أهم فوائد اليقظة الذهنية لحياة صحية سليمة
هناك العديد من فوائد اليقظة الذهنية التي يجهلها الكثيرون منا، لكن بدايةً علينا إدراك معناها. فاليقظة الذهنية عبارة عن قدرة المرء على البقاء مركزاً ومنتبهاً للأشياء المحيطة به. وهي مهارة مهمة جدًا في حياتنا اليومية. فعندما يكون الإنسان متيقظًا ذهنيًا يستطيع التفكير بصورة أفضل وكذلك يتخذ القرارات الصائبة. واليوم سنتعرّف معًا على تلك الفوائد، فتابعوا معنا.
أهم فوائد اليقظة الذهنية
لا بدّ لنا أن ندرك أنّ اليقظة الذهنية تعود علينا بفوائد كبيرة. فتطبيقها سينعكس على كافة أصعدة حياتنا وتنقية داخلنا من كل الشوائب والتشتت. وعلى الرغم من انتشار تطبيقها في ثقافات العالم إلّا أنّ أغلبنا يجهل فوائدها. بل ولا يعترفون بها بسهولة، ولذلك اليوم قررنا أن نجمع لكم أهم وأميز تلك الفوائد ونقدّمها على النحو التالي:
- العلاج الجسدي: لقد تمّ معالجة الكثير من الأمراض الجسدية والنفسية باستخدام تقنيات اليقظة الذهنية مثل التوتر والقلق والإرهاق والآلام المزمنة.
- تحسين الذاكرة: عندما نكون متيقظين ذهنيًا. نستطيع تذكر الأشياء بطريقةٍ أفضل. وتتحسن قدرتنا على استرجاع المعلومات بسهولة أكبر.
- تحسين التركيز: إنّ اليقظة الذهنية تساعد على تحسين التركيز والانتباه مما يجعلنا أكثر فعالية في أداء المهمات المختلفة حتى وإن أصبحت كثيرة.
- تقليل الإجهاد: عندما نكون متيقظين ذهنيًا نستطيع التعامل بفعالية مع الضغوطات والإجهاد. والتقليل من التوتر النفسي والروحي.
- تحسين الصحة العقلية: إنّ اليقظة الذهنية هي العامل الأساسي الذي يساعد على تطوير وتحسين الصحة العقلية وتقليل خطر الإصابة بالاكتئاب واليأس والإحباط.
- تحسين الأداء الرياضي: إنّ اليقظة الذهنية تساعد على تحسين أداء الرياضيين وزيادة قدرتهم على التركيز واتخاذ القرارات الصائبة في المواقف المختلفة وتجدد من طاقتهم باستمرار.
فوائد أخرى لليقظة الذهنية
- تحسين الإبداع: من الجدير بالذكر أنّ اليقظة الذهنية تساعد على تحسين الإبداع والابتكار وتمكننا من التفكير بصورة جديدة ومختلفة وتخلق أفقًا جديدة وتطوّر خيالنا.
- تحسين العلاقات الاجتماعية: اليقظة الذهنية تساعد على تحسين العلاقات الاجتماعية وتزيد قدرتنا على التواصل والتفاعل مع الآخرين بطريقة صحيحة وصحية.
- ممارسة التأمل: يمكن للتأمل أن يساعد على تحسين اليقظة الذهنية والتركيز. ويمكن ممارسته يوميًا لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.
- ممارسة الرياضة: يمكن للتمارين الرياضية أن تساعد على تطوير اليقظة الذهنية لذلك من الأفضل الإكثار منها.
- النوم بانتظام: يجب أن نحصل على قسط كافٍ من النوم لتحسين اليقظة الذهنية والصحة العامة.
- تحديد الأولويات: يجب تحديد الأولويات والتركيز على المهام الأكثر أهمية لتحسين اليقظة الذهنية وزيادة الإنتاجية والإنجازات.
- التخلص من التشتت: يجب التخلص من التشتت والتركيز على المهام المباشرة وتخصيص وقتًا معينًا لتحسين اليقظة الذهنية.
- تجربة أشياء جديدة: يمكن تحسين اليقظة الذهنية من خلال تجربة أشياء جديدة وتحدي العقل لتطويره.
- التغذية الصحية: يجب تناول الأطعمة الصحية والمتوازنة لتحسين الصحة العامة واليقظة الذهنية.
- الاسترخاء: يجب الاسترخاء وتخفيف التوتر والضغوطات وعدم جلد الذات وذلك لأجل تحسين اليقظة الذهنية.
أهمية اليقظة الذهنية
من المهم جدًا أن نعرف أهمية اليقظة الذهنية في حياتنا. حيث إنها تمنحنا لمحة أو ما يُعرف بالومضة تخبرنا عن طريقها باللحظات المهمّة حقًا في حياتنا. وأيضًا تُعرف في ثقافات أخرى بمصطلح “الحدس”.
كما أنها تجعل روحنا هادئة ونقية فبدلًا من محاولة القتال ضد مشاعرنا وأفكارنا باستمرار لأجل تغييرها يمكننا الوصول إلى السلام الداخلي. عن طريق تقبّل الذات وحبّها كما هي دون أي شروط تكون مرتبطة بإطلاق الأحكام القاسية. وذلك بالتواصل المباشر مع أنفسنا من خلال اليقظة الذهنية. فنحن غالبًا نكون أسرى لمشاعرنا الداخلية. خاصةً تلك التي لا نبوح بها ونصنع الكثير والكثير من الحوارات الداخلية في أعماقنا والتي لا نهاية لها وغالبًا لا وجود لها. وكل هذا لا يمكن أن يختفي إلّا مع وجود اليقظة الذهنية.
اقرأ أيضاً: ما لا تعرفه عن الاضطراب العاطفي الموسمي “SAD”
الفرق بين اليقظة الذهنية والتأمل
اليقظة الذهنية في الواقع قسمًا من أقسام التأمل. حيث أنّ هنالك العديد من الأنماط والأنواع للتأمل مثل التصوّر. التأمّل التجاوزي، التأمّل الحركي، تأمّل المانترا. لكن بالطبع هنالك اختلاف ما بين اليقظة الذهنية والتأمّل حيث إنها تقنية توجه تركيز المرء عمومًا على ما يحدث في اللحظة الآنية فقط. وهي حالة عليا من الوعي وتتمحور حول عمق فهم الإنسان لذاته وتعزيز إحساسه بالتعاطف والحب تجاهها والاستمتاع باللحظة الراهنة.
تمرينات مهمة لليقظة الذهنية
يوجد هنالك تمرينات مهمة تجعلنا نصل إلى اليقظة الذهنية. صحيحٌ أنه في البداية سنجد بعض الصعوبة لكن ما إن نبدأ بالتمرينات حتى يصبح كل تركيزنا وكياننا موّجه للغوص في اليقظة الذهنية والتركيز على اللحظة الراهنة. ولذلك اخترنا لكم التمرينات التالية:
الاستماع إلى الأصوات الداخلية
يجب علينا أن نجلس في مكان مريح وعيوننا تكون مفتوحة أو مغمضة حسب الوضعية التي نرتاح بها لمدة دقيقة واحدة. وفيما بعد يجب التركيز في الأصوات المتداخلة المحيطة بنا بحيث نتأمل كل صوت على حدة مثل صوت العصافير. دقات الساعة، سيارة عابرة، همسات أحدهم، قرقرة معدتنا، نبضات قلبنا، ضربات أعصابنا. وبعد هذه الدقيقة، لنترك كل هذه الأصوات في الخارج ونفكّر في الصوت الداخلي القابع في بؤرة أرواحنا. ونحاول التأمل بهدوء واسترخاء. وحتمًا بعدها سنلاحظ كيف تتغير حالتنا الذهنية.
التركيز في الأنفاس
يجب علينا إغماض عيوننا ونوقف كل ما يحدث في دماغنا من ضجيجٍ وصراعات داخلية. وذلك عن طريق متابعة تلك الأفكار والوصول لذروتها وإلغائها واحدة تلوَ الأخرى لثوانٍ فقط، ويمكن تسهيل ذلك بالتركيز على الشهيق والزفير. والبدء بالعد، واحد اثنان، ثمّ شهيق مجددًا وزفير، ونكمل، ثلاثة أربعة. وهكذا نتابع العد وندع الهواء يخترق جسمنا، ويجب علينا أن نحرص على ملء بطوننا بالهواء النقي لنحصل على الشعور بالاسترخاء والراحة. وبعد خمس دقائق على هذه الوضعية نفتح عيوننا ونتأمل بهدوء وبطء ما حولنا. عندها تمامًا سنلاحظ قدرتنا على إدراك اللحظة.
تأمل الأفكار الداخلية
في هذا التمرين سنقوم بإغماض عيوننا لمدة 3-5 دقائق ونركز على جميع الأفكار التي تعبر في عقلنا ومن المهم أن ننتبه أنه لا يجب علينا في هذه اللحظات أن نحاول أبدًا تغييرها، فقط نراقب انبثاقها، ومن بعدها نركز على الشعور الذي ينبع من جسدنا، مثلًا كيف تكون نبضات القلب، وماذا عن انتظام التنفس، فقط علينا ملاحظة كيف أنها مجرد أسلاك تعبر أمامنا وندعها تمر بكل هدوء فالهدف من هذا التمرين أن نعي جيدا مدى تأثير تلك الأفكار بالسيطرة علينا وكيفية تحكمنا بها.
التواصل مع أعضاء الجسم
في هذا التمرين سنستلقي على ظهرنا ونمدد أطرافنا (الذراعين والأرجل)، وبعدها نفتح راحتي الكفين نحو الأعلى، والآن تمامًا، يجب علينا أن نركز انتباهنا بهدوء وتعمّد على كل جزء من جسدنا، من الأعلى إلى أسفل، ونصب تركيزنا في كل يشعر به أي جزء منا، فالهدف من ذلك أن نتواصل مع كل حواسنا في لحظة واحدة كي ندرك كيفية التحكّم بها والوصول إلى اليقظة الذهنية.
في ختام المقال، إنّ فوائد اليقظة الذهنية كثيرة جدًا، وقد تعرفنا إليها وعلمنا كيف يمكننا استخدام التطبيقات والتمرينات لتحسين اليقظة الذهنية وتتبع التقدم بطريقة مفيدة وفعالة، ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن اتّباع كل هذا والانقطاع عنه بين الحين والآخر لا يجلب النتيجة المأمولة، لذلك يجب ممارسة الأنشطة الذهنية الصحية بانتظام والحفاظ على نمط حياة صحي