلة لاحقة للمرحلة التي يصبح فيها الفرد فاقداً شغفه تجاه أنشطة معينة. ثم تتطور هذه الحالة لتصبح حالة عامة تسيطر على الشخص فتجعله منعدم الاهتمام تجاه أي أمر في حياته. ولهذه الحالة أسباب عديدة، كما أن هنالك طرق متعددة للتخلص منها وكل ذلك سوف نتحدث عنه في هذا المقال. 

مفهوم فقدان الشغف تجاه كل شيء  

فقدان الشغف تجاه كل شيء هو حالة تصيب الشخص تجعله بارداً منعدم الحماس تجاه أي شيء. سواء كان نشاط اجتماعي أو نشاط جسدي حيث أن فقدان الشغف له أنواع. منها فقدان الشغف الاجتماعي وهو انعدام الرغبة لدى الشخص بالاختلاط بالآخرين أو النقاش أو قضاء الوقت معهم. والنوع الثاني هو فقدان الشغف الجسدي وهو عدم رغبة الشخص بالقيام بأي أمر سواء كان عمل أو هواية أو أي أمر آخر. أما فقدان الشغف تجاه كل شيء فهو شامل لهذين النوعين حيث يفقد الشخص الرغبة بالتواصل مع أي شخص. كما يفقد الرغبة بالقيام بأي عمل جسدي، وهي حالة أصعب كونها تصيب الشخص في كل نواحي حياته الاجتماعية والعملية والجسدية وحتى النفسية. 

أسباب فقدان الشغف تجاه كل شيء

في غالبية الأحيان لا تأتي هذه الحالة من عبث، بل ثمة أسباب تقف وراء حدوثها. كما أنه لا يمكن حصر هذه الأسباب بمسبب محدد فقط لأن هذه الحالة هي نتيجة لأسباب متراكمة تتجمع مع الوقت ومن أشهر هذه الأسباب نذكر: 

اليأس والإحباط 

يأتي هذا اليأس والإحباط من تكرار المحاولات الفاشلة للشخص. مما يؤدي إلى التقليل من ثقته بنفسه ويكبر لديه شعور بأنه شخص فاشل لا يستطيع تحقيق شيء. كما أن الإحباط يمكن أن ينتج عن ارتفاع سقف توقعات الفرد حيث تكون توقعاته غير واقعية وتفوق قدراته. فإن لم تتحقق هذه التوقعات فإن الفرد سوف يصاب بالإحباط الذي يقوده إلى فقدان شغفه. 

الشعور بالملل والإرهاق 

يتعرض الشخص خلال حياته وأثناء محاولاته لإنجاز مهامه للعديد من الظروف الصعبة قد تكون ظروف مهنية، أو صحية، أو عاطفية، أو عائلية. كل هذه الظروف سوف تستهلك طاقته وترهقه فيصبح دائم التعب ويضعف حماسه بشكل كبير. وقد ينعدم أيضا وبالتالي يُقتل شغفه. 

الرغبة بالوصول السريع 

قد يحدد الفرد لنفسه هدفاً معيناً وهذا الهدف يحتاج إلى وقت طويل ليتم إنجازه. وبالتالي فإن الفرد سوف يشعر بضعف شغفه تجاه هذا الهدف مع مرور الوقت. على سبيل المثال إذا كان هدفه تعلم هواية العزف على آلة موسيقية محددة. فإن هذا الأمر يتطلب وقتا طويلاً وتمريناً متواصلا على هذه الآلة مما يجعل حماسه يتناقص مع هذا الوقت ويشعر بالملل بشكل سريع. 

الروتين الممل 

الروتين اليومي من أهم الأسباب التي تؤدي إلى انعدام الشغف. وذلك لأن الفرد عندما يقوم بنفس الأعمال بشكل يومي ويرى نفس الأشخاص فلا يغير شيئاً في يومه. فهو بذلك يقتل شغفه تجاه كل شيء في حياته. 

تعلم أن الشيء الذي تسعى إليه لم يعد شغفك 

هذه المرحلة قد تدرك فيها أنك أخطأت في تحديد أهدافك وأنك ترغب في الوصول إلى أمر آخر وهذا الشيء طبيعي في بعض الأحيان لأن النفس البشرية متقلبة. ولكن تكمن المشكلة عندما تكون قد قطعت مسافة في السعي لهدفك الأول ثم تقرر فجأة بأن ليس هذا ما تبحث عنه. مما يؤدي بالدرجة الأولى إلى انطفاء شغفك في كل شيء. 

عدم وجود هدف محدد وواضح 

قد تكون المشكلة في ضياعك هو عدم تحديد هدف معين أو تحديد عدة أهداف في وقت واحد. وهذا ما يؤدي إلى عدم قدرتك على تتبع إنجازاتك والتقدم الذي تقوم به. وعندها يصيبك الإحباط وفقدان الشغف بسبب عدم وجود هدف واضح أو مخطط واضح. 

المقارنة بشخص آخر 

إذا قمت بمقارنة نفسك بالآخرين فإن ذلك سيعطيك الشعور بالفشل لأنك ستشعر أن الآخرين يصلون إلى تحقيق أهدافهم. وأنت لم تحقق شيئاً بعد، مما يؤدي إلى تقليل ثقتك بنفسك والشعور باليأس وفقدان الشغف. 

اقرأ أيضاً: كيفية اختبار فقدان الشغف؟ إليك 17 مؤشر تخبرك بمستوى شغفك

علاج فقدان الشغف تجاه كل شيء

لا بد للشخص أن يسعى لإخراج نفسه من هذه الحالة لأنه إذا ترك نفسه فيها سوف يدمر حياته شيئاً فشيئاً. ومن أهم الطرق لعلاج ذلك نذكر: 

تنظيم الوقت  

إن أهم خطوة للتخلص من فقدان الشغف هي تنظيم وقتك وذلك لأن تنظيم الوقت سوف يتيح لك القدرة على تحقيق العديد من الأمور. مما يعطيك الشعور بالإنجاز. وبالتالي هذا الشعور سوف يساعدك على استعادة شغفك، كما يجب الحرص على تحديد وقت للاستراحة بين الحين والآخر كي لا يتسلل الملل إلى أعمالك. 

وضع خطة وتحديد الأهداف 

الخطط من الوسائل المهمة لتساعد نفسك على معرفة الخطوة القادمة وما يجب أن تقوم به في الحاضر والمستقبل. وفي هذا السياق يمكنك التخطيط لكل أمر تنوي القيام به سواء كان في العمل أو على صعيد حياتك الشخصية أو على الصعيد المادي. ويمكن استخدام الخطط اليومية أو الأسبوعية وهذا الأمر يعطيك حماساً وشغفاً ويزداد هذا الحماس كلما نفذت خطة من خططك بنجاح. وهنا ينصح بوضع خطط بسيطة ويومية في البداية كي يسهل عليك إنجازها. كما يجب عليك في هذه الخطوة تحديد أولوياتك وإذا كان لديك هدف يحتاج وقتاً طويلاً يجب عليك تقسيمه إلى خطوات صغيرة كي لا تشعر بالإحباط ويتجدد شغفك تجاهه كلما حققت خطوة صغيرة. 

تجربة أشياء جديدة وكسر الروتين 

هي خطوة ضرورية للتخلص من الملل واستعادة الشغف، لذلك لا بد لك من ممارسة أنشطة جديدة وتعلم هوايات جديدة والتخلص من الروتين اليومي الذي يقضي على شغفك، كما يمكنك القيام بأعمالك الاعتيادية بشكل جديد، كأن تمارس تمارين رياضية جديدة غير المعتادة أو تتعلم هواية الكتابة إلى جانب هواية القراءة أو تذهب لمشاهدة فيلم في السينما بدلاً من المنزل. 

الابتعاد عن السلبية 

وهنا يجب عليك التخلص من الأشخاص السلبيين في حياتك والتخلص من الأفكار السلبية أيضاً، والتحدث مع نفسك بأمور إيجابية وإحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين لأن هذا الأمر يحفزك بشكل كبير. 

الاجتماع مع الأصدقاء المفضلين 

إن فقدان الشغف تجاه كل شيء يمكن أن يجعلك تفضل الوحدة والابتعاد عن الآخرين، لكن يجب التغلب على ذلك باستثناء اصدقائك المفضلين واللقاء بهم بين كل فترة وأخرى. لأن ذلك سوف يعطيك طاقة إيجابية، كما يمكنك طلب الدعم منهم حيث يمكنهم تحفيزك والتأثير عليك بشكل إيجابي. 

التخفيف من الضغوطات 

إن زيادة الضغوطات عليك سواء من العمل أو من حياتك بشكل عام يمكن أن تؤدي بك إلى الملل. لذلك يجب عليك التخفيف عن نفسك بشكل سريع وكل فترة من خلال الخروج في نزهة مع الأصدقاء أو القيام بأشياء تحبها والترفيه عن نفسك. 

ومما لا شك فيه أن فقدان الشغف تجاه كل شي هي حالة طبيعية إذا لم تكون مدتها طويلة، ولذلك لابد من محاولة التخلص منها منذ البداية كي لا تتحول لحالة دائمة وتؤثر بشكل سلبي على حياة الشخص.