كيف أواسي شخص متضايق وأخفف عنه همه وحزنه؟ 

كيف أواسي شخص متضايق سؤال يدور في ذهن الأشخاص عندما يجدون أمامهم شخصًا عزيزًا وغاليًا عليهم يشعر بالضيق والألم ويريدون التخفيف عنه بأي طريقة. لذلك يبحثون عن كيفية التعامل مع هذا الشخص وخاصة الّذين لا يمتلكون القدرة على اختيار الكلام المناسب. وفي هذا المقال سنخبركم عن الطرق المهمة الّتي يمكنكم اتباعها لتصلوا إلى مرادكم وتخففوا الآلام عن أحبابكم. 

كيف أواسي شخص متضايق بالخطوات

 

يوجد هناك أساليب عدّة يمكن استخدامها حتّى يتمكن الإنسان من مواساة شخص متضايق أمامه. ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه المواساة قد لا تكون بالكلام، بل بالصمت. لذلك قررنا أن نشرح لكم الأمور اللازم فعلها في حال كان هنالك شخص متضايق يهمكم أمره وتريدون مساعدته، وذلك على النحو التالي: 

ترك مساحة للتحدث 

من الضروري جدًا أن نحترم الآخرين بمساحتهم الخاصة ونتركهم حسب راحتهم. فبعضهم لا يرغب بالتحدث هو فقط بحاجة إلى بعض الهدوء والصفاء والتركيز وستكون أموره جيدة. 

كما أنه يجب عليكم في حال أراد الشخص أن يتحدث أن لا تقيدوه بالوقت أو الكلام. اجعلوه حرًا يتحدث بالطريقة الّتي يراها مناسبة والكلام المناسب، دعوه يعبّر عن قلقه ومعاناته واجعلوه يشعر أنه يتحدث إلى مرآته أو نفسه. لكن إياكم أن تشعروه أنه وحيد، فعندما يسأل أي سؤال على الأقل هزّوا رؤوسكم أو دعوا تعبيرات وجهكم تجيب. 

إظهار التركيز مع الشخص المتضايق 

يجب عليكم أن تنصتوا جيدًا إلى الشخص المتضايق كي لا يشعر أنه وحيدًا. بل يشعر براحة كبيرة تجعله يسترسل بالحديث ويتحدث عن أشياء هو بذاته لم يكن يتوقع أنها تزعجه. وأيضًا لا تنسوا أن تجعلوه يشعر أنَّ هنالك من يهتم به رغم كل انشغالاته وطريقة حياته. ستجدونه تلقائيًا يتحدث عن حزنه بسردٍ طويل ويعبر عما يوجد في أعماقه دون خوف أو قلق أو قيود. 

لذلك أظهروا تركيزكم مع كل كلمة ينطقها سواء عن طريق تعبيرات الوجه أو ردود الأفعال أو حتى قول تعليقًا بسيطًا بكلمة. وأيضًا إياكم أن تنشغلوا بالحديث عنه، كأن يصلكم اتصال ما أو الهرب بنظراتكم أو العبث بأي شيء ترونه أمامكم. في هذه الحالة فورًا ستجدونه انغلق على نفسه وتوقف عن الحديث، لذلك عززوا بداخله شعور الاهتمام. 

مشاركة الشخص المتضايق أحزانه  

إذا شعر الشخص المتضايق أنكم تشاركوه بالحزن وتشعرون لأي مدى يشعر بالألم النفسي والانهيار النفسي الّذي يعاني منه. لا شكَّ أنه سيتحدث فورًا عما يشغل باله، كما أنَّ ذلك سيجعله يستجيب بسرعة ويتحسن ولو قليلًا، فمجرد أن يجد أحدهم برفقته، يطبطب عليه، وينصت إليه، ويفهمه. تلقائيًا ستظهر الطمأنينة لتصل إلى أعماقه ويبدأ يؤمن أنه ليس وحيدًا فعلًا. لذلك من المهم جدًا حتّى وإن لم تجدوا ما تقولونه، كرروا كلمات “أنا هنا”، “أنا بجانبك”، “لن أتخلى عنك”، فهذه الكلمات لها تأثيرها السحري والخاص على النفس. 

عدم مقاطعة حديث الشخص المتضايق 

يجب عليكم ألا تقاطعوا حديث الشخص المتضايق حتّى وإن كان ما يقوله يزعجكم أو لا يتناسب مع آرائكم ومعتقداتكم، عليكم أن تستمعوا إليه بصدرٍ رحب، فمن الممكن أن ينهي الحديث بأي لحظة لأنه في هذه الحالة هو لا يناقش، بل يتحدث فقط، ففي حال أظهرتم رأيكم دون أن يُطلب ذلك منكم ستجدونه تقوقع مجددًا على ذاته وأقفل الحديث وسيزداد الأمر سوءًا. 

الابتعاد عن الحديث بمواقف مماثلة حدثت 

لا يوجد أي فائدة من أن تتحدثوا عمّا مضى ومرَّ معكم في الماضي، وخاصةً إن كان الموقف يستدعي للبطولة أو شيء من هذا القبيل، عليكم أن تعرفوا في حال استخدمتم هذا الأمر سيكون سلاحًا قاتلًا للحديث بينكما. فالشخص المتضايق لا يريد أن يشعر بمن أعلى منه أو يتصرف بحكمة أكثر منه، بل يريد أن يشعر أن هنالك أحدًا بجواره ويريد بشدة مساعدته مهما كلف الأمر. ويهتم لأمره فقط ويتقبله هكذا، بهذه الحالة، دون أي مجهود إضافي أو مثالية مزيفة. 

البحث معه عن حلول للمشكلة التي يمر بها 

بعد أن تتبعوا الخطوات السابقة وتفهموها جيدًا كي تكونوا قادرين على تنفيذها بطريقةٍ صحيحة. في ختام كلام الشخص المتضايق سيخبركم أنه بحاجة إلى حل ويريد سماع رأيكم، هنا، من اللطف منكم أن تعطوه حلًا ليس تعجيزًا، يناسب وضعه ونفسيته وشخصيته. وإياكم أن تقللوا من شأن مشكلته مهما كانت بسيطة، بمعنى آخر، عندما تجدون شخصًا غارقًا بعاطفته إياكم أن تعجزوه بالعقل. مدوا يدكم إليه فقط ولا تدعوه غارقًا في هذا المحيط. 

اقرأ أيضاً: كيف أواسي شخص حزين وأخفف عنه؟ 8 خطوات عملية

كيف أواسي شخص متضايق فقد عزيز

 

من أكثر المشاعر ألمًا يمر بها الإنسان في حياته، هي عندما يفقد شخصًا عزيزًا وقريبًا جدًا من روحه. حيث إنه يشعر بضيق عميق لا نهاية له من الممكن أن يستمر لسنوات طويلة. لذلك إن كان يهمكم أمره أحضرنا إليكم أهم الخطوات والطرق المناسبة للتعامل مع هذا الشخص ومواساته. وسنستعرضها لكم وفق ما يلي: 

تقبل حالة الحزن 

قبل أي شيء من الضروري جدًا أن نتقبل حالة حزنه حتّى وإن طالت، فالشخص الّذي فقد عزيزًا لا يعود كما كان في السابق أبدًا. لكن بوجود دعمكم سينهض للحياة مجددًا ويكمل طريقه، ومن الجدير بالذكر أنَّ مواساتكم في هذه الحالة تكمن في التقبّل والصمت والحضن والإنصات فقط. 

ممارسة بعض الأنشطة التي تعدل من المزاج 

بعد مرور أشهر عدّة على الفقدان، من الجيد أن تكونوا اليد الّتي تساعد على عودة نشاط الشخص الذي فقد عزيزًا. كأن تحضروا له الأشياء الّتي يحبها، أو تساعدوه على فعل نشاطاته السابقة والعودة إليها تدريجيًا، كالخروج مع الأصدقاء. الاستماع إلى الموسيقا، الرسم أو الكتابة. مشاهدة مباراة، اللعب بكرة القدم، حضور فيلم في السينما، ممارسة أي لعبة يفضلها. 

المهم حاولوا أن تخرجوه من الجو الذي هو فيه، ولا تتذمروا إن عاد إلى حزنه في أُثناء دعمكم، سيكون ذلك مؤلمًا له أكثر. ولا تستغربوا أن كل هذه الأمور تعود لنفس الهدف، ألا وهو المواساة. فالإنسان الذي فقد شخصًا اعتبره قطعةً منه، يحتاج لمواساة بالأفعال لا بالكلام فهو يعرف جيدًا الكلام الممكن أن يواسيه. 

أسباب تسبب الضيق للنفس  

من المهم أن تعرفوا ما هو الضيق، حيث إنه يطلق على الحالة النفسية السيئة الّتي يشعر بها الإنسان ضمن فترات متقاربة أو متباعدة في حياته. ويعود ذلك بسبب تعرّضه لمأزقٍ ما أو كربٍ ما هدَّ مفاصل روحه الهشة. ومن المهم أن نتعرّف على أهم هذه الأسباب، ولذلك سنقدمها إليكم كما يلي: 

• حدوث اضطرابات بالهرمونات لدى الشخص وتغير حالاته المزاجية للأسوأ فمثلاً نقص إفراز هرمون السيروتونين يسبب حزن وضيق شديد. هذا الهرمون مسؤول عن إحداث شعور الراحة والحب والسعادة. 
• فقدان شخص عزيز، أو حلم مهم، أو صدمة عاطفية مؤلمة. 
• وجوده قرب أشخاص تبث السلبية وغير داعمة ومن الممكن أيضًا أن تبث الكره له. 
• انعدام الثقة بالنفس والتقليل من قدرات الذات وعدم معرفة الأمور الّتي يستحقها فعلًا. 

وفي ختام المقال، نكون قد أجبنا على سؤال كيف أواسي شخص متضايق فهذه الخطوات يجب تطبيقها بشكل جيد وبحذرلأنكم تتعاملون في هذه الحالة مع شخصٍ يشبه الزجاج حرفيًا. لذلك حرصًا على سلامتكم وسلامته حاولوا أن تتقبلوه واحتوائه جيدًا