فقدان الشغف .. ما هو؟ وكيف يحصل؟ والأهم كيف تعالجه؟
فقدان الشغف هو حالة يعاني منها الأفراد عندما يفقدون حماسهم والإثارة التي كانوا يشعرون بها تجاه أمرٍ معين. سواء أكان في العمل أو أثناء الدراسة أو في العلاقات الشخصية. وفي حقيقة الأمر هو مشكلة خطيرة تعترض طريق الإنسان وتؤثر على حياته دون سابق إنذار. وفي مقالنا اليوم سنتعمق أكثر معًا للتعرّف على هذا المفهوم وكيفية التحكّم به لأجل التخلص منه، فتابعوا معنا.
ما هو فقدان الشغف
هنالك الكثير من التعريفات التي تدور حول هذا المفهوم. لكن أكثرها قربًا من الواقع هو التعريف الذي يقول أنّ فقدان الشغف عبارة عن مرور الإنسان بتجربة ما تجعله يهتم اهتمامًا كبيرًا تجاه شيء معين أو شخص معين. ومع مرور الوقت تنعدم الرغبة تمامًا فلا يعود هنالك أي شعور ولا حتى رغبة تكون بذات مستوى الحماس أو الإثارة والاندفاع المسبق تجاه ذات الأمر الذي اعتاد أن يكون شغوفا به. وقيل أيضًا أنّ الشغف هو نوع من أنواع التعلّق الشديد في الشخص أو الشيء. وانعدام الشغف لا يتوقف عند صعيد معين، بل من الممكن أن يصيب جميع جوانب حياة الإنسان سواء على المستوى الشخصي والعلاقات أو المهني أو الدراسي ومن الممكن أن يكون فقدان الشغف دفعة واحدة أو من جانب واحد فقط. فيشعر المرء بالملل والفتور ويفضل العزلة أو النوم لساعات طويلة هربًا من الواقع فلا يتابع نشاطاته ومسؤولياته اليومية.
علامات فقدان الشغف
يوجد هنالك علامات لفقدان الشغف تكون واضحة. وتختلف باختلاف وجودها من شخص لآخر. ويعود السبب في ذلك بحسب الطبيعة النفسية للمرء ومدى قدرته ووعيه بالتحكم بأي حالة يمر بها. لكن من الجدير بالذكر أن هذه العلامات من الممكن أن تكون مجموعة إشارات لوجود مشكلات نفسية مثل الاكتئاب. ولهذا جمعنا لكم أبرز تلك العلامات الشائعة والتي تشير إلى فقدان الشعف تمامًا وسنقدّمها إليكم على النحو التالي:
- فتور الحماس: قد يشعر المرء بفتور حماسه أو ضعف الرغبة تجاه الدوافع والأمور التي كان يفعلها. فعندما يجد صعوبة في الاهتمام بما كان يشغف به هذا يعني أنه يجب عليه أن يجدد طاقته قبل أن تختفي رغبته في الشيء.
- الملل والضجر: يشعر الإنسان باللامبالاة تجاه أمر معين أو شخص معين. وليس هذا فحسب، بل من الممكن أيضًا أن ينتابه هذا الشعور حتى عندما يخوض أنشطة ممتعة. لكن الضجر يرافقه ويجب أن يعيد ترتيب أموره قبل أن تتفاقم الحالة ويفقد شغفه.
- التّسويف المتواصل: هنالك الكثير من الناس عندما يصابون بفقدان الشغف يجدون أنفسهم يقومون بتأجيل الأعمال والمهام المترتبة عليهم. والتي كانت تعطيهم دافعًا وقوة وشعورًا كبيرًا في السعادة.
- العصبية والإحباط: قد يشعر الإنسان الفاقد للشغف في الكثير من الأوقات بحالة من الانزعاج ويثور ويغضب فجأة. ويكون لا داعي لردة فعله الحادة، كما يصيبه اليأس بسهولة وينزعج من أي شيء يحدث حوله حتّى وإن كان عاديًا.
- انعدام التركيز: يؤدي فقدان الشغف إلى عدم التركيز بكل ما يجري من أمور حياتية حول الإنسان. مما يجعله يفقد الإحساس بأي هدف كان يشغف به ومن المحتمل في بعض الأحيان أن يبدأ بنسيانه.
أسباب فقدان الشغف
هناك العديد من العوارض والأسباب التي تولّد شعور فقدان الشغف. وتعود هذه الأسباب غالبًا إلى الروتين المستمر للحياة اليومية. ولذلك سنستعرض لكم أبرز وأهم تلك الأسباب وهي على النحو التالي:
الإرهاق المستمر
عندما يبلغ اهتمام المرء بشيء أو شخص معين أعلى درجاته ويعمل دائمًا بجهدٍ كبير وتقديم الطاقة دون مقابل لفترةٍ طويلة سينقلب شعوره تدريجيًا. فيبدأ الأمر بالضجر والإحباط ومحاولة الهرب من الواجب المترتب عليه حتى يصل إلى مرحلة فقدان الشغف وعدم الاستمتاع بكل ما كان يفعله.
التغييرات الحياتية
عندما يحدث الكثير من الأحداث الصعبة في حياة الإنسان وخاصةً إن كانت متتالية. عندها سيقوم بتغيير الأولويات وأهمية الواجبات المترتبة عليه ومن هذا المنطلق تبدأ مرحلة فقدان الشغف بالظهور وعلى وجه الخصوص إن لم يلقَ دعمًا ليذكّره بما يحبه. وقد أكدّ علماء النفس على هذه النقطة بأنها السبب المباشر لفقدان الشغف.
غياب التحدي
بمعنى آخر يكون الدافع للتحدي أو التحدي بذات نفسه غائبًا عن ساحة حياة الإنسان. وبالتالي عندما يتعرض لأي عوائق وصعوبات سيضمحل مباشرة شغفه لعدم وجود التحدي أو المحفز الذي يكون بحاجته ليدفعه للتقدم نحو الأمام.
الإحباط من المحيط
في حقيقة الأمر إنّ هذا السبب من أكثر الأسباب التي تجعل المرء يصل لمرحلة فقدان الشغف. فعندما لا يجد أي دعمًا خارجيًا مهما شحن نفسه مع مرور الوقت. فإذا استمر الوضع هكذا ستختفي طاقته. لذلك من المهم جدًا أن يعرف المرء كيف يختار الأشخاص حوله ويكون واعيًا لاحتمالية وجود الشدائد والمصائب التي سيظهرون بها ويدعموه.
اقرأ أيضاً: ما الفرق بين التأمل والاسترخاء؟ وأيهما أنفع لك؟
كيفية علاج فقدان الشغف
بعد العديد من الأبحاث التي قمنا بها لأجلكم. وجدنا أنه من المهم جدًا أن نشارككم بتقديم الحلول التي تجعلكم تتخلصون من فقدان الشغف بطرقٍ بسيطة. لكن الأهم من ذلك أن يكون هنالك رغبة بداخلكم كي تطردوه بعيدًا عن أرواحكم. فالتغيير يكمن بيدكم وبقرارٍ منكم أولًا، ومن ثمَّ اتباع النصائح التالية:
- أخذ قسطًا كافيًا من الراحة ففي بعض الأحيان. كل ما يحتاجه المرء هو قضاء بعض الوقت وحيدًا وبعيدًا عن روتين حياته المتكرر سواء من ناحية وجود الأشخاص أو الأشياء التي يقوم بفعلها كل يوم. هذا الراحة ستنعكس إيجابيًا عليه وتجدد طاقته للاستمرار.
- محاولة استكشاف هوايات جديدة (هوايات مفيدة لتحسين حياتك) أو اهتمامات جديدة تولد اندفاعًا جديدًا نحو الحياة عمومًا. وحبذا لو كانت هذه الاهتمامات على الرغم من كونها جديدة إلا أنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بشغفه الأصلي كي لا ينساه.
- ممارسة تمارين اليوغا والتأمل حتى تنبثق الطاقة الداخلية من أعماق الإنسان. فمع القليل من الاسترخاء والإنصات للذات وإعادة التواصل معها يكون ذلك كفيلًا لشحن طاقة الشغف مجددًا تجاه الأشخاص والأشياء والحياة عمومًا.
طرق علاج فقدان الشغف
- التذكير الدائم بالأولويات المترتبة على المرء. ففي بعض الأحيان تكون هذه الخطوة أمرًا إيجابيًا تجعله يقدّم أفضل ما عنده ويجد حلولًا لكل مشكلة تواجهه لأنه سيتذكر أيضًا قيمة الأشياء التي يفعلها وأهميتها التي ستعود عليه.
- تحديد أهداف جديدة، وذلك في حال انتهت كل الحلول لتجديد الطاقة والشغف تجاه شيء معين. فيمكن للمرء هنا أن يقوم بتحديد أهداف جديدة تكون دافعًا قويًا له ويحاول تفادي الأخطاء التي وقع بها في الماضي.
- محاولة الابتعاد عن السلبية قدر المستطاع، والانتباه جيدًا إلى ما يردده العقل من عبارات (اليقظة الذهنية قد تساعدك في هذا الجانب). وفي أثناء بداية مرحلة فقدان الشغف إن لم يكن هنالك دعمًا من الأصدقاء والعائلة من المهم جدًا أن يقوم الإنسان بالانعزال عنهم ريثما يقوم بتجديد طاقة نفسه بنفسه.
وفي ختام المقال. إنّ فقدان الشغف حالة شعورية تصيب البشر كلهم تجاه الأشخاص والأشياء الموجودين في حياتهم ومن الممكن أيضًا تجاه الحياة عمومًا، لهذا فهو شعورٌ طبيعي لحدٍّ ما. لكن إن استمر الوضع هكذا لفترة طويلة من الزمن فمن الأفضل أن يتأخذ المرء إجراءً مناسبًا للتخلص من هذه الحالة.