الغباء العاطفي .. تخلص منه واحذر علاماته هذه :(

أغلب الأشخاص يعيشون الحياة بطريقة تقليدية. حيث إننا نجد الكثير منهم يعانون من الغباء العاطفي رغم حصولهم على شهادات جامعية ذات مستويات دراسية عالية. ولكنهم لا يفقهون شيئًا في هذه الحياة، فقد يكونون غير قادرين على إيصال ما يوجد بداخلهم من أفكار ومشاعر إلى الآخرين. فلا يستطيعون السيطرة على مشاعرهم فيقررون أسوأ القرارات. لذلك سنتحدث معًا عن هذا المصطلح النفسي والأسباب التي تؤدي إليه وكيفية التخلص منه. فتابعوا معنا. 

مفهوم الغباء العاطفي 

اختصر علماء النفس تعريف الغباء العاطفي كفكرة أولية على أنه عكس الذكاء العاطفي. ومن بعدها بدأت الدراسات النفسية تتوسع وتقول أنّ الغباء العاطفي هو عدم القدرة على التحكّم في الانفعالات والمشاعر الصادرة عن المرء سواء أكانت سلبية أو إيجابية.

حيث أن الفرد يترك قيادة حياته وكل قراراته إلى ما تمليه عليه عاطفته ومشاعره وأحاسيسه. دون تكبّد عناء إعمال العقل، مما يجعله يقع في الكثير من المشكلات والمصائب في أثناء خضوعه لتجارب حياته. ويجد نفسه غارقًا بالفشل واليأس والإحباط نتيجة اتخاذه للقرارات المصيرية الخاطئة. وكتعريف أدق للغباء العاطفي يُقال أنه ردة فعل غير مدروسة تجاه الأشياء والأشخاص والقرارات، ومن الممكن أن تكون مؤذية للآخرين. 

كما أنّ الشخص الذي يعاني من الغباء العاطفي لا يتعلم من أخطائه أبدًا ومن الصعب جدًا أن يستخلص الدروس المهمة لتطوير ذاته من خلال التجارب التي مرّ بها.

وفي حقيقة الأمر أثبتت الدراسات الإحصائية أنّ الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء العاطفي. غالبًا يكونون من الفئة الذين ينخرطون بالحياة ولم يحصلوا على شهادات جامعية. فهنالك فرق كبير ما بين الطيبة والغباء العاطفي. فالأولى تساعد المرء على تطوير ذاته من خلال بث المشاعر الإيجابية بداخله وفي نفوس الناس. أما الثانية فهي تحطمه وتجعله شخصًا مزعجًا غير قادر على التواصل مع الآخرين بطريقة صحية وسليمة. 

علامات الغباء العاطفي

علامات الغباء العاطفي 

يوجد عدة علامات تظهر على الشخص المصاب باضطراب الغباء العاطفي. وخلاصة هذه العلامات هي أنه يتصرف ويتحدث دون أي وعي أو تفكير بوقع ما يفعله. مما يلحق الأذى والضرر بذاته والآخرين حوله، ولكن هنالك علامات أكثر دقة جمعناها لكم وسنقدّمها إليكم على النحو التالي: 

النقد الدائم 

يتمتع الشخص المصاب بالغباء العاطفي بقدرة قبيحة جدًا ألا وهي التحدث بلغة النقد السلبي والمزعج. حيث إنه يتكلم دون أن يأبه بمشاعر الآخرين ظنًا منه أنه صادق معهم. والحقيقة تقول إنه وقحٌ وغبي في آنٍ معًا، فالأسلوب اللاذع في النقد ينفر الآخرين حوله ويسبب لهم الإحباط ويتولّد لديهم مع الوقت مشاعر الكره والنفور تجاهه. والأمر لا يتوقف هنا فقط، بل يصبح يتعامل مع نفسه بذات الطريقة فيجلدها باستمرار بسببٍ أو دونه. 

التهكم والسخرية أمام الناس 

يوجد هنالك الكثير من الأغبياء العاطفيين يعتمدون على مبدأ السخرية من الآخرين في إبراز غبائهم. والمشكلة أنهم يعتقدون أنّ ذلك سيخلق جوًّا من المرح ويعزز حس الفكاهة والدعابة لديهم. حيث إنهم غير قادرين على الفصل ما بين المزاح والتنمر. فلا يدركون الأضرار النفسية الناتجة عن كلامهم ومدى عمق الأثر السلبي في نفوس الآخرين. ومن جهةٍ أخرى، هنالك بعض الأغبياء العاطفيين لا يستطيعون التكلم فنجدهم صامتون دائمًا حتى في المواقف التي تحتاج إلى انبثاق كلام لطيف وإيجابي أو العكس. 

التنافس على السلبية

في حقيقة الأمر يوجد هناك بعض الأشخاص يعشقون السلبية ويتنافسون في إظهارها، وقد أكدّ علماء النفس أنّ هذا النوع من الأشخاص لا يعانون فقط من الغباء العاطفي. بل هم في حالة مرض نفسي صعب العلاج ولا يدركون مدى خطورته. حيث أنهم ينظرون فقط للجانب السلبي من حياتهم. وحتى الإيجابي يخشونه، فضلًا عن ذلك.

تتنقل هذه السلبية لتلامس أرواح جميع من حولهم. فلا يكتفون بأن يكونوا سلبيين مع ذاتهم بل يحبطون كل شخص يحاول تطوير نفسه ولو بخطوةٍ بسيطة. وغالبًا ما تكون أشيائهم المفضلة مبنية على السلبية فالأغاني التي يستمعون إليها تكون سلبية والروايات التي يقومون بقراءتها سلبية وسوداوية. لذلك هم فعلًا أغبياء عاطفيًا لأنهم يغرقون أنفسهم عمدًا بدوامة لا نهاية لها. 

عدم الإصغاء 

إنّ هذا الأمر من أكثر الأمور المزعجة التي يقوم بها الغبي عاطفيًا، فهو لا يصغي للآخرين على الإطلاق، ويميل كلّ الميل للتعبيرعن ذاته وأفكاره. ومشاعره دون أن يتكبّد عناء الإصغاء للآخر أو يعطي مجالًا لطرح أفكاره. ومن هذه النقطة نستنتج أنه يفتقر للغة الحوار ويتكلم أكثر من أن ينصت. وهذا النوع من الشخصيات لا يتوقف الأمر عنده بالغباء العاطفي فقط. بل هو فعليًا يقلل من شأن احترامه أمام الجميع. 

عدم التحكم في الانفعال 

يكون الشخص الغبي عاطفيًا دائم الانفعال ولا يعرف أبدًا التحكم بمشاعره وعواطفه مما يجعله يتخذ الكثير من القرارات المتهورة والطائشة والتي لا صحة لها وستودي به حتمًا نحو الهلاك، فضلًا عن ذلك. إنّ الشخص الذي يعاني من الغباء العاطفي غالبًا ما يقوم بفتح دفاتر قديمة في الماضي وذلك لأجل مضاعفة السلبية بداخله. 

رد الإساءة بإساءة 

يمتلك الشخص الغبي عاطفيًا نزعة انتقامية وعدوانية رهيبة في داخله فهو يجهل معنى مفهومي القوة وإثبات الوجود. وفي حقيقة الأمر يكون دائم الصراخ في وجه الآخرين. ويشغل تفكيره على الدوام كيفية الانتقام ورد الأذى بأذى مضاعف لذلك هو بعيد كلّ البعد عن السلام والراحة النفسية ونجده في حالة عصبية دائمًا. 

اقرأ أيضاً: الصدمة العاطفية .. هذا ما يجب عليك معرفتها عنها

طرق التخلص من الغباء العاطفي 

طرق التخلص من الغباء العاطفي 

يوجد عدة طرق للتخلص من الغباء العاطفي ولكن قبل اتبّاع أي طريقة يجب علينا أن ندرك أنّ المرور بمرحلة الغباء العاطفي هو أمرٌ طبيعي جدًا للإنسان ولكن استمراره فيها رغم بلوغه لسن النضج فهذا الأمر غير لائق وغير مريح. ولهذا جمعنا لكم أهم تلك النقاط التي ستساعدكم على تطوير أنفسكم والتخلص من هذه الحالة وسنقدّمها إليكم على النحو التالي: 

الوعي الذاتي 

تبدأ مرحلة تطوير الذات عندما يحاور الإنسان ذاته وينصت إليها جيدًا ويدرك مدى عمقها وماهية عيوبها ومزاياها. حيث أنّ هذه الطريقة تجعله يصل إلى البؤرة الداخلية لظلامه ويدرك حقيقة مشاعره السلبية. وهنا تحديدًا يجب عليه ألا يلعب دور الضحية أبدًا ويتقبّل ما حدث معه كي لا يفقد مجددًا توازنه النفسي. 

التحكم في المشاعر 

عندما يتجاوز المرء مرحلة إدراك حقيقة مشاعره والأمور المتعلقة بها. وبطريقةٍ تدريجية يصبح مع الوقت قادرًا على التحكم بمشاعره وإعادة نسب الشعور إلى حجمه الحقيقي. مما يجعله قادرًا على اتخاذ قرارًا حيادًا يوازن به ما بين المنطق والعاطفة. 

فهم مشاعر الآخرين 

ارتكز الفيلسوف الشهير أفلاطون على مقولة “الحب قابعٌ بداخل المحب لا بالمحبوب”. لذلك عندما يفهم الإنسان ما يجول بداخله فتلقائيًا يصبح قادرًا على تفهم وتقبّل مشاعر الآخرين حتى دون أن يبوحوا بها بطريقةٍ مباشرة. مما يجعله يلغي كل السلبيات المتعلقة بالغباء العاطفي فيصبح ينصت إليهم جيدًا ويقدرهم ويحتويهم ويضبط أعصابه وانفعالاته أكثر أمامهم. 
 
وفي ختام المقال، إنّ الغباء العاطفي محطة لا بدّ من عبورها في أثناء رحلة حياتنا. لكن يجب علينا أن نتعلم كيفية الخروج منها كي نصل إلى مرحلة عالية جدًا من الوعي والإدراك وأن نكون مميزين عمن حولنا. وتصبح حياتنا صحية وآمنة أكثر ويعمها السلام النفسي والراحة الداخلية ونكون أكثر نضجًا في تعاملنا مع أنفسنا ومع العلاقات المحيطة بنا.

📩
انضم لأكثر من 3000 شخص في نشرتنا البريدية ليصلك أحلى ما عندنا

لن تصلك رسائل عشوائية. يمكن إلغاء الاشتراك في أي وقت

تابعنا على: Twitter - Facebook

قد يعجبك ايضا