كيف أعيش حياتي بدون تفكير (تخلص من فرط التفكير)
جميعنا يراودنا سؤالٌ عميق الحزن ألا وهو “كيف أعيش حياتي بدون تفكير”. فالتفكير هو عملية ذهنية أساسية يقوم بها الإنسان لتحليل الأفكار والمعلومات واتخاذ القرارات. ومع ذلك يمكن أحيانًا أن يصبح التفكير المفرط عبئًا يسبب القلق والتوتر والتشتت الذهني. فيصبح المرء يبحث عن لحظات يود فيها أن يعيش حياته بدون تفكير مستمر ويستمتع باللحظة الراهنة. وفي هذا المقال سنشارككم بتقديم النصائح حول كيفية العيش بدون تفكير مفرط.
كيف أعيش حياتي بدون تفكير بالخطوات
يوجد هناك عدة خطوات يقوم بها الفرد ليتجنب الإفراط بالتفكير. حيث أنّ الأمر لا يتوقف هنا بل ينتج عن ذلك القلق والتوتر اللذان يسيطران على الإنسان ويشلان حركته التفكيرية. وبالتالي سينعكس حتمًا على حياته الواقعية. ولهذا قمنا بجمع تلك الخطوات وسنقدّمها إليكم على النحو التالي:
- يجب أن يدرك الإنسان أنّ التفكير السليم والمناسب ضروري لحياة صحية ومتوازنة وآمنة. لذلك من المهم جدًا ألا نسعى للتخلص من التفكير تمامًا لأنه مفيد في غالب الأحيان. بل يجب علينا أن نسعى لتحقيق التوازن الصحي بين التفكير الصحيح والعيش في اللحظة الراهنة.
- من الضروري جدًا أن يدرك الإنسان أنّ الإفراط بالتفكير. هو حالة طبيعية جدًا ستصيب أي شخص في أثناء عبوره لمحطات حياته. لذلك من الأفضل ألا نزيد من تراكم الصخور فوقنا ونخفف عن كاهل ذاتنا ونهوّن عليها قدر المستطاع.
- إحدى أهم الطرق للعيش بدون تفكير مفرط هو ممارسة التأمل والاسترخاء أو ما يُعرف باليوغا. لذلك يجب على الإنسان أن يخصص بعض الوقت في يومه للجلوس في مكانٍ هادئ وترك الأفكار تمر وتخرج منه بدون أن يتدّخل ببقائها في داخله.
- يجب على الإنسان أن يركز تمامًا على التنفس ويحاول تهدئة ذهنه. فذلك سيساعده حتمًا على تخفيف التوتر والقلق والتركيز على العيش مع اللحظة الحاضرة.
- علاوة على ذلك. يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة والنشاطات البدنية في تحقيق التوازن بين العقل والجسم. فعندما يتم مشاركة النشاط البدني بهذه المسألة حتمًا سيكون الأمر لصالح الإنسان لأنه يساعد على التخفيف من التفكير ويقوم بتوجيه اهتمام الإنسان وتركيزه على الحركة والإيقاع والتناغم مع جسده.
- إلى جانب ذلك، من المهم أن يتعلم الإنسان كيفية إدارة وتنظيم وقته بطريقةٍ صحيحة. فالوقت عندما يكون منظمًا سيعرف الإنسان أولوياته، وبالتالي يقلل من التفكير المفرط والقلق الذي قد يصاحبه عدم القدرة على إدارة الوقت بطريقةٍ سليمة.
خطوات أخري كيف أعيش حياتي بدون تفكير
- يجب على الشخص أن يحاول تحديد أهداف واقعية يكون قادرًا على تحقيقها. والأهم من ذلك يستطيع تقسيم وقته بين الأعمال المختلفة سواء على الصعيد المهني أو على الصعيد الشخصي والأسري والعاطفي.
- من المهم جدًا ألا ينسَ أيضًا أهمية التواصل الاجتماعي والتواجد مع الأشخاص الذين يساعدونه على الاسترخاء والابتعاد عن التفكير المفرط، ويجب عليه أن يحاوط نفسه بالأشخاص الإيجابيين. فقد يكون لديهم نصائح وتجارب تساعده على التحكم في طريقة توجيه لذهنه والتركيز على الأشياء الإيجابية في الحياة.
- يجب على الفرد ألا يشك بقدراته الخاصة مهما كانت الصعاب كثيرة وكثرت العثرات، فمعرفتنا لنقاط قوتنا تساعدنا على تخطي القلق والتوتر وذلك عن طريق ترديد عبارات إيجابية مهمة.
- إن مواجهة المخاوف والاعتراف بها تساعد أيضًا على التقليل من التفكير ومن الممكن أيضًا معرفة سبل التخلص منها. فلا أحد يعرف الإنسان وما يرضيه ويخفف عنه أكثر من نفسه.
- من الأفضل أن يتم تخصيص وقت لممارسة الهوايات والأنشطة التي يستمتع بها المرء ويحبها سواء كان ذلك في المطالعة والقراءة أو الرسم أو الطبخ أو الرقص أو أي شيء آخر. فذلك سيساعده في التركيز على اللحظة الراهنة والابتعاد عن التفكير المفرط في الماضي أو الهلع من المستقبل.
- يجب على الإنسان أن يتعلّم التقبّل والتسامح. فقد يكون التفكير المفرط ناتجًا عن رغبتنا في السيطرة على كل جانب من جوانب الحياة وتسييره كما نريد. لكن ليس كل ما نتمناه ندركه، لذلك يجب علينا أن نحاول تعلّم التقبّل والتسامح والتسليم للأمور والمنعطفات القدرية التي ليس لدينا القدرة على تغييرها.
نصائح مهمة لتعيش حياتك بدون تفكير
إنّ العيش بسلام وراحة نفسية لا يأتي من العدم، بل هنالك الكثير من الأمور التي يجب على الإنسان أن يقوم بها ويتحلى بالصبر كي يصل إلى مراده براحة البال، ومن أهم تلك الأمور سنقدّم إليكم ما يأتي:
القيام بتمرينات عقلية
من الجدير بالذكر أنّ البيئة المحيطة تلعب دورًا مهمًا في زيادة التفكير والقلق أو تقليله. لذلك يجب على الشخص أن يقوم بتنظيم بيئته ومحيطه وجعله منظمًا ومرتبًا ليقلل من التشتت الذهني والتفكير المفرط. وهنالك طريقة حديثة نصح بها علماء النفس ألا وهي إنشاء جدول زمني للتفكير، بمعنى آخر يقوم الإنسان بوضع وقتًا محددًا في اليوم للتفكير والتأمل. مثلاً عشر دقائق صباحًا وعشر دقائق مساءً.
تغيير التصورات الذهنية
أكدّ علماء النفس أيضًا على فكرة أنّ التفكير ليس الواقع ومجرد تصورات ذهنية بعيدة عن الواقع. فالأمر كله عبارة عن تضخيم أفكار غير موجودة والإكثار من التوقعات السلبية والمخاوف من المستقبل التي تلاحق أي إنسان خاصةً إن كان ينتظر حدوث حدثٍ ما. لذلك يجب الابتعاد عن توافه الأمور حيث أنّ هنالك أمور صغيرة لا يجب الاكتراث لها وتضييع الوقت عليها واستهلاك طاقتنا الروحية والعقلية بها.
تعزيز الثقة بالنفس
لا يجب علينا أن نسمح لليأس أن يدخل إلى جوف أرواحنا. علينا أن نغذي ذاتنا دائمًا بالأمل والعزيمة والإصرار. ومن الضروري جدًا أن نتذكر أنه لا بدّ لوجود بابًا واحدًا على الأقل يكون مفتوحًا ومخرجًا مما نحن فيه، من المستحيل مهما ضاقت بنا ألا يكون هنالك مخرجًا طالما أننا مازلنا أحياء في هذه الحياة.
الاستمتاع باللحظة الراهنة والعيش لأجل الذات
يجب على الإنسان ألا يرهن مستقبله مع أي شخصٍ كان مهما بلغت مكانته. فلا أحد يعرف ماذا يواري القدر من حكايات وألغام قد تنفجر في وجه سلامنا يومًا ما، لذلك من المهم جدًا أنه حتى عندما نحب ألا ننسَ ذاتنا ونكون مستقلين وأحرارًا بقراراتنا. فضلًا عن ذلك، الأطفال هم من أكثر المفاتيح المساعدة على تقليل التوتر وتخفيف التفكير بالتقرّب منهم واللعب معهم والتحدث إليهم حتى وإن لم يكن الحديث عمّا يشغل بال الإنسان لكن بمجرد سماعه لصوت الطفل يكفي لإزالة نسبة كبيرة من القلق. كما يمكن أيضًا الاستماع إلى الموسيقا فهي غذاءٌ للروح وتساعد جدًا على الاسترخاء والتأمل والخروج من لّجة التفكير المفرط.
التجديد في الروتين الحياتي
من الممكن ممارسة نشاطات جديدة كركوب الخيل أو رؤية فنون جديدة كالذهاب إلى معارض الرسم برفقة الأصدقاء. ذلك سيساعد أيضًا على الخروج من حالة التفكير المفرط. ويمكن الإشارة هنا إلى أنّ النوم يساعد على التخفيف من التفكير المفرط والقلق الملاحق للإنسان لذلك لا بأس بزيادة ساعات النوم قليلًا ريثما تنتهي هذه الحالة وتذهب في حال سبيلها.
استشارة أشخاص مقربين
من الممكن مشاركة الأفكار التي توسوس في عقل الإنسان مع أًصدقائه المقربين بكامل الصراحة ودون أي نوع من القيد أو الخوف. ففي بعض الأحيان يكفي أن يتحدث لشخص ينصت إليه وفي أثناء حديثه يجد الحل من تلقاء نفسه.
في ختام المقال، يجب أن نتذكر أنّ سؤال “كيف أعيش حياتي بدون تفكير” يمكن الإجابة عنه بوضع الكثير من الإجابات والخطط. لكن في حقيقة الأمر الإنسان هو الشخص الوحيد القادر على إخراج نفسه من الحالة. ويجب علينا ألا نأخذ العيش بدون تفكير مفرط هدفاً أساسيًا بل يجب أن نركز على أهداف حقيقية أخرى. فالتفكير عملية مستمرة نحتاج إلى ممارستها وتطويرها مع الموازنة في العيش مع اللحظة الراهنة.