كيفية تنمية العاطفة الزوجية بين الشريكين (نصائح وخطوات عملية)

العاطفة الزوجية هي أحد أهم عناصر الحياة الزوجية التي تؤثر بشكل كبير على سعادة واستقرار الزوجين. فهي تمثل ركناً أساسياً في بناء علاقة ناجحة ومستدامة. كما تعتبر العاطفة المشتركة والتفاهم المتبادل والتقدير بين الزوجين أساساً لبناء علاقة طويلة الأمد ناجحة ومزدهرة يعمها السعادة والرخاء. 

مفهوم العاطفة الزوجية

مفهوم العاطفة الزوجية  

نعني بمصطلح العاطفة الزوجية الحب الذي يكنّه كل من الزوجين للآخر. أو بمعنى آخر الجاذبية والكاريزما التي تشد كل منهما نحو الآخر. فهي شعور داخلي ناتج من استحسان طبائع وأخلاق وأوصاف الطرف الآخر. وميل فطري للصفات الخُلقية والخَلقية، والنواحي الجمالية لشريك الحياة. 

تلعب العاطفة دوراً هاماً في العلاقة الزوجية فهي بمنزلة الماء للنبات والملح للطعام. فكما أنه لا حياة للنبات بدون ماء، ولا قيمة للطعام بدون ملح. فكذلك الحياة الزوجية لا معنى لها ولا ضمان لاستمراريتها بدون عاطفة. 

فتتجسد قيمة العاطفة في إبدائها للطرف الآخر وإشعاره بها. والعمل على تقويتها وتنميتها، فالحب المكنون في القلب الذي لا يعمل صاحبه على إظهاره كالوردة التي لا رائحة لها. إذ تصبح العلاقة بين الزوجين سطحية جافة، فاقدة للانتعاش والحيوية. يسيطر عليها الملل والروتين، ويعم السواد كافة أرجاءها. فالرجل بحاجة إلى ما يخفف عنه متاعب الوظيفة أو العمل. والمرأة بحاجة إلى ما يخفف عنها أعباء الأعمال المنزلية. وكلاً منهما بحاجة إلى ما يخفف عنه أحزانه وهمومه. بالإضافة إلى حاجتهما المُلحّة للإحساس بأن هناك من يهتم ويعتني بهما ويراعي مشاعرهما. 

وسائل تنمية العاطفة الزوجية  

هناك الكثير من الوسائل التي يمكنها أن تقوي العاطفة الزوجية، وتعزز العلاقة بين الزوجين وتجعلهما أقرب من بعضهما البعض، ومن أهم هذه الوسائل ما يلي: 

التواصل الجيد 

تبادل أطراف الحديث بشكل منتظم وصادق بين الشريكين، والاستماع إلى مشاعر وأفكار بعضهما البعض بفهم واحترام يمكن أن يكون من أهم وسائل تنمية العاطفة الزوجية. 

الوقت المشترك 

إن قضاء الشريكين وقت ممتع مع بعضهما البعض يعزز العاطفة الزوجية ويمتّن علاقتهما سواء كان ذلك في الخروج لتناول الطعام أو ممارسة هواية مشتركة أو حتى في المنزل لمشاركة أنشطة يومية. 

التفاني والدعم 

إن دعم الشريكين لبعضهما البعض ووقوفهما إلى جانب بعضهما في أصعب الأوقات يعزز متانة العلاقة الزوجية ويقوي العاطفة بين الزوجين. 

التفهُّم 

 إن محاولة الشريكين تفهم احتياجات بعضهما البعض، والتعامل مع بعضهما بأفضل الطرق، وحرصهما الدائم على إظهار التفهم والصبر من أهم وسائل تنمية العاطفة الزوجية. 

التغذية الروحية 

تخصيص الزوجين بعض الوقت للمشاركة في الصلاة أو نشاط روحي مثل القراءة في الكتب الروحية أو المذاكرة الدينية قد يساعدهما على تعزيز الروابط العاطفية. 

المفاجآت والهدايا 

إن تقديم الشريكين المفاجآت والهدايا لبعضهما البعض بغية إظهار الحب والمودة والتقدير يمكن أن يساعد كثيراً في تنمية وتعزيز العاطفة الزوجية. 

المساعدة في المسؤوليات المنزلية 

مشاركة الزوجين المسؤوليات المنزلية مع بعضهما البعض وبشكل منتظم، يمكن أن يعزز التواصل والتعاون بين الزوجين، ويقوي عاطفتهما. 

التخطيط لأوقات رومانسية 

التخطيط لقضاء أوقات خاصة رومانسية، مثل قضاء إجازة مشتركة أو تنظيم عشاء رومانسي في المنزل يمكن أن يعزز العاطفة الزوجية بشكل كبير. 

تبادل الألقاب الحسنة 

مخاطبة الشريكين بعضهما البعض بالألقاب الحسنة وتدليل الأسماء أو ترخيمها أو ترقيقها يمكن أن يعزز العاطفة الزوجية ويمتّن العلاقة بين الشريكين بشكل كبير. 

المداعبة والمزاح 

إن تبادل الزوجين المزاح والمداعبة بين بعضهما البعض، ومقابلة بعضهما البعض بالابتسامة والكلمة الرقيقة، والابتعاد عن العبوس والتجهم في وجه بعضهما دون أي مبرر يعتبر من أهم وسائل تنمية العاطفة الزوجية. 

تغزل الزوج بزوجته 

إن تغزل كل من الزوجين ببعضهما البعض وذكر النواحي الجمالية ببعضهما يمكن أن يعزز العاطفة الزوجية ويمتّن علاقة الزوجين. 

الإشادة بالأخلاق  

إشادة الزوجين بأخلاق بعضهما البعض وحسن المعاملة، وشكر بعضهما على ما يقدماه من خدمات، وغض النظرعن الهفوات بتذكر الحسنات يمكن أن يعزز العاطفة الزوجية ويمتّن علاقة الزوجين.

 اقرأ أيضاً: كيفية التخلص من الجفاف العاطفي علاقتك وتستعيد ألقها

الاحتياجات العاطفية للمرأة 

الاحتياجات العاطفية للمرأة  

تختلف الاحتياجات العاطفية للمرأة من شخص لآخر وقد تتغير أيضاً على مر الزمن، ومع ذلك هناك بعض الاحتياجات العامة التي قد تشمل ما يلي: 

الحب  

غالباً ما تبحث النساء عن الحماية والأمان والقبول، هؤلاء المعايير الثلاث يعبر عنها الحب. 

فعندما يظهر الزوج الحب لزوجته، فهو يوصل لها هذه الرسائل، لهذا السبب من المهم جداً أن يفهم الرجل حاجة المرأة للحب، لأنه بدون الحب لن تشعر المرأة بالأمان وستشعر وكأنها معزولة عن زوجها. 

يمكنكَ أن تعبر عن حبك بالورود، والكلمات والبطاقات. كل ما عليك فعله أن تجد بيئة مناسبة تعبر من خلالها عن الحب بشكل واضح ومتكرر. 

المحادثة  

من النادر أن يقول الرجل: “لماذا لا تتحدث معي زوجتي؟”، لكن العكس هو ما يحدث غالباً. 

فحاجة المرأة للمحادثة أكبر بكثير من حاجة الرجل، وعلى ما يبدو أن المرأة تستمتع بالحديث مع زوجها بغض النظر عن الموضوع الذي تتحدث فيه، وذلك لأن المحادثة بالنسبة لها تعني الاهتمام والحب. 

الثقة والأمان 

ترتبط احتياجات المرأة ككل بإحساسها بالأمان. فهو عبارة عن خيط يربط كل احتياجاتها، ولكي تشعر الزوجة بالأمان تحتاج من زوجها أن يكون صريح معها ويخبرها معلومات دقيقة حول ماضيه وحاضره وما يخطط له بالمستقبل. 

فإذا ما رفض الزوج إعطاءها هذه المعلومات أو كذب عليها، فإن ذلك يهدد شعور الثقة لديها وبالتالي يهدد إحساسها بالأمان، وهذا بدوره يزعزع العلاقة الزوجية. 

الشعور بالتقدير  

تحب المرأة أن تشعر في المقام الأول بالاحترام والتقدير، وأن يظهر لها زوجها مدى حبه، وقيمتها بالنسبة له. 

ولا سيما أن أسرع طريقة لحدوث المشاكل بين الزوجين هي تجاهل الزوج لزوجته وعدم إعطائها أي أهمية. لذلك فإن التقدير والاحترام هما عنصران أساسيان لنجاح أي علاقة. 

الثناء على الزوجة 

تحتاج الزوجة إلى الشعور بمديح زوجها لها، والتغزل بها. كما يستحسن أن يثني الرجل على مظهر زوجته وجسدها وشعرها ليشعرها بأنوثتها، حيث يجب أن يعبر عن ذلك بطريقة مميزة، ليجذب انتباهها بحديثه. 

تخصيص وقت للزوجة والأطفال  

إن تخصيص الزوج وقتاً لزوجته وأطفاله ليس حدثاً عابراً، لذلك يجب أن تجد وقتاً للتواصل معهم من خلال الترتيب له والعمل على حدوثه. 

كما يجب أن تضع في حسبانك أن قضاء الوقت مع أسرتك من الأمور ذات الأهمية القصوى بالنسبة لك. 

ومن المهم جداً أن تتذكر أن زوجتك هي شريكة حياتك وليست فقط أم أطفالك. لذلك يجب أن تبذل قصارى جهدك لتعبر لها عن حبك برومانسية ولطف. 

الحرية والمسؤولية 

 تحتاج المرأة إلى أن تُمَنَحَ حرية اتخاذ القرارات في حياتها، بما في ذلك القرارات المالية والمهنية. كما يجب ألا تفرض عليها مسؤوليات زائدة دون مشاركة التزامات الآخرين. 

في ختام مقالنا لليوم حول موضوع العاطفة الزوجية، ندرك أن العلاقة الزوجية تحتاج إلى اهتمام ورعاية مستمرة، نظراً لأن العاطفة هي ركيزة أساسية في بناء علاقة زوجية صحية ومستدامة. فعندما يكون هناك عاطفة قوية بين الزوجين، يصبح من الممكن التغلب على التحديات والصعاب التي قد تظهر في طريقهم. لذلك يجب على كل شريك أن يولي اهتماماً كبيراً للحفاظ على العاطفة في علاقته الزوجية. 

📩
انضم لأكثر من 3000 شخص في نشرتنا البريدية ليصلك أحلى ما عندنا

لن تصلك رسائل عشوائية. يمكن إلغاء الاشتراك في أي وقت

تابعنا على: Twitter - Facebook

قد يعجبك ايضا