ما لا تعرفه عن الاضطراب العاطفي الموسمي “SAD”
الاضطراب العاطفي الموسمي أو ما يعرف باكتئاب الشتاء. أحد العوائق التي تقف في طريق إنتاجية الكثير من البشر في فصل الشتاء من كل عام. نتيجة للشعور بالعديد من التغيرات المزاجية المرتبطة بالانخفاض في مستويات الطاقة والحيوية التي يعاني منها هؤلاء الأشخاص.
ما هي مسببات الاضطراب العاطفي الموسمي؟
تشير العديد من الإحصائيات إلى أن هناك عدة عوامل رئيسية تؤثر بدورها على الإنسان وتصيبه بمثل هذا الاكتئاب. وهي كالتالي:
- نقص الضوء الطبيعي: فهو من أكثر العوامل التي تسبب الشعور بالاكتئاب الشديد، فعندما تقل الفترة اليومية للنهار تقل أيضاً فترات الإضاءة الطبيعية التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان. وهذا بدوره يؤثر سلبيًا على الساعة البيولوجية للجسم.
- تغير المستوى الطبيعي للهرمونات: لأن التغيرات الجوية التي تصاحبها تغيرات الإضاءة تؤثرعلى مستوى الهرمونات مثل: هرمون السيروتونين المسؤول عن تنظيم الحالة المزاجية للجسم.
- الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية الأخرى مثل: الاكتئاب والأرق الذي يقلل من معدلات النوم.
- تغير المستوى الطبيعي لهرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم الساعة البيولوجية للجسم. ومن ثم الإصابة ببعض اضطرابات النوم التي تقلل من الإنتاجية كما يحدث في حالات القلق الاجتماعي.
- نقص معدلات فيتامين D بالجسم نتيجة التعرض لنسب منخفضة من ضوء الشمس الطبيعي.
أعراض الاكتئاب الموسمي SAD
يندرج الاضطراب العاطفي الموسمي أسفل الفئة الرئيسية من أمراض الاكتئاب بوجه عام. وهو يتميز بظهور بعض الأعراض خلال فترة زمنية معينة كما يلي:
- الشعور المتواصل بالاكتئاب الحاد والحزن الشديد طوال فترة الشتاء.
- فقدان الشغف وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة الحيوية المختلفة.
- تغيرات ملحوظة في الشهية مثل: فقدان الشهية أو الجوع والنهم المفرط التي يتبعها حدوث تغيرات في الوزن الطبيعي سواء بالزيادة أو النقصان.
- الشعور بالقلق وعدم القدرة على ضبط الساعة البيولوجية للجسم.
- انخفاض مستوى الطاقة بصورة ملحوظة والشعور بالخمول والكسل.
- تغيرات في نمط النوم مثل: النوم الزائد أو القلق وقلة النوم.
- عدم القدرة على التركيز في تنفيذ المهام واتخاذ القرارات المناسبة.
- الرغبة في الانعزال عن الناس جميعًا مثل: الأصدقاء، الأقارب، والعائلة.
- الشعور بعدم القدرة على تغيير تلك العادات السلبية التي تقود المضطرب إلى الإحساس باليأس.
كيفية تشخيص الاضطراب العاطفي الموسمي
حتى يتم تشخيص الاضطرابات العاطفية الموسمية لابد وأن يكون المريض قد تعرض لتلك النوبات الشديدة من الاكتئاب لمدة عامين متتالين على الأقل في نفس الفترة الزمنية الموسمية. هذا العامل الذي يجعل الطبيب المتخصص يبدأ في البحث عن الأعراض الأخرى التي تصاحب هذه النوبات مثل: فقدان الشغف والقدرة على حب الحياة، الشعور بالقلق، الإصابة بالأرق الشديد وغيرها مما ذكرنا سابقًا.
في بعض الحالات يستعين المختص ببعض الاستبيانات الطبية لكي يتعرف من خلالها على طبيعة وظروف المريض النفسية.
والجدير بالذكر أنه لابد من التأكد جيدًا من حدوث جميع الأعراض لتجنب التشخيص الخاطئ والاستسلام لتلك الوساوس التي تصيب البعض حول صحتهم العصبية والجسدية.
اقرأ أيضاً: ما هو التقمص العاطفي؟ وما هي سمات من يملكه؟
5 نصائح للتعرف على الاضطراب العاطفي الموسمي
كما ذكرنا سابقًا أن الاضطراب العاطفي الموسمي. يشبه إلى حد كبير الاكتئاب في أعراضه، ولكي تتعرف عليه خلال وقت مبكر لابد وأن تتبع تلك الأساليب:
- تنمية ثقافتك المعرفية بالأمراض النفسية المختلفة من خلال قراءة المقالات الطبية المتنوعة التي تهتم بتفسير تلك النوعية من الاضطرابات التي ربما يتجاهلها البعض.
- التعرف على العوامل الخارجية التي تسبب الاضطراب إلى جانب دراسة الفرق بين اكتئاب الشتاء والاكتئاب العادي.
- تشجيع المرضى والبشر بوجه عام على طلب المساعدة النفسية ممن حولهم سواء الأقارب أو المختصين بالمجال.
- التعرف على التاريخ العائلي للمريض Family History. ففي بعض الحالات تحدث الاضطرابات النفسية بصورة وراثية متكررة.
- تشجيع المرضى على تدوين مشاعرهم وأفكارهم التي تملأ عقولهم وتأخذ حيزًا كبيرًا من حياتهم النفسية والاجتماعية في كتاب مخصص.
ما هي طرق علاج الاضطراب العاطفي الموسمي؟
تعتمد الإجراءات المتبعة في العلاج على شدة الأعراض التي يعاني منها المريض ودرجة تأثيرها على حياته بوجه عام، وهي تشمل الطرق الآتية:
العلاج السلوكي المعرفي
أثبتت هذه الطريقة فاعليتها في علاج الاضطراب من خلال تحسين نمط السلوك والتفكير لدى المريض على حد سواء من خلال:
- مساعدة المريض على قراءة كل ما يدور في ذهنه من معتقدات سلبية.
- العمل باستمرار على تحويل كل تلك المعتقدات السلبية إلى أفكار إيجابية قادرة على تغيير مسار حياته.
- تدريب المصاب بذلك الاضطراب على التفكير بصورة إيجابية ومحاولة التعايش مع التغيرات الجوية واستغلالها لصالحه.
- تعليم المريض كيفية التواصل الاجتماعي مع غيره والقدرة على التعامل مع المشكلات النفسية التي تواجهه.
- بناء علاقة تفاعلية قوية بين المريض والطبيب المعالج بالطريقة التي تجعله مستجيبًا لكل النصائح والأساليب العلاجية التي يقدمها له.
العلاج بالأدوية
يمكن لمرضى الاضطراب العاطفي الموسمي تناول Antidepressants أو ما يعرف بمضادات الاكتئاب. التي ينصح الأطباء باستخدامها فورًا بمجرد بدء فصل الشتاء قبل ظهور الأعراض والمعاناة من الاكتئاب الذي يؤثر على حيوية وحياة المريض النفسية والعصبية.
تشمل مضادات الاكتئاب التي يمكن للمصاب الاستفادة منها تلك التي تحاول ضبط معدلات السيروتونين في الدماغ (SSRIs). والتي أثبتت فاعليتها في التخفيف من الأعراض المصاحبة للاكتئاب التي تظهر على المصاب بمجرد الدخول في فصل الشتاء. من خلال تحسين حالته المزاجية، وهي تتضمن مجموعة من الأدوية المنتشرة في الأسواق مثل: Fluoxetine ، Citalopram ، Sertraline وغيرها. وأضافت منظمة FDA إلى أنه يمكن الاستفادة من Bupropion في الحد من تلك الحالات الموسمية من الاكتئاب الشديد عند استخدامه بشكل يومي بدءًا من فصل الخريف وحتى بداية فصل الربيع التالي.
من الجانب الآخر قد يشعر المريض ببعض الآثار الجانبية الناتجة عن استخدام تلك المواد الفعالة. لهذا السبب يجب إبلاغ الطبيب بظروفه الصحية من البداية لكي يكتب له المادة المناسبة لحالته لتجنب تلك الآثار الجانبية والمضاعفات التي تنتج من الاستخدام الخاطئ للأدوية.
العلاج بالضوء
من الطرق الحيوية الشهيرة التي تمنح الجسم الحيوية والنشاط لتجنب نوبات الكسل والخمول وهي تتميز بما يلي:
- يهدف إلى تعويض المرضى المصابين بالاضطراب عن ذلك النقص الضوئي الشديد الذي يتميز به فصل الشتاء.
- لا يحمل أي آثار جانبية خطيرة كتلك التي تنتج عن الأدوية والمواد الفعالة المختلفة. تلك الميزة التي تطمئن المرضى على المدى البعيد.
- يساعد العلاج بالضوء على تحسين المزاج العام للمرضى والقدرة على الاسترخاء والراحة. دون الشعور بالقلق الذي يصاحب النوم.
- يقلل الشعور بالخمول والكسل من خلال العمل على زيادة مستويات الطاقة بالجسم.
- ينظم الأنماط الطبيعية للنوم وعلاج حالات الأرق الشديد.
- يحسن من الأداء العقلي والخصائص الذهنية التي تساهم في زيادة مستوى التركيز والسرعة في اتخاذ القرارات اللازمة.
5 نصائح لكي تتجنب الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي
تستطيع اتباع بعض الأساليب الإرشادية لكي تتجنب هذا النوع من الاضطرابات كما يلي:
- اتباع الأنظمة الغذائية الصحية التي تتكون من جميع العناصر اللازمة لمنح الجسم القوة والطاقة، مع المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية بهدف تحسين الصحة النفسية.
- كنوع من الامتنان لكل النعم التي تمتلكها من حولك يمكنك الاحتفاظ بإحدى الوريقات الصغيرة لتدوين مذكراتك بصورة يومية.
- تقوية العلاقات الاجتماعية بالصورة التي تمنحك القدرة على الخروج والتنزه بصحبة البعض خلال تلك الفترات الموسمية الشتوية.
- التفكير في الأساليب المتنوعة لاستغلال فصل الشتاء في تحدي النفس والقيام بالإنجازات المختلفة.
- تعويض قلة أشعة الشمس بالتعرض للهواء النقي عند ممارسة المشي صباحًا لفترات مناسبة.
وفي الختام، يمكننا القول إن الاضطراب العاطفي الموسمي حالة طبية شائعة تؤثر على الكثير من الشباب، ومع ذلك لا ينبغي الاستسلام لتلك الأعراض المميزة لها من الشعور بالحزن والقلق، بل يجب التصدي لها ببذل مختلف الأساليب التي تعيدك للحياة الطبيعية.