أعراض فقدان الشغف .. كيف تعرف إنك فاقد للشغف وكيف تعالجه؟
تظهر أعراض فقدان الشغف لدى الفرد بشكل واضح عند فقدان شغفه بالحياة بشكل عام، وبالأشخاص. والعلاقات حيث يصبح بارداً لا يلقي بالاً لأي شيء. وتصبح حياته مجرد روتيناً متكرراً مليئاً باليأس. فيكون من الواضح على هذا الشخص أنه فاقدٌ للشغف. لذلك سوف نتحدث عن أهم أعراض فقدان الشغف وكيفية علاجه في هذا المقال وبشكل مفصل. بعد أن تحدثنا في موضوع سابق عن الشغف في الحياة.
أهم أعراض فقدان الشغف
تبدأ أعراض فقدان الشغف بالظهور لدى الشخص منذ بداية إصابته بفقدانه. كما أنها تزداد مع الوقت، وتصبح أكثر عمقاً، وتأصيلاً في نفس الفرد في حال عدم تخلصه من هذه الحالة. حيث يعرف فقدان الشغف بأنه حالة من عدم الاهتمام. وعدم الرغبة تصيب الشخص فتجعله يفقد رغبته في أي شيء كان يهتم به سابقاً سواء في عمله. أو في حياته الشخصي، وحتى في ممارسة هواياته ومهاراته. وفي أي نشاط. ومن أعراض ذلك نذكر ما يأتي:
الاكتئاب الشديد والقلق
من أهم أعراض فقدان الشغف اكتئاب الشخص، وعدم الاستمتاع بالحياة. والقلق بشكل دائم بشأن المستقبل مع الشعور بالإحباط.
الانسحاب الاجتماعي وتفضيل الوحدة
الشخص الذي يفقد الشغف يصبح غير مبال بأي علاقة اجتماعية من حوله. فينسحب من التجمعات العائلية، ومن جمعات الأصدقاء، ويفضل قضاء أغلب وقته وحيداً. وكذلك يفضل البقاء في السرير لأوقات طويلة، وعدم مزاولة أي عمل، أو خوض أي حديث مع أحد.
التشاؤم
يكون التشاؤم من خلال عدم قدرة الفرد على التفكير بشكل إيجابي، وفقدان ثقته بالوصول إلى ما يرغب به.
الشعور بالملل الشديد
يسيطر الملل على حياة الفرد الفاقد للشغف. فيرى أن كل ما يقوم به من أعمال وأنشطة ليس لها أي أهمية، وكذلك ليس لديه ذرة حماس نحوها.
الشعور بالندم
يندم الشخص على كل قرار سابق في حياته، فيشعر بأنها قرارات خاطئة. وأنها السبب الرئيسي وراء كل مشاعره السلبية وأنّه لو اختار غير ذلك لكان أفضل الآن.
قلة الحماس
هنا تضعف دوافع الفرد، وينعدم حماسه تجاه أي أمر كان يثير اهتمامه في السابق. كما أنه يواجه صعوبة كبيرة في التجارب الجديدة التي تظهر في حياته.
التأجيل والتسويف
قد يقوم الشخص بتأجيل المشاريع والمهام التي كانت من قبل تشعره بالسعادة، كما أنه قد يبذل جهده للتخلص منها.
العصبية
يصبح الشخص كثير الانفعال، وقد يشعر بالضيق من أشياء لم تكن تزعجه من قبل. كما أنه يتعرض لليأس والانزعاج بسهولة.
فقدان التركيز
يشعر الفرد بالضياع، وعدم اليقين مما يسعى إليه. فيحاول جاهداً البحث عن الإحساس بالهدف، أو المتعة في أي نشاط يقوم به.
أعراض أخرى لفقدان الشغف
- الأرق، وعدم القدرة على النوم، وكذلك عدم الانتظام في فترات النوم.
- اضطرابات في الشهية للطعام.
- علاقات غير مستقرة مع الآخرين، وظهور المشكلات والخلافات وخاصة مع المقربين.
- الانطواء والانسحاب من العلاقات التي كانت مهمة للشخص في السابق.
- إيجاد الصعوبة في اتخاذ أي قرار.
- عدم تقدير الذات، وتقلب المزاج بشكل سريع.
- الإرهاق الشديد، والألم في الرأس، أو الظهر.
- تغير في وزن الجسم، وضعف الذاكرة.
- الرغبة في البكاء بدون سبب أحياناً.
- الشعور بالذنب بشكل مستمر.
- أفكار سلبية قد تقود لأفعال غير طبيعية.
- اللامبالاة، وعدم الاهتمام بأي شيء، وعدم الفرح بشيء، والتجرد من المشاعر تقريباً.
- قضاء أغلب الوقت في السرير، وكره مزاولة أي عمل.
- مشاعر سلبية تجاه النفس، وتجاه الآخرين.
- الشعور بالتعب بشكل دائم، والإصابة بالمرض بسهولة.
اقرأ أيضاً: كيف أرجع شغفي للدراسة؟ خطوات عملية تعيدك للطريق الصحيح
علاج أعراض فقدان الشغف
يجب ألّا يترك الشخص نفسه أسيراً لهذه الحالة وهذه الأعراض؛ لأنها سوف تتفاقم مؤدية به إلى الهلاك، وتدمير حياته، بل يجب عليه السعي للتخلّص منها؛ لذلك فإن الشخص هو الوحيد الذي يستطيع مساعدة نفسه لإخراجها من هذه الأمور، وذلك من خلال ما يلي:
ممارسة الرعاية الذاتية
عليك الاهتمام بصحتك الجسدية، والعاطفية؛ لأن هذا يساعد على الشعور بالنشاط وتجديد الحماس، وزيادة الثقة بالنفس التي بدورها تقوم بتحسين الحالة النفسية.
تجربة أشياء جديدة
عند ابتعادك عن الأنشطة والهوايات المعتادة قم بتجربة الأنشطة التي أجلتها في السابق، لكنك كنت مهتما بها ولم يكن لديك الوقت لتجربتها، حيث يمكنك العودة إليها، واكتشاف مهارات جديدة تشعرك بالسعادة.
تحديد الأهداف
إن تحديد الأهداف، ووضع خطة للعمل على تحقيقها يساعد على توليد دوافع جديدة وتعطيك شعوراً بالتحفيز والحماس، لكن يجب مراعاة أن تكون هذه الأهداف متوافقة مع قيمك واهتماماتك وقدراتك.
طلب الدعم
في حال وجدت الصعوبة في أمر ما، أو فقدت العزيمة والحماس قم بمشاركة ذلك مع أحد الأشخاص المقربين لك سواء كان من الأصدقاء أو من العائلة، وتحدث معه عن مشاعرك؛ لأن ذلك يساعدك في التخفيف عن نفسك، كما أن هذا الشخص يمكن أن تكون لديه القدرة على تقديم النصائح المفيدة لك، وتشجيعك، وتذكيرك بمزاياك.
تحديد الأولويات
يتم ذلك من خلال إعداد قائمة سواء كان على الورق أو في الذهن، بحيث تحتوي هذه القائمة على أهم الأمور بالنسبة لك، وترتيبها من الأهم إلى الأقل أهمية؛ هذا الأمر سيساعدك على تغيير الأنشطة وتوجيهها بما يتوافق مع أولوياتك، وسيعطيك شعوراً بالحماس من جديد.
اتخاذ خطوات صغيرة
عندما يكون الهدف الذي تحدده لنفسك يحتاج إلى وقت طويل، وجهد مضاعف؛ ولكيلا يصيبك البرود، وفقدان الشغف بسبب ذلك، لا بد لك من تقسيم الهدف إلى خطوات صغيرة يتم إنجازها بشكل يومي، وهذا لأمر سيشعرك بالسعادة، والإنجاز بشكل جيد، وبالتالي تحقيق الأهداف مهما كانت صعوبتها.
أخذ قسط كافي من الراحة
الجسم والعقل أيضاً يحتاجان لأخذ نقاهة في كل فترة؛ وذلك لاستعادة النشاط والحماس. لذلك يمكنك أخذ إجازة من العمل، وقضاء فترة راحة من خلال تمارين الاسترخاء، أو حتى النوم لفترة كافية، أو الذهاب لمكان تشعر فيه بالسعادة.
تنظيم الوقت ومواعيد النوم
تنظيم الوقت له دور كبير في التخلص من أعراض فقدان الشغف، وأولها التسويف والملل، ويمكن تنظيم الوقت من خلال معرفة الساعات التي تستطيع فيها العمل، والساعات التي تحتاج فيها إلى الراحة، وكذلك تحديد وقت النوم والثبات عليه.
كسر الروتين
إذا كنت تقوم كل يوم بالأشياء نفسها، فإن ذلك بالتأكيد سوف يشعرك بالملل من حياتك كلها. لأنها سوف تتشابه ولن تجد فيها أي أمر جديد. لذلك عليك القيام دائما بما هو جديد كأن تذهب في رحلة مع الأصدقاء كلما شعرت بالملل، أو تقرأ كتاب جديد، أو تتعلم هواية جديدة، وغيرها من الأمور التي تقضي على الروتين في حياتك.
التصالح مع الذات
من خلال تجنب الشعور بانعدام القيمة عند عدم نجاحك في إنجاز أمر ما، واعتبار ذلك تشجيعا لك؛ لتغيير خططك. بالإضافة إلى تجنب إنهاك نفسك، وتحويل حياتك إلى قائمة من المهام التي عليك إنجازها. بل لا بد من أخذ استراحة بين الفترة والأخرى. وممارسة الأعمال التي تحبها؛ لإضفاء بعض التسلية، والمتعة لحياتك.
الابتعاد عن الأشخاص السلبيين
لا بد من إحاطة نفسك بالأشخاص الإيجابيين حيث تأخذ منهم الطاقة الإيجابية، والتشجيع والتخفيز.
وفي نهاية هذا المقال يمكن القول إن أعراض فقدان الشغف كثيرة ومتعددة. كما أنها لا تظهر على الشخص دفعة واحدة، بل تظهر بشكل تدريجي. وتتزايد شدتها إذا لم يتم العمل على علاجها.