تعرف على أهم مراحل الانفصال العاطفي وكيف تتعامل مع كل منها

مراحل الانفصال العاطفي قد تتباين من شخص لآخر وذلك بحسب درجة ارتباطه بالطرف الآخر وتعلقه به. لكن ثمة مراحل تكون واضحة يمر بها الشخص في الانفصال العاطفي حيث سنتحدث اليوم عن هذه المراحل جميعها ونتناول كل مرحلة منها بشيء من التفصيل. 

مراحل الانفصال العاطفي في علم النفس 

مراحل الانفصال العاطفي في علم النفس 

مراحل الانفصال العاطفي متتالية في علم النفس حيث لا يتم هذا الانفصال مرة واحدة. بل يمر في عدة مراحل قد حددها الأطباء في علم النفس كما حددوا لكل مرحلة خصائص معينة. وذلك لأن الشخص عند انفصاله عن الطرف الآخر لا بد أن يعيش مشاعر تكون على شكل مراحل. كما قالوا بأن مدة كل مرحلة قد تطول وتقصر بحسب كل شخص. كما يؤثر في مدتها أمور عديدة مثل طبيعة العلاقة بين الشخصين ودرجة تعلق بعضهما ببعض. وقد تم تحديد هذه المراحل كما يلي: 

مرحلة الصدمة 

هي المرحلة الأولى من هذا الانفصال. وهي مرحلة مليئة بمشاعر القلق والتوتر والفوضى وارتباك الشخص الذي تراوده مئات الأسئلة حول هذه العلاقة وهذا الانفصال والتي تسبب له الصدمة. كما تتوقف حدّة هذه الصدمة ومدتها على قوة العلاقة بين الطرفين ومدة هذه العلاقة والحب الذي يربطهما. لذلك فقد تستمر مرحلة الصدمة لعدّة أيام أو لعدّة أسابيع. 

مرحلة الإنكار 

هي مرحلة يقال في علم النفس أن قسم كبير منها يتماشى مع مرحلة الصدمة. وفيها يكون الشخص الذي حدث له الانفصال رافضاً لهذا الأمر فيقوم بالتركيز على كيفية معالجة الخطأ الذي أدى إلى ذلك لمعالجته. كما يصرّ على إنكار ما حدث سواء كان هذا الانفصال بقرار منه أو بقرار من الشريك. لذلك فقد تكون هذه المرحلة هي مرحلة إنكار الانفصال بسبب حزن هذا الشخص لذلك الحدث. فيقوم بإنكاره في البداية حيث ينسحب من تجمعات الأصدقاء والتجمعات العائلية ويتجنب التواصل مع الآخرين. ويقوم بتأجيل المهام والقرارت الحياتية الأخرى مما يجعل الشخص في مواجهة صعبة مع هذه المرحلة. 

لذلك ينصح باللجوء إلى مختص دعم إذا  ساءت أحواله كثيراً وأثرت عليه هذه المرحلة والتي قد يطلق عليها أيضاً اسم مرحلة الألم بعد الصدمة. حيث يقول الأطباء أن الشخص سوف يكرر هذا الإنكار بعد وقوع الانفصال لفترة وهو أمر طبيعي حتى يستطيع تقبل هذا الحدث. 

مرحلة الغضب 

هي المرحلة الثانية حيث يكون الشخص قد انتقل من شعور الإنكار إلى شعور الغضب وقد يكون هذا الغضب موجه لنفسه أو للطرف الآخر بحيث يفقد الفرد أعصابه ويلجأ إلى العنف والتصرف بوحشية. كما أن هذا الغضب قد يكون عقوبة للطرف الآخر بسبب ما فعله وبسبب قرار الانفصال.  

لكن هذا الغضب سوف يعود بشكل سلبي على الطرفين ولن يجدي نفعاً. بل أنه سيؤدي إلى زيادة التوتر بينهما وبالتالي عدم القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة للطرفين وفقدان القدرة على النقاش والتفاوض بينهما. لذلك يفضل تفريغ هذه الطاقة والأفكار السلبية بأمور أخرى بعيداً عن الغضب مثل ممارسة التمارين الرياضية. 

مرحلة التفاوض والشعور بالذنب 

هنا يقوم الشخص الذي لا يرغب بالانفصال بالشعور بالذنب ولوم ذاته. ومحاولة استعادة السيطرة على هذا الحدث بعد أن فقد الأمل في هذه العلاقة حيث يلجأ إلى استعادة ذكرياته مع الشريك وذلك لأن الدماغ في هذه المرحلة يخضع لهرمون Bdnf الذي يعمل على تقوية منطقة التفكير الخيالي العاطفي في الدماغ. 

الاكتئاب والحزن 

في هذه المرحلة تسيطر على الشخص مشاعر الحزن والصعوبة في مواصلة حياته اليومية بشكل طبيعي والشعور بالضياع حيث تبدأ هرمونات السعادة بالتدني لدرجة أن يسيطر الاكتئاب على الشخص ويصبح بحاجة لعلاج من خلال الأدوية والجلسات النفسية. لذلك يجب على الشخص عدم الاستسلام لهذه المشاعر لتصل إلى مرحلة الاكتئاب والتعامل معها بشكل يمنع تحكمها به. 

مرحلة التوازن 

كما يوحي اسمها فإن هذه المرحلة عندما يصل إليها الشخص فإنه يصبح قادراً على موازنة مشاعره وأفكاره حيث يبدأ بالاستقرار والتفكير بشكل منطقي وعقلاني. كما يصبح مقتنعاً بأنه قادر على مواصلة حياته بشكل طبيعي بعد هذا الانفصال. 

مرحلة التقبل أو القبول 

هذه هي المرحلة الأخيرة من مراحل الانفصال العاطفي. حيث يصل الفرد فيها إلى الرضا وتقبل الحدث شيئاً فشيئاً والالتفات إلى استمرار أعماله وحياته الطبيعية وإدراك حقيقة ذلك الانفصال. وبالتالي استعادة السيطرة على الحياة الشخصية والمهنية ومواصلة المهام والأنشطة بكل نشاط والسعي لمستقبل أفضل. بالإضافة إلى ذلك فإن مرحلة التقبل قد يمر بها جميع الأشخاص المنفصلون عاطفياً. إلا أن وقت الوصول إليها يختلف من شخص لآخر حيث يستغرق البعض وقتاً طويلاً لمواصلة الحياة الطبيعية. بينما يصل أحدهم إلى ذلك بسهولة ووقت أقل. 

اقرأ أيضاً: ما هو التسول العاطفي؟ أمثلة عملية 

التغلب على مشاعر مراحل الانفصال العاطفي

 

التغلب على مشاعر مراحل الانفصال العاطفي 

الكثير من الأشخاص يمرون بهذه التجربة القاسية. لكن تأثيرها يختلف بحسب كل شخص وأسبابه وطبيعة العلاقة التي خرج منها. فقد يعيش أحد ما هذه المرحلة بأصعب مشاعرها بينما تمر على أحد آخر بطريقة أسهل ومشاعر أقل. لذلك سوف نتعرف الآن على عدة أمور وأفعال تساعد على التخلص من كل مرحلة منها بسرعة أكثر ومن هذه النصائح نذكر: 

تجنب مشاركة حزنك على مواقع التواصل الاجتماعي 

فقد يكفيك التحدث مع عدد تثق به من الأشخاص أو التحدث إلى مختص نفسي يساعدك في هذا الأمر؛ وذلك لأن مشاركة حزنك مع الكثير تؤدي إلى كثرة الأسئلة وفضول الآخرين الذين سيعكرون صفوك. 

إفراغ الحزن والغضب في أشياء مفيدة 

يتم تفريغ الحزن والغضب من خلال التخلص من المشاعر السلبية في ممارسة أشياء مفيدة ومحببة مثل القراءة أو الكتابة أو المشي والركض. أو ممارسة هواياتك مثل العزف والغناء وغيرها من الهوايات وذلك كي تتخلص من هذا الشعور وبالتالي تحقيق الفائدة لصحتك البدنية والنفسية والعقلية. 

البعد بشكل كامل عن الطرف الآخر 

من خلال تجنب تتبع أخباره سواء عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. أو معرفة أخباره عن طريق الآخرين أو حتى محاولة التواصل معه لأن ذلك سوف يعيدك للوراء خطوات كثيرة وبالتالي سيصبح تقبل أمر الانفصال أمراً صعباً بالنسبة لك. 

التحدث مع الأصدقاء والعائلة 

إذا وجدت أنك بحاجة للتحدث عن الطرف الآخر فقم بالفضفضة والتحدث للتخلص من هذه المشاعر المكبوتة؛ أما إذا لم تكن كذلك فحاول جعل الآخرين يديرون الحديث كي يتسنى لك الخروج من حالتك والنقاش معهم في أمورهم. 

التطوير من نفسك  

هنا لا بد من تخصيص وقت لنفسك يساعدك على تطويرها صحياً ونفسياً. بالإضافة إلى تشتيت انتباهك عن كل الأفكار السلبية التي مرت وذلك من خلال القيام بأشياء تحبها وأشياء جديدة. كأن تتبع نظام صحي جديد أو تسعى لتغيير شيئاً ما في عملك وتخصيص وقت للذهاب إلى أماكن تحبها أسبوعيا

ومما لا شك فيه أن مراحل الانفصال العاطفي تصيب الفرد بشكل متسلسل. لكن مدة كل مرحلة منها وشدتها تختلف بحسب كل شخص وبحسب كل علاقة وشدة هذه العلاقة. وقد تناولنا في هذا المقال خصائص كل مرحلة كما حددها علم النفس. 

📩
انضم لأكثر من 3000 شخص في نشرتنا البريدية ليصلك أحلى ما عندنا

لن تصلك رسائل عشوائية. يمكن إلغاء الاشتراك في أي وقت

تابعنا على: Twitter - Facebook

قد يعجبك ايضا