علامات نجاح التأمل .. كيف تعرف أنك تستفيد منه؟
الهدف الأساسي من التأمل هو الاسترخاء. وإدراك اللحظة الراهنة، لكن هنالك بعض الأشخاص يتساءلون ما هي علامات نجاح التأمل. وكيف يمكننا معرفة ما إن كانت خطواتنا التي نفعلها في التأمل صائبة. وهل تمّ توجيهها بطريقةٍ صحيحة وتعود بالفائدة والنفع علينا. ولتعرفوا الإجابة على هذه الأسئلة قررنا اليوم في هذا المقال أن نتحدّث معكم عن أهم تلك العلامات. والتي تؤكّد لكم نجاح تأمّلكم، وسيركم في السكة الآمنة، فتابعوا معنا.
أهم علامات نجاح التأمل
لا بدّ لنا أن نعرف أنّه من الطبيعي جدًا ألّا ينجح التأمّل بسرعة وخاصةً في المرات الأولى. بل سيكون هنالك صعودًا وهبوطًا في أثناء ممارستنا للتأمّل. ولكن مع مرور الوقت، والصبر، والاستمرار. واللطف مع أنفسنا من المؤكّد أن نلاحظ الفرق الذي سيحدث على جميع أصعدة حياتنا. ولتتعرّفوا على أهم علامات نجاح التأمّل. وأكثرها شيوعًا سنقدم إليكم هذه العلامات على النحو الآتي:
الشعور بالاندفاع والشغف
عندما تمارسون التأمّل بطريقةٍ صحيحة ستتولّد لديكم طاقة عظيمة ورهيبة تشجعكم للاندفاع بقوة إلى يومكم. وستكونون بكامل النشاط والحيوية عند الاستيقاظ؛ لمتابعة نهاركم بكل شغف. وستضاعفون نشاطكم مع احتساء فنجانٍ من القهوة يدعمكم. لتقديم الأفضل لالتزاماتكم، حيث أنَّ الشعور بعظمة هذه المشاعر وتنشيط الإيجابية القابعة في روحكم هي أبرز علامات نجاح التأمل والحصول على الفوائد منه.
المواظبة على النوم الهادئ
ممارستكم للتأمّل بطريقةٍ صائبة تجعل نومكم أفضل من قبل؛ حيث إنه يكون منتظمًا وهادئًا وعميقًا أكثر مما مضى. لذلك من المهم جدًا أن تنتبهوا إلى ساعات نومكم كيف ستتغير مع استمراركم في ممارسة التأمل. فذلك سينعكس حتمًا على صحتكم النفسية والعقلية. ومزاجكم يصبح أفضل بكثير، ومع هذا التغيير تأكدّوا أنكم تقومون بالتأمل على النحو الصحيح.
الابتعاد عن السلبية
إنّ ممارسة التأمّل تجعلكم تتركون السلبية وراء ظهوركم. وتكملون طريقكم للوصول إلى أحلامكم مهما كانت الصعاب والعثرات. لأنّ الطاقة الموجودة بأعماقكم تدفعكم للنهوض والصمود والاستمرار. والنظر في الأمور من منظورها الإيجابي والحقيقي.
تدمنون التأمل
عندما تشرعون بالبدء حقًا في ممارسة التأمّل الصحيح ستتوقفون تلقائيًا ستستمرون فيه حتّى يصبح جزءًا لا يتجزأ من يومكم. وعادة لا يمكن استئصالها، وفي حقيقة الأمر لا يمكنكم ملاحظة ذلك مباشرةً. بل هي مجرد ومضة تقول لكم “مذهل! لم تعد تفكّر بالتأمّل”؛ لأنه بكلّ بساطة بات قطعةً من أرواحكم ويومكم ولا يمكنكم الاستمرار دونها.
اختفاء القلق والتوتر
لقد أكدّ علماء النفس أنّ وجود نسبة عاليةٍ جدًا من التوتر والقلق يكون سببها عدم ممارسة التأمّل؛ لذلك مع استمراركم في القيام به حتمًا ستجدون النتيجة مرضية وتوتركم يقل إلى أن يضمحلّ تمامًا. وستجدون أنكم تبتعدون عن التفكير في المستقبل والخوف منه. وتعيشون اللحظة الراهنة بكلّ سلامٍ وهدوء، وعندما تخططون لهدفٍ ما تكونون هادئين. وتتقدمون خطوةً تلوَ الأخرى بدون ذعرٍ من القادم.
تفهم المحيط الخارجي
عندما تمارسون التأمّل ستتسع رحابة صدوركم وتتفهمون ما يحدث من حولكم، سواء أكانت ضغوطات حياة أم أشخاص. وستصبحون طيبين ومتعاطفين أكثر مع المحيط حتّى مع وجود السلبية فيه. وستكونون أيضًا قادرين على تقبّل الآخر أيًّا كان. ويصبح لديكم مساحة عقلٍ واسعة تجعلكم قادرين على تخزين مدارك جديدة. والتحكّم في مشاعركم، وطريقة عرض أفكاركم.
التطلّع لجلسة التأمّل
عندما تصلون إلى مرحلة انتظار وقت جلسة التأمّل بفارغ الصبر لإعادة شحن طاقتكم تأكدّوا تمامًا أنّ عملية تأمّلكم صحيحة مئة في المئة. حيث إنه سيصبح شغفًا تتطلعون إليه. لا مجرد أمر واجب عليكم القيام به كالذهاب للجري، أو لمدينة الألعاب مثلًا. ومع مرور السنوات ستصلون إلى مستوى عالٍ من التأمّل. ألا وهي أنكم ستمارسونه أكثر من مرة في اليوم.
الوعي بالموجودات وليس بالأشياء
ستدركون تمامًا أنكم لستم بحاجة إلى غرفة أو زاوية معينة مظلمة. ولا يعنيكم وجود شموع معطرة للقيام بالتأمّل، إنها لطيفة وجميلة فعلًا وقد تساعدكم على الاسترخاء أحيانًا خاصةً إن كانت تحمل ذكريات جميلة بالنسبة لكم. لكن من المستحيل أن تجعلكم تصلون إلى المراحل العليا من التأمّل أو حتّى تقدّمه. لذلك إن وجدتم أنفسكم لازلتم متعلقين بمثل هذه الأمور تأكدّوا أنكم في الطريق الخاطئ وعليكم العودة منه مباشرة.
اقرأ أيضاً: للهواة: أنواع التأمل بحسب خبراء الطاقة النفسية
علامات لنجاح التأمل
يوجد علامات أخرى لتتحققوا من خطوات نجاحكم في التأمّل. وفي حقيقة الأمر هذه العلامات تعود على الصعيد الخارجي أكثر من الداخلي؛ لذلك ما عليكم سوى أن تكملوا القراءة معنا لتتعرفوا على ما جمعناه لكم على النحو الآتي:
- تحسين العلاقات الاجتماعية والتواصل: ستتحسن قدرتكم على التواصل مع الآخرين سواء أكانوا قريبين منكم أم غريبين. وستصبحون قادرين على فهمهم أكثر ومحاورتهم في الكثير من الأمور. وعمومًا ستتحسن العلاقات الاجتماعية لديكم.
- تحسين الإبداعية والإنتاجية في العمل: إذ يمكن للتأمّل أن يساعدكم في تحسين الناحية الإبداعية وتنشيطها بما يخدم إنتاجية عملكم. فمهما كان متراكمًا ستستطيعون القيام به وإنجازه بطريقةٍ صحيحة وبهدوء. وذلك عن طريق تحسين التركيز على المهمّة المطلوبة.
- تحسين القدرة على التفكير الإيجابي: يمكن للتأمّل أن يساعدكم على تحسين التفكير الإيجابي. ودعمه وتطويره؛ كي تكونوا قادرين على تحديد أهدافكم بما يتناسب مع رغباتكم الحقيقية الصادقة. والتخطيط للمستقبل بصورةٍ آمنة أكثر.
- تحسين الذاكرة والتذكر: فالتأمّل يساعدكم على تحسين الذاكرة. وتوجهيها بما يناسبكم، كما يعزّز من عملية التذكّر من خلال تحسين التركيز. وتحسين القدرة على الاسترخاء.
- زيادة الشعور بالرضا والسعادة بالحياة: يمكن للتأمّل أن يساعدكم على زيادة الشعور بالرضا والأمان والسعادة والراحة الداخلية تجاه الحياة. وذلك بسبب تحسّن الصحة العقلية والجسدية والنفسية.
علامات أخرى لنجاح التأمل
- تحسين القدرة على التعامل مع التحديات والمشكلات: يمكن للتأمّل أن يساعدكم على تطوير قدراتكم ومهاراتكم في التعامل مع التحديات والمصائب التي تعترض حياتكم بطريقةٍ عقلانية وناضجة أكثر. وذلك من خلال تحسين الصحة العقلية والتركيز على إيجاد الحلول بدلًا من خلق مشكلات جديدة.
- تحسين الصحة الجسدية: إنّ التأمّل يساعد على التقليل من الأمراض المرتبطة بالعوامل النفسية، مثل: ضغط الدم، وتحسين صحة القلب. وجعلها أفضل من السابق.
- تحسين الصحة العقلية: إذ يمكن للتأمّل أن يساعدكم على تحسين صحتكم العقلية والتخفيف من الحالات المسببة لانهيارها مثل ارتفاع مستوى الاكتئاب والقلق والتوتر. وذلك من خلال تحسين الاسترخاء.
- تحسين القدرة على إدراك المشاعر والأفكار: يمكن للتأمّل أن يساعدكم على تحسين تفكيركم بصورة أكثر وضوحًا. وإدراك الأفكار والمشاعر القابعة بداخلكم مع إمكانية التحكم بها.
- زيادة الشعور بالانتماء إلى المجتمع والعالم: فيمكن للتأمّل أن يزيد من شعور الانتماء إلى المجتمع والعالم حتّى وإن كثرت فيه الاختلافات. كما أنّكم ستجدون في المستقبل أنها متمّمات لاستمرار الحياة، وهذه هي النظرة الصحيحة والسالمة.
وفي ختام المقال نجد أن علامات نجاح التأمل كثيرةٌ جدًا؛ لذلك يجب علينا أن نتذكر أنه من المهم جدًا الإنصات إلى ذاتنا يوميًا لمعرفة مدى تطورها، وماهية المراحل التي تمر بها في أثناء عملية التقدّم، كما علينا ألّا نضغط عليها بممارسة التأمّل باستمرار.