هل صحيح أن فقدان الشغف أسوأ من الاكتئاب؟

هل صحيح أن فقدان الشغف أسوأ من الاكتئاب؟ بالتأكيد يراودك هذا السؤال وذلك بسبب تشابه بعض الأعراض بين هاتين الحالتين، وهذا الأمر يجعل عدد ليس بقليل من الأشخاص يخلطون بينهما وقد يظنون أن فقدان الشغف أسوأ بسبب شدة أعراضه أو كثرتها، لذلك سوف نقدم لك في مقال اليوم الأجوبة الشاملة عن هذا السؤال. 

هل صحيح أن فقدان الشغف أسوأ من الاكتئاب والإحباط 

الأعراض 

البعض يخلط بين أعراض الاكتئاب وأعراض فقدان الشغف، والبعض الآخر يرى أن فقدان الشغف أسوأ من الاكتئاب. وكل فرد يقيس ذلك وفقاً لذاته وشعوره واستجابته لهذه الأعراض. وذلك بسبب بعض التشابه بينها فمثلاً من الأعراض المشتركة بين فقدان الشغف والاكتئاب نذكر: 

• انعدام المتعة والتلذذ في أي شيء. 
• مشاكل في النوم والمعاناة المستمرة من الأرق. 
• فقدان المحفز. 
• الشعور بالضياع وانعدام الفائدة. 
• عدم القدرة على ممارسة الحياة بشكل طبيعي. 
• اضطرابات في الشهية للطعام. 
• الشعور بالتعب بشكل مستمر وفقدان الطاقة. 
• الحزن وعدم الرغبة بفعل أي أمر. 

من ناحية المفهوم والتعريف 

من ناحية المفهوم فالشغف يُظهر المرء على ما هو عليه حيث يضعه في طريق التشكيل الصحيح والناضج لنفسه والذي يختاره هو لذاته. وعندما يفقد الفرد هذا الشغف فإنه يصبح وكأنه فقد هويته الشخصية ويتحول إلى إناء خاوي وضائع لا يعرف أي طريق يسلك وأي قرار يتخذ. أما الاكتئاب فإنه مرض طبي قد شاع كثيراً بين الناس وهو يؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية والجسدية للشخص. كما أنه يؤثر على طريقة تفكيره وتصرفاته تجاه ذاته وتجاه الآخرين. لذلك في هذه الناحية يمكن القول أن فقدان الشغف ليس أسوأ من الاكتئاب. لكنه في الوقت ذاته ليس أفضل، فهما الاثنان يعبران عن فقدان الفرد لمعنى وجوده وشعوره بالضياع والشعور بانعدام القيمة أيضاً. 

اقرأ أيضاً: كيفية اختبار فقدان الشغف؟ إليك 17 مؤشر تخبرك بمستوى شغفك

هل فقدان الشغف أسوأ من الاكتئاب بشكل عام

تختلف النواحي التي يكون فيها فقدان الشغف أسوأ من الاكتئاب أو العكس، لكن بشكل عام لا يعد فقدان الشغف أسوأ من الاكتئاب وهذا ما أكده العلماء وذلك استناداً إلى الكثير من الأمور حيث إن فقدان الشغف مرحلة من مراحل الاكتئاب. كما أنه ليس اضطراب عقلي أو نفسي وذلك على عكس الاكتئاب الذي يعتبر اضطراب نفسي، في حين أن فقدان الشغف هو مرحلة طبيعية يمر بها كل شخص تقريباً وذلك بسبب ما يواجه من عقبات. 

لذلك فإن فقدان الشغف لا يحتاج للعلاج الطبي، فعندما يصاب الفرد بفقدان الشغف فإنه يستطيع علاج نفسه بنفسه والتخلص من هذه الحالة بعدد من الخطوات، أما الفرد الذي يصاب بالاكتئاب فإنه يحتاج إلى استشارة الطبيب وقد يخضع إلى العلاجات النفسية والدوائية، وفي هذا السياق يرى العلماء أن فقدان الشغف هو عَرَض وليس اضطراب، في حين أن الاكتئاب هو اضطراب نفسي مرضي وتأثيراته على صحة المريض أقوى من تأثيرات فقدان الشغف وقد يؤدي به إلى محاولات الانتحار في بعض الحالات. لذلك فإن التشابه بينهما كبير لكن يبقى ثمة اختلاف في بعض النقاط. 

وفي نهاية المقال لا بد من القول أن فقدان الشغف ليس أسوأ من الاكتئاب بالضرورة. لكنه مصاحب له ويعتبر الطريق الأسرع إليه. وهكذا نكون قد قدمنا بشكل واضح الأجوبة الكافية للسؤال الذي يدور في ذهن الكثير ألا وهو. هل صحيح أن فقدان الشغف أسوأ من الاكتئاب.