أهمية الاحتواء العاطفي في العلاقات وكيف يمكن تحقيقه
خلق الإنسان بطبيعته البشرية محباً للاهتمام والحنان. وهذا الأمر لا يقتصر فقط على المرأة المعروفة بمشاعرها الجياشة. وإنما ينطبق أيضاً على الرجل فهو بحاجة للاحتواء ولالتماس العاطفة. فإذا كنت تعاني من قلة الاهتمام أو تريد أن تستكشف المزيد من المعلومات حول الاحتواء العاطفي؟ تابع قراءة المقال لتعرف أكثر.
ما مفهوم الاحتواء العاطفي
إن الاحتواء هو مقدار اهتمامك وانسجامك مع الشريك. ففي أي علاقة بين شخصين وخصوصاً العلاقات الزوجية، يكون فيها الاحتواء هو الدعامة الأساسية لاستمرار العلاقة ونجاحها. ولا يمكن الاستغناء عنها، فغيابها يسبب خللاً بين الشريكين وانعدام القدرة على الانسجام.
كيف يتم التعبير عن الاحتواء العاطفي
يكون ذلك من خلال مشاركة الأفراد المحيطين بك بمشاعرهم وهمومهم التي يعانون منها، بالإضافة إلى الاستماع إليهم بشكل جيد وفعال. وعدم النقد أو الحكم على ما يشعرون به. ومن الواجب تقديم النصائح الهامة التي تكون كمحفز لهم إن رغبوا أو أرادوا ذلك، وضرورة تذكير الأفراد بالاهتمام بصحتهم النفسية والعقلية.
خطوات تحقيق الاحتواء العاطفي
يتحقق الاحتواء العاطفي عندما يحصل الفرد على الدعم العاطفي والنفسي الذي يحتاجه بشكل صحيح. فيشعر من خلال ذلك بالحماية والاهتمام الذي يرغب به. فيساعده هذا الأمر على التعافي والإحساس بالراحة والاكتفاء، ويتم ذلك باتباع ما يلي:
الاستماع بتركيز وعناية تامة
عندما يتحدث الشخص معك، يجب عليك التركيز على ما يقوله بكل جدية واهتمام. فلا تنشغل بأمور أخرى فتفقده قيمة حديثه وأهميته.
تقديم الرعاية والدعم العاطفي
يجب تقديم الدعم للشخص من خلال التفاعل مع ما يقوله من أحاديث والتعبير عن المشاعر والعواطف بطريقة إيجابية. وتوفير الجهد بالإضافة لتوفير الأدوات والمعلومات التي يحتاجها لحل المشكلات.
الانفتاح وتقبل الآخر
يجب توفير بيئة آمنة تشجع الشخص على التحدث بشكل محترم وصريح بما يخص مشاعره ورغباته واحتياجاته.
الاهتمام بالعلاقة
يجب القيام بتنمية العلاقة بينك وبين الشخص بحب واحترام وتقدير. وتوفير الوقت والمجال المناسب والكافي لجعل العلاقة أكثر تماسكاً ومتانة. (أمور ممتعة يمكن فعلها بين الزوجين)
التقرب من الشخص بعناية وتفهم
يمكن تقوية العلاقة بالتواصل المنتظم، والتحدث عن الأشياء الإيجابية التي يفعلها الشخص وعن الهدف الذي يرغب بتحقيقه في الحياة. وهذا يمكن أن يساعد على تشجيع الشخص بشكل أكبر وزيادة عزيمته وثقته بنفسه.
الحفاظ على البيئة الإيجابية
يجب الابتعاد عن الخلافات والأساليب السلبية في التواصل والتعامل مع الآخرين. والعمل على استخدام أساليب الحوار والحديث البناءة والمفيدة. وأيضاً التعبير عن الاحتياجات والمشاعر بطريقة إيجابية.
اقرأ أيضاً: مراحل العلاقة العاطفية .. تعرف عليها واستثمرها لحياة سعيدة
الاحتواء العاطفي من قبل الرجل للمرأة
إن الرجال بطبيعتهم يميلون إلى التعبير عن دعمهم واهتمامهم بالمرأة، فيشكل دعم الرجل للسيدة ركن أساسي لثقتها الكبيرة بنفسها فهو محفز معنوي كبير وهام. ويكون هذا الاحتواء من خلال تأمين الحماية والأمان لها في حياتها. وتقديم الدعم النفسي لمساعدتها في تجاوز المشكلات العاطفية التي تتعرض لها. بالإضافة إلى تقديم الدعم العاطفي والاستماع لمشاكلها وكل ما يشغل تفكيرها وتزويدها بالمشورة المناسبة في حال رغبت بها. وضرورة التأكيد المستمر بأنها ليست وحدها وإنما هو بجانبها دوماً لتقديم العناية والحب. ويتحقق الاحتواء بشكل مثالي عندما يعبر الرجل للمرأة عن شعوره بالاهتمام والحب والتفاعل الإيجابي معها وتطويرالثقة والأمان بينه وبين الشريكة. وهناك علامات تدل على أن الرجل قادر على احتواء المرأة وهي:
- الرجل المتواضع الذي لا يحب التفاخر والتباهي بنفسه يكون قادراً على تقديم الدعم للمرأة فلا يفكر بأنانية ويشعرها بالأمان في المستقبل.
- من يحب ويحترم والدته ويقدرها فهو بالطبع سيحترمك أيضاً.
- الشخص الذي تكوني قادرة على التواصل معه في أي وقت تحتاجين إليه، فلا يغلق هاتفه ولا يختفي فجأة.
- الذي يحب النظر في عينيكِ ويركز بهما، ويعرف ما تشعرين به من عينيك.
- الرجل الدقيق في مواعيده والذي يحرص على الوصول في الموعد المحدد بينكما، والذي لا يمل إن تأخرتِ عن موعدك.
احتواء المرأة للرجل
يشبه احتواء المرأة للرجل الاحتواء الذي يقدمه الرجال، فهي تسعى لتقوية وتطوير الأمان والثقة بينها وبين الرجل. وتعمل على تقديم الدعم العاطفي اللازم في كافة مجالات الحياة. ويكون ذلك بقدرتها على الاستماع لكل ما يفكر به الرجل وتزويده بالنصيحة والخطط المناسبة والعملية لحل مشاكله إن رغب بذلك، وقضاء وقت أطول معاً من خلال القيام بالأنشطة المشتركة بينها.
وهناك أمور تشير إلى المرأة التي تحتوي الرجل وهي:
- من تقدر مشاعر شريكها وتشاركه أحزانه وأفراحه وتقف بجانبه في كل الأمور الشخصية والمهنية.
- التي تتقبل عيوب زوجها وتحاول التناغم والتكيف معها. فتكون بذلك ساعدت على حل المشكلات بينها وبين شريكها وعملت على إيقافها ومنع تطويرها إلى طريق مسدود.
- السيدة التي تحب أسرتك وتحترمها وتتقبل أصدقاؤك ولا تعمل على إبعادك عن الأشخاص الذين تحبهم بشكل واضح.
- تحترم عملك وجهدك فلا تطلب احتياجات تفوق قدراتك ولا تدفعك للقيام بأمور فوق طاقتك.
ولا بد من الإشارة إلى أن في بعض الأحيان يكون هناك فرق في الاحتواء العاطفي للرجال مقارنةً بالاحتواء المقدم من النساء، إذ يميل الرجال في بعض الأوقات إلى التعبير عن مشاعرهم بوسائل أخرى مخالفة للكلام كالأفعال مثلاً. إلا أن الاحتواء العاطفي من المرأة هو المنبع الرئيسي الذي يساعد في إطلاق تلك المشاعر والعواطف لدى الرجل.
الاحتواء العاطفي للطفل
الاحتواء العاطفي للطفل يجعله أكثر ذكاء وأقل مرضاً
إن المرأة بطبيعتها تمتلك الكثير من الأساليب والمهارات الخاصة بها في تقديم الدعم العاطفي. حيث إنها تجيد الاستماع بعمق لطفلها وفهم سبب تعبه أو حزنه أو سبب تألمه أيضاً. ولها القدرة على التفاعل بكل أحاسيسها وعواطفها معه سواء بالعناق أو بالكلام. مما يجعله طفل خارق قادر على التعلم وحب الحياة ويصمم على النجاح. فالعاطفة تقوي مناعة الطفل فالحالة النفسية مهمة في الوقاية من الأمراض سواء النفسية أو الجسدية.
الأمور التي يتعلق بها الاحتواء والدعم العاطفي
لا يكون الاحتواء العاطفي فقط في الاحتضان والعناق وإنما يرتبط بالتفاعل مع الشريك أو مع الطفل وتفهمه. ويرتبط أيضاً بالدور الاجتماعي الذي يقوم به كل فرد بالمجتمع. فالأم تقوم بالعناية والاهتمام بشريكها وأولادها كجزء أساسي من متطلبات دورها اتجاههم. أما الرجل يرعى زوجته ويهتم باحتياجاتها النفسية والمادية والاجتماعية والعاطفية. ويساندها في نجاحاتها ويقدر مشاعرها.
أساسيات الاحتواء العاطفي
هناك أساسيات وأركان هامة يتم من خلالها الدعم العاطفي وهي:
- الثقة التامة والصدق بين الزوجين لتكون العلاقة بينهما أكثر قوة وثباتاً.
- وجوب الرحمة والعطف في التعامل والمودة بين الطرفين.
- التغافل عن العيوب التي يعاني منها الطرف الآخر وعدم الوقوف عندها وإنما يتم تجاوزها أو تقبلها.
- إن الرجال بقلوبهم الطيبة كالأطفال فبالإمكان التعامل معهم كما تعامل الطفل.
- الاحترام هو من أساسيات الاحتواء فعندما يعلم الأطفال أن الوالد يقدر والدتهم ويحترمها ويعطف عليها سيزيد بذلك شعورهم بالحب والاحترام لوالديهم وفيما بينهم.
- ضرورة الاعتذار عند الشعور بالذنب وعدم التكبر على الطرف الآخر من أجل إنهاء النزاعات وحل المشكلات.
وفي النهاية يمكن القول إن الاحتواء العاطفي أهم من الحب، فمن يحتويك سيجعلك تحبه بكل تأكيد. لذلك ننصح كلا الشريكين باحتواء بعضهما البعض لضمان قوة وتماسك العلاقة واستمراريتها. فلا يمكن الاستغناء عن الدعم وخاصة العاطفي لأنه ضرورة من ضرورات الحياة التي تجعل كل منا يشعر بأهميته وقيمته لدى الطرف الآخر.