العافية العاطفية .. هل سمعت عنها من قبل؟ وكيف تطورها؟
العافية العاطفية من أهم المواضيع التي تلعب دوراً حيوياً في حياتنا، وهي تعني الشعور بالسعادة والراحة النفسية والاستقرار العاطفي، بمعنى آخر تشير إلى الحياة النفسية الصحيّة التي تمكّننا من التعامل مع التحديات والضغوط اليومية التي نواجهها. كما تعتبر من العوامل الرئيسية التي تؤثر بشكل فعال على جودة حياتنا وسعادتنا. إذ أن الشعور بالاستقرار العاطفي يؤثر على جميع جوانب حياتنا، بما في ذلك العلاقات الاجتماعية والعملية والصحية.
مفهوم العافية العاطفية
العافية العاطفية هي الحالة التي يشعر بها الإنسان بالرضا والسعادة والاستقرار النفسي، وتعتبر جزءاً هاماً من الصحة العامة حيث تعتمدا على عدة عوامل، بما في ذلك العلاقات الاجتماعية، والدعم الاجتماعي، والحالة المالية والصحية.
يمكن تحسينها عن طريق الاهتمام بالصحة النفسية والاجتماعية، والتفكير الإيجابي، والتعامل بشكل فعال مع التحديات الحياتية والضغوط، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية الصحية والداعمة. يمكن أيضاً تحسينها عن طريق القيام بأنشطة تساعد على الاسترخاء والتخفيف من التوتر مثل ممارسة اليوغا، أو الرياضة، أو القراءة، أو الاستماع إلى الموسيقى.
كما يعتبر العلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفي وسيلة فعالة لتحسينها، حيث يمكن أن يساعد الفرد على التعامل مع المشاعر السلبية وتحسين الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية والحياة العامة.
هل تختلف العافية العاطفية من شخص لآخر؟
نعم، تختلف العافية العاطفية من شخص لآخر، حيث يمكن أن تتأثر بالعديد من العوامل المختلفة مثل الخلفية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية للفرد. وبالتالي، قد يكون الأشخاص الذين يعانون من ظروف صعبة في حياتهم مثل الفقر أو العزلة الاجتماعية أو الأمراض النفسية، يواجهون صعوبة في تحقيقها بشكل كامل.
ومن المهم أن يتم توفير الدعم اللازم لهذه الفئة من الأشخاص، سواء عن طريق توفير الخدمات الصحية النفسية أو الدعم الاجتماعي أو توفير الفرص الاقتصادية لتحسين جودة حياتهم وتحقيق العافية العاطفية.
نصائح للحصول على العافية العاطفية
يمكن الحصول على العافية العاطفية من خلال العمل على بناء العلاقات الاجتماعية الإيجابية والتعامل بشكل فعال مع الضغوط والتحديات الحياتية اليومية والعمل على تحسين نوعية الحياة بشكل عام، وفيما يلي بعض النصائح التي يمكن اتباعها لتحقيقها:
العناية بالصحة النفسية
يجب الاهتمام بالصحة النفسية والبحث عن الطرق الفعالة للتعامل مع المشاعر السلبية مثل القلق والاكتئاب والتحكم فيها.
بناء العلاقات الاجتماعية الإيجابية
يمكن الحصول عليها من خلال بناء العلاقات الاجتماعية الإيجابية مع الأصدقاء والعائلة والمجتمع المحيط.
الاستمتاع بالحياة
يجب التركيز على الأمور الإيجابية في حياتنا وذلك للاستمتاع بالحياة وتحقيقها.
تحسين الصحة العامة
يجب العمل على تحسين الصحة العامة بما في ذلك النظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحصول على قسط كاف من النوم.
تحقيق الأهداف
يمكن الحصول على العافية العاطفية من خلال العمل على تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية والتحديات الجديدة.
البحث عن الدعم
يجب البحث عن الدعم اللازم من الأصدقاء والعائلة والمجتمع المحيط في الأوقات الصعبة، ويمكن أيضاً الحصول على الدعم النفسي من خلال العلاج النفسي والتدريبات الصحية النفسية.
التحسين الذاتي
يمكن الحصول على العافية من خلال العمل على تحسين الذات وتعلم مهارات جديدة وتحسين الثقة بالنفس.
تأثير العافية العاطفية على الحياة
تؤثر العافية العاطفية على حياتك بشكل كبير، وذلك من خلال تأثيرها على صحتك النفسية والجسدية وعلاقاتك الاجتماعية، فإذا كانت لديك فستشعر بالسعادة والرضا في حياتك، وستكون قادراً على التعامل مع التحديات بشكل أفضل.
ومن ناحية أخرى، إذا كانت لديك مشاكل في العافية العاطفية، فقد تشعر بالقلق والتوتر والإحباط، مما يؤثر سلباً على صحتك النفسية والجسدية. وبصورة أكثر تحديداً، يمكن أن تؤثر على حياتك في المجالات التالية:
صحة الجسم
إذا كان لديك عافية عاطفية جيدة، فستشعر بالأمان والارتياح، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى هرمونات التوتر في جسمك، إذ أن هذه الهرمونات تؤثر على صحتك العامة وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض السكري والقلب والسرطان.
العلاقات الاجتماعية
إتكون قادراً على التفاعل مع الآخرين بشكل أفضل، وتبادل المشاعر والأفكار بشكل صحيح، وهذا من شأنه أن يحسن علاقاتك الاجتماعية ويزيد شعورك بالانتماء للمجتمع.
الأداء في العمل
إذا كان لديك عافية عاطفية جيدة، فستشعر بالثقة في نفسك وبقدراتك، مما يؤدي إلى تحسين أدائك في العمل. كما أنه يزيد من احتمالية التوصل إلى حلول إبداعية للمشكلات.
التوافق مع الذات
إذا كان لديك عافية عاطفية جيدة، فستشعر بالارتياح مع نفسك ومع من حولك وهذا يؤدي إلى تحسين التوافق مع الذات.
اقرأ أيضاً: الصدمة العاطفية .. هذا ما يجب عليك معرفتها عنها
تأثير العافية العاطفية السيئة على حياتك
يمكن أن تؤثر العافية العاطفية السيئة بشكل كبير على حياتك وصحتك، وتشمل هذه التأثيرات ما يلي:
زيادة مستويات التوتر والقلق
قد يؤدي الشعور بالحزن والغضب والإحباط إلى زيادة مستويات التوتر والقلق، مما يؤثر على الصحة العامة.
انخفاض مناعة الجسم
قد تؤدي حالات عدم السعادة المستمرة إلى انخفاض مناعة الجسم، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب
قد تزيد حالات عدم السعادة المستمرة من خطر الإصابة بأمراض القلب، نظراً لارتفاع مستويات ضغط الدم وزيادة مستويات هرمون التوتر.
تأثير علاقاتك الاجتماعية
قد يؤدي شعورك بالحزن والغضب والإحباط إلى تأثير سلبي على علاقاتك الاجتماعية، مما يؤثر على جودة حياتك الاجتماعية.
اقرأ أيضاً: أسباب الأكل العاطفي وكيفية التخلص من هذه العادة
فوائد العافية العاطفية القوية
بقدر ما يمكن أن تتسبب به العافية العاطفية السيئة من مشاكل كبيرة في حياتك، إلا أن التمتع بها يمكن أن يساهم في ازدهار حياتك وتطورها، ومن أهم فوائدها القوية ما يلي:
- تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
- تقليل مستويات هرمونات التوتر في الجسم.
- تحسين المزاج والشعور بالسعادة والرضا.
- زيادة مستوى التحمل للإجهاد وتحسين قدرة الجسم على التكيف مع المشكلات.
- تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض السكري والقلب وارتفاع ضغط الدم.
- تحسين جودة الحياة وزيادة فرص التفاؤل والإبداع.
- تحسين علاقاتك مع أصدقائك وأفراد عائلتك وزملائك في العمل.
طرق تحسين عافيتك العاطفية
هناك عدة طرق لتحسينها ومنها:
- ممارسة التأمل واليوغا: تساعد هذه الأنشطة على تخفيف التوتر والقلق، وزيادة الانتباه والتركيز.
- الحفاظ على نمط حياة صحي: يجب تناول الطعام الصحي والمتوازن، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
- التواصل مع الآخرين: يجب التواصل مع أفراد الأسرة والأصدقاء، وإظهار المودة والحب لهم.
- تحديد أهداف قابلة للتحقيق: يجب تحديد أهداف قابلة للتحقيق في حياتك، سواء كان ذلك في المجال المهني أو الشخصي.
- إدارة الضغوطات بشكل صحي: يجب تعلُّم كيفية إدارة الضغوطات بشكل صحِّي، من خلال استخدام تقنيات مثل الاسترخاء العضلي التدريجي والتنفس العميق.
- البحث عن المتعة والترفيه: يجب البحث عن أنشطة تمنحك المتعة والترفيه، مثل القراءة والسفر وممارسة الهوايات.
وفي النهاية، يمكن القول إن العافية العاطفية هي جزء مهم من حياتنا وتؤثر بشكل كبير على جودة حياتنا وسعادتنا، ويجب العمل على تحسينها من خلال اتباع نمط حياة صحي والعناية بالعلاقات الاجتماعية والتفكير الإيجابي والتعامل الفعال مع التحديات والضغوط اليومية.