ما هو التقمص العاطفي؟ وما هي سمات من يملكه؟

ما هو التقمص العاطفي الذي نسمع عنه بشكل متكرر. فمثلاً يقال إن هذا الشخص لديه القدرة على التقمص العاطفي وقد يخلط البعض بينه وبين مفاهيم أخرى كالتعاطف. لذلك سوف نتعرف اليوم على هذا المصطلح بكل جوانبه ونتناوله بشيء من التفصيل. 

مفهوم التقمص العاطفي  

التقمص العاطفي بشكل عام نستطيع وصفه أو تعريفه بأنه قدرة الفرد على وضع نفسه مكان شخص آخر عاطفياً والقدرة على الإدراك والشعور بما يشعر به هذا الشخص. أي أنه يستطيع تخيل ماذا سوف يكون حاله لو كان مكان ذلك الشخص وفهم مشاعره كما لو أنه يعيش الموقف بدلاً من ذلك الشخص. لذلك فإن الشخص الذي لديه تقمص عاطفي هو الشخص الذي يمتلك قدرة عالية على فهم ومعرفة عواطف الآخرين ومشاعرهم ورؤية الأشياء من منظورهم وفهم احتياجاتهم. بالإضافة إلى ذلك فهو لديه مهارة الإنصات إلى كلماتهم المنطوقة وغير المنطوقة التي تظهر من خلال لغة الجسد. 

التقمص العاطفي في علم النفس

التقمص العاطفي في علم النفس 

هو امتلاك القدرة على فهم الطرف الآخر فكرياً وعاطفياً وتقمص موقفه. كما يعرفه علم النفس بأنه مهارة تتمثل بفهم الفرد لعواطف الأشخاص المحيطين به ومشاركتها. كما يعده علم النفس أعمق وأسمى من التعاطف. وذلك لأن التعاطف هو إظهار رد فعل قد يكون حقيقياً وقد لا يكون كذلك. أما التقمص فهو شعور واهتمام صادق وحقيقي لفهم الطرف الآخر ومحاولة مساعدته في حال كانت لديه مشكلة ما. بينما عرفه بعض الأطباء النفسيون بأنه إسفنج شعوري على حد تعبيرهم. حيث إن هذا الإسفنج الشعوري قادر على امتصاص جميع المشاعر الإيجابية والسلبية من الأشخاص المحيطين به. وأكد الكثير منهم أنه الشعور بشعور الآخر وليس الشعور بالذات.

أي أن الشخص عندما يضع نفسه موقع الطرف الآخر. فإنه يشعر بمشاعر الآخر وليس بماذا يشعر هو لو أنه كان بموقعه. وقد ترجم العالم النفسي “إدوارد تيشنر” كلمة الوقوع في الشعور على أنها التقمص العاطفي الذي ينطوي على رؤية الفرد لوضع الطرف الآخر ومشاركته مشاعره ولكي يشاركه ذلك. فإنه يجب عليه أن يقوم بشيء أكثر من مجرد تخيل نفسه مكان الطرف الآخر. حيث يجب عليه أن يتخيل نفسه على أنه الشخص الآخر. لذلك يجب أن يعرف عنه الكثير حتى يستطيع تقمص حالته بشكل كلي. كما يرى بعض الباحثين أن التقمص العاطفي هو مشاطرة شخص آخر لمشاعره ومن ثم إعطاؤه الاهتمام والرعاية لذلك فهو فضيلة. 

سمات الشخص الذي يمتلك التقمص العاطفي 

ثمة مهارات وصفات حددها علم النفس تكون لدى الفرد تدل على امتلاكه لسمة التقمص العاطفي ومن هذه الخصائص نذكر: 

قدرة إدراك ووعي عالية  

من خلال مهارته في فهم مشاعر الطرف الآخر ووعيه بها والقدرة على شرحها أيضاً. 

بعيد عن الأحكام المسبقة والاستنتاجات  

يظهر هذا من خلال البحث عن دوافع الطرف الآخر التي تدفعه لشعور معين بالإضافة إلى وضع العديد من الأسئلة ومحاولة فهم الشخص وجهاً لوجه. 

القدرة على التعبير عن مشاعر الطرف الآخر  

قد يتلعثم الشخص في التعبير عن مشاعره أو وصفها بشكل جيد. لذلك فإن الفرد الذي يكون لديه مهارة التقمص العاطفي يستطيع توصيف هذه المشاعر أكثر من الشخص ذاته. 

القدرة على جذب الآخرين للحديث معه عن مشاعرهم 

بسبب قدرته على فهم مشاعرهم ووصفها بدقة عالية حيث أن الفرد يميل للحديث مع فرد يستطيع فهم أفكاره ومشاعره بدقة عالية وسرعة كبيرة ووعي تام أيضاً. 

التمتع بدرجة مرتفعة من الذكاء 

لأن التقمص العاطفي في علم النفس مشابه للذكاء تقريباً بسبب القدرة التي يمتلكه الفرد في معرفة تفكير ومشاعر الطرف الآخر بشكل تلقائي. 

يمتلك الثقة بالنفس والاستقلالية 

من خلال طاقته الداخلية القوية حيث يوجه جزء من هذه الطاقة في بعض الأحيان نحو فهم ما يحيط به وفهم الآخرين من حوله بالتالي يمتلك قدر كافي من الثقة بالنفس

الاستماع بشكل عميق للآخرين  

المتقمص عاطفياً هو مستمع جيد ومتفهم وهذا ما يجعل الأشخاص من حوله يكنون له كل التقدير والاحترام ويفضلون الحديث معه دائماً. 

اقرأ أيضاً: ما هو التسول العاطفي؟ أمثلة عملية 

أهمية التقمص العاطفي 

إن أهمية هذه السمة قد تكون غنية عن التعريف إلا أننا قد صنفناها تبعاً للعديد من الاستخدامات والمجالات التي يستخدم فيها ومنها: 

التقمص العاطفي بين الأصدقاء 

هذا التقمص من أبرز المجالات التي تظهر فيها أهمية التقمص العاطفي. وذلك لأنه الطريقة المثلى لتقوية الروابط بين الفرد والأشخاص المحيطون به والأفراد الذين يحبهم. حيث أن هذه الروابط تصبح أكثر متانة إذا استطاع الفرد الشعور بالذين يحبهم ووضع نفسه مكانهم في العديد من المواقف الحياتية. مما يجعله يفهم نظرتهم وبالتالي تزيد ثقتهم به وبمعرفته لأفكارهم ومشاركتها وكيفية التعامل معها. وهذا كله يعمل على تخفيف العبء والضغط بين الأصدقاء وزيادة الشفافية. 

أهمية التقمص العاطفي في العمل 

من خلال تقوية العلاقة بين الموظفين وبينهم وبين المدير حيث أن فهم مشاعر المدير والزملاء وتفهمهم لبعضهم البعض يساعد على بناء بيئة عمل مريحة. وبالتالي ناجحة وتساعد على زيادة إنتاجية العمل. بالإضافة إلى ذلك فإن يساعد على فهم العميل وبالتالي ابتكار أفكار إيجابية لعمل ناجح. 

التقمص العاطفي مهارة  

أكدت الدراسات أنه مهارة وقدرة حسية خارقة لا يمتلكها كل الأفراد. بل هي موجودة لدى البعض منذ الطفولة وتظهر من خلال تدريب الطفل على الشعور بالآخر ويتم تطويرها مع الوقت لدى الفرد الذي يمتلك جزء منها. لكن لا يمكن تطويرها لدى الأشخاص المفتقدين لها. 

سمات عامة للمتقمصين عاطفياً

سمات عامة للمتقمصين عاطفياً 
  • التفكير العميق والرعاية الحقيقية للآخرين والتعاطف معهم. 
  • الحساسية من الضجة والضوضاء والكلام الكثير. 
  • المحاولة بشكل دائم لعدم تخييب آمال الصديق ومحاولة مساعدته وفهمه. 
  • الميل إلى الانفراد بالذات في الكثير من الأحيان. 
  • فهم شعور الآخرين بسرعة وتحويله إلى لغة مفهومة تترجم تلك المشاعر والأحاسيس. 
  • الخبرة الكبيرة في فهم لغة الجسد. 

كيف يتم التقمص العاطفي 

يتم عقلياً من خلال قدرة الإدراك العالية الموجودة لدى الشخص. والتي تجعله يتقمص مباشرة مشاعر الآخر عند الاستماع له بشكل جيد؛ ويتم أيضاً عن طريق لغة الجسد من خلال قدرة الشخص على قراءة الآخر. عن طريق لغة جسده من إيماءات وجهه والحركات الواضحة عليه من مشاعر يأس أو قلق أو إحباط وغيرها من المشاعر التي يمكن أن يلاحظها الشخص على الطرف الآخر. وهذا كله يحتاج إلى خبرة وقدرة حسية عالية تكون موجودة لدى الشخص المتقمص عاطفياً. 

ومما لا شك فيه أن التقمص العاطفي هو خبرة قابلة للتطوير عن طريق الممارسة وقد يتم الخلط بين هذا المفهوم والعديد من المفاهيم الأخرى مثل التعاطف أو الذكاء العاطفي أو غيره من المفاهيم. لذلك فقد تناولنا في هذا المقال ما هو التقمص العاطفي بكل ما يتعلق به. 

📩
انضم لأكثر من 3000 شخص في نشرتنا البريدية ليصلك أحلى ما عندنا

لن تصلك رسائل عشوائية. يمكن إلغاء الاشتراك في أي وقت

تابعنا على: Twitter - Facebook

قد يعجبك ايضا