صفات الشخصية السيكوباتية .. وكيفية تتخلص منها 

في هذه الحياة نصطدم بكثير من الأشخاص الذين يحملون شخصيات مختلفة، ولعلّ أكثر الشخصيات خطرًا علينا هي الشخصية السيكوباتية، وحقيقةً ينصح بالابتعاد عنها لأنّ تكوين العلاقة معها يسبب أذى نفسي حاد لكونها تصنف ضمن العلاقات المؤذية، وتحمل الكثير من الشر. واليوم قررنا أن نتكلم عن كل ما يتعلق بهذه الشخصية في مقالنا وسنصب تركيزنا حول أنواعها وصفاتها وسبل التخلص منها.  

تعريف الشخصية السيكوباتية

يعرّف اضطراب الشخصية السيكوباتية بأنه إحدى الاضطرابات النفسية التي يكون صاحبها معاديًا للناس حوله وكارهًا لهم، حيث إنه يحمل مسؤولية أي شيء سلبي أو حدث سلبي يحدث معه على المجتمع والظروف المحيطة به. وهو غير قادر على التحكم بانفعالاته وردود أفعاله ورغباته مما يجعله يفعل أي فعل سيئ مهما كانت نتائجه. المهم أن يحصل على ما يريده ويرغبه، وهو شخصٌ عنيف جداً، ومحترفٌ في الاحتيال والكذب والنفاق وغيرها من الأمور السيئة. 

الشخصية السيكوباتية تتداخل خصائصها النفسية مع أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمحيط والمجتمع عمومًا، وهي حالة صحية عقلية أكثر من كونها نفسية. ويرجع هذا المصطلح لوصف الأشخاص الذين يتصرفون باستمرار ضد القواعد الاجتماعية، وقد حصر علماء النفس هذا النوع من الشخصيات بأنّ عدده صغيرٌ جدًا ضمن الأفراد، وآخرون اعتبروهم مختلين عقليًا. ومن خلال هذا الشرح يمكننا أن نعرّف أنّ الشخصية السيكوباتية تتمتع بأنانية مؤذية ومفرطة. فضلًا عن ذلك تتميز بعدم الشعور بأي نوع من الذنب والندم على كل ما تصدره من أفعالٍ وأقوال، والتعاطف تجاه الآخرين منعدمٌ عند صاحبها. وفي بعض الأحيان هذه الشخصية تمتلك نوع من الحس الإجرامي الخطير. 

معنى الشخصية السيكوباتية في علم النفس

معنى الشخصية السيكوباتية في علم النفس 

تتعدد التعريفات للشخصية السيكوباتية حتى ضمن علماء النفس، ولكن هنالك مجموعة نقاط معينة اتفقوا عليها وأول نقطة هي أي نوع من السلوكيات التي تتعارض مع الأعراف المجتمعية، وانتهاك حقوق الناس مهما كانت كبيرة أو صغيرة، وصاحب هذه الشخصية غير قادر أبدًا على التمييز بين الحق والباطل. فضلًا عن ذلك هو يميل للكذب في غالب الأحيان حتى وإن لم يكن هنالك داعٍ له، ويستمتع جدًا بأذية الناس والتلاعب بهم وبمشاعرهم، وغالبًا ما تكون هالته سوداء توحي إلى الغضب والغطرسة دائمًا. 


أنواع الشخصية السيكوباتية 

يوجد لدينا نوعان منتشران للشخصية السيكوباتية، ومن الجدير بالذكر أنّ هنالك أنواع أخرى لهذه الشخصية لكن هاتين الشخصيتين أبرزهما ألا وهما: 

  • السيكوباتي العدواني: وهو شخصٌ عنيف ومؤذي جدًا، ويتعامل مع البشرحوله بأسلوبٍ فظ وغليظ وقاسٍ. كما أنه غالبًا ما يلجأ إلى استخدام القوة والعنف والتسلط في تعامله مع الآخرين حوله. 
  • السيكوباتي المبدع: يعتبر هذا الشخص من أذكى الكائنات البشرية على وجه الأرض، ويتمتع بكاريزما عالية بالتالي هو مؤثر جداً في الناس، وقادر على جذب ما يريد بطرقٍ خبيثة جدًا، وظاهريًا هو إنسان لطيف ورائع ولكن بداخله شيطان خطير. 

صفات الشخصية السيكوباتية 

من المهم جدًا أن نعرف أنّ أعراض ظهور اضطرابات الشخصية السيكوباتية تبدأ منذ المرحلة الطفولية للإنسان. ثمّ تظهر بقوةٍ أكبر وأعنف في مرحلة المراهقة. وتنضج تماماً في عمر العشرين سنة. ولهذا حصرنا لكم أهم الصفات التي تعطي إشارات مهمة إلى وجود هذه الشخصية في الإنسان المقابل لكم. ومن أهم وأبرز هذه الصفات: 

الكذب المستمر 

يميل الشخص السيكوباتي إلى استمراره في الكذب حتى ولو لم يتطلب الأمر لذلك، وهو بارعٌ ومحترفٌ فيه. وغالبًا نجده يكذب دون أن يبدي أي إشارة أو علامة جسدية أو نفسية تدل على أنه شخص كاذب. في بعض الأحيان يكذب للهرب من مسؤولية ما تقع على عاتقه. أو ليخفي خطأ ما ارتكبه وألحق الأذى بالشخص الآخر. 

الإدمان المفرط 

تظهر إشارات فرط الإدمان عند غالب الأشخاص التي تحمل الشخصية السيكوباتية، كالتدخين بشراهة او تعاطي الكحول وغيرها من المواد الضارة. وقد يصل الأمر بهم أن يسرقوا من أقرب الناس إليهم ليأمنوا حاجتهم تجاه إدمانهم غير الطبيعي أبدًا. 

اتخاذ القرارات السريعة الكارثية 

صاحب الشخصية السيكوباتي يتخذ قراراته بسرعة دون أي تفكير بالنتائج. فهو لا يهتم أبدًا بالضرر الذي سيلحقه بنفسه أو بالآخرين حوله. فقط يقرر أول ما يخطر في ذهنه ويهمل النتائج التي غالبًا ما تؤدي إلى مشكلات ومصائب كارثية. فضلًا عن ذلك كما أسلفنا قبل قليل. لا يحمل مسؤولية ما يفعله ولا بأي شكل من الأشكال. 

حب السيطرة والتلاعب بالآخرين 

يعشق الشخص السيكوباتي مصطلح السيطرة، لهذا عندما يكون في علاقةٍ مع أحدٍ ما بغض النظر عن نوع العلاقة، يسعى دائمًا إلى دثر وجوده والتقليل من شأنه ليكون هو المسيطر والآمر الناهي معه ومع المحيط به. كما أنه من المهم جدًا أن يلفت انتباهكم أنّ الشخص السيكوباتي يعيش حياته على حساب الآخرين، ونقصد هنا ليس فقط من الناحية المادية. بل أيضًا من الناحية المعنوية، فهو لا يضيع أي فرصة تجعله يستغل الآخرين حوله ويبتزهم وينصب عليهم. كما أنه شخص أناني وحقود جدًا، ومن المستحيل أن يعرف معنى الحب الحقيقي. 

الخيانة الدائمة

 لا يملك صاحب الشخصية السيكوباتية أي نوع من النضج أو الحس الانفعالي. فهو يلحق رغباته وشهواته فقط. أقرب ليكون عبدًا لها. وهو دائم الانتقال من علاقةٍ إلى أخرى لا يثبت على أي واحدة سواء أكان أعزب أو متزوجًا ولديه عائلة. وبالتالي هو لا يراعي أبدًا أي قيمة من القيم الأخلاقية ولا يهمه مشاعر الطرف الآخر. 

عدم الاعتذار وقلب الحقائق 

الشخص السيكوباتي لا يعتذر مطلقًا ولا يشعر بأي شعور يخص الندم أو الذنب أو حتى التفكير، فإياكم أن تحاولوا إثارة عواطفه ذلك لن يجلب النفع معه. بل وسيعود بالضرر عليكم، وابتعدوا عن لومه تجاه موقف ما أو تصرف ما مؤذي قام به. لن يستجيب لكم، بل وفي الغالب ستكونون أنتم المخطئون مما يجعل الحديث ينتهي بالاعتذار له، لكن من الضروري أن نلفت انتباهكم، الشخص السيكوباتي سيعتذر لكم اعتذارًا حارًا عندما يتعلق الأمور بمصالحه. بل وسيكون بارعًا ومبدعًا في دور البراءة وذلك لأجل أن يحصل عل ما يرده مجددًا. 

الأذى والتخريب باستمرار 

شغله الشاغل للشخص السيكوباتي أن يؤذي ويقوم بتخريب حياة الآخرين ونفسياتهم الداخلية، لا يؤمن بكلمة السلام أو الحب ويراها أمور مجتمعية ساذجة. مع أنّ الشر يسير في عروقه ودمه. ويشعر بمتعة خاصة لا مثيل لها عندما يؤذي ويخرب أي شيء وأي شخص. 

اقرأ أيضاً: أنماط الشخصية الشمالي والجنوبي والشرقي والغربي

أسباب تكوّن الشخصية السيكوباتية

أسباب تكوّن الشخصية السيكوباتية 

لا يوجد شيء في هذه الحياة دون وجود دافع وسبب، وكلما زاد الخير أو الشر في الأمر، زاد عمق الدافع. والشخصية السيكوباتية رغم كل الشر الذي تحمله إلا أنّ علماء النفس برروا أفعالهم نتيجة الأسباب التي دفعتهم لذلك. ومن أهم هذه الأسباب سنقدّم إليكم ما يأتي: 

الاستعداد الوراثي 

إنّ نسبة ازدياد استعداد الفرد للإصابة بهذا النوع من الاضطرابات ألا وهو الشخصية السيكوباتية يعود بالدرجة الأولى على المحيط. وذلك لا يعني أنهم خلقوا هذه الشخصية، وإنما هنالك شخص مصاب بهذا الاضطراب وبالتالي تأثر به في طفولته ونتج لاحقًا كل هذا الظلم. 

 التربية الطفولية القاسية 

تعتبر التربية العنيفة من أهم العوامل الأساسية لخلق شخصية تعادي المجتمع وتكره المحيط. لأنه يحرم من العطف والحنان وبالتالي يصبح شخصًا شريرًا قاسيًا ينظر للحياة على أنها استغلال وقسوة فقط. 

علاج الشخصية السيكوباتية 

بعد هذه المعلومات كلها عن الشخصية السيكوباتية قررنا أن نطلعكم على أهم خطوات العلاج لهذا الاضطراب. وهي على النحو التالي: 

  • يجب على الأهل ألا يستخدموا أسلوب التهديد والترهيب مع أطفالهم حتى في حال تماديهم. عليهم أن يشعروهم قدر الإمكان أنّ هنالك لطفٌ في العالم ويملك وجهان معًا ألا وهما الخير والشر. 
  • يجب على الأهل أن يهبوا أطفالهم وأولادهم الثقة الكافية في أنفسهم، وعليهم أن ينفذوا وعودهم تجاههم مهما كانت صعبة أو بسيطة. أو لا يعطوها من الأساس لهم إن كانوا يعلمون أنهم غير قادرين على تحقيقها. 
  •  يجب على الأهل أن يعاملوا أولادهم بكل إنسانية وحب وخير. فإنّ النظرة الأولى للطفل عن العالم تكون عن طريق عائلته ومحطيه. 

وفي ختام المقال. إنّ الشخصية السيكوباتية معقدة وصعبة جدًا ومن الخطير التعامل معها حقيقةً إن لم تكونوا اختصاصين نفسيين. لذلك ينصح الابتعاد عنها قدر المستطاع، وقد حاولنا تغطية كافة جوانبها لتحذروا في حال أجبرتكم الحياة أن تتعاملوا معها.

📩
انضم لأكثر من 3000 شخص في نشرتنا البريدية ليصلك أحلى ما عندنا

لن تصلك رسائل عشوائية. يمكن إلغاء الاشتراك في أي وقت

تابعنا على: Twitter - Facebook

قد يعجبك ايضا