ما الفرق بين التأمل والاسترخاء؟ وأيهما أنفع لك؟ 

الفرق بين التأمل والاسترخاء  كبير  فهما مفهومان مترابطان يمثلان أدوات قوية لتحسين الصحة النفسية والجسدية. ولكنهما مختلفان بعض الشيء فالتأمل يركز على توجيه الانتباه والتفكير والانغماس في اللحظة الحالية. بينما الاسترخاء يركز على تهدئة الجسم والعقل وتحقيق الاسترخاء العميق.

وفي علم النفس يمكن استخدام هذين المصطلحين كما لو أنهما مترادفين. ولكن مع هذا كله فإننا نتحدث عن تجربتين مختلفتين، لهذا السبب من المهم جداً معرفة الفرق بين التأمل والاسترخاء وكيفية التمييز بينهما. 

ما هو الفرق بين التأمل والاسترخاء  

التأمل والاسترخاء هما مفهومان مرتبطان بالصحة العقلية والروحية لتحقيق الراحة والتوازن الداخلي. وعلى الرغم من أنهما يستهدفان الهدوء والراحة. إلا أن لكل منهما تعريف وطبيعة خاصة به. فالتامل هو تقنية تهدف إلى توجيه الانتباه بشكل مركز ومنهجي نحو اللحظة الحالية. مع التركيز على التجربة الداخلية والوعي بالأفكار والمشاعر والتجربة الحسية. إذ يتطلب التأمل الهدوء والسكينة والتركيز العميق على الحاضر بدون الانصراف إلى الأفكار والتشتت. ويتم في التأمل تطوير القدرة على الاسترخاء العميق وتخفيف التوتر وتهدئة العقل وتغذية الروح. 

أما الاسترخاء، فهو حالة تُعبّر عنها بالاستراحة وتهدئة العقل والجسد، ويهدف إلى تحقيق حالة من الراحة العميقة والسكينة. وقد تشمل تقنيات الاسترخاء التنفس العميق. وتمارين التمدد والاسترخاء الجسدي، والموسيقى المهدئة. والتأمل البسيط، والهدف من الاسترخاء هو تحقيق حالة هدوء واسترخاء العقل والجسد. والتخلص من التوتر والضغوط اليومية. 

بشكل عام، الفرق بين التأمل والاسترخاء يكمن في التركيز وتحديد الهدف لكل منهما. فالتأمل يركز على الانتباه العميق للحاضر وتوجيه الوعي الداخلي. بينما الاسترخاء يركز على تهدئة الجسم والعقل وتحقيق حالة من الهدوء والارتياح. ويمكن استخدام كل منهما بشكل مستقل أو مشترك. حسب احتياجاتك وأهدافك الشخصية. 

هل يمكن أن يؤدي التأمل إلى الاسترخاء؟ 

نعم، يمكن أن يؤدي التأمل إلى الاسترخاء. حيث يعتبر التأمل تقنية تهدف إلى تهدئة العقل وتحقيق الانسجام الداخلي عن طريق التركيز على التنفس وتوجيه الانتباه إلى الحاضر. كما يمكن للتأمل أن يساعد في تخفيف التوتر والقلق والإجهاد. بالإضافة إلى ذلك قد يساعد في تحسين الصحة العامة وزيادة الشعور بالسعادة والراحة. 

تمارين التأمل

تمارين التأمل  

هناك العديد من تمارين التأمل المختلفة التي يمكن ممارستها لتحقيق الهدوء العقلي وزيادة الوعي الذاتي. إليك بعض تمارين التأمل الشائعة: 

التأمل المركّز 

التأمل المركز هو تقنية تأملية تهدف إلى تحقيق الانغماس العميق في الواقع الحالي وتركيز الذهن بشكل كامل على ما يحدث في اللحظة الحالية. يتطلب التأمل المركز توجيه انتباهك بشكل متعمد إلى مشاعرك وأفكارك وتجاربك في الوقت الحاضر، دون التشتت أو التفكير في الماضي أو المستقبل. حيث يعتبر التأمل المركز أساسيً لعدة ممارسات تأملية مثل التأمل بالصوت أو التنفس أو التصور. ويُعَدُّ من أهم طرق تطوير الانتباه والذهنية. 

التأمل التنفسي  

التأمل التنفسي هو تقنية تهدف إلى تحسين الوعي والاسترخاء من خلال التركيز على النفس وعملية التنفس. يتضمن التأمل التنفسي توجيه الانتباه بشكل متعمد إلى نمط التنفس وملاحظة الشعور بالهواء والحركة في الجسم أثناء التنفس. ويُعتبر التأمل التنفسي أحد أشكال الممارسات الروحية والعقلية المستخدمة في الثقافات المختلفة لتحقيق الاسترخاء والتوازن الداخلي. وقد يؤدي ممارسة التأمل التنفسي بانتظام إلى فوائد صحية مثل تقليل مستوى التوتر والقلق، زيادة التركيز والانتباه، تحسين جودة النوم، وزيادة الشعور بالراحة العامة. 

التأمل في الجسد 

التأمل الجسدي هو تقنية تهدف إلى زيادة الوعي بالجسم والحواس من خلال التركيز والانتباه للتجارب الحسية والإحساس بالحركة والتنفس والتواصل مع الجسم. يشمل التأمل الجسدي مجموعة من التقنيات مثل التركيز على نبضات القلب، أو تصور أجزاء معينة من الجسم. أو ملاحظة الشعور بالتوتر أو الاسترخاء في المناطق المختلفة من الجسم. ويهدف إلى تحقيق التوازن والانسجام بين العقل والجسد، وتخفيف التوتر وزيادة الشعور بالاسترخاء والصحة العامة. 

التأمل بالتجربة الحسية  

التأمل بالتجربة الحسية هو عملية توجيه الانتباه والتركيز على الحواس والتجارب الحسية في اللحظة الحالية، مثل الصوت والشم واللمس والطعم والبصر، يتطلب هذا النوع من التأمل الانغماس في الحواس والتفاعل مع الحاضر بدون الانشغال بالأفكار المتناقضة أو التشتت الذهني، وعندما نمارس التأمل بالتجربة الحسية، نستخدم العينان لرؤية الأشياء المحيطة بنا بتركيز كامل واهتمام، ونستخدم الأذنان لالتقاط الأصوات والاهتمام بها، ونشعر بلطف اللمس ونتواصل مع تفاصيل الحواس بشكل عميق. 

هذا النوع من التأمل يسمح للشخص بالابتعاد عن الضغوط والتوترات اليومية والتركيز على ما يجري في اللحظة الحالية.  

اقرأ أيضاً: تعرف على سر الحياة السعيدة .. أبسط مما تخيل

تمارين الاسترخاء

تمارين الاسترخاء   

إليكم بعض تمارين الاسترخاء التي يمكنكم ممارستها بكل سهولة للحصول على قسط من الراحة: 

  • التنفس العميق: اجلس أو اتكئ بشكل مريح وأغلق عينيك، وابدأ بالتركيز على التنفس، ومن ثم تنفس ببطء وعمق، وحاول أن تشعر بالهواء يدخل جسدك ويخرج منه، قم بذلك لمدة 5-10 دقائق. 
  • تمارين الإجهاد التدريجية: ابدأ بتحريك عضلات قدميك لبضع ثوانٍ ثم ارخها، ثم اقفز إلى عضلات ساقيك، ثم عضلات البطن، وهكذا حتى تصل إلى عضلات الوجه. هذا يساعد في تخفيف التوتر في جسدك. 
  • المشي في الطبيعة: خذ نزهة قصيرة في الطبيعة، سيراً على الأقدام أو ركضاً خفيفاً، استغل هذه الفترة للاسترخاء والابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية. 
  • التأمل: اجلس في مكان هادئ ومريح، وأغلق عينيك، ركز على نقطة معينة في جسدك أو تخيل مشهداً هادئاً ومريحاً، وحاول أن تفصل عقلك عن الأفكار المشتتة والتركيز فقط على الهدوء والسلام. 
  • تمارين اليوغا: قم ببعض تمارين اليوغا التي تساعد في تحقيق الاسترخاء والتوازن بين الجسد والعقل. 
  • استمع إلى الموسيقى المهدئة: قم بتشغيل الموسيقى التي تساعد في الاسترخاء، مثل الموسيقى الكلاسيكية أو الموجات الصوتية. 
  • قضاء وقت مع أصدقائك أو أفراد عائلتك: خذ وقتاً للاسترخاء مع من تحب، سواء كان ذلك بالحديث معهم أو قضاء وقت في نشاط يستمتع به الجميع (هنا أفكار أنشطة مع الأصدقاء في البيت). 

تقنية تجمع بين التأمل والاسترخاء 

هل ترغب في تجربة التأمل التدريجي لاسترخاء الجسم؟ إليك هذه التقنية والتي يجدها الكثير من الأشخاص مفيدة: 

  1. ابدأ التنفس بعمق، وخذ نفساً عميقاً واشعر به في بطنك، ثم أخرجه ببطء، وتخلص من التوتر أثناء الزفير. 
  1. حاول التخلص من كل هذا الهواء الفاسد، ثم تنفس بعمق مرة أخرى. 
  1. عندما تتدفق أنفاسك بشكل مريح وتبدأ في الشعور بالاسترخاء، وجه انتباهك إلى جسمك. 
  1. ابدأ بقدميك، هل هناك توتر؟ إذا كان الأمر كذلك، يمكنك قبض عضلات أصابع قدميك حتى تتمكن من تركها بشكل كامل. 
  1. لاحظ الآن الإحساس بالاسترخاء والراحة. 
  1. يمكنك اتباع نفس الطريقة للفت انتباهك تدريجياً إلى الأرداف والظهر، ثم اليدين والذراعين. 

في ختام مقالنا لليوم، نكون قد توصلنا إلى الفرق بين التأمل والاسترخاء وأهميتهما في تحسين الصحة النفسية، فعند ممارسة التأمل نتعلم كيفية توجيه انتباهنا وتجاهل الأفكار والتشتت الذهني، مما يساعدنا على زيادة الوعي وتحقيق السكينة الداخلية، أما بالنسبة للإسترخاء يقوم بتهدئة الجهاز العصبي والعضلات وخفض مستويات التوتر والإجهاد لذا، نوصي بإدراج التأمل والاسترخاء في روتينك اليومي، واتخاذ بعض الوقت لتركيز انتباهك والاسترخاء العميق، بدلاً من الانشغال بالتفكير المستمر والضغوط اليومية، اسمح لنفسك بأن تختبر الهدوء والسكينة الداخلية وتستعيد التوازن. 

📩
انضم لأكثر من 3000 شخص في نشرتنا البريدية ليصلك أحلى ما عندنا

لن تصلك رسائل عشوائية. يمكن إلغاء الاشتراك في أي وقت

تابعنا على: Twitter - Facebook

قد يعجبك ايضا