الاكتئاب الموسمي .. ما هو؟ وكيفية التعامل معه؟

الاكتئاب الموسمي من أكثر أنواع الاكتئاب شهرةً وانتشارًا بين الناس، حيث أنه يصيب الفرد في أثناء حلول فصل معين من الفصول السنوية وغالبًا ما يكون إما الشتاء أو أواخر الخريف، وفي هذا المقال سنخوض معًا بتفاصيل هذه الحالة النفسية لنعرف كيفية التعامل معها والتخلص منها وكل الأمور المتعلقة بها، فتابعوا معنا. 

مفهوم الاكتئاب الموسمي 

يمكننا أن نعرّف الاكتئاب الموسمي على أنه حالة نفسية متفاوتة تصيب المرء عند قدوم إحدى الفصول السنوية. وقد أكدّ علماء النفس على أنّ أغلب هذه الحالات تكون في فصل الشتاء أو مع بدايات الربيع أو أواخر فصل الخريف، وأطلقوا عليها اسمًا آخر ألا وهو “الاضطراب العاطفي الموسمي”. ومن الجدير بالذكر أنّ فرصة حدوثه في فصلي الربيع والصيف تكون متدنية جدًا مقارنة مع فصلي الشتاء والخريف. لذلك ظهر علماء نفس آخرون أطلقوا عليه  “الاكتئاب الموسمي الشتوي” أو “الاكتئاب الموسمي الخريفي”. والمشكلة أنه لا يصيب عددًا قليلًا من الأشخاص بل فئة كاملة وكبيرة منهم. لذلك تمّ تصنيفه على أنه إحدى الحالات النفسية الخطيرة إن لم يتم معالجتها والسيطرة على نوباتها العاطفية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بإحدى الفصول. 

أسباب الاكتئاب الموسمي

يوجد هنالك أسباب كثيرة تصيب المرء مباشرة وتجعله يصاب بأي نوع من أنواع الاكتئاب وعلى وجه الخصوص الاكتئاب الموسمي. وفي حقيقة الأمر على الرغم من وجود أبحاث عدّة حول هذا الموضوع إلّا أنَّ خبراء علم النفس لم يصلوا حتّى الآن إلى قائمة العوامل الثابتة المسببة لهذا الاكتئاب. ولكننا قمنا بجمع أهمها وأكثرها شيوعًا وسنقدّمها إليكم على النحو التالي: 

• تاريخ الاكتئاب الشخصي: بمعنى آخر أنّ الشخص الذي يتعرّض للاكتئاب مسبقًا سواء مع وجود موسم فصلي معين أو لا. فنسبة إصابته بالاكتئاب الموسمي تكون كبيرة جدًا.  
• الجنس: صنّف علماء النفس النساء على أنهنّ الأكثر عرضة للإصابة بالحالة النفسية المعروفة بالاكتئاب الموسمي مقارنة بالرجال. فقد تصل نسبتهم إلى أربع أضعاف عدد المصابين من الرجال. 
• التاريخ العائلي: الأشخاص الذين يعانون من تاريخ عائلي حافل مع محاربة أنواع الاكتئاب هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الموسمي. 
• العمر: عندما يقل عمر المرء يزداد احتمالية إصابته، فقد أكدت الدراسات النفسية أن الشباب يصابون بهذه الحالة أكثر من كبار السن وخاصةً في سن المراهقة. 
• مكان العيش: إنّ الناس الذين يعيشون في أماكن تكون فيها ليالي موسم الشتاء طويلة وشديدة البرودة هم أكثر عرضة لخطر تطور الاضطراب العاطفي الموسمي. ويحدث العكس أيضًا، فالناس الذين يعيشون في أماكن درجات حرارتها عالية يعانون من الاكتئاب الموسمي الصيفي. 

أعراض الاكتئاب الموسمي 

يوجد هناك أعراض للاكتئاب الموسمي وهي كثيرة حيث أنها تظهر على عدد كبير من الأشخاص المصابين به. ولكن في بعض الحالات الفردية والاستثنائية لا تظهر. وخاصةً أنها تكون غالبًا متشابهة مع الأعراض التي تكون لأنواع أخرى من الاكتئاب. ولأجل التمييز بينهم جمعنا لكم أهمها لتتعرفوا إليها أكثر وهي على النحو التالي: 

• الشعور بحالة الخمول والكسل في معظم الوقت خلال اليوم، حتى أنه قد يصل الأمر إلى اليوم كله تقريبا. 
• شعور سيء دائم يرافق الشخص ألا وهو اليأس والإحباط والحزن دون وجود سبب معين وحتى إن وجد يكون لا قيمة له وليس بتلك الأهمية العظمة. 
• قلة الطاقة الجسدية وانعدام الاندفاع وفقدان الشعف وقلة القدرة على التركيز في أداء الواجبات والمسؤوليات. 
• فقدان الاهتمام والحب تجاه الأشخاص والأنشطة والأعمال التي كان يستمتع المرء بالقيام بها مسبقًا. 
• ظهور مشكلات واضطرابات كثيرة في النوم وعملية تنظيمه. 
• حدوث تغيرات واضحة في الشهية تجاه الطعام أو الوزن فإما أن ينقص أو يزيد. 
• الشعور الدائم بالغضب والرغبة العارمة بالبكاء دون سبب. 
• ملاحقة الأفكار السلبية المتكررة لعقل الإنسان فلا يستطيع السيطرة عليها والخطير بهذه النقطة أنها قد تصل لحد التفكير في الموت والانتحار. 

كما أنّ هنالك أعراض أخرى مباشرة والذي يظهر في فصل الشتاء ومن أهمها: 

• الانخفاض الواضح في الطاقة الجسدية. 
• الإفراط في ساعات النوم. 
• زيادة الوزن بطريقةٍ مبالغ بها. 
• الرغبة العارمة والقوية لأجل تناول الكربوهيدرات. 
• الاستمرار بالهرب والانسحاب الاجتماعي. 

أما بالنسبة إلى أعراض الاكتئاب العاطفي الموسمي الذي يحدث في فصل الصيف فهي تتضمن الأمور التالية: 

• ضعف الشهية لدرجة انعدامها مما يؤدي إلى انخفاض واضح بالوزن. 
• كثرة الأرق والقلق والشعور بالغضب من لا شيء. 
• كثرة نوبات السلوك العنيف تجاه الأشخاص والأشياء على كافة الأصعدة الحياتية. 

مضاعفات الاكتئاب الموسمي 

هنالك مضاعفات عدّة تحدث مع المرء عندما يصاب بحالة الاكتئاب الموسمي حيث أنه يجب مراجعة الطبيب الاختصاصي مباشرة عندما تدور في ذهنه أي فكرة من الأفكار التي قد تقود لإيذاء نفسه أو إيذاء الأشخاص حوله، ففي بعض الأحيان يمكن أن تتطور الاضطرابات العاطفية الموسمية إلى حالات نفسية تكون أكثر تعقيداً يعاني منها المرء لاحقًا، مثل الاكتئاب لفترة طويلة، واضطراب ثنائي القطب، والتفكير المتكرر بالانتحار، ومن المهم جدًا أن نؤكد أنّ الاكتئاب أيًّا كان نوعه حتمًا سيودي بصحة الإنسان ويجعلها تتدهور. 

اقرأ أيضاً: أهمية اليقظة الذهنية في التخلص من الضغوطات والتوتر 

علاج الاكتئاب الموسمي 

يوجد هنالك طرق عدّة لعلاج الاكتئاب الموسمي حيث أنها تدور حول العلاج الدوائي والطبي والشخصي، ومن أهم تلك الطرق وأكثرها نفعًا اخترنا لكم ما يلي: 

• يستخدم في علاج الاكتئاب الموسمي في مراحله الأولى أنواع أدوية متعلقة بالبروتوكولات المستخدمة لعلاج الاكتئاب عمومًا. 
• في الحالات المتقدّمة يمكن أخذ أدوية مضادات الاكتئاب التي تزيد من تركيز السيروتونين بين النواقل العصبية، ويتم مباشرة العلاج الدوائي بعد استشارة الطبيب. 
• يعتبر العلاج السلوكي القائم على وجود حوار وحديث مع المريض فعال جدًا خاصة في الحالات الأولى للعلاج.
• من أهم طرق العلاج هو التنشيط السلوكي، حيث أنه يسعى إلى مساعدة الشخص على تحديد الأنشطة الجذابة لتحسن مزاجه والتغلب على الاكتئاب. 
• الجلوس بأكثر الأماكن التي يوجد فيها ضوء الشمس والنور العالي، فذلك سيساعد على تحسين نفسية المصاب.

نصائح للتعايش مع الاكتئاب الموسمي

يوجد عدة نصائح يمكن اتباعها للتعايش مع الاكتئاب الموسمي في حال لم تنجح طرق العلاج وبات أمرًا يرافق الإنسان في حياته، وهذه النصائح تساعد على التخفيف من حدة وقعه وقد جمعناها لكم على النحو التالي: 

• الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم ولكن من الجدير بالذكر ألا تزيد ساعات النوم عن 8-9 ساعات فقط. 
• تناول الأطعمة الصحية. 
• الالتزام بالأدوية التي يوصي بها الطبيب بطريقة صحيحة وعلى مواعيدها. 
• متابعة الحالة باستمرار مع الطبيب والسؤال عن كيفية التعامل مع أي أثر من الآثار الجانبية في حال ظهور أحدهم. 
• ممارسة التمرينات الرياضية ومضاعفتها لتفريغ الطاقة السلبية القابعة في أعماق النفس. 
• الابتعاد عن شرب الكحول والامتناع عن المخدرات غير المشروعة، فذلك سيزيد حتمًا من تدهور الحالة النفسية وقد يحدث الانتحار بسبب ذلك. 

للمزيد: اكتئاب الشتاء عند النساء .. كيف تتعاملين معه بشكل صحيح؟

وفي ختام المقال، إنّ الاكتئاب الموسمي هو اكتئابٌ طبيعيٌّ جدًا يحدث مع أي شخص في هذه الحياة، لكن ضمن درجات متفاوتة، وفي حال عدم الاكتراث له ستتضاعف الحالة النفسية وتودي لهلاك الإنسان. لذلك يجب علينا أن نتّبع سبل الخلاص منه كي تبقى صحتنا النفسية بأمانٍ دائم.