اكتئاب الشتاء عند النساء .. كيف تتعاملين معه بشكل صحيح؟

هل سمعت من قبل عن اكتئاب الشتاء عند النساء؟ ولماذا تصاب به النساء أكثر من الرجال؟ وهل هذا الاكتئاب يصيب فقط النساء؟ ما هي الأسباب التي تجعل النساء تشعرن بالاكتئاب وبالذات في فصل الشتاء؟ برأيكِ هل هذا المرض قد يؤثر على حياة المرأة اليومية؟ هذا ما سنعرفه في هذا المقال. 

ما هو اكتئاب الشتاء عند النساء

ما هو اكتئاب الشتاء عند النساء 

هو عبارة عن اضطراب مناخي عاطفي موسمي، ويمكن أن يسمى اكتئاب موسمي. وهو أحد أشكال الاكتئاب يأتي ويختفي مع تغير الفصول وغالباً ما يبدأ من فصل الخريف أو الشتاء. وهو أكثر الأنواع شيوعاً لدى المراهقين وأقل شيوعاً فوق عمر الأربعين. 

أكدت بعض الدراسات أنه من بين كل خمس نساء واحدة منهن تصاب بالاكتئاب الشتوي. وهو بالنسبة لهن ليس مجرد أمطار وعواصف ورياح وصقيع. إنّما هو غيمة تحجب عن سمائهن البهجة والسرور. ويسلب منهن النشاط وتصبحن غارقات بالحزن والعتمة والتعب ومن الممكن أن يصل الأمر بهن إلى التفكير في الانتحار.

ما هي أعراض اكتئاب الشتاء عند النساء

 ليس من الضروري أن تكون هذه الأعراض هي أعراض إصابة بالاكتئاب الشتوي. حيث تتشابه أعراض الاكتئاب الشتوي مع أعراض أنواع أخرى من الاكتئاب. لكن نذكر هنا أبرز أعراض الإصابة بالاكتئاب الشتوي:

سيطرة المشاعر السلبية 

غالباً ما تكون الحالة العامة للمرأة هي الميل للحزن والإحساس الدائم بالضيق والعجز والكسل. وكذلك الشعور الدائم بفقدان التركيز والوعي لما حولها والأفراط في التفكير.

الانعزال والوحدانية

من أبرز الأمثلة على ذلك عدم الرغبة في التواصل مع الآخرين وأيضاَ عدم الشعور بالراحة أثناء التعامل مع الآخرين. كما أن الصمت يكون هو الصفة الملازمة للمرأة غالباً. فلا ترغب بالتعامل مع الأشخاص حتى ولو كانوا من المقربين. كما أنها تصبح تمارس أسلوب الانسحاب الاجتماعي والعزلة والانطوائية.

النوم غير المريح

تصبح المرأة غير قادرة على تنظيم نومها وكذلك عدم التمكن من النوم بشكل مريح أو تنام لساعات طويلة. ومن الممكن أن تصاب بالأرق وقلة النوم أيضاً.

اضطرابات في الطعام والشهية

تعاني المرأة المصابة بالاكتئاب الشتوي من فقدان الشهية بشكل كبير ومفاجئ أو تأكل بشراهة كبيرة جداً. وغالباً ما يكون الطعام غير صحي وغني بالسكريات والدهون.

الشعور بالألم في أماكن متفرقة من الجسم

غالباً ما تشعر النساء بالألم وقد يكون ليس عضوياً أو محدداً إنما مجرد شعور بالألم. كما يسبب الاكتئاب لهن قلة الاهتمام بالأنشطة الممتعة بالعادة حيث يتم صرف النظر عنها واستمرار الشعور بالضعف والوهن والتعب.

الشعور بالذنب وانعدام القيمة

يولد الاكتئاب الشتوي الشعور بالخوف والقلق والأرق وكذلك في بعض الأحيان تقوم المصابة بالاكتئاب بالبكاء بدون سبب واضح. كما تعاني من الشعور بالعجز والشرود الذهني والتشتت ويرافقها شعور دائم بالذنب من دون أن تكون قد اقترفت ذنباً.

السكون وقلة الحركة

تعاني النساء في فصل الشتاء من قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة. فلا تقوم بأي نشاط حركي بشكل واضح وملحوظ عند الإصابة بالاكتئاب الشتوي.

كيف نميز بين الاكتئاب الشتوي والاكتئاب الدائم 

أعراض الاكتئاب الشتوي يجب أن تتراوح من أسبوعين لمدة ثلاثة أسابيع وهنا يكون الموضوع عرضي وطبيعي. أي أن هذه الأعراض مؤقتة وليست دائمة. أما إذا استمرت هذ الأعراض أكثر من ذلك دون التكيف مع التغيرات الجديدة. هنا لا يمكن تسمية هذا الاكتئاب بالاكتئاب الشتوي إنما يكون نوع آخر من الاكتئاب.

اقرأ أيضاً: أهم تمارين الاسترخاء النفسي .. تعلم تطبيقها بشكل صحيح

ما هي أسباب الإصابة باكتئاب الشتاء 

ما هي أسباب الإصابة باكتئاب الشتاء 

لا يوجد سبب واضح أو محدد إنما هناك جملة من الأسباب تجتمع مع بعضها البعض مسببة الإصابة بهذا الاضطراب.

  • المرأة أكثر عاطفية من الرجل، لذلك هي أكثر عرضة للإصابة بالأمراض وخاصة النفسية ومنها الاكتئاب الشتوي.
  • الظلمة وقلة عدد الساعات التي تكون فيها الشمس ظاهرة أو موجودة فتكون مدّة التعرض للشمس قليلة، وهذه بيئة مثالية لقلة النشاط والحركة والحيوية وبالتالي الإصابة بالاكتئاب وخاصة للنساء.
  • أحد الأسباب الصريحة للإصابة بالاكتئاب هو قلة التعرض لأشعة الشمس. مما يؤدي لاختلال التوازن الكيميائي في الدماغ، لأن أشعة الشمس تمد الجسم بفيتامين (د) والذي هو بمثابة محفز للعديد من الهرمونات الموجودة في جسم الإنسان.
  • نقص بعض الهرمونات المسؤولة عن النشاط والسعادة مثل هرمون السيرتونين.

أسباب أخري الإصابة باكتئاب الشتاء 

  • تؤثر التغيرات الموسمية في ضوء الشمس في إيقاع الساعة البيولوجية التي تنظم إحساس الشخص بالوقت حيث يشعر بعض الناس بأن الساعة البيولوجية الداخلية قد اختلفت في فصل الشتاء ممّا يؤدي إلى اضطراب مزاجي بشكل كبير.
  • اختلال إفراز هرمون الميلاتونين بسبب تغير الساعة البيولوجية وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم دورة النوم واستقرار الحالة المزاجية والإصابة بالتوتر.
  • اختلال النظام الغذائي أثناء فصل الشتاء فتميل معظم النساء لتناول الأطعمة الحاوية على السكريات والكربوهيدرات والدهون ممّا يسبب زيادة في الوزن والشعور بالاكتئاب. 
  • يؤدي نقص إنتاج فيتامين(د) والذي يحدث نتيجة قلة التعرض لأشعة الشمس لانخفاض مستوى هرمون السيرتونين الذي هو هرمون السعادة في الجسم.
  • توقف الأعمال خاصة التي تعتمد على الجو الصحو والشمس الساطعة مما يعني فقدان الوظيفة والعمل وبالتالي إصابة النساء باكتئاب الشتاء.
  • يجب معرفة التاريخ العائلي بالنسبة للأمراض الموجودة سابقاً لدى أفراد العائلة فهو أحد الأسئلة المطروحة دائماً من قبل الطبيب المختص عند سؤاله واستشارته حول الإصابة بالاكتئاب الشتوي، لأنه من الممكن جداً أن يكون إصابة أحد أفراد العائلة بالاكتئاب الشتوي هو سبب ودافع لانتقاله لأحد أفراد الأسرة وخاصة النساء.
  • يؤثر الاكتئاب الشتوي بشكل أكبر على الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الباردة البعيدة عن خط الاستواء. كما أن الاضطرابات في التمثيل الحراري للجسم وعدم القدرة على تحمل البرد ودرجات الحرارة المنخفضة والجو البارد مما يجعل الكثير من النساء تشعرن بالاكتئاب في فصل الشتاء.
  • علاقة الضوء والنوم والهرمونات المرتبطة بها هي عوامل مرتبطة ببعضها البعض بشكل وثيق وأي خلل في أية واحدة منهم يؤدي للإصابة بالاكتئاب الشتوي عند النساء.

نصائح للتخفيف من الاكتئاب الشتوي عند النساء

  • التعرض لأشعة الشمس في اليوم بالحد الأدنى 15 دقيقة، طبعاً في الأوقات التي يكون فيها التعرض لأشعة الشمس ممكناً ونافعاً للجسم والصحة.
  • المواظبة على ممارسة الرياضة بانتظام والقيام بالتمارين المنزلية ضمن الحد الأدنى لمدة 15 دقيقة يومياً.
  • تحفيز المشاعر الإيجابية من خلال تنمية المهارات والتعلم واكتشاف مهارات جديدة ومسلية.
  • تنظيم النوم في وقته المناسب وبعدد ساعات كافية بحيث لا تقل عن 6 ساعات نوم يومياَ.
  • يجب الحرص على تناول الأكل الصحي والطعام الغذائي وتجنب الوجبات السريعة والأكل الضار.
  • من الممكن اتباع الجلسات العلاجية والنصائح المفيدة من خلال مراجعة واستشارة طبيب مختص والتعرف أكثر عن الاكتئاب الشتوي.
  • التدريب على التفكير الإيجابي وتلافي السلبيات والسعي دائماً للوصول إلى الأشياء التي تشعرنا بالسعادة والبهجة.

وهكذا نجد أن الاكتئاب الشتوي عند النساء هو ليس مجرد شعور عادي أو حالة عرضية دائماً إنما هو مرض حقيقي يستدعي الاهتمام والاعتناء لمن يعاني بهذا المرض. كذلك علينا التركيز على الأسباب والأعراض وطريقة التشخيص المناسبة حتى نتمكن من الوصول إلى العلاج ونتلافى في المرات القادمة الوصول لهذا الاكتئاب وحتى لا يصبح هذا الاضطراب ملازماً للشخص أو يتكرّر بشكل دائم.

📩
انضم لأكثر من 3000 شخص في نشرتنا البريدية ليصلك أحلى ما عندنا

لن تصلك رسائل عشوائية. يمكن إلغاء الاشتراك في أي وقت

تابعنا على: Twitter - Facebook

قد يعجبك ايضا