تعرف على تطور فن الرسم بالحروف العربية
برع الفنان العربي في استخدام حروف الأبجدية العربية في الرسم واستخدامه في العديد من الفنون سواء العمارة أو تزيين الحرف والصناعات اليدوية والمشغولات الذهبية والفضية، وحرص الفنانين عند استخدام العروف على إيجاد رسومات وأشكال متنوعة من أجل التنوع في الرسم بالحروف العربية، ومع كل فن تم دمجه وتزيينه بالحروف العربية ظهرت تحف فنية ورسومات جعلت من تلك القطع الفنية إبداع لا ينتهي.
الرسم بالحروف العربية
تاريخ الرسم بالحروف العربية
ظهر الرسم بالحروف منذ القدم وتطور على مدار السنوات ليصبح واحد من أهم فنون الرسم، وظهرت المدرسة الحروفية في القرن العشرين بين الفنانين العرب، ونظراً لأنهم عرفوا جماليات الحروف العربية وكيف يمكن استخدامها ودمجها مع الرسم فأنهم أبدعوا في رسم الحروف العربية بالعديد من الطرق حتى أصبحت المدرسة الحروفية من أهم مدارس الفن المعاصر، ومن أهم الأهداف التي حققتها المدرسة الحروفية هي أنها رسخت الهوية العربية في الفن الحديث، وجعلت من رسم الحروف العربية واحد من أهم الفنون التي لها قيمة ومكانة كبيرة، وعلى الرغم من أن الرسم بالعربية ترسخ في القرن العشرين، إلا أن الصوفية قد استخدمت هذا النوع من الرسم في القرن الرابع عشر والقرن الخامس عشر، وقد وصفت المؤرخة ساندرا داغر المدرسة الحروفية بأنها من أهم حركات النهضة والإبداع الذي حدثت في الوطن العربي في القرن العشرين، وقد تميزت المدرسة الحروفية بقلة فنانيها لذلك استطاع كل فنان أن يأخذ طابع مميز عن غيره من الفنانين الأخرين مما ساهم في تنوع وازدهار هذا الرسم.
استخدام الفنانين الرسم بالحروف العربية
وأختار كل فنان طراز مختلف عن غيره من الفنانين فمنهم من استخدم كلمات لرسمها بحروف عربية متفرقة، ومنهم من استخدم الجمل الكاملة من الأشعار أو الأقوال المأثورة أو آيات من القرآن الكريم، فظهرت تحف فنية تم تزيينها بالحروف العربية وإعطاها قيمة وشكل أكثر قيمة، وتميز كل فنان عن غيره أيضاً بحجم الحروف المستخدمة ورسمها بالعديد من الطرق مثل الخط الكوفي والرقعة والثلث والنسخ والتعليق والفاطمي والديواني وغيرهم من الأشكال فأصبح لكل فنان طابعه الخاص في أعماله الفنية.
رسم الحروف المزخرفة
بعد أن برع الفنان العربي في الرسم بالحروف العربية بدأ في التفكير في زخرفة الحروف وتجميلها برسومات وأشكال أكثر تطوراً، فأتجه لرسم الحروف العربية المفرغة والممتلئة وتكبير الحروف ورسم كلمات بحروف متفرقة لكي يستطيع أن يعطي الفرصة لكل حرف في رسمه بشكل منفصل وبالتالي يعطي نتيجة أجمل، واستخدمت تلك الرسومات على النصب التذكارية أو الأماكن الأثرية ومداخل المدن والشوارع، ولكي تكون الكلمات والحروف أكثر قيمة فقد وضعت العبارات والكلمات أو الآيات القرآنية المناسبة للمكان مثل الأضرحة أو المساجد أو نصب الشهداء.
تطور رسم الحروف العربية
تطور الرسم بالحروف العربية يوماً بعد يوم وأصبح يستخدم على أغلفة الكتب أو الوشم على الجلد، أو صناعة المشغولات اليدوية أو على الملابس والأقمشة، وكان أقبال الملوك والأمراء في الدول القديمة على الملابس والمشغولات المرسومة بالحروف العربية كبير، وكانوا يقومون بطلب ملابس مرصعة بالحروف العربية من الذهب والألماس والأحجار الكريمة، فكان لفن الرسم هذا رواج كبير في الدول والممالك والحضارات القديمة، ويعد أول ما استخدم الحروف في الرسم والنحت هما القدماء المصريين الذين زينوا جدران معابدهم بالحروف الهيروغليفية ليسجلوا ما عاشوه من أحداث وتاريخ.
دمج الرسوم بالحروف العربية
استخدم المصري القديم الحروف الهيروغليفية في الرسم على جدران المعابد، وبظهور اللغة العربية كان في البداية غير منقوطة أي أن الحروف العربية كانت بدون نقاط وبعد أن حدث الفتح الإسلامي قام أبو الأسود الدؤلي بأمر من علي أبي طالب رضيّ الله عنه بتنقيط الحروف وإضافة علامات الرفع والنصب والجزم، فأصبحت الحروف العربية على ما هو عليه الآن.
فنانين الرسم بالحروف العربية
وقد برز ثلاثة من الفنانين المعاصرين في فن الرسم بالحروف العربية فأبدعوا فيه وهم “السيد” التونسي الفرنسي الجنسية، واللبناني “اليزن حلواني” والفنانة المصرية “خديجة الغواص”، وقد أدرجت أعمالهم في قوائم أفضل الأعمال لفن الجرافيتي المعاصر، حيث برعوا في استخدام مهاراتهم وإبداعهم في هذا الفن ولاقوا أهتمام كبير في الوطن العربي من محبيّ الأعمال الفنية، وقد بدأ الإنسان القديم في التعبير عن ما بداخله على الجدران ورسم الأشكال والرموز على جدران الكهوف، ليتطور بعد ذلك برسم حروف الكتابة وتزيينها ونقشها وزخرفتها للعديد من الأشكال والرسومات المتنوعة، مع التطور استخدم الحروف العربية في تزيين جدران المقابر والمعابد والمباني والمساجد والكنائس وغيرها.
اقرأ أيضًا: محطات صعبة ونهايات مؤثرة في حياة أشهر الرسامين العرب
فن الرسم باستخدام الحروف العربية
برع الإنسان في استخدام الحروف العربية في الرسم للتعبير عن ما بداخله لتظهر على هيئة رسومات وأشكال فنية، فاستطاع تزيين المقابر بالآيات القرآنية أو الأدعية، واستطاع تزيين المتاحف بعبارات وأقوال مأثورة فجعل من الجدران لوحات فنية فائقة الجمال والإبداع، ويعد فن الرسم بالحروف العربية هو فن خاص بالدول العربية والوطن العربي وتميز فيه الفنانين العرب بشكل كبير.