أسلوب الحياة السعيدة .. خطوات سهلة وبسيطة للرضا والسلام النفسي
إنّ البشر عمومًا يميلون للبحث عن أسلوب الحياة السعيدة كي ينعمون براحة بال وسلام داخلي لا نهاية لهما. ولكن السؤال الأهم هو كيف يمكن تحقيقها والوصول إليها؟ وهل هي مرتبطة بالمال والنجاح والشهرة فقط؟ أم أنها تنبع من أعماق الإنسان وتتعلق بالرضا الذاتي والتوازن النفسي؟ اليوم سنجيب على كل أسئلتكم الشائكة في هذا المقال وسنتحدث عن أسلوب الحياة السعيدة وكيف يمكن تحقيقها، فتابعوا بشغفٍ معنا.
كيف يكون أسلوب الحياة السعيدة
هناك الكثير من الأساليب التي يمكننا اتباعها وتبنيها كي تصبح حياتنا أفضل ونعيش بالسعادة التي نرغبها. لكن من المهم جدًا أن ندرك أنه لا وجود للسعادة المطلقة في هذا العالم وهذه حقيقة قدرية يتفق عليها جميع الناس. ولكن سنقدّم إليكم أهم تلك الأساليب فقد جمعناها لكم على النحو التالي:
الاهتمام بالصحة النفسية
الصحة النفسية من أهم العوامل الأساسية لينعم الإنسان بالسعادة المأمولة. ولذلك يجب العناية بها بطريقةٍ جيدة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال ممارسة التأمل واليوغا والرياضة عمومًا والأهم من هذا المواظبة على القيام بهذه الأمور وجعلها روتينًا حياتيًا. حيث أنها ستساعد على تحسين المزاج والتخفيف من حدّة التوتر.
المحافظة على العلاقات الاجتماعية
العلاقات الاجتماعية مهمةً جدًا في تحقيق السعادة. فالإحساس بالتواصل والانتماء للمحيط الاجتماعي يمنح الإنسان شعورًا بالرضا والسعادة. لذلك من الضروري أن يهتم الإنسان بانتقاء علاقاته الاجتماعية وتقويتها وعلى وجه الخصوص يجب عليه أن يكون حذرًا في انتقائه لنوعية الأشخاص الذين يتعامل معهم باستمرار.
تحديد الهدف والرؤية المستقبلية لحياتنا
يجب أن يكون لدينا هدفا معينًا للسير في خط حياتنا، ويجب علينا أيضًا أن نضع رؤية مستقبلية لها، فهذا يمنحنا الدافع للعمل والتقدم بكل شغف وإصرار. لأن تحديد الوجهة يجعل عقلنا الباطني يركز على ما من حوله ويجذب ما نرغب به. حتى وإن عانينا في الكثير من الأحيان إلا أنّه عندما نصل إلى مرادنا ونحقق النجاح ننسى كل تعبنا ونشعر بالإنجاز والرضا والسعادة.
التعلم والنمو والتطور الفكري
يجب علينا أن نسعى دائمًا إلى تطوير ذاتنا وتقدّمها نحو الأفضل في التعلم والنمو العقلي والفكري وحتى العاطفي. فهذا يمنحنا الفرصة لتطوير مهاراتنا وزيادة معرفتنا ومدركاتنا العقلية. فضلًا عن ذلك، يمكننا من خلال التعلم المستمر أن نزيد من فرص العمل لدينا لتعلو مكانتنا الاجتماعية والمهنية وبالتالي سنشعر بالإنجاز والتقدم. مما يزيد من شعورنا بالسعادة والرضا والراحة.
الإيجابية والتفاؤل والأمل
يجب علينا أن نحافظ على الإيجابية والتفاؤل في الحياة مهما بلغت الصعوبات وكثرت العثرات، فهذه الطريقة بالتفكير والإصرار سيساعدان حتمًا على تحسين المزاج والتقليل من التوتر. وذلك من خلال النظر إلى الجانب المشرق في الحياة والتركيز على الأشياء الإيجابية. فمهما كان ظرفنا قاهرًا لا بدّ من وجود حكمة إلهية وقدرية لكل المجريات الحياتية. هكذا سنرتاح أكثر ونحقق السعادة.
الاهتمام بالصحة الجسدية واللياقة
يجب علينا أن نحاول توفير العناية الكاملة بالصحة الجسدية من خلال تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة باستمرار. وبطريقةٍ منتظمة مما سينعكس حتمًا على ثبات الوزن الصحي عندنا وبالتالي لن نخضع لأي نوع من الأمراض الخطيرة والتي تزعزع أمننا النفسي والجسدي مستقبلًا.
الإبداع والتفكير الإيجابي
يمكن تحقيق السعادة من خلال الإبداع والتفكير الإيجابي. فالتفكير بطريقة إيجابية يمكن أن يزيد من شعورنا بالرضا والسعادة وفي حقيقة الأمر هذه العملية هي أعلى مراحل الوعي التي ستوصلنا إلى ما نريده من استقرارٍ نفسي.
الاسترخاء والتمتع بالحياة
يجب علينا أن نتذكر أن الحياة ليست عمل وجهد فقط. بل يجب أن نخصص وقتًا للاسترخاء والجلوس مع أنفسنا والإنصات إليها وفعل ما ترغب به ذاتنا. ونستمتع بالأشياء التي تجلب لنا السعادة، مثل القراءة والسفر والتفاعل مع الطبيعة والذهاب برحلة مع الأصدقاء.
الموازنة ما بين العمل والحياة الشخصية
يجب علينا أن نراعي نقطة حساسة جدًا ألا وهي الأخذ بعين الاعتبار أنه علينا الموازنة بين العمل والحياة الشخصية الخاصة. فالعمل المفرط يمكن أن يؤدي إلى الإجهاد والتوتر وسينعكس على الحياة الشخصية المستقرة. وبهذه الطريقة يمكن أن نزيد من شعورنا بالرضا والسعادة والسلام الداخلي.
التعاطف والعطف
يمكن تحقيق السعادة من خلال التعاطف والعطف على الآخرين. وعلى أنفسنا أيضًا. فالإحساس بالتواصل والتعاطف مع الآخرين يمنحنا شعورًا بالسعادة والرضا، ويجب علينا أن نكون رحيمين مع أنفسنا فنبتعد قدر المستطاع عن جلد الذات.
أهم الحقائق عن الحياة السعيدة
يوجد هنالك حقائق عدّة تدور حول الحياة السعيدة يجب علينا معرفتها كي نزيد من مدركاتنا ونعي بكيفية التعامل مع الحياة كي نخرج منها سعداء وبأقل خسائر، ومن أهم تلك الحقائق جمعنا لكم ما يأتي:
- يوجد جينات وراثية تؤثر على سعادة الإنسان وتنتقل ضمن العائلات وتتوارث بين الأجيال على مر السنين. حيث أنها تنحدر من الجد إلى الأب ومن بعدها تصل إلى الأبناء، وفي الجهة المقابلة تكون موجودة عند الجدة ومن ثمّ الأم حتى تصل إلى الفتيات.
- لهذه الجينات تأثير اً حوالي ما يعادل 50% وتنعكس على شعور الشخص بالسعادة وكيفية التعامل مع الحياة.
- حدد علماء النفس نسبة 10% من سعادة الإنسان تتوقف على وضع الظروف الخارجية أو المحيطة به، أما النسبة المتبقية ألا وهي 90% تتوقف على ما يوجد بداخله من عوامل وراثية وأفكار مزروعة فيه منذ الصغر عن الحياة والموجودات.
- إنّ الشعور بالسعادة يزداد كلما تقدم الإنسان بالعمر. ويعود السبب في ذلك إلى المرء، فكلما كبر في العمر. كلما صغرت الحياة المادية في عينه وبدأ يدرك أنّ هنالك أمور روحية وأشياء بسيطة تجلب إليه السعادة أكثر.
حقائق عن الحياة السعيدة
- تساعد الحركة على زيادة السعادة بغض النظر إن كانت رياضة يقوم بها الإنسان بتمرينات معينة أو المشي أو حتى الأعمال المنزلية أو أي نوع آخر من التحركات، فالمهم فعليًا ألا يركد جسد الإنسان كي لا يصيبه أي نوع من الاكتئاب والإحباط.
- من المهم جدًا أن ندرك أنّ المال لا يجلب السعادة، بل في بعض الأحيان قد يزيد من حالات الاكتئاب والخوف، حيث يصبح المرء قلقًا بشأنه طوال الوقت. لذلك يجب علينا أن نرضَ بالحصول على مالٍ يكفي مستلزماتنا الأساسية والحياتية فقط.
- يجب علينا أن نحاول قدر المستطاع الموازنة ما بين العزلة والانخراط في المجتمع والعلاقات. فالاجتماع بأشخاص معينة تعزز الثقة بالنفس وتزيد من هرمون السعادة والتجدد بداخلنا. وفي ذات الوقت من الواجب تجاه أنفسنا أن نحافظ على مساحتنا الخاصة لإعادة ترتيب أمور حياتنا على الدوام.
- يعتبر عناق الأطفال وملاعبتهم من أكثر العوامل التي تساعد على زيادة هرمون السعادة. ولاسيما إن كان الطفل من أحد أفراد العائلة، لذلك حاولوا التقرّب من الأطفال. وفي المقابل أيضًا الحيوانات الأليفة تعطي نفس التأثير حال اللعب معها.
- في بعض الأحيان من الجيد ألا نفهم ما يحدث حولنا أو نتغابى في الفهم كي تمضي الأمور كما يكون مقدرًا لها أن تمضي.
في ختام المقال، إنّ أسلوب الحياة السعيدة يعتمد اعتمادًا كبيرًا على الإنسان بذاته وبقرارٍ منه. كما أنه يجب علينا أن نتذكر أن طريقة التعامل مع الحياة تختلف من شخص لآخر. ولكن هذه النصائح والحقائق يمكن أن تساعدنا للوصول إلى غايتنا في تحقيق السعادة والرضا المأمول في الحياة.