البرود العاطفي .. علامته وكيف تنقذ العلاقة منه؟

البرود العاطفي يسبب صدمة للطرفين في أثناء رحلة العلاقة وخاصةً إن كانت مبنية على مشاعر مفعمة بالحب والود والرومانسية. لكن نتيجة ظروف الحياة القاسية من الممكن أن ينجبر أحد الطرفين أو كلاهما على الابتعاد عن بعضهما البعض مما يؤدي إلى حدوث هذا البرود والجفاء دون إرادتهما. وفي هذا المقال سنتعرّف على هذا النوع من البرود أكثر ونعرف ما هي الأسباب التي أدت للوصول إليه وكيفية تداركها. فتابعوا معنا. 

ما هو البرود العاطفي 

هو عبارة عن انعدام الشعور بين الطرفين تجاه بعضهما البعض حيث أنّ الاهتمام يقل بل غالبًا ينعدم. ويحدث هنالك الكثير من الملل والضجر في العلاقة وبدقةٍ أكبر يكون هذا الملل نابعًا عن وجود أحدهما في حياة الآخر. وقد أكدّ علماء النفس من خلال دراساتهم النفسية التي تهتم بالعلاقات العاطفية أنّ البرود العاطفي غالبًا ما يصيب النساء أكثر من الرجال وذلك تبعًا لحساسيتهم وتقلباتهم المزاجية. ولكن ما يحدث بعد البرود العاطفي من خيانات عاطفية أو جنسية فتكون نسبتها عائدة على الرجال أكثر من النساء. وحقيقةً كلما طالت المدّة الزمنية لاستمرار العلاقة بين الطرفين كلما ارتفع احتمال حدوث البرود العاطفي بأكثر من مرحلة.

بمعنى آخر، إنّ تجاوز هذا الأمر مرة لا يعني أبدًا أنه لن يتكرر لاحقًا. وما يجعله يتكرر غالبًا عندما تكبر فجوة الروتين والملل بين الطرفين، وعلى وجه الخصوص في عصر مواقع التواصل الاجتماعي التي تسعى دائمًا إلى بث بريق التغيير ومقارنة حياتنا مع حياة الآخرين. مما يجعل تصوراتنا تجاه العلاقة التي نكون فيها مغلوطة ولا وجود لها على أرض الواقع. 

إشارات تدل على البرود العاطفي

إشارات تدل على البرود العاطفي 

يوجد هنالك إشارات معينة تؤدي إلى حدوث البرود العاطفي بين الطرفين في العلاقة. وهذه المؤشرات تكون نتيجة صدمة ما تعرّض لها أحدهما. أو يكون بسبب تولّد شعور الملل ليقتحم روحهما. ومن أهم وأبرز تلك الإشارات سنقدّم إليكم ما يأتي:  

انعدام الحديث بين الأزواج 

عندما يتوقف الحديث بين الأزواج وتنعدم لغة الحوار هذا سيؤدي حتمًا مع مرور وقتٍ قصير إلى الوصول للبرود العاطفي. حيث أنّ النقاشات حتى وإن كانت عادية أو تافهة إلا أنها ضرورية الوجود بينهما كي يرسلان بطرقٍ غير مباشرة إلى عقلهما أنّ التواصل بينهما لازال موجودًا. وغير ذلك فيمكننا أن نقول لكم أنّ البرود العاطفي بدأ فعلًا يسيطر على العلاقة. 

الهرب من ممارسة العلاقة الحميمة 

إنّ كثرة تحاشي أحد الزوجين من الاقتراب أو لمس بعضهما البعض ووضع حجج كثيرة ودائمة لتجنب حدوث العلاقة الزوجية. فهذا مؤشر واضح وصريح على أنّ البرود العاطفي بدأ يظهر ويطفو بشدة فوق محيط الحب بينهما ليعكر صفواه ويزعزع أمن العلاقة. 

انعدام الإفصاح عن المشاعر والأفكار  

إنّ البرود العاطفي يتسبّب في امتناع الزوجين عن التعبير عن مشاعر العشق بينهما أو حتّى أي نوع من المشاعر الأخرى سواء أكانت سلبية أم إيجابية. وحقيقةً يرافق هذا المؤشر حدوث خلافات ومشاجرات كثيرة وكبيرة على أتفه الأمور. فتصبح الصراعات في العلاقة هي المسيطرة والمتحكم الأول بهما دون وعٍ أو إدراك.  

افتعال الخلافات باستمرار 

يعد البرود العاطفي من أهم الأسباب المباشرة لافتعال المشكلات بين الطرفين سواء أكان هذا الافتعال عمّدا أو غير مقصود. والمشكلة الأكبر أنّ هذا البرود قد يجعل الخلافات تأخذ أكبر من حجمها الطبيعي فتتضخم ويتم توجيه الانتقاد الدائم واللوم المزعج بصورةٍ حياتية دائمة. 

اصطياد الأخطاء باستمرار 

إنّ أسوأ مرحلة يسببها البرود العاطفي في حياة الطرفين هي عندما تصل إلى تصيد أخطاء بعضهما سواء أكانت موجودة أم لا. حيث يصبح كل واحد منهما ينتظر الآخر حتى يخطأ ليتشاجر معه ويتهمه بأنه السبب وراء كل المشكلات التي تحدث هذا إن لم يكن أيضًا وراء هدم العلاقة بينهما. 

قضاء الوقت خارج المنزل 

إنّ جلوس أحد الزوجين مع الأصدقاء أو حتّى مع الأهل لساعات طويلة ودون تذكّر أنّ هنالك طرف آخر ينتظره في مكانٍ آخر. وعندما يعود إلى المنزل يتجنب الاجتماع مع الشريك بأي زاوية من المنزل. فذلك يعتبر من أهم العلامات الواضحة والمباشرة لحدوث البرود العاطفي بينهما. 

الإهمال المتعمد بين الطرفين 

إنّ إهمال الزوجة لواجباتها الطبيعية تجاه زوجها ومنزلها. أو العكس فيهمل الزوج واجباته البديهية تجاه زوجته ويتصرف بعدم مبالاة في أي شيء يخص المنزل وأفراد. سيؤدي حتمًا إلى ظهور وباء إصابة الزوجين أو أحدهما بالبرود العاطفي. 

انعدام الغيرة نهائياً 

الغيرة بمفهومها العام غير جيدة أبدًا إن لم يكن يرافقها وعيٌ تام بكيفية إظهارها. لكن مع البرود العاطفي ستزول حتمًا مشاعر الغيرة سواء أكانت بوعي أو من غير وعي. حيث أنّ الحب الذي جمع بين الطرفين في يومٍ من الأيام سيبدأ بالتلاشي تدريجيًا. ومن المحتمل جدًا أن تصل العلاقة إلى مرحلة الانفصال. 

انعدام الشعور بالأمان والثقة 

إنّ البرود العاطفي يجعل الطرفان يشعران بإحباطٍ ويأسٍ وحزنٍ كبير، حتى يصل الأمر إلى انعدام الأمان العاطفي والثقة بينهما، حيث تصبح فكرة التواجد معًا في منزلٍ واحد أمرًا غير مقبول أو مرغوب بالنسبة لكليهما. ومن الصعب التعايش أو الاستمرار، فضلًا عن ذلك يصبح أي موضوع يود أحدهما فتحه ثقيلًا. بل ومخيفًا بسبب ردة فعل الآخر التي حتمًا ستكون باردة ونابعة من لامبالاة جارحة. 

طرق لعلاج البرود العاطفي

طرق لعلاج البرود العاطفي 

من المهم جدًا أن نعرف ماهية الطرق التي ستجعل البرود العاطفي بعيدًا عن العلاقة حتى بعد حدوثه بين الطرفين. ولهذا اخترنا لكم مجموعة نصائح مميزة تجعلكم تنقذون ما بقي من مشاعر الحب والغرام بداخل أعماق كليكما. فتمعنوا في قراءة النصائح المكتوبة على النحو التالي: 

تحديد المفهوم العام للملل 

لكل شخص منا طريقة تفكير خاصة به تخوله ليصنع تعريفات خاصة لكل مفهوم عام، حيث يوجد هنالك بعض الأشخاص تربط الملل العاطفي بالملل المهني أو الحياتي عمومًا. ومن الممكن أن يتم ربطه مع الممل الذاتي. لذلك في هذه الحالة من الضروري جدًا تغيير النمط  بين هذه المجالات كي يتم تجديد العاطفة بين الطرفين. 

التخلي عن التوقعات غير الواقعية 

يصاب المرء بصدمة عاطفية والتي تحدث ما بعد الزواج مباشرةً وهي نتيجة رفع التوقعات الإيجابية تجاه العش الزوجي. مما ينعكس فورًا على ظهور البرود العاطفي. لذلك من الأفضل ألا نرفع سقف توقعاتنا في أي شيء. سواء من الناحية الإيجابية أو السلبية، كما يجب علينا أن نتعلم كيف نوازن بين الأمور. وذلك لأجل ألا تسيطر علينا تصوراتنا الخيالية التي تجعلنا ننعم في هدوء وسلام وحب بالمطلق. والحقيقة أنه لا يوجد أي شيء في هذه الحياة يكون مطلقًا. لذلك من الواجب علينا أن نعيد برمجة طريقة تفكيرنا، وعندها فقط سيختفي البرود العاطفي الوهمي تمامًا. 

ممارسة الأنشطة والهوايات مع الشريك  

من الجيد أن تقوموا بتجريب ممارسة أي نوع من النشاطات الجديدة مع الشريك (تعرف إلى مجموعة أنشطة زوجية)، مثل أن تذهبوا لمشاهدة فيلم ما في السينما. أو تخرجون معًا ليلًا للسير والدردشة فقط، أو أن تقوموا بإعداد الطعام معًا. إنّ ذلك وبحسب الدراسات النفسية يعيد التجدد والحيوية في العلاقة، بل ولربما ستقعون في حب بعضكما من جديد. 

للمزيد: في ذكرى زواجكم 10 أمور ممتعة يمكن فعلها لكل زوجين

استحضار طقوس خاصة 

إنّ هذه الخطوة تعتبر من أكثر الخطوات والطرق الفعّالة لدثر البرود العاطفي بين الطرفين، بحيث يأخذ أحدهما الآخر إلى مكانٍ معين خاص بهما. يمتلكان به ذكرى مميزة تجدد نشاط مشاعرهما. كالذهاب إلى أوّل مكان تعرّفا من خلاله على بعضهما. 

وفي ختام المقال، إنّ البرود العاطفي من العثرات الطبيعية التي تحدث حتمًا في أي علاقة، ولا يمكن تجاوزها إلا مع وجود إدراك ووعي بهذا الأمر، فمن الممكن أن يكون هذا البرود العاطفي غير مرتبط بالشريك شخصيًا، لذلك من واجب الآخر النابع من الحب أن يحاول إعادة نضارة هذه العلاقة وزهوتها. 

📩
انضم لأكثر من 3000 شخص في نشرتنا البريدية ليصلك أحلى ما عندنا

لن تصلك رسائل عشوائية. يمكن إلغاء الاشتراك في أي وقت

تابعنا على: Twitter - Facebook

قد يعجبك ايضا