كيف أطور نفسي في الكلام والتحدث
كيف أطور نفسي في الكلام سؤال يتداوله آلاف الأشخاص لا سيما هؤلاء الذين تتطلب طبيعة عملهم التواصل مع الناس بشكل دائم. فمن الجدير بهم امتلاك لباقة ومهارة عالية في الكلام. ليس هؤلاء فحسب بل أنه من الضروري أن يطور كل شخص نفسه ومهاراته في الكلام وذلك للحاجة الدائمة لهذه المهارة في جميع مجالات الحياة.
كيف أطور نفسي في الكلام بالتفصيل
نبرة الصوت
لا يمكن للشخص تطوير مهارته في الكلام دون الانتباه إلى نبرة صوته. والتي من المفروض أن تكون مناسبة لطبيعة الموقف الذي يتحدث فيه. فمثلاً تختلف نبرة الصوت إذا كنت تتحدث مع شخص بشكل طبيعي في موضوع عام عن نبرتك إذا كنت تتحدث بموضوع مزعج. وبشكل عام يجب أن تكون نبرة الصوت تتصف بالقوة، الثبات والوضوح وتدل على الثقة بالنفس ولا تدل على التوتر أو التلعثم أو الخوف. كما تختلف النبرة بحسب الشخص الذي تتحدث معه والمكان الذي تتواجد فيه. وأيضاً الظروف المحيطة حيث يجب أن تتناسب مع طبيعة الموضوع.
اختيار الوقت المناسب
الوقت الذي تتكلم فيه من أهم الأمور المؤثرة على كلامك. لذلك ينصح باختيار الوقت المناسب. فقد يكون كلامك مناسب ومنطقي لكنك اخترت الوقت غير المناسب لذلك قد يتم تجاهل كلامك أو فهمه بطريقة خاطئة. كما أن اختيار الوقت الملائم يكون حسب طبيعة الموقف والمكان له دور كبير فمثلاً إذا كنت في ندوة أو محاضرة يجب اختيار وقت لا يقاطع المحاضر لقول ما ترغب به. بينما إذا كنت في مقابلة يجب اختيار الوقت الذي يطلب منك التحدث، وغيرها من المواقف اليومية.
الانتباه إلى لغة الجسد أو لغة الإشارات
مما لا شك فيه أن جزء كبير من الكلام الذي تريد إيصاله لغيرك يكمن في الإيماءات وتعابير الوجه المرافقة للحديث. حيث أنك يمكن أن تخبر شخص ما بأنك موافق على ما يقوله بمجرد الإشارة بيدك أو برأسك أو بحاجبيك حتى والعكس صحيح. أي يمكنك إخباره بعدم الموافقة من خلال الإشارة برأسك أو حاجبيك.
كما يمكنك إظهار شعورك بالسعادة أو الحزن أو الغضب من خلال تعابير وجهك أيضاً. بالإضافة إلى ذلك فإن الإشارات والإيماءات التي تكون مرافقة للكلام تعطي للحديث أهمية وتشويقاً. كأن تشرح ما تقوله من كلمات من خلال حركات يديك، ولا نغفل طريقة الجلوس التي تعد أيضاً من ضمن حركات لغة الجسد حيث يمكن الاستدلال عن شخص بأنه واثق من نفسه أو بأنه خجول من خلال جلوسه بوضع معين وهي من أهم الإجابات علي سؤال كيف أطور نفسي في الكلام. لذلك فإن لغة الجسد والإشارات هي جانب هام جداً من جوانب مهارة الكلام ولا يمكن إغفاله في حال أردت تطوير هذه المهارة.
الممارسة
تساعدك الممارسة الدائمة لمهارة الكلام على تطوير نفسك في هذا المجال. ولا نقصد هنا الممارسة بمعنى التحدث بأي كلام أو بأي طريقة. بل الممارسة الهادفة التي تستطيع الاستفادة منها بشكل مستمر. وأهم نقطة هنا هي معرفة مع من تتحدث وفيما تتحدث. وذلك من خلال الخوض في الأحاديث العلمية والثقافية والنقاشات ذات الأهمية وحضور الندوات والمناظرات والمداخلات كي يتسنى لك الكلام أمام مجموعة كبيرة من الأشخاص. وكذلك الدخول في نقاشات مع أشخاص مثقفين أو مع أشخاص لهم مكانة اجتماعية. وهنا سيتم كسر حاجز الخوف لديك شيئاً فشيئاً وتصبح متمكناً أكثر من مهارة الكلام. وذلك بالممارسة مع الوقت حيث بكل مرة تحاول فيها التحدث تكتسب خبرات ومهارات جديدة في الكلام وتكتشف نقاط ضعفك في هذه المهارة.
معرفة إلى من تتحدث
في حال فرض عليك الكلام مع أشخاص لا تعرفهم. يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الأشخاص متنوعين ومختلفين من حيث البيئة التي يعيشون بها والمستوى التعليمي والاجتماعي والثقافي. وكل هذه الأمور مكوّنة لشخصياتهم.
اقرأ أيضًا: كيف أرد على الكلام الحلو؟ (أكثر من طريقة)
التفكير قبل التحدث
المقصود هنا هو ترتيب أفكارك وتنظيم الأشياء التي تنوي قولها وذلك كي لا تتعرض لنسيان ما ترغب بقوله وهذا يؤدي إلى حدوث مشاكل ومواقف محرجة مثل التلعثم. كما يجب أن تكون على معرفة كاملة بالموضوع أو الأفكار التي ستتحدث بها بحيث تستطيع الإجابة عن أي سؤال يوجه إليك دون تردد.
مراقبة ردود الأفعال
من الضروري معرفة تأثير حديثك وأسلوبك في الكلام على الآخرين وهل هو مناسباً أم لا. حيث يمكنك الانتباه إلى الشخص الذي يقابلك أو مجموعة الأشخاص لمعرفة إذا كانوا ينصتون إليك باهتمام أو قد ظهر عليهم صعوبة في فهمك أو بعض الملل من حديثك. وهنا عليك التغيير قليلاً في أسلوبك أو نبرة صوتك من أجل لفت انتباههم من جديد أو إعطاء فاصل ترفيهي قصير إذا كانت مدّة الحديث قد طالت أو أخذَت شكلاً رتيباً. وهنا يجب عدم إغفال نوع الموضوع أو المكان حتى نوع الأشخاص. والتصرّف حسب ما يناسب الموقف حيث أن هناك بعض المواقف لا يمكن أخذ فاصل بها أو لا يمكن تغيير نوع الموضوع.
محاولة الإختصار
مراعاة الوقت من النقاط المهمة في الكلام. حيث أنه يجب طرح الموضوع بسلاسة وعدم الإطالة حتى لا يمل المستمعين. كما ينصح باستخدام تعبيرات واضحة كي يتم فهمك بسرعة وسهولة ولا يحدث أي التباس في الحديث أو فهم كلماتك بطريقة غير التي تقصدها. وفي هذا السياق يمكنك استخدام الأمثلة الموضحة للفكرة المقصودة وذلك لأن الأمثلة تساعد في توضيح الفكرة وترسيخها لدى المستمعين.
أمور يجب الأخذ بها لتطوير نفسك في الكلام
- اختيار أشخاص جديرين بالكلام معهم، حيث يجب انتقاء مستمعيك بشكل جيد.
- التحدث في مواضيع تكون على علم ودراية تامة بها، حتى لا تتعرض للأخطاء.
- الاستماع الجيد لمداخلات الآخرين والإجابة عن أسئلتهم لكسب ثقتهم.
- القراءة بشكل دائم تساعدك على الإلمام بالكثير من المفردات.
- التحدث بصوت واضح وثقة بالنفس.
- اختيار مفردات واضحة وسهلة الفهم وكذلك غير معقدة.
- عدم الخروج من الموضوع الأساسي كي لا تعم الفوضى وتضيع الأفكار.
- عدم البدء بالكلام دون التأكد من إنصات الآخر إلى حديثك.
في النهاية يمكن القول إننا قدمنا في هذا المقال أجوبة شاملة للسؤال المتداول. كيف أطور نفسي في الكلام؛ ومن الجدير بالذكر أن تطوير مهارة الكلام لا يتم بسرعة أو بسهولة. فهو يحتاج إلى الصبر والمتابعة والالتزام بتطبيق الإرشادات المقترحة.