أسباب عدم القدرة على تكوين الصداقات .. أخطاء عليك تجنبها بالضرورة
أسباب عدم القدرة على تكوين الصداقات تكاد تكون مجهولة عند الغالبية من الأفراد. فقد يتساءل أحدهم لماذا ليس لدي أصدقاء؟ أو يجزم أن الأشخاص من حوله جميعهم لا يصلحون للصداقة خاصة بعد أن حاول تكوين الصداقات وفشل في ذلك. فلا يبحث عن السبب إنما يعطي لنفسه إجابات اعتباطية. وهذا الأمر وغيره يتطلب شرح تلك الأسباب. لذلك سوف نتناول اليوم هذا الموضوع نظراً لانتشاره وسوف نتعرف على أبرز الأسباب.
أسباب عدم تكوين الصداقات عند الأشخاص الراشدين
أسباب عدم القدرة على تكوين الصداقات قد تختلف من شخص لآخر. وذلك حسب طبيعة هذا الشخص وعمره وجنسه وظروف حياته وطبيعة عمله. كل هذه العوامل قد تؤثر على تكوين الصداقات الناجحة لدى الشخص. وفي هذا السياق يرى بعض الباحثين في علم النفس أن فقدان الشخص للصداقات في حياته قد يؤثر على صحته النفسية والعقلية. وهذا يُحتّم علينا معرفة الأسباب الكامنة وراء هذه المشكلة كي يلمس كل شخص السبب الموجود لديه. وبالتالي يفسح المجال للتوصل إلى الحلول. هنا قد تتشابه أو تتنوع الأسباب بين الرجال والنساء وبشكل عام تكون الأسباب كما يلي:
القلق
القلق سبب كثير الشيوع لهذه المشكلة حيث أن معظم الأشخاص ممن يعانون من الفشل في تكوين الصداقات. يكون لديهم قلق عند مقابلة الأشخاص الآخرين. وخاصة الأشخاص الجدد، حيث يكون الدافع وراء هذا القلق لدى الفرد هو الخوف من رفض الآخرين له أو عدم تقديرهم له. وهذا الخوف والقلق بدوره يؤدي إلى تشتت الفرد. وعدم قدرته على التواصل مع الآخرين بشكل جيد. مما يؤثر بشكل سلبي على تواصل الآخرين معه أو تقبلهم له. كما يؤدي إلى محاولاته الدائمة للعزلة وتجنب الآخرين. كما يمكن أن يؤدي بهم ذلك إلى عدم معرفة التصرف بشكل صحيح في كثير من المواقف الاجتماعية فقد يميلون إلى الانسحاب أو الانعزال نتيجة لهذا الخوف.
بعض الاضطرابات الشخصية
هناك العديد من الأشخاص الذين يفشلون في تكوين الصداقات ويعود هذا لوجود بعض الاضطرابات لديهم مثل: اضطراب الشخصية التجنبية والذي يسبب لهم تجنب الآخرين وعدم الرغبة في بناء أي صداقة مع أحد. أو اضطراب الاكتئاب أو القلق الذي يسبب لهم الانعزال عن البشر.
الضغوطات الأسرية والمهنية
قد يفشل الشخص في تكوين صداقات بسبب ما يعانيه من توتر وضغوطات سواء كان في عمله أو في أسرته. فقد يكون لديه مشكلات في العمل أو في المنزل. هذه المشكلات تجعله زاهداً في أي أمر أو أي شخص. وليس لديه الرغبة في التعامل مع الآخرين أو البحث عن صديق.
ازدراء الآخرين
قد يتصف الشخص بسلوك الازدراء من خلال تجاوز حد النقد لمن حوله والسخرية منهم بشكل دائم. والتصرف على أنه الأفضل والأذكى ونقدهم في أي فعل، كل هذه السلوكيات تؤدي إلى نفور الأشخاص المقربين منه وتجبرهم على الابتعاد عنه لعدم وجود التقدير لهم.
محاولة التحكم بالآخرين وتوجيههم
عندما يقوم الشخص بمحاولة السيطرة على المقربين وتوجيههم للتصرف كما يرغب. وإذا تمردوا على توجيهاته وأسلوبه فإنه سرعان ما يغضب منهم، هذا الأمر يعد من أهم أسباب ابتعادهم عنه والفشل في تكوين الصداقات.
تجنب الصعوبات
عندما يسعى الشخص إلى تجنب أي أمر صعب عند تكوين الصداقات. كأن يتجنب التقرب من صديق كي لا يعتاد على وجوده، أو يتجنبه كي لا يصبح من الواجب عليه دعمه والوقوف معه وغير ذلك من الأمور التي يراها الفرد صعوبات مرافقة للصداقة. حيث أن تجنبه لهذه الأمور وعدم مراجعة نفسه بها ولماذا يتجنبها، هذا الأمر يجعل من تكوين الصداقات عنده شيئاً مستحيلاً.
ضيق الوقت
إذا كان الفرد دائم الانشغال في حياته وفي عمله فإن ذلك يؤدي إلى عدم وجود وقت لديه كي يتعامل مع المقربين له بشكل مستمر. حيث هذا التعامل المستمر الذي قد يقضي إلى تكوين الصداقة لا يجد له متسعاً من الوقت حتى لو كان وقتاً بسيطاً. كأن يجتمع بهم كل أسبوع مثلاً أو يخرج في نزهة معهم كل فترة من الزمن. وذلك بسبب انشغاله سواء كان بحياته الشخصية أو بعمله وهذا الانشغال الدائم والمبالغ به يعد سبباً كافياً للفشل في تكوين الصداقات.
التوقعات العالية
قد يقوم بعض الأشخاص بالضغط على أنفسهم كي يحققوا الشهرة والكثير من الأصدقاء فيجمعون الكثير حولهم. حيث أن هذه الكثرة لا تحقق الصداقة ولا تمثل الصداقة. فالصداقة الحقيقية تكمن في عدد محدود جداً كي يستطيع الشخص تحقيق صداقة عميقة ذات فوائد نفسية.
اقرأ أيضاً: فوائد تمارين التأمل المذهلة ستجعلك تدمنه
أسباب عدم القدرة على تكوين الصداقات عند الأطفال والمراهقين
لقد تحدثنا عن أسباب هذه المشكلة لدى الأشخاص البالغين نظراً لأن هذه الأسباب تتأثر بالكثير من العوامل من ضمنها المرحلة العمرية. لذلك سوف نتحدث عن أسباب أخرى نجدها عند الأطفال والمراهقين ونذكر منها:
الخجل
الخجل والانطواء من أبرز أسباب الفشل في تكوين الصداقات عند الطفل وعند المراهق. وقد ينتج الخجل عن ضعف الثقة بالنفس وهذا يعود إلى أسلوب التربية الذي استخدمه الأهل مع أبنائهم. حيث أن ثمة أهالي يستخدمون أساليب قاسية مع أبنائهم. مما يؤدي إلى انطواء هذا الابن وانعزاله وفشله في تكوين الصداقات.
عدم القدرة على المبادرة في الحوار
هذا السبب تابعاً لسبب الخجل والانطواء في بعض الأحيان. وذلك عندما يتجنب الفرد التحدث مع الآخرين بسبب خجله. أما في أحيان أخرى فقد يكون غير قادر على امتلاك المبادرة في التحدث بسبب عدم معرفته بكيفية إقامة الحوارات والنقاشات مع الآخرين. وعدم اعتياده على ذلك في منزله.
ضعف الإدراك الاجتماعي
يحدث هذا الأمر عند جهل الطفل أو المراهق تفسير المواقف الاجتماعية. وكيفية التصرف مع الآخرين وعدم القدرة على الحكم على ما يدور حوله. حيث يقوم بسلوكيات غير مقبولة مما يجعل الآخرين ينفرون منه.
الخوف الزائد من قبل الوالدين
ليس من الغلط أن يخاف الوالدين على أبنائهم ويقومان بحمايتهم ويحاولان إبعادهم عن رفاق السوء. لكن هذا الخوف إذا كان زائداً عن الحد الطبيعي سوف يجعلهم يعزلون الابن عن العالم الخارجي بشكل نهائي. وهذا الانعزال سوف يخلق لدى الابن الجهل بالعلاقات الاجتماعية. والخوف من التعامل مع الآخرين وعدم القدرة على التصرف في كثير من المواقف الاجتماعية وبالتالي الفشل في إقامة أي صداقة.
ومما لا شك فيه أن أسباب عدم القدرة غلى تكوين الصداقات تبدو غير محددة بشكل قطعي. لكننا هنا قد تطرقنا إلى أبرز الأسباب التي قد تقود إلى معرفة الطريق المؤدي للبحث عن الحلول لحياة اجتماعية ناجحة.