الصدمة العاطفية عند المرأة .. المراحل وكيف تتخلصين منها
الصدمة العاطفية عند المرأة تكون أكثر عمقاً منها عند الرجل وذلك لأن المرأة بشكل عام كائن عاطفي أكثر من الرجل. لذلك فإنها تستقبل هذه الصدمة بشكل أعمق. لكنها قد تستطيع تجاوزها بشكل أسرع وكذلك التعامل معها بشكل أفضل. لذلك سوف نتحدث في هذا المقال عن كل ما يخص الصدمة العاطفية عند المرأة وكيفية علاجها والتخلص منها.
الصدمة العاطفية عند المرأة في علم النفس
الصدمة العاطفية عند المرأة يمكن أن تكون ذاتها الصدمة العاطفية لدى الرجل ولدى الأطفال أيضاً. لكنها تختلف في طريقة حدوثها وطريقة استقبال الشخص لها وتفاعله معها وتأثره فيها أيضاً. لذلك فقد عُرفت الصدمة العاطفية بأنها رد فعل عاطفي تجاه عدد من الأحداث العاطفية التي قد يتعرض لها الشخص وقد تؤدي إلى شعوره بالعجز والقلق والحزن وغيرها الكثير من المشاعر السلبية التي ترافق هذه الصدمة.
فالمرأة التي تتعرض لهذه الصدمة قد تتأثر حياتها بها بشكل كامل. فقد تحدث الصدمة العاطفية لدى المرأة بسبب حدث سلبي في حياتها أو انفصالها عن شريك حياتها ويؤدي هذا الحدث إلى التأثير السلبي على كامل حياتها لكن هذا الأثر يكون بحسب شخصيتها وقدرتها على التعامل مع هذه الصدمة والتخلص منها بشكل أفضل.
أعراض الصدمة العاطفية عند المرأة
ثمة أمور تحدث لدى المرأة تشير إلى إصابتها بالصدمة العاطفة وهذه الأعراض تحدث على الصعيد النفسي والجسدي ونذكر منها:
- حدوث اضطرابات في الشهية للطعام فقد تزداد هذه الشهية أو تنقطع فجأة.
- اضطراب بالنوم حيث يكون النوم متقطع أو تنعدم القدرة على النوم.
- آلام عديدة وحموضة في المعدة وتشنج بالقولون العصبي.
- تعب وخمول وانخفاض طاقة الجسم.
- صداع شديد ومتواصل.
- تشنج في عضلات الجسم كافة وألم في العظام.
- الاكتئاب والقلق بشكل دائم.
- الشعور باليأس والإحباط.
- الشعور بالاستياء والغضب.
- الانسحاب من العلاقات والبعد عن الحياة الروتينية.
- ضعف التركيز وشعور دائم بالتشويش.
- الإصابة بنوبات الذعر والهلع والخوف من المستقبل.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات الخاصة بالحياة اليومية.
- فقدان الثقة بالنفس وبالآخرين.
مراحل الصدمة العاطفية عند المرأة
عندما تتعرض المرأة لصدمة عاطفية لسبب ما فإن هذه الصدمة تمر بعدة مراحل وهي:
مرحلة الصدمة
هذه المرحلة الأولى للصدمة العاطفية عند المرأة. وتحدث بسبب انفصالها عن الشريك أو فشل العلاقة بينهما حيث تنهار بالبكاء أو تلجأ إلى الصمت والنوم.
مرحلة الإنكار
في هذه المرحلة تنكر المرأة ما حدث لها من خيبة أمل وصدمة من قبل الشخص الذي وضعت فيه ثقتها وأملها وكانت تظنه الشخص المثالي. لذلك فإن عقلها في هذه المرحلة لا يستطيع إستيعاب ما يحدث وقد يصل الأمر إلى البرود واللامبالاة وهذا بسبب قوة الصدمة.
مرحلة الرفض
هنا تكون المرأة قد أدركت ما حدث لكن العقل يرفض تصديق ذلك. بحيث ينشأ صراع داخلي في نفسها حول ما حدث ويكون لديها عدم القدرة على تصديقه بسبب شدة الصدمة. كما أنه يمكن أن ينتابها بهذه المرحلة الشعور بالذنب وتأنيب الضمير ولوم نفسها وكذلك تحميل نفسها مسؤولية فشل هذه العلاقة والشعور بأن الطرف الآخر قد قام بغدرها.
مرحلة الإحباط
في هذه المرحلة فإن المرأة تكون قد استوعبت ما حدث واستسلمت للأمر الواقع من فشل العلاقة العاطفية بينها وبين الطرف الآخر. كما أنها لا تحاول أبداً إصلاح هذه العلاقة أو محاولة استرجاع ذلك الشخص. إلا أنها قد تدخل في حالة حزن ويسيطر عليها شعور الاكتئاب الذي قد يصل إلى مرحلة مرضية ويطغى عليها شعور العجز والبكاء لفترات طويلة. بالإضافة إلى انعزالها تماماً عن العالم الخارجي.
مرحلة الحزن
بعد استيعاب الصدمة وتفكك العلاقة العاطفية فإن المرأة في هذه المرحلة تدخل في حالة حزن شديدة تجعلها صامتة طوال الوقت فتفقد الرغبة في ممارسة أي نشاط يومي وتهمل نفسها وحياتها بشكل كامل؛ وقد تطول هذه الفترة أو تقصر بحسب شخصية المرأة وقدرتها على مساعدة نفسها للخروج من هذه الحالة.
مرحلة عدم الثقة بالنفس
تصل المرأة إلى هذه المرحلة بعد مرحلة الغضب والحزن فتقوم بلوم نفسها والتقليل من قيمة ذاتها وتحميل نفسها المسؤولية بكل ما حدث وبانتهاء العلاقة بينها وبين الشريك؛ وتلجأ إلى الانعزال عن الجميع. لكن هذه المرحلة ليست أساسية وقد تحدث لدى البعض فقط ويجب عدم الاستسلام لها لأنها مرحلة خطيرة جداً.
مرحلة القبول بالأمر الواقع
هنا تبدأ المرأة في العودة إلى حياتها الطبيعية والخروج من حالة الإحباط. كما أنها تبدأ بالتفكير بتلك العلاقة بشكل منطقي وتتفهم الأسباب.
اقرأ أيضاً: الجفاف العاطفي .. كل ما تحتاج معرفته “والأهم علاجة”
كيفية التخلص من الصدمة العاطفية عند المرأة
تكون هذه الصدمة شديدة أو خفيفة وفقاً لطبيعة العلاقة العاطفية. كما أنها قد تشتد أو تخف وفقاً لشخصية تلك المرأة حيث إنها الأكثر قدرة على إخراج نفسها من هذه الصدمة بوقت أقل وهنالك عدة أمور ينصح الخبراء النفسيون باتباعها للتعامل مع هذه الصدمة ونذكر منها:
تجنب مراقبة الطرف الآخر
لأن مراقبته سواء على أرض الواقع أو على وسائل التواصل الاجتماعي سوف تؤدي إلى سوء حالتك النفسية وعدم القدرة على نسيانه أو تجاوزه والبقاء في دائرة هذه الصدمة.
مقاومة الرغبة في الانعزال بشكل دوري
من خلال المحاولة قدر الإمكان مقاومة الرغبة في البقاء بمفردك وذلك لأن الوحدة قد تذكرك به وبكل تفاصيل هذه العلاقة مما يؤدي إلى انهيارك والعودة إلى الشعور بهذه الصدمة وكأنها للتو حدثت. لذلك يجب إجبار نفسك على مقاومة الانعزال واللقاء بالأصدقاء بشكل دائم والخروج معهم في نزهات؛ وذلك لأن مساندة الأصدقاء والمقربين تمنحك تأثير إيجابي عظيم. كما أن ذلك من شأنه أن يحسن نفسيتك بشكل كبير ويساعدك على نسيان ذلك الشخص بالإضافة إلى الشعور بتفاهة هذه الصدمة شيئا فشيئاً عند شعورك بالسعادة برفقة الأصدقاء وفي الأماكن التي تفضلونها.
محاولة التغيير من الروتين اليومي
عندما تتبع الروتين نفسه قد يذكرك بأوقاتك معه. كما أن أوقات الفراغ هي أول ما تذكرك به. لذلك من الضروري جداً محاولة تغيير هذا الروتين مثل تغيير أوقات نومك وتنظيم أعمالك المنزلية والتغيير في ديكور منزلك وملئ أوقات الفراغ بأشياء مفيدة مثل الاعتناء ببشرتك.
الاهتمام بمظهرك الخارجي
هذه خطوة مهمة جداً تعطيك الشعور بأهميتك واستحقاقك للأفضل دائماً. لذلك لا بد من محاولتك الخروج بأفضل صورة دائماً لأن ذلك يزيد من ثقتك بنفسك ويصغر هذه الصدمة لديك.
القيام بأشياء جديدة
مثل الاشتراك بنادي رياضي لممارسة الرياضة والاهتمام بلياقتك البدنية أو ممارسة تمارين الاسترخاء أو تغيير تسريحة شعرك وغيرها من الأشياء التي بإمكانها التغيير من نفسيتك وإعطائك الطاقة الإيجابية والشعور بالرضا عن الذات.
ومما لا شك فيه أن الصدمة العاطفية لدى المرأة قد تكون مشابهة للصدمة العاطفية لدى الرجل. لكن وقعها يكون أكبر وأعمق لدى المرأة. كما أن هناك العديد من الأمور التي تحدد شدة هذه الصدمة أو مدتها مثل قوة العلاقة العاطفية وطبيعة شخصية المرأة وغيرها من الأمور التي تساهم في تخفيف هذه الصدمة أو زيادتها.