فوائد تمارين التأمل المذهلة ستجعلك تدمنه
أصبحت تمارين التأمل في يومنا هذا تستخدم كوسيلة لعلاج الضغوطات العصبية والنفسية والتوتر والقلق وذلك لما لها من فوائد عظيمة للصحة الجسدية والعقلية والنفسية، بالإضافة إلى تميزها بسهولة ممارستها حيث أنها لا تحتاج لأي وسائل سوى إلاستعداد النفسي لها حيث تتمتع هذه التمارين بمزايا كثيرة جعلتها تصل إلى أهمية وانتشار كوسيلة علاج فعالة، وسوف نتحدث عنها أكثر في مقالنا اليوم.
ما هي تمارين التأمل
تمارين التأمل اشتقت من التأمل وهو من الممارسات التي كانت سائدة منذ آلاف السنين حيث كان الهدف من التأمل آنذاك هو فهم الحياة المقدسة والخفية. أما اليوم فالتأمل يستخدم للاسترخاء والتخلص من المشاعر السلبية وجلب الطمأنينة. لذلك فإن تمارين التأمل أصبحت من أنواع الطب الذي يجمع بين العقل والجسد فهي تقوم على أساس تصفية الذهن والتخلص من الأفكار التي تشوش الذهن للوصول إلى أعلى مراحل الاسترخاء.
فوائد تمارين التأمل
لهذه التمارين منافع كبيرة على مستوى الصحة النفسية والجسدية. كما أنها تستطيع تحقيق التوازن النفسي والعقلي حيث تساعد على التركيز على كل ما يبعث الراحة والسلام الداخلي. بالإضافة إلى ذلك فإن فوائدها لا تنتهي بانتهائها بل تمتد لإعطائك الهدوء طوال اليوم. كذلك التغلب على أعراض العديد من الأمراض لما لها من فوائد في مجالات عديدة نذكر منها:
في مجال الصحة النفسية
- التخلص من الأفكار الزائدة التي تتراكم بشكل يومي في الذهن وتسبب بذلك التوتر والقلق.
- تساعد في التعامل مع المواقف العصيبة والصعبة بمنظور مختلف.
- خفض معدل ضربات القلب وذلك بسبب استرخاء الجسم.
- خفض ضغط الدم.
- المساهمة في تحسين القدرة على النوم والتخلص من الأرق.
- بناء المهارات التي تساعد في التعامل مع التوتر والقلق وذلك لما لها من تأثير على المسارات العصبية المسؤولة عن هذه المشاعر.
- تزيد من وعي الفرد بذاته وفهمها.
- تساعد في التركيز على الحاضر.
- تعمل على زيادة القدرة على التخيل والإبداع.
- تساهم في التخلص من حالات الاكتئاب المفاجئة والطويلة التي تصيب الفرد.
في مجال المرض
تفيد تمارين التأمل أيضاً في حال إصابة الفرد بمرض معين وذلك كما يلي:
- التخفيف من القلق.
- تساعد في التقليل من حالات الربو.
- التخفيف من أعراض متلازمة القولون المتهيج.
- علاج ارتفاع ضغط الدم.
- علاج أمراض القلب.
- التخلص من الصداع المرافق للتوتر.
أنواع تمارين التأمل
للتأمل أنواع متعددة يحتوي كل نوع على ميزات وخطوات معينة ومن هذه التمارين نذكر:
تمارين اليوغا
من أشهر تمارين التأمل تقوم على أساس التركيز على اللحظة الراهنة، وتقليل التفكير بالأشغال اليومية وذلك من خلال عدة أوضاع للجسم يتم التنقل بينها من أجل الوصول إلى المرونة الجسدية والتحكم بعملية التنفس. لذلك فهي تساعد على إطالة العضلات وإراحة الجسم بشكل كامل، بالإضافة إلى الحفاظ على التركيز والتوازن أثناء الانتقال بين الوضعيات وبما أن هذه التمارين تتطلب تركيز على أوضاع الحركات فإن الذهن لن يجد أي فرصة للتفكير في شيء آخر وبالتالي سوف يصل الفرد إلى السلام الداخلي بعيداً عن القلق والأفكار المزعجة.
تمارين التاي تشي
تنطوي هذه الرياضة على القيام بحركات بطيئة في الجسم ورشيقة في الوقت ذاته، وهي مشتقة من أشكال الفنون القتالية الصينية الخفيفة حيث تقوم بسلسلة أوضاع خفيفة أثناء عملية التنفس العميق.
التأمل التجاوزي
هذا التمرين لا يقوم على التركيز أو بذل جهد عقلي، بل أنه يعتمد بشكل أساسي على استرخاء الجسد وجعله بحالة مستقرة والعقل في حالة سلام داخلي، كما أنه يتطلب ترديد الفرد لجملة أو كلمة يحددها لنفسه بطريقة خاصة.
تمارين التأمل الموجه
يطلق عليه أيضاً التخيل الموجه ويقوم هذا التمرين على أساس تخيل الفرد أنه في مكان يشعره بالراحة والاسترخاء أو تخيله لموقف يشعره بالسلام الداخلي، ويتطلب هذا التمرين الاستلقاء في مكان هادئ والتنفس بشكل عميق وإغماض العينين والبدء بالتخيل.
تمارين تأمل مانترا
يقوم هذا التمرين على أساس الاسترخاء من خلال تكرار الفرد لكلمة أو جملة أو فكرة مريحة وذلك لمنع تشتت أفكاره.
عناصر تمارين التأمل
لكي يتم ممارسة تمارين التأمل والوصول إلى أهدافها فإن هنالك عدة عناصر يجب توافرها ومن هذه العناصر:
المكان والزمان
تحتاج تمارين التأمل لمكان هادئ ومناسب خالي من الضجيج والإضاءة العالية المزعجة والحرارة المرتفعة أو المنخفضة كثيراً وذلك لأن كل هذه الأمور تعيق عملية التأمل وكل ما أتقن الفرد عملية التأمل كلما استطاع القيام بها في أي مكان، وبالنسبة للزمان فلا بد من اختيار الفرد وقتاً ملائما لممارسة التأمل فقد يكون بعد الانتهاء من العمل أو بعد الاستيقاظ من النوم.
وضعية الجسم
يمكن ممارسة التأمل سواء كان الشخص مستلقياً أو جالساً لأن الأهم في ذلك هو أن يكون مستريحاً، لكن بالرغم من ذلك فقد يحتاج كل تمرين من تمارين التأمل إلى وضعية معينة للجسم، فمثلا تمارين اليوغا تحتاج إلى عدة وضعيات، أما تمارين التخيل الموجه تحتاج إلى الاسترخاء وإغلاق العينين، لذلك ينصح بالتزام وضعية الجسم بحسب ما يتطلبه كل تمرين وذلك لضمان نجاح التمرين والوصول إلى الهدف المرجو منه.
تركيز الانتباه
هو أهم عنصر من عناصر التأمل تقريباً حيث يساعد على تحرير الذهن من الأفكار المشتتة التي تسبب القلق. لذلك لا بد للشخص من تركيز انتباهه على شيء معين لممارسة التأمل أو حتى التركيز على نفسه.
التنفس باسترخاء
يتم ذلك من خلال التنفس بشكل عميق وبطيء من خلال الاعتماد على عضلة الحجاب الحاجز لتوسعة الرئتين، وذلك للتنفس بشكل جيد مع استنشاق المزيد من الأكسجين والتقليل من استخدام باقي العضلات مثل الكتفين والصدر في عملية التنفس.
طرق ممارسة التأمل
يمكن الاستعانة ببعض المدربين للقيام بتمارين التأمل، كما يمكن للشخص أن يقوم بذلك بطريقته الخاصة. لذلك ينصح بعدم التفكير بالطريقة الصحيحة والمناسبة لأن ذلك سوف يشعرك بالقلق إزاء القيام بهذه التمارين، لذلك يمكن ممارسة التأمل بطريقتك الخاصة بالصورة التي ترغب بها وتناسب نمط حياتك، كما يمكنك دمج هذه التمارين في حياتك اليومية متى أردت وذلك كما يلي حتى ينجح التأمل:
القراءة والتدبر
يذهب كثير من الأشخاص إلى التأمل من خلال قراءة القصائد والنصوص الدينية وتأملها وتدبر معانيها.
الموسيقى
يمكن ممارسة التأمل من خلال الاستماع إلى معزوفات موسيقية مفضلة لديك حيث تساعد بشكل كبير في تدعيم عملية التأمل.
التنفس بعمق
هذا يتطلب تركيز الشخص على أنفاسه وهي طريقة مفيدة للمبتدئين في ممارسة التأمل حيث يمكن التركيز على الشهيق والزفير من خلال الأنف والاستماع إليها. كما تساعد هذه الطريقة في إعادة التركيز عند تشتته وذلك لأنه كلما انصرف ذهن الفرد يمكنه إعادة تركيزه من خلال الانتباه والتركيز على أنفاسه.
وفي نهاية المقال يمكن القول أن تمارين التأمل ليست بتلك الصعوبة، لكنها تحتاج إلى الممارسة لفترات طويلة حتى يستطيع الشخص إتقانها وبالتالي معرفة أي تمرين يناسب حالته ونمط حياته والوصول إلى الهدف الذي يرغب به من هذا التمرين سواء كان الإسترخاء أو التخلص من القلق أو غيرها.