ماذا تعرف عن الإجهاد العاطفي؟ إليك هنا كل ما تحتاجه 

الإجهاد العاطفي، يتعرّض الإنسان في حياته لظروفٍ قاسية تجعله يمر بحالة نفسية مؤلمة، فتمر فترات معينة يتوتر ويحزن بها كثيرًا نتيجة ضغوطات العمل والعائلة والأصدقاء والحياة أيضاً. فيصبح مستنزفًا من العاطفة تمامًا ويتملّكه شعور دائم بالتعب النفسي والعواطف الثقيلة والمؤلمة. في هذا المقال سوف ننقل لكم كل التفاصيل المتعلقة بهذه الحالة النفسية وكيفية التخلص منها بأقل ضرر ممكن. 

مفهوم الإجهاد العاطفي

مفهوم الإجهاد العاطفي

 قام علماء النفس بدراسات عدّة تدور حول تعريف المصطلح النفسي للإجهاد العاطفي. فهوعبارة عن حالة شعورية ترافق الإنسان خلال مراحل حياته الصعبة، فعندما يتعرض لخيبات أمل كثيرة ومشاعر إحباط ويأس باستمرار ستتولّد حتمًا عنده هذه الحالة. ومن الممكن أيضًا أن يظهر الإجهاد العاطفي نتيجة جلد الذات سواء تجاه المواقف التي حدثت في الماضي. أو الحزن المخيّم والمسيطر في الحاضر أو القلق والهلع الذي قد يحدث في المستقبل. وحقيقةً الناس كلها لا بدّ لها وأن تمرّ بهذه المرحلة الصعبة والمرهقة كي تعرف ما الذي يناسبها سواء على الصعيد الشخصي أو العاطفي أو المهني أو أي صعيد أو جانب في هذه الحياة. 

أسباب وعوامل الإجهاد العاطفي 

يوجد عوامل عدّة تؤدي إلى حدوث الإجهاد العاطفي عند الإنسان. وفي حقيقة الأمر، إنّ ظهور هذه الحالة يعتمد اعتمادًا كبيرًا على مدى تحمّل الشخص وضبط توتره ومشاعره السلبية. وكيفية تحكمه في الجانب المظلم من حياته. ولكن هناك أسباب مباشرة وقاسية تجعل الإنسان يفقد السيطرة أحيانًا. ومن أهم وأبرز تلك الأسباب اخترنا لكم ما يأتي: 

  • التقلبات الحياتية التي قد تحدث واحدة منها أو أكثر مع الإنسان، مثل الانفصال العاطفي أو فقدان وموت شخص عزيز على قلبه. أو حادث نفسي أو جسدي تعرّض له. 
  • الشخص الذي يعاني من الإفراط في العطاء وتقديم المساعدات المعنوية والمادية بطريقةٍ مبالغة في بعض الأحيان. 
  • مرور أزمة اقتصادية تسبب للإنسان مشاكل مالية وتجعله يشعر بتوتر رهيب يوصله إلى الإجهاد العاطفي. 
  • تحمّل مسؤولية جديدة مثل الزواج أو ولادة طفل وتربيته، خاصةً المولود الأول. 
  • محاولة الإنسان أن ينهي أمور عدّة في الوقت ذاته بهدف التوفيق بينهم لكن حقيقةً ذلك يسبب له ضغطًا نفسيًا هائلًا. وغالبًا لا يفلح الأمر. 
  • إصابة المرء بإحدى الأمراض المزمنة والدائمة، أو فقدان منزله. 
  • الإكثار من ساعات العمل لفترات طويلة. خاصةً عندما تكون هذه الساعات مملوءة ولا يوجد فيها وقتٌ للاستراحة أو أي ظروف مهنية تستدعي ليكون الإنسان تحت ضغطٍ كبير. 
  • أكدّت الأبحاث الطبيّة النفسية أنّ أكثر الأشخاص عرضةً لحالة الإجهاد العاطفي هم من يعملون في مجال الطب والهندسة والتدريس والتمريض، وعلى وجه الخصوص، في بداية حياتهم المهنية ريثما يتأقلمون عليها.

أسباب وعوامل أخري تسبب الإجهاد العاطفي 

  • الأشخاص الذين يعانون من الكره تجاه العمل الخاص بهم يخولهم ليكونوا أكثر عرضةً للإجهاد العاطفي. 
  • يوجد بعض الأشخاص الذين يطمحون بالكمال والوصول إلى قمة الأشياء والإنجازات، فيضغطون أنفسهم في الوقت والعمل والدراسة دون تفكيرٍ أو تخطيط، وغالبًا يصابون بالإجهاد العاطفي ومع الوقت تنطفئ طاقتهم وتُهدر دون أن يحصلوا على النتيجة المأمولة. 
  • يوجد هنالك احتمالًا كبيرًا لزيادة بروز الإجهاد العاطفي نتيجة الوحدة والانعزال والانطواء الروحي المتعمّد عن العالم. 
  • الأشخاص الذين يعانون من التوحد. ولا يمتلكون علاقات مقربة يستطيعون من خلالها مشاركة مشاعرهم وأفكارهم الداخلية التي تأكل طمأنينتهم. 
  • عدم ممارسة الرياضة أو المشي بشكلٍ دائم ضمن الروتين اليومي لتفريغ الطاقة السلبية. 
  • عدم تناول الأطعمة الصحية في الأوقات المناسبة. 
  • قلة النوم وكثرة التفكير وجلد الذات باستمرار. 
  • شرب الكحول والمخدرات وخاصةً عند الإفراط فيها فلا بدّ أن يسببوا له إجهادًا عاطفيًا. 
  • كثرة الضغوطات العائلية والقمع باستمرار. 
  • الابتعاد عن الهوايات المفضلة والترفيه في أثناء أيام العطل والإجازات. 
  • عدم مكافأة الذات ودعمها معنويًا على أي مجهود بذلته مهما كان.

اقرأ أيضاً: ما هو الابتزاز العاطفي؟ وأشكال لا تتوقعها للابتزاز العاطفي

أعراض الإجهاد العاطفي 

إنّ الإجهاد العاطفي يسبب أعراضًا نفسية وجسدية. تؤثر على توجيه سلوكيات الإنسان في حياته وطريقة تصرفاته وأفعاله، وقد يسوء الأمر مع مرور الوقت. في حال تكررت حالات التوتر والقلق فتتحول هذه الحالة إلى مرضٍ من الصعب والمؤلم علاجه. لذلك من المهم جدًا أن نعرف الأعراض الأولية كي نتخلص من الحالة بأسرع وقتٍ ممكن، ومن أبرز تلك الأعراض سنقدّم إليكم ما يأتي: 

التبدلات المزاجية 

من أكثر الأعراض شيوعًا لحالة الإجهاد العاطفي هي التقلبات المزاجية التي تحدث مع الإنسان. فتارةً يشعر بأنه في قمة السعادة والفرح والرغبة بالانخراط مع الآخرين. وتارةً أخرى يثقل عليه شعور الحزن والألم واليأس والحاجة إلى البكاء والانعزال عن العالم. فهذه التبدلات المزاجية تؤثر حتمًا على النشاط اليومي للمرء وبالتالي يفقد السيطرة على وقته ويزداد توتره. 

الإفراط في التفكير 

من أخطر الأعراض التي تؤثر على الدماغ وليس فقط على الجانب النفسي للمرء. حيث أنها قد تكون السبب المباشر للتشويش الدماغي لما يحدث فيه حالات عدّة مثل الارتباك والصعوبة بالتركيز ونسيان أمور عامة وبديهية. فضلًا عن ذلك ضعف القدرة التخيلية، ومع توالي هذه الأمور قد يصل الأمر لفقدان الذاكرة مؤقتًا.

الاضطرابات الجسدية  

تتضمن حدوث اضطرابات كثيرة في ساعات النوم. فتصبح عشوائية وغير منتظمة وكافية لراحة الجسم. كما أنّ الإنسان يفقد شهيته فجأة أو يتناول الطعام بكميات كبيرة. مما يسبب له مشكلات صحية من الناحية الهضمية والمعدية وزيادة أو نقصان الوزن. فضلًا عن ذلك، التعرّض الدائم لنوبات صداع مؤلمة وحادة وخفقات القلب تصبح غير منتظمة أيضًا. 

العلاج من الإجهاد العاطفي

 

العلاج من الإجهاد العاطفي 

من الضروري جدًا أن نعرف طرق علاج ومكافحة الإجهاد العاطفي للتخلص منه. ففي حال أهملتم ذلك لن تكون حياتكم سليمة وهادئة ولن تنعموا براحة نفسية صحية وسيبقى داخلكم في تخبّط وصراع دائمين. ولهذا سنضع بين أيديكم الحلول المناسبة والفعّالة للعلاج، وهي على النحو التالي: 

  • محاولة تجنب التوتر والتقليل منه قدر المستطاع، وذلك عن طريق ممارسة اليوغا وتعلّم كيفية التنفس بشكلِ عميق والابتعاد عن المسببات التي تخلق جوّا مشحونًا بالضغط النفسي والقلق. 
  • الحرص على تناول وجبات غذائية متوازنة وصحية بحيث تكون غنية بالفواكه والخضار واللحوم والفيتامينات كلها. 
  • تجنب شرب الكحول والابتعاد عن المخدرات والتقليل من التدخين. 
  • ممارسة الرياضة بانتظام سواء أكانت حركات رياضية معينة أو المشي والهرولة. 
  • المحافظة على روتين ثابت لساعات النوم وأن تكون كافية لتخزين الطاقة والراحة. 
  • الموازنة ما بين الحياة عمومًا والعمل وتنظيم الوقت لأجل ذلك. 
  • ممارسة الهوايات المفضلة كالرسم، والكتابة، والقراءة، والرقص. 
  • الاستماع إلى موسيقا هادئة ومكافأة الذات في نهاية الأسبوع. مثل الذهاب في رحلة أو حضور الأفلام وغيرها من النشاطات الترفيهية. 
  • محاولة التواصل مع الآخرين أو على الأقل مع شخص واحد فقط والتحدّث عن كل ما يدور بداخلنا من مشاعر وأفكار أمامه. 
  • محاولة تغيير العادات اليومية السيئة. 
  • محاولة التركيز على الأمور الجيدة والجانب المشرق من الحياة. 
  • تقبّل إمكانية ظهور الأمور السلبية وعدم محاربتها بجلد الذات أو لعب دور الضحية. 
  • التركيز على الحاضر فقط. 
  • استشارة الطبيب أو المعالج النفسي في حال استمرت حالة الإجهاد العاطفي وتفاقمت مع الوقت. 

وفي ختام المقال، يعتبر الإجهاد العاطفي من الحالات النفسية التي لا يجب علينا أبدًا إهمالها رغم أنه من الطبيعي جدًا حدوثها لكنها فعليًا تؤثر على المرء بطريقة سلبية قد تهدم كل أركان حياته وتزعزع أمنه وسلامه. لذلك من الأفضل أن نكون واعيين أكثر في طريقة التعامل معها كي نتخطاها بأقل الأضرار الممكنة سواء أكانت نفسية أو جسدية أو روحية.

📩
انضم لأكثر من 3000 شخص في نشرتنا البريدية ليصلك أحلى ما عندنا

لن تصلك رسائل عشوائية. يمكن إلغاء الاشتراك في أي وقت

تابعنا على: Twitter - Facebook

قد يعجبك ايضا