الفرق بين الصحة النفسية والصحة العقلية .. كيف تختلف كل منهما؟
الفرق بين الصحة النفسية والصحة العقلية يبدو واضحاً من جوانب متعددة حيث يعتقد الكثير من الأشخاص أنه ليس ثمة فرق بين هذين المفهومين. وهذا اعتقاد خاطئ بالطبع. فهناك فرق نجده بينهما كمعنى وكنوع اضطرابات وكيفية علاج لتلك الاضطرابات وغيرها الكثير من الفروق التي يجهلها معظم الأشخاص. لذلك سوف نتحدث اليوم عن هذه الفروقات من حيث العديد من الجوانب.
ما هو الفرق بين الصحة النفسية والصحة العقلية
المفهوم
الفرق بين الصحة النفسية والصحة العقلية واضح جداً من حيث المفهوم حيث يعد كل منهما مصطلح له دلالاته المختلفة عن الآخر. فالصحة العقلية هي غياب أي مرض عقلي وسلامة تفكير الفرد وأفكاره وسلوكه. لذلك فهي تشتمل على طريقة التفكير والتصرفات والشعور والحالة الاجتماعية وكيفية التعامل مع الآخرين ومع الظروف المحيطة. بالإضافة إلى اتخاذ القرارات، أما الصحة النفسية فهي حالة من رفاه العقل والعافية وقدرة الفرد على تحقيق ذاته وخلوه من الاضطرابات. لذلك فهي تشمل سلوكيات الشخص وطريقة تعامله مع البيئة والاندماج فيها والتحكم بالتقلبات المزاجية والسيطرة على الانفعالات.
الاضطرابات
تختلف الاضطرابات التي تصيب شخص يعاني من مرض نفسي عن تلك التي تصيب شخص يعاني من مرض عقلي. حيث أن الصحة العقلية هي حالة تنتج عن خلل في الدماغ قد تعود لأسباب وراثية أو بيئية ومن اختلالات الصحة العقلية نذكر ما يلي:
- الاكتئاب.
- ثنائي القطب.
- اضطرابات القلق.
- الهلع.
- الرهاب بأنواعه المختلفة.
- اضطراب الوسواس القهري.
- التوحد.
- الخرف.
- الفصام.
- جنون العظمة.
أما الصحة النفسية فإنها تعتمد على سلوكيات تنتج عن أفكار ومشاعر لدى الفرد يصعب السيطرة عليها وتشمل ما يلي:
- تبدد الشخصية واضطراب فقدان الذاكرة.
- اضطرابات المزاج والتوتر والقلق
- الشخصية الفصامية وشبه الفصامي.
- اضطرابات الأكل مثل نهم الطعام والشره المرضي العصابي وفقدان الشهية العصابي.
- الشخصية المعادية للمجتمع.
- الهستيريا.
- الهوس والأفعال القهرية.
المرض
غالبية الناس كما ذكرنا يخلطون بين المرض العقلي والمرض النفسي، لكن في الواقع هما مرضان منفصلان تماماً والفرق شاسع بينهما، حيث ينشأ المرض النفسي عن حالة من الاختلال في التفكير والتي تنعكس على سلوك الفرد. كما أنها تؤدي إلى تغيرات حادة في حالته المزاجية. كما يشير مفهومه إلى أنه خلل في الصحة النفسية للشخص منشئه وظيفي وينتج عن أسباب عديدة أشهرها زيادة حدة مشاعر التوتر والقلق بالإضافة إلى التعرض للضغوط لفترات طويلة بدرجة عالية قد تفوق قدرة الشخص على تحملها.
كما أن المرض النفسي مرحلي تظهر أعراضه بشكل تدريجي نتيجة المعاناة من أزمة معينة أو مواجهة الضغوط لمدة طويلة حيث تمثل الأمراض النفسية على تعددها واختلافها خطراً كبيراً في حال استمرارها لفترة طويلة، فيمكن أن يقوم المريض بإيذاء نفسه ومحاولة الانتحار، كما يمكن أن تكون سبباً في أحد أشكال الإدمان السلوكي أو إدمان المخدرات، أما المرض العقلي فهو ينشأ نتيجة خلل في الجهاز العصبي المركزي وعطل في كيمياء الدماغ فيظهر متمثلاً في تعرض المريض لحالات من الهلاوس البصرية والسمعية التي تقوده للانهيار الذهاني.
بالإضافة إلى سيطرة بعض المعتقدات الوهمية على المريض حيث يتم تعريف الاضطرابات والأمراض العقلية بأنها حلقة مفرغة من الأفكار التي يدور بها المريض رغم كونها وهمية حيث يرى أو يسمع أشياء لا وجود لها في الواقع؛ كما أن المريض قد ينفصل عن واقعه.
الشخص المصاب
نتيجة لاختلاف طبيعة المرض فإن المريض العقلي مختلف عن المريض النفسي. فمن حيث إدراكه لمرضه فإن المريض النفسي يستوعب أنه مريض وقد يسعى في بعض الأحيان لطلب العلاج فهو يشعر بأنه مسجون وأنه يعاني من أزمة. أما المريض العقلي فإنه لا يدرك أنه مريض ولا يصدق ذلك، كما يظن أنه طبيعي وإذا ما تم أخذه للعلاج فإنه لن يتقيد بتعليمات الطبيب وخاصة فيما يتعلق بالدواء.
اقرأ أيضاً: أهمية اليقظة الذهنية في التخلص من الضغوطات والتوتر
أعراض المرض
إن كل اضطراب نفسي أو عقلي له أعراض منفردة. ولكن هناك عوامل مشتركة في الاضطرابات العقلية جميعها، وكذلك الأمر في الاضطرابات النفسية، ومن أعراض الاضطرابات العقلية:
- مشاعر اضطهادية.
- حالة من التشتت واختلاط فى الكلام.
- رغبة في الانتحار.
- هلاوس وضلالات سمعية وبصرية.
- اضطراب في الحديث كأن يتحدث المريض بشكل سريع لدرجة تجعل حديثه غير مفهوم، أو ينتقل بشكل سريع بين مواضيع ليس بينها ارتباط أو يستخدم كلمات خاطئة في الوصف والتعبير.
- تغييرات سلوكية مثل زيادة مفرطة في النشاط أو الدخول في نوبة ضحك في مواقف غير ملائمة.
أما من أعراض الاضطرابات النفسية نذكر:
- الخمول وانعدام الحافز.
- تقلب المزاج بشكل سريع.
- تغير في العادات.
- حالة من الكآبة.
- عدم تقبل الذات.
- صراع داخلي لدى المريض.
- عدم التكيف مع المحيطين.
- العزلة الاجتماعية.
إضافة إلى ذلك هنالك أعراض جسدية تنتج عن الاضطرابات النفسية. مثل الصداع في الرأس والآلام المتفرقة بأنحاء الجسم وبشكل خاص منطقة الظهر والعنق، بالإضافة إلى الاضطرابات الهضمية والأمراض المعوية. ويجدر بالذكر أن هذه المشاكل الصحية لا يؤخذ بها بأنها أعراض للمرض النفسي إلا بعد تأكيد الكشف الطبي والتأكد من عدم وجود سبب عضوي لها.
علاج الاضطرابات
إن طريقة علاج الأمراض وتحقيق الصحة النفسية تختلف عنها في الصحة العقلية. حيث تبدأ مراحل علاج كل من المرض العقلي والمرض النفسي أولاً بالتشخيص الدقيق لحالة المريض وتقييمها وذلك لأن أعراض الاضطرابات قد تتشابه مع بعضها البعض. وفي ضوء هذه النتائج يتم تحديد خطة علاج مناسبة للمريض. وعلى الأغلب تقوم هذه الخطة على جلسات للعلاج النفسي والعلاج الدوائي إلى جانب بعض الأنماط العلاجية الأخرى مثل جلسات الاسترخاء.
كما يكون الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي في كون المرض النفسي قابل للعلاج بشكل نهائي إذا توفر للمريض الرعاية الطبية اللازمة وفي المراحل المبكرة من مرضه، أما المرض العقلي فهو على العكس من ذلك النقيض. ولذلك فقد يكون الهدف من برنامج العلاج هو السيطرة على محفزات المرض والحد من أعراضه والتي قد تهدد استقرار حياة المريض وتمنعه من ممارسة الأنشطة الطبيعية في حياته، كما يستخدم العلاج المعرفي السلوكي للمريض النفسي باستثناء الحالات الشديدة يتم فيها استخدام العلاج الدوائي، أما الذي يعاني من مرض عقلي فيتم إيداعه في المستشفى ويتلقى العلاج النفسي والدوائي.
ومما لا شك فيه أن الفرق بين الصحة النفسية والصحة العقلية يتجلى في العديد من الجوانب، لكن الخلط بين المفهومين يحدث بسبب بعض العوامل المشتركة بين المرض العقلي والمرض النفسي وتأثير كل منهما على التفكير وحالة الفرد العامة، لذلك فقد ذكرنا في هذا المقال الفرق بين المفهومين من جميع النواحي.