الاستنزاف العاطفي .. ما يلزمك معرفته عنه حتى تعيش حياة مستقرة
الاستنزاف العاطفي مشكلة قد تحدث لدى بعض الأفراد دون الشعور بها وذلك عند تعرضهم للضغط العصبي. وعند وجود شخص ما في حياتهم يقوم باستنزاف طاقتهم ويزيد عليهم العبء ويجعلهم يعانون من الإجهاد بشكل مستمر. ولذلك سوف نتعرف اليوم على هذا المصطلح وكل ما يتعلق به من أسباب وأعراض وغيرها.
الاستنزاف العاطفي في علم النفس
الاستنزاف العاطفي في علم النفس هو حالة من فقدان الطاقة تصيب الفرد تجعله غير قادر على الاستمرار بأعماله بسبب التعب النفسي الذي يصيبه والضغط عليه من قبل أحد الأشخاص في حياته سواء كان هذا الشخص من الأسرة أو الأصدقاء أو الشريك لذلك فقد يقوم أحد هؤلاء الأشخاص بسحب طاقة هذا الفرد؛ وهذا الأمر يؤدي به إلى عجز عقله عن القيام بمهامه. بالإضافة للتعب الجسدي. كما يؤثر ذلك على طريقة تعامل هذا الشخص بسبب استهلاك قوته وطاقته فيصبح منفصلاً عما حوله ومرهق ذهنياً لا يستطيع التركيز على شيء في حياته.
أسباب الاستنزاف العاطفي
هنالك عدة أمور تحدث في حياة الفرد تؤدي إلى إصابته بالاستنزاف العاطفي وقد تختلف هذا الأسباب من شخص لآخر ومن هذه الأسباب نذكر:
التعرض للضغط في العمل
قد يؤدي العمل بمهنة شاقة إلى استنزاف طاقة الشخص الجسدية والعاطفية .كما أن العمل تحت الضغط المستمر يؤدي إلى ذلك أيضاً.
وجود شخص يستنزفه عاطفياً
قد يسبب شخص مقرب استنزاف عاطفي للفرد من خلال تحميله مشاكله لهذا الفرد وتوجيه الاتهام الدائم له بالإهمال وعدم الاهتمام. قد يكون هذا الشخص حبيب، أو قريب، أو صديق، أو زوج حيث يقوم بإلقاء اللوم عليك بشكل مستمر، حتى لو كنت بحاجة لمن يسمعك فإنه لن يبالي بذلك، بل سيقوم باستعطافك راغباً باهتمامك بمشكلاته فقط بغض النظر عن مشكلاتك وحياتك؛ ويسمى هذا صاحب الشخصية الاستنزافية وقد يقوم باستخدام نقاط ضعفك لصالحه. بالإضافة إلى تقييده لك مما يمنعك من التصرف على طبيعتك كي ترضيه وكل هذه الأمور تؤدي إلى القلق الدائم واستنزافك عاطفياً.
المعاناة من مرض مزمن أو المرور بأزمة صحية
لأنه عند إصابة الفرد بمرض ما فإن ذلك يؤدي إلى قلقه وفقدان شغفه تجاه أي شيء وبالتالي استنزاف طاقته النفسية والعاطفية.
فقدان شخص مقرب له
عندما يفقد الفرد شخص عزيز عليه سواء كان أب أو أم أو زوج أو ابن أو صديق. فإن ذلك يؤدي إلى حزنه الشديد وبالتالي يؤثر ذلك على عقله وعاطفته بشكل كبير.
المرور بفترات صعبة وخلافات أسرية
تؤدي المشكلات الأسرية إلى تعب الشخص عاطفياً سواء كانت هذه المشكلات بين الزوج والزوجة أو داخل الأسرة بشكل عام.
المرور بأزمة مالية
إن الظروف المادية الصعبة يمكنها أيضاً أن تستهلك طاقتك وتستحوذ على تفكيرك وبالتالي تستنفزك نفسياً وعاطفياً.
أعراض الاستنزاف العاطفي
ثمة أشياء تحدث لدى الشخص يتم الاستدلال من خلالها على إصابته بالاستنزاف العاطفي ومن هذه الأمور نذكر:
شرود الذهن وقلة التركيز
من خلال حالة القلق التي تصيب الفرد بسبب استنزافه عاطفياً لسبب ما. مما يؤدي به إلى الشرود الدائم في مشكلاته وقلة التركيز على نشاطاته اليومية وعلى أموره بشكل عام.
الشعور الدائم باليأس
هنا يصبح الشخص المصاب بالاستنزاف العاطفي محبط ليس لديه شغف أو طاقة لفعل أي شيء أو حل أي مشكلة قد تواجهه مهما كانت بسيطة وذلك بسبب تعبه النفسي والعصبي.
علاج الاستنزاف العاطفي
وضع حدود بينك وبين من يستهلك طاقتك وعاطفتك
عليك وضع حدود وذلك من خلال عدم الانخداع بالشخصية الاستنزافية في حياتك ووضع نفسك ومشكلاتك ضمن أولوياتك ومحاولة إقناع هذا الشخص في حياتك بأنك أيضاً شخص لديه مشكلات ويرغب بمن يسمعه ويقدم له الاهتمام وأنك لا يجب أن تكون الطرف المهتم والمبادر دائماً تجاهه.
التخلص من مسببات الاستنزاف
إذا كان ذلك ممكناً فإنه أفضل حل وذلك من خلال معرفة السبب الذي يستنزفك عاطفياً فإذا كان شخص لا بد من الاتفاق معه على هذا الأمر، وإذا كانت بيئة عمل ففكر في تغيير موقعك.
ممارسة الرياضة وألعاب اليوغا والتأمل
فضلاً عن فوائد الرياضة للجسم فإنها أيضاً تعطيك الطاقة التي قد افتقدتها بسبب الاستنزاف العاطفي حيث أن أي تمرين بسيط يمكن أن يعمل على تحسين حالتك النفسية والعاطفية وتخليصك من الأفكار السلبية. كما تساعدك تمارين اليوغا على التخلص من القلق والتوتر وتعزيز النوم لذلك ينصح بممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة يومياً.
محاولة التوازن بين أوقات العمل والحياة الشخصية
من خلال وضع حدود للعمل وحل مشكلات العمل ضمن العمل وعند انتهاء وقت العمل؛ فلا بد من الالتفات للحياة الشخصية أيضاً وإعطائها وقتها.
وضع جدول أسبوعي أو يومي
من الضروري وضع جدول لأعمالك تحدد فيه أهدافك التي تسعى لها والأمور التي ترغب بالتخلص منها
وبذلك يمكنك تنظيم الأشياء التي تريد فعلها والأشياء والعناصر السلبية غير المرغوب بها كي يتسنى لك التخلص يومياً من جزء منها وتحقيق جزء من توقعاتك وهكذا ترتفع معنوياتك ويصبح لديك طاقة تحفيزية بسبب شعورك بأنك أصبحت تنجز ما تخطط له مما يشجعك لتحقيق المزيد.
التحدث مع أحد الأصدقاء الذين ترتاح لهم
التحدث مع شخص يتفهمك ومقرب لك يحسن من حالتك النفسية بشكل كبير والتخلص من المشاعر السلبية كما يمكن أن يتم ذلك عن طريق الفضفضة.
إعطاء نفسك استراحة
لنفسك حق عليك أيضاً في إعطائها وقتاً للنقاهة بين الحين والآخر. وذلك من خلال القيام بأشياء تحبها والذهاب لأماكن تفضلها كل فترة للترفيه عن نفسك وقضاء بعض الوقت في فعل أشياء تحبها مثل مشاهدة التلفاز أو القراءة أو طبخ أكلة تفضلها.
النوم لوقت كافي
النوم هو الذي يعطي الطاقة للجسم والعقل لذلك ينصح بالنوم لمدة ثمان ساعات يومياً حيث يساعد النوم على الاسترخاء والبعد عن الأفكار السلبية.
اقرأ أيضاً: ما هو التسول العاطفي؟ أمثلة عملية
علامات تدل على وجود الاستنزاف العاطفي
- العصبية السريعة والغضب غير المبرر.
- فقدان الشهية.
- الأرق والمشاكل في النوم.
- الشعور الدائم بالإحباط.
- الصداع لفترات طويلة.
- التعب الجسدي والوهن.
- اللامبالاة وفقدان الشغف.
- الرغبة في الجلوس وحيداً.
- القلق الذي يسيطر على العقل.
- الاكتئاب والحزن بشكل مستمر.
- الشعور بفقدان السيطرة.
أمور تدل على الاستنزاف العاطفي في العلاقة
ثمة أشياء وأفعال كثيرة تحدث بينك وبين الطرف الآخر تشير إلى أنه يستنزفك عاطفياً ومنها:
انتقادك بشكل دائم
من خلال تحميلك مسؤولية مشاكله بشكل دائم واتهامك بعدم الاستماع له على الرغم من قيامك بذلك إلا أنه يطلب المزيد ويهمل وضعك النفسي والعاطفي.
القلق والتوتر
يسيطر التوتر على العلاقة بينكما بسبب كثرة العتاب وإلقاء اللوم مما يؤدي إلى العصبية بينكما.
عدم اعطائك مجال للتحدث عما فيك
يتم بتقييدك وتحذيرك من أي تصرف أو كلام ترغب بقوله للشريك مما يشعرك بالضيق وعدم استماعه لك ولمشكلاتك.
ومما لا شك فيه أن الاستنزاف العاطفي مشكلة قد تكون أسبابها خارج نفس الفرد لكنها تؤثر فيه داخلياً وخارجياً لذلك يستوجب حلها فورياً وقد تختلف أسبابها وأعراضها من شخص لآخر.