الاضطراب العاطفي ومظاهره على الشخص والأهم كيف تعالجه
الاضطراب العاطفي مصطلح كثيراً ما نسمع عنه وقد يعده البعض اضطراب عادي. لكنه في الحقيقة مرض ومشكلة نفسية تترافق مع العديد من المشكلات الأخرى التي تنتج عنه. كما أن هناك أسباب قد تؤدي لحدوث هذا الاضطراب كذلك ثمة أعراض تدل على وجوده أيضاً. لذلك سوف نتعرف اليوم على هذه الظاهرة بالدراسة بشكل مفصل.
الاضطراب العاطفي في علم النفس
الاضطراب العاطفي في علم النفس هو مجموعة من الاضطرابات النفسية والعقلية. كما يعد مشكلة في الصحة النفسية حيث أنه استجابة غير طبيعية للعديد من المحفزات التي تأتي من الخارج. ويعرف أيضاً باضطراب المزاج وقد يتكون هذا الاضطراب من عدة أنواع تختلف أعراضها من فرد لآخر وتختلف شدتها أيضاً.
أنواع الاضطراب العاطفي
يتكون الاضطراب العاطفي من ثلاثة أنواع رئيسية وكل نوع منها يتكون من عدة أنواع فرعية ومن أنواعه الرئيسية نذكر:
اضطراب القلق
هو الشعور الدائم بالذعر والخوف والشعور بالخطر والتشاؤم ويترافق مع أعراض كثيرة مثل زيادة عدد ضربات القلب وصعوبة النوم والاختناق والتعرق والارتجاف. كما أن لاضطراب القلق عدة أنواع وهي:
القلق الاجتماعي الناتج عن المشكلات الاجتماعية واضطراب القلق العام بدون سبب معين واضطراب الهلع والوسواس القهري.
اضطراب الاكتئاب
هو من الاضطرابات العاطفية المزاجية الذي يسبب الشعور الدائم بالحزن ويؤدي إلى فقدان الاهتمام والإحباط المستمر. كما يؤدي إلى اضطرابات النوم وعند إصابة الفرد به فإنه يجد صعوبة في أداء النشاطات والمهام اليومية ويفقد الشغف لأي شيء بالإضافة إلى الأرق الدائم وفقدان الطاقة والمشكلات الجسدية مثل الصداع وغالباً ما يصل الفرد المصاب بهذا النوع من الاضطراب إلى إهمال نفسه لدرجة إهمال نظافته الشخصية في بعض الأحيان بالإضافة إلى فقدان الدافع لأي شيء والغرق في الأفكار السلبية.
الهوس
هذا النوع من الاضطراب عكس الاكتئاب ويعرف باسم متلازمة الهوس يظهر على شكل مبالغة في النشاط والحركة وعند إصابة الشخص به فإنه يصبح مضطرباً للغاية ويقوم بسلوكيات غير مناسبة للموقف الذي يحدث. بالإضافة إلى قلة الحاجة للنوم والتصرف بشكل متهور والدافع الكبير للكلام ومشاكل واضحة في التركيز وللهوس ثلاثة درجات شديد ومتوسط وخفيف.
اضطراب ثنائي القطب
هو اضطراب نفسي عاطفي يشير إلى مرور المصاب به إلى فترات من الاكتئاب والحزن وفقدان الاهتمام وفترات أخرى من الهوس والطاقة والابتهاج لذلك سمي باضطراب ثنائي القطب كما يعرف أيضاً باسم الاكتئاب الهوسي وهو حالة مزمنة مدى الحياة يظهر على عدة أنواع وأشكال.
أعراض الاضطراب العاطفي
ثمة تصرفات يسلكها الفرد وأشياء وأفعال تحدث لديه تدل على إصابته بالاضطرابات العاطفية ومن هذه الأعراض نذكر:
الأوهام
الفرد المصاب بهذا الاضطراب يكثر التوهم بعدة أمور ومعتقدات ويخطئ فيها على الرغم من وجود أمور تثبت العكس.
الهلوسة
يهلوس المصاب من خلال سماعه أصوات لا وجود لها وغير حقيقية ورؤية أشياء غير موجودة في الواقع.
السلوكيات الغريبة
الحزن تارة والفرح تارة أخرى وفترات المزاج الجنوني والهوس والزيادة المفاجئة في الطاقة والأرق وغيرها من السلوكيات غير الطبيعية.
الخلل في الكلام والتواصل
ذلك من خلال التحدث بشكل غير مفهوم وحديث غير مسترسل ومتواصل.
عدم التمييز بين الحقيقة والخيال
وذلك يمكن أن يكون بسبب أوهامه الكثيرة والهلاوس التي يراها فلا يميز بين الواقع والخيال.
أسباب الاضطراب العاطفي
قد يكون هناك عدة أسباب تؤدي إلى حدوث هذا الاضطراب ومنها:
العامل الوراثي
قد يكون هذا الاضطراب وراثي في العائلة وقد يصيب الشخص إذا كان أحد أفراد العائلة مصاب به.
تعاطي المخدرات
يؤثر تعاطي المواد المخدرة بشكل كبير في حدوث هذا الاضطراب كما يؤدي إلى تفاقمه وتطوره.
هيكلية الدماغ وكيميائيته
قد يكون السبب في حدوث هذا الاضطراب هو خلل في الدماغ وخلل في الناقلات العصبية التي تنتقل بين الخلايا العصبية لذلك فإن الخلل فيها يؤدي إلى خلل في هذه الخلايا وفي عملية النقل بينها وبالتالي حدوث هذه المشكلة.
التعرض للضغط العصبي
الضغط العصبي قد يكون إحدى الأسباب المؤدية للاضطراب العاطفي حيث يتعرض الفرد لحدث مجهد عصبياً مثل وفاة أحد من الأسرة أو فقدان عمل أو انتهاء زواج وغيرها.
الأمراض الجسدية
يمكن أن يحدث هذا الاضطراب أو أعراضه بسبب الإصابة ببعض الأمراض الجسدية مثل مرض داء السكري وفرط نشاط الغدة الدرقية والالتهابات الفيروسية وقصور الغدة الدرقية.
أعراض أخرى للاضطراب العاطفي
- الحزن الشديد وسوء الحالة المزاجية.
- الرغبة بالموت والتفكير بالانتحار.
- فقدان الاهتمام بالقيام بالأنشطة والمهام.
- صعوبة في التفكير والتركيز.
- الشعور بانعدام القيمة.
- اليأس والإحباط الدائم.
- التحدث بكلام غير منتظم وغير مفهوم.
- الشعور بالذنب في بعض الأحيان ولوم الذات.
- عدم الحفاظ على النظافة الشخصية والمظهر الشخصي الخارجي.
- اضطرابات في الأكل والنوم.
اقرأ أيضاً: ما هي الدورة العاطفية الشهرية للرجل وكيفية التعامل معها؟
مظاهر الاضطراب العاطفي
قد يظهر هذا الاضطراب بعدة مظاهر مثل ثورات الغضب المفاجئة والثورات السلوكية التي تظهر من خلال حالات العنف التي يقوم بها المصاب تجاه الآخرين وتجاه نفسه بالإضافة إلى تحطيم الأشياء ورميها والتهديد بالقتل وغيرها من مظاهر العنف والسلوك غير الطبيعي.
نتائج الاضطراب العاطفي
يؤدي الاضطراب العاطفي إلى مشكلات عديدة لدى المصاب به ومن هذه المشكلات نذكر:
محاولات الانتحار
لأن المصاب بالاضطراب العاطفي تراوده بشكل دائم الأفكار الانتحارية ومحاولة تنفيذها.
تناول المخدرات والمشروبات الكحولية
يؤدي هذا الاضطراب إلى تناول وإدمان المواد المخدرة والمشروبات الكحولية وبشكل مفرط.
البطالة والفقر
بسبب هلوسة المصاب بهذا الاضطراب وعدم قيامه بأي نشاط يطلب منه مما يؤدي به إلى المشكلات المذكورة.
الصراعات الاجتماعية والنبذ الاجتماعي
بسبب سلوكيات المريض غير الطبيعية وتصرفاته العدوانية والدالة على مرضه مما يؤدي إلى نبذه اجتماعياً.
علاج الاضطراب العاطفي
الاضطراب العاطفي مرض عقلي من المستحيل على الفرد الشفاء منه من تلقاء نفسه لذلك يوجد نوعان من العلاج لهذا النوع من الاضطرابات وهما الأدوية والعلاج النفسي كما قد يلجأ بعض الأطباء لإعطاء النوعين معاً إذا كانت حالة المريض شديدة وقد يلجأ لطرق أخرى أيضاً. كما يتنوع أسلوب العلاج تبعاً لنوع الأعراض وشدتها فقد يحتاج العلاج في بعض الحالات الدخول إلى المشفى؛ وقد يكون على شكل علاج طويل الأمد؛ أما العلاج بالأدوية فقد يصف الأطباء أدوية للتخفيف من الأعراض وتكون هذه الأدوية مضادات اكتئاب ومضادات ذهان وغيرها؛ ويكون العلاج النفسي من خلال الجلسات التي تركز على كيفية التعامل مع الأعراض بالإضافة إلى إعادة التأهيل؛ وقد يلجأ في بعض الأحيان إلى العلاج بالصدمة الكهربائية إذا لم يستجب المريض للعلاج النفسي أو للأدوية.
ومما لا شك فيه أن الاضطراب العاطفي هو مشكلة نفسية وعقلية يجب عدم إغفالها أو إهمال علاجها. وذلك لأن التأخر في علاجها قد يؤدي إلى تفاقمها بحيث يصبح من المستحيل الشفاء منها؛ وقد يجهل البعض هذه المشكلة لذلك فقد ذكرنا في هذا المقال كل ما يتعلق بها وتطرقنا للأعراض التي تحدث معها والتي تدل على وجود هذا الاضطراب.