فوائد الاسترخاء العظيمة ستجعلك تدمنه
نتعرض كل يوم في حياتنا اليومية إلى العديد من الضغوط، الأمر الذي جعلنا نبحث لكم عن أسرار وفوائد الاسترخاء. حيث يوصي الأطباء باتباع تقنيات الاسترخاء المدروسة للتغلب على ما تخلفه ظروف الحياة اليومية من إرهاق وتوتر.
أهم فوائد الاسترخاء
عادة ما يقوم الجسم بإطلاق هرمونات توتر عندما يتعرض للضغط مما يؤدي إلى ارتفاع معدل ضربات القلب ومعدل التنفس وتضيق الأوعية الدموية. يعتبر هذا التوتر آلية للتكيف مع الضغط إلا أنه يسبب المشاكل الصحية على المدى الطويل مثل اضطرابات الجهاز الهضمي. الصداع واضطرابات النوم وغيرها. وهنا تأتي فوائد الاسترخاء الذي يساهم في إبطاء معدل ضربات القلب وخفض ضغط الدم والتقليل من استهلاك الأكسجين وبالتالي خفض مستويات هرمونات التوتر. إليك بعض الفوائد التي يقدمها الاسترخاء.
- زيادة التركيز: يسبب التوتر فقدان التركيز والانتباه مما يجعل إنجاز المهام صعباً حتى البسيطة منها. وهنا يساعد الاسترخاء في تصفية الذهن وزيادة التركيز.
- تحسين عملية الهضم: وفقًا للدراسات يساعد الاسترخاء الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي من خلال تخفيف الألم والمساعدة في التحكم بالتهيج.
- تعزيز الدورة الدموية: يساعد الاسترخاء الشرايين في الاتساع قليلا. مما يسمح بزيادة تدفق الدم وهذا يزيد أيضًا من كمية الأكسجين التي تصل إلى أنسجة الجسم.
- تقليل التشنج: يعد تشنج العضلات إحدى نتائج التوتر ويمكن أن تساعدك تقنيات الاسترخاء على إرخاء تلك العضلات والشعور بالهدوء.
- يخفض ضغط الدم: من فوائد الاسترخاء هو أن يصبح تنفسك أبطأ وأيضاً تباطؤ معدل ضربات القلب مما يخفض ضغط الدم الإجمالي.
- يحسن الراحة النفسية: ربطت الدراسات بين التوتر المزمن وأذية خلايا الدماغ فعندما يرتفع هرمون التوتر “الكورتيزول” يمكن أن يكون هناك أيضًا انخفاض في كمية السيروتونين والدوبامين، وهو ما يرتبط بالاكتئاب.
- يقلل من الأرق: تساعد تقنيات الاسترخاء المقترنة بالالتزام بالنوم والغذاء السليم في الحصول على راحة أفضل أثناء الليل. من خلال تصفية عقلك من الضغوطات.
- محاربة الأمراض: من المعروف أن التوتر يقلل المناعة ويجعل الجسم أكثر ضعفاً أمام الأمراض. لذا يعتبر تلافي الأمراض إحدى فوائد الاسترخاء التي تساهم في منع العوامل المضعفة للخلايا والأعصاب.
أهم تقنيات الاسترخاء وأسرارها
للحصول على فوائد الاسترخاء بشكل مضمون يجب اتباع مجموعة من التقنيات المدروسة والتي تمّ وضعها من قبل مدارس نفسية وتأملية بهدف رفع الصحة الجسدية والذهنية والنفسية. تتضمن تقنيات الاسترخاء عددًا من الممارسات مثل الاسترخاء التدريجي والتخيل الموجه والارتجاع البيولوجي والتنويم المغناطيسي الذاتي وتمارين التنفس العميق. هدف جميع هذه التقنيات رفع استجابة الجسم الطبيعية للاسترخاء بشكل واعي والتي تتميز بالتنفس البطيء وانخفاض ضغط الدم والشعور بالهدوء والراحة وسوف نشرح هنا أسرار هذه التقنيات.
استرخاء العضلات التدريجي
هو تدريب جسدي لطيف يعتمد على شد كل مجموعة عضلية في الجسم على حدا ثم إرخائها. يمكن أن يساعدك هذا في التركيز على وضع حد فاصل بين توتر العضلات وإرخائها مما يجعل الجسد أكثر وعيًا بالأحاسيس الجسدية. يبدأ التدريب بشد وإرخاء العضلات الموجودة في أصابع قدميك ثم المتابعة تدريجيًا حتى تصل إلى رقبتك ورأسك.
مثلا: قم بشد عضلات قدمك اليمنى ببطء. مع الضغط عليها بقوة قدر الإمكان لمدة 10 ثواني. ثم اجعلها تسترخي بشكل مفاجئ وركز على شعور الاسترخاء وكرر نفس الطريقة مع باقي أجزاء الجسم.
تدريب التخيل
هو تدريب ذهني يعتمد على تكوين صور ذهنية وتخيل مكان أو موقف هادئ ومريح. للاسترخاء باستخدام التخيل حاول تضمين أكبر عدد ممكن من الحواس مثل الشم والبصر والصوت واللمس. إذا كنت تتخيل الاسترخاء في المحيط مثلاً فكر في رائحة المياه المالحة وصوت الأمواج المتلاطمة ودفء الشمس على جسمك. قد ترغب في إغلاق عينيك والجلوس في مكان هادئ وفك أي ملابس ضيقة والتركيز على تنفسك ثم العمل على استحضار أفكارك الإيجابية.
التنفس العميق
يمكن تحصيل العديد من فوائد الاسترخاء بمجرد القيام بالتنفس العميق من خلال التركيز على التنفس الكامل. وهو تدريب سهل وفعّال يمكن ممارسته في أي وقت أو مكان وله قدرة كبيرة في معالجة التوتر. التنفس العميق هو جزء اساسي في العديد من ممارسات الاسترخاء، ويمكن دمجه مع عناصر الاسترخاء الأخرى مثل العلاج بالموسيقى. لتطبيقه اتبع الخطوات :
- يمكنك الجلوس بشكل مريح وظهرك مستقيم ثم ضع إحدى يديك على صدرك والأخرى على بطنك.
- خذ شهيق عميق وبطيء من أنفك مع دفع البطن بحيث ترتفع اليد التي على معدتك.
- قم بالزفير من خلال فمك وأخرج أكبر قدر ممكن من الهواء مع قبض عضلات البطن وهنا يجب أن تتحرك اليد التي على بطنك إلى الداخل. كرر هذا التدريب عدة مرات حسب قدرة احتمالك.
تأمل مسح الجسد
يعتبر هذا التأمل من التأملات القوية التي تساعد في الاسترخاء والنوم ويعتمد على مسح تخيلي لأجزاء الجسم. يمكن ممارسته كالتالي:
- استلق على ظهرك مع إبقاء ساقيك غير متقاطعتين وذراعيك مسترخيتين على جانبيك ثم ركز على تنفسك لمدة دقيقتين تقريبًا حتى تبدأ في الشعور بالاسترخاء.
- حول تركيزك إلى أصابع قدمك اليمنى وتخيل انك تمسحها كما لو كنت تنظفها لمدة خمس ثواني. لاحظ أي أحاسيس تشعر بها مع الاستمرار في التركيز أيضًا على تنفسك.
- انقل تركيزك تدريجياً إلى أجزاء الجسم المختلفة من القدمين فالساقين فالجذع والصدر فالذراعين وصولا إلى الرقبة والرأس.
- بعد الانتهاء من مسح الجسم استرخ لبعض الوقت في صمت وسكون ولاحظ الأحاسيس في جسمك. ثم افتح عينيك ببطء وقم بالتمدد إذا لزم الأمر.
التدليك
ربما تكون على دراية بالفعل بمدى تأثير التدليك الاحترافي في تقليل التوتر وتخفيف الألم وتخفيف شد العضلات وهي نفسها فوائد الاسترخاء. وهنا يمكنك تخصيص بضع دقائق لتدليك نفسك في نهاية يوم حافل لمساعدتك على الاسترخاء قبل النوم، ويمكنك استخدام الزيت العطري الصحي مع تقنيات التنفس العميق.
جرب تقنية العجن اللطيف بيدك أو النقر بأصابعك أو راحة يدك والضغط بأطراف الأصابع على العقد العضلية. يمكنك القيام بحركات انزلاقية طويلة وخفيفة مما يساعد في تخفيف التوتر من العضلات.
اقرأ أيضاً: كيف تتخطى مرحلة ما بعد الانفصال العاطفي بالخطوات؟
نصائح عامة لتعزيز فوائد الاسترخاء
نقدم هنا بعض النصائح التي يمكن من خلال إضافتها للتقنيات السابقة تعزيز الفائدة المرجوة.
- اختر مكان هادئ ومريح وخصص أفضل وقت تكون فيه الأصوات المحيطة أقل ما يمكن.
- أدخل إلى حياتك رياضات تساهم في زيادة النشاط وتقليل التوتر مثل رياضة اليوغا.
- يمكنك قراءة بعض الكتب التي من شأنها تقوية الأفكار الإيجابية والتخلص من السلبية.
- التزم بالتدريب اليومي على التأمل أو إحدى تقنيات الاسترخاء السابقة للمحافظة على حالة صحية جيدة.
- حاول التنزه في الطبيعة بشكل دوري فالاحتكاك بالطبيعة يزيد من الشعور بالراحة والطمأنينة.
- استمع إلى الموسيقى الهادئة وخفف من الاستماع الى الموسيقى الصاخبة والضجيج.
على الرغم مما عرضناه عن فوائد الاسترخاء وتقنياته وأسراره. إلا أننا نؤكد ضرورة استشارة طبيبك المختص في حال وجود أي مشكلة صحية وننصح بزيارة مرشدين نفسيين عند الضرورة.