فوائد الأحجار الكريمة الروحانية حقيقة أم خيال
لطالما استخدمت الأحجار الكريمة لآلاف السنين بغرض التزين والتجمل، ولكن استخدمتها أيضاً العديد من الثقافات في جميع أنحاء العالم لأغراض علاجية وروحانية. فهل فعلاً الأحجار الكريمة تمتلك تلك الفوائد، وما موقف العلم منها؟ تابع هذه المقالة حتى النهاية وتعرف على فوائد الأحجار الكريمة حسب التحليل العلمي والديني.
فوائد الأحجار الكريمة
في البداية دعونا نتحدث عن أهم الفوائد النفسية والروحانية للأحجار الكريمة، والتي تدفع الكثير من الناس لإنفاق مبالغ طائلة مقابل الحصول عليها والاستفادة من طاقاتها:
1- الشعور بالاسترخاء
تشير المعتقدات القديمة إلى أن ارتداء أنواع معينة من الأحجار الكريمة في الإصبع، يمكن أن يمنح الطاقة المهدئة داخل جسد الإنسان ويمنح تأثير الهدوء والاسترخاء ويقلل القلق والأرق.
2- قوة البصيرة
تساهم الأحجار الكريمة في زيادة التركيز وربطك بوعيك الداخلي، حيث يمكنك أن تفهم أسباب حدوث الأشياء التي لم تكن واضحة لك من قبل.
3- القوة الشفائية
يُعتقد أن بعض الأحجار الكريمة لها قوى علاجية، مثل العقيق والزبرجد والهيماتيت، فكل حجر له تأثير على جزء معين من أنحاء الجسد ويرفع من نسبة الشفاء ويمنح رد فعل إيجابي.
4- جلب الحظ
تساهم الأحجار الكريمة في جلب الحظ السعيد وتخطي العقبات والمصائب القادمة في طريقك وتحقيق الأهداف، نظراً للطاقة الكونية التي تتمتع بها.
5- جلب الرزق
هناك أنواع معينة من الأحجار الكريمة تساهم في جلب الرزق ومنع الفقر بفضل طاقة الجذب التي تجذب المال إليك وتفيدك في أعمال البيع والتجارة.
6- الشعور بالسعادة
عند ارتداء الأحجار الكريمة بشكل منتظم، فهي بمثابة أداة عملية لعيش حياة سعيدة سليمة، فارتداء عقد من الأحجار الكريمة كفيل بأن يحيط جسمك بالطاقات الإيجابية والعلاجية.
7- تطهير الجسم
تساهم الأحجار الكريمة في تطهير الجسم من الطاقات السلبية المتراكمة فيه، ويمكنك أن تشعر بالفرق خلال أيام قليلة من ارتداء الحجر الكريم.
الأحجار الكريمة وفوائدها الروحانية
والآن حان الوقت لنتساءل: ترى هل حقاً تمتلك الأحجار الكريمة كل تلك الفوائد؟
إذا فكرنا منطقياً، فجميعنا نعلم أن الأحجار الكريمة باهظة الثمن، ولا يمكن لأي شخص الحصول عليها إلا إذا كان من الطبقة الثرية أو إذا حالفه الحظ وعثر على حجر كريم بنفسه.
فهل هذا يعني أن الفئة الوحيدة التي يمكنها الاستفادة من الفوائد الروحانية العظيمة لهذا الحجر هي فئة الأثرياء أو أولئك الذين يبحثون عنها بأنفسهم؟ لو أن الله سبحانه وتعالى خلق هذه الأحجار وجعل بها قوى خارقة لا يمكن سوى لفئة معينة الاستفادة منها، فهل هذا عدلاً؟ بالطبع لا، والله جل جلاله منزه عن هذا.
ولو أن الأحجار الكريمة فعلاً قادرة على شفاء الأمراض المستعصية، كمرض السرطان كما يزعمون، فلماذا يذهب الناس إلى المستشفيات ويتناولون الأدوية طلباً للعلاج؟ ولماذا يقضي الطبيب سنوات طويلة في الدراسة لنيل الشهادة إذا كان المعالج الطبيعي بالأحجار الكريمة قادراً على القيام بدوره؟
لكن لو فكرنا بأن هناك فئة معينة تستفيد مادياً وعقائدياً من هذه الأحجار، فمن الطبيعي أن تروج لها على أنها ذات فوائد مذهلة وروحانية ونفسية حالها كحال اليوجا. فكما نعلم أن اليوجا وتمارين التأمل من الممارسات التي تبعث على الاسترخاء والسلام الداخلي، لكننا وضحنا في مقالة سابقة مدى زيف هذه الادعاءات وكيف أنها ممارسات شيطانية بحتة، عدا أنها تجارة مربحة تستقطب أولئك الذين يرغبون في التخلص من التوتر والضغوطات اليومية والاكتئاب.
فوائد الأحجار الكريمة علمياً
عندما نتحدث عن فوائد الأحجار الكريمة فهي غير مثبتة علمياً على الإطلاق، ولا توجد أي دراسات تثبت حقيقة العلاج بالأحجار الكريمة، لكن هناك بعض العلماء يشيرون إلى أن فعالية هذا النوع من العلاج تعود إلى قوة تأثير العلاج الوهمي. أي أن العلاج فعلاً لا يسبب أي تحسن للمرض، لكن بسبب أن المريض يؤمن بأن هذا العلاج له القدرة على شفائه فيتوهم أن العلاج فعلاً يشفيه، رغم أنه في الحقيقة لا يؤثر على شيء.
وربما قد تكون هناك بعض الفوائد في المساحيق الموجودة في الحجر، مثل كحل الأثمد المستخرج من الحجر على سبيل المثال، فالأرض فيها الغذاء والدواء والثروة والمعادن ومصادر الرزق، ولكن هذا بعيد كل البعد عن ربط الأحجار بالطاقة.
والأصل أن فوائد الأحجار الكريمة الروحانية والنفسية جميعها مبنية على اعتقادات تابعة لثقافات قديمة، منها عبدة الشمس ومنها عبدة الأصنام، فهل هذا ينطبق علينا نحن كمسلمين؟ ليس هذا فقط، بل إن ما يروج عن الفوائد الروحانية للأحجار الكريمة مرتبط ارتباطاً مباشراً بعلم التنجيم والأبراج، وهو علم زائف لا يستند على أي منطق وحجة أو عقل أو شرع، بل هو كهانة بعيدة كل البعد عن علم الفلك.
الأحجار الكريمة في الإسلام
قد تتساءل إذاً لماذا ذكر الله الأحجار الكريمة في القرآن إذا لم تكن ذات قيمة روحانية عظيمة؟ ولماذا شبه الحور العين باللؤلؤ والياقوت والمرجان؟
الجواب هو أن المقصود في القرآن هو دلالة الخلق على الله، ليوحدوه ويعبدوه ويفوزوا بجنات النعيم، وليس القرآن كتاب علوم أو طب أو فلك وإن اشتملت آياته على شيء من ذلك. وقد ذُكرت الأحجار الكريمة في القرآن الكريم لبيان ما أنعم الله به على عباده من البحار وما يستخرج منها (أو للتشبيه وتقريب الصورة).
وقد شبه الحور العين بالياقوت والمرجان واللؤلؤ المكنون، بجامع الصفاء في الياقوت، أو البياض في اللؤلؤ والمرجان، وليس للدلالة على وجود فوائد روحانية تتمتع بها هذه الأحجار. وأنت كمسلم لا تحتاج لارتداء حجر كريم لجلب الرزق على سبيل المثال، فالرازق هو الله تعالى، وأنت غير بحاجة لهذا الحجر كوسيط بينك وبين الله.
الأمر نفسه بالنسبة لاستخدام هذه الأحجار كشفاء، فكما هو الحال لدى عبدة الأصنام الذين يؤمنون بقدرتها على الرزق والشفاء واستجابة الدعوات، فإنهم يؤمنون كذلك بالأحجار الكريمة وقدرتها على تحقيق أمنياتهم، وهذا ما لا تتفق معه عقيدتنا ولا حتى بالعقل والمنطق.
اقرأ أيضاً:
خلاصة القول، إن فوائد الأحجار الكريمة تتلخص في استخدامها كزينة ومجوهرات، فهي من كنوز الأرض الطبيعية فائقة الجمال والندرة، تأسر الإنسان بجمالها وروعتها وتميزها، ولكنها بالطبع لا تتمتع بأي طاقة أو فوائد روحانية.