كيفية علاج الصدمة العاطفية؟ خطوات عملية لاستعادة توازنك النفسي
علاج الصدمة العاطفية أمر ممكن وسهل إذا ما استطاع الشخص مساعدة نفسه والمثابرة على كل أمر من شأنه أن يعالج هذه الصدمة. فهناك عدة طرق وأساليب لعلاج الصدمة العاطفية. والتخلص منها بأسرع وقت ممكن ويتوقف ذلك على شخصية الفرد. لذلك سوف نتحدث في هذا المقال عن كيفية علاج الصدمة العاطفية بالخطوات.
كيفية علاج الصدمة العاطفية
علاج الصدمة العاطفية ومدته والفترة التي تستغرقها في الشفاء تختلف من شخص لآخر. حيث إن بعض الأشخاص يمكنهم معالجتها والتخلص منها في غضون أيام. والبعض الآخر يحتاج هذا العلاج لأسابيع أو أشهر عديدة وهذا يتوقف على نفسية الفرد المتعرض للصدمة وتقبله لها.
كما أنه يتوقف على نوع وطبيعة العلاقة التي سببت له الصدمة وكذلك شدة تعلقه بالشخص الآخر. وفي هذا السياق لا بد لنا أن نؤكد أن العلاج من الصدمة بطرق غير صحيحة يمكن أن يؤدي إلى شفاء المريض. لكنه سوف يصاب فيما بعد باضطراب ما بعد الصدمة حيث يؤدي به هذا الاضطراب إلى حالات الاكتئاب الحادة، والقلق، والعصبية الشديدة والأرق. كما أنه سيؤثر على كل حياته لذلك من الضروري جداً اختيار الطرق المناسبة للعلاج. إليك أهم الخطوات لعلاجها:
محاولة السيطرة على حياتك
يتم ذلك من خلال ممارسة روتينك اليومي وحياتك بشكل طبيعي. والمحاولة قدر الإمكان إهمال أي عمل من أعمالك اليومية أو الخضوع لتلك الصدمة وكلما مارست حياتك الطبيعية بمدة قليلة بعد الصدمة مباشرةً. كلما تخلصت من تلك الصدمة بشكل أسرع وذلك لأن مقاطعتك لحياتك الطبيعية وأنشطتك المعتادة. يمكن أن يؤدي إلى تأثير هذه الصدمة عليك بشكل أقوى وتمكنها منك بسبب تفرغك لها. لذلك حاول دائماً السيطرة على حياتك والذهاب للعمل وتناول وجبات الطعام ومشاهدة التلفاز وتصفح الإنترنت وغيرها من الأمور اليومية الاعتيادية.
التواصل مع الآخرين وتجنب العزلة بشكل تام
إن التواصل مع الآخرين ممن تشعر بالراحة معهم يمكن أن ينسيك هذه الصدمة. لا سيما عندما تستمع لتجاربهم وبعض محطات حياتهم الإيجابية والسلبية. كل هذا من شأنه أن يساعدك على الخروج من حالتك والشعور بأن حياتك لن تتوقف عند هذه الصدمة وعند الشخص الذي سببها لك.
بالإضافة إلى ذلك فإن الوحدة يمكن أن تبقيك في دوامة التفكير بهذا الأمر. لذلك ينصح دائماً بالابتعاد عن العزلة والتواصل مع من يشعرونك بالارتياح ويجيدون إخراجك من حالتك.
مواجهة الأمر وتحدي المشاعر السلبية
يمكنك ذلك من خلال تقبل هذا الأمر وإقناع نفسك أنه ليس نهاية حياة وأنه دائماً هنالك الأجمل في الأيام القادمة.
الاهتمام بنفسك من جميع النواحي
المقصود هنا الإعتناء بذاتك بشكل كامل من حيث الاهتمام بمظهرك الخارجي والحرص دائماً على الظهور بأجمل صورة. بالإضافة إلى الاهتمام بصحتك البدنية والاهتمام بغذائك والنوم بشكل كافي فضلاً عن عدم إغفال صحتك النفسية والعقلية. من خلال محاولة طرد الأفكار السلبية من رأسك والعمل على تغذية عقلك من خلال قراءة الكتب والمقالات. كل ذلك من شأنه أن يعطيك الثقة بنفسك وبالتالي الشعور بأن نفسك أهم من أن تهملها بسبب تلك الصدمة أو بسبب أحد ما. وبالتالي سوف يصبح وقع هذه الصدمة أكثر خفة عليك.
ممارسة هواياتك
من خلال اللجوء إلى أي أمر يشعرك بالسعادة مثل الاستماع إلى الموسيقا والذهاب إلى أماكن تحب زيارتها. أو قيادة الدراجة الهوائية، أو مشاهدة فيلم، أو مسلسل مفضل لديك حيث إن كل ذلك بإمكانه زيادة هرمون السعادة لديك وإخراجك من حالة الصدمة هذه.
تعلم مهارات جديدة
يمكنك ملئ أوقات فراغك بتعلم مهارات جديدة تفيدك وفي الوقت ذاته تقضي على الفراغ الذي يذكرك بتلك الصدمة ويزيد من المشاعر السلبية لديك. لذلك لا بد من تعلم مهارات جديدة في هذه الأوقات مثل مهارة الكتابة أو العزف على آلة موسيقية معينة أو تعلم لغة جديدة وغيرها من الأشياء التي ترغب بتعلمها، حتى لو أنها تستغرق وقتاً طويلاً. يكفيك البدء بالخطوة الأولى لتجد نفسك مثابراً عليها ومتقدماً فيها فيما بعد.
التخلص من أي شيء يذكرك بالصدمة العاطفية
هذه خطوة مهمة جداً لنسيان ذلك الشخص والصدمة التي سببها لك. لذلك لا بد من التخلص من أي أمر يخصه سواء كان هدايا أو رقم هاتف. كما يجب تجنب مراقبته على وسائل التواصل الاجتماعي وتجنب تتبع أخباره عن طريق الآخرين وتجنب الحديث عنه إذا لزم الأمر، كل ذلك سيساعدك على الخروج من الصدمة بأقل وقت ممكن.
التنفيس عن انفعالاتك
إذا شعرت بالضيق أو أنك بحاجة للتحدث فلا بد من قصد صديق تثق به وتفضل الحديث معه كي تفضفض له عن مشاعرك السلبية وتتخلص منها بأي طريقة سواء بالتحدث أو الكتابة أو حتى البكاء أو المشي بمفردك وغيرها من الطرق حيث أن لكل شخص طريقة للتنفيس عن انفعالاته. لذلك من الضرورة دائماً محاولة عدم كبت هذه المشاعر كي لا تتفاقم بداخلك.
ممارسة التمارين الرياضية
ممارسة الرياضة هي الطريقة الأمثل لعلاج أي شعور سلبي حيث تعمل الرياضة على تعزيز الصحة البدنية والنفسية أيضاً وتقويتها. بالإضافة إلى دورها الكبير في التخلص من المشاعر السلبية واستعادة التوازن والنشاط، ولا سيما تمارين الإسترخاء والتأمل التي تزيل الإجهاد النفسي.
التطوع بالأعمال الخيرية
لأن مساعدة الآخرين والقيام بالأعمال الخيرية مثل مساعدة المسنين والمساهمة في علاج الأطفال المصابين بأمراض مزمنة ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، هي أمور تجعلك تشعر بقيمة نفسك وتقلل من هذه المشاعر السلبية لديك وترفع من شعور السعادة لديك لأنها تشعرك بتقدير ذاتك ورفع معنوياتك لما تقدمه من خير للآخرين ولما تتلقاه من شكر وثناء منهم.
وضع دفتر أهداف يومي
يمكنك تحديد دفتر تسجل عليه ثلاثة أهداف يومياً وتسعى لتحقيقها. كما يفضل البدء بتسجيل هدف واحد واختيار هذا الهدف بحيث يكون من السهل عليك تنفيذه وذلك كي لا تشعر بالإحباط من أول هدف وأول يوم، ثم تبدأ بزيادة عدد الأهداف وزيادة صعوبتها تدريجياً لكن يفضل ألا تزيد عن ثلاثة كي لا تشعر بالضغط مما يساعدك على التقدم في عدة مجالات ولا سيما إذا نوعت بهذه الأهداف سواء على الصعيد الصحي أو في العمل أو حتى في الأعمال المنزلية. كما أن هذا الأمر يساعدك في الانشغال بنفسك وزيادة ثقتك بنفسك وبالتالي الشعور بصغر هذه الصدمة شيئاً فشيئاً.
اقرأ أيضاً: العافية العاطفية .. هل سمعت عنها من قبل؟ وكيف تطورها؟
نصائح تساعد في علاج الصدمة العاطفية
- توسيع دائرة الأصدقاء والزملاء في العمل وتعزيز التواصل معهم، والخروج في نزهات مع الأصدقاء بشكل دوري.
- قراءة كتب تتحدث عن الدعم النفسي وزيادة الثقة بالنفس.
- المشي أو الركض السريع لمدة 30 دقيقة يومياً.
- التحدث مع أشخاص قد مروا بنفس تجربتك والاستماع إليهم.
- الحصول على الدعم من العائلة والأصدقاء.
- الابتعاد عن العادات غير الصحية مثل التدخين.
وفي نهاية المقال يمكن القول أن علاج الصدمة العاطفية يعتمد بشكل كبير على رغبة الشخص وإرادته وعزيمته في علاج نفسه منها، فكلما كانت إرادته أعلى كان علاجه أسهل ومدة شفائه أسرع.