كيف تصل إلى الاستقرار العاطفي في حياتك؟
الاستقرار العاطفي هو المفتاح الرئيسي للنجاح في الحياة والوصول إلى قمة السعادة. لكونه العامل الذي يدفعك يوميًا للتخلص من الطاقة السلبية التي تعيقك عن التعامل مع التحديات اليومية. لذلك في هذا المقال سوف نتطرق للحديث عن مثل هذه الحالة من السلام النفسي.
ما هو الاستقرار العاطفي؟
الاستقرار العاطفي هو أحد جوانب الصحة النفسية التي تعين الإنسان على التعامل مع الضغوط اليومية التي يتعرض إليها أثناء رحلة حياته العملية. الاجتماعية، العلمية، والنفسية أيضاً.
عادةً ما تؤثر العوامل الخارجية والداخلية على نفسية البشر. للحد الذي يجعلهم غير قادرين على تصفية أذهانهم والحصول على القدر المناسب من التركيز للقيام بدورهم تجاه المجتمع الذي يعيشون فيه. تلك الخطوة من التشتت والقلق النفسي دائمًا ما تؤدي بالإنسان إلى الرغبة في الانعزالية والشعور بعدم الثقة بالنفس.
5 خطوات لتحقق الاستقرار العاطفي
أخبرنا أحد متخصصي الصحة النفسية عن أفضل الخطوات اللازمة للوصول إلى تلك الحالة العاطفية المستقرة وهي كالتالي:
تقبل المشكلات النفسية
لابد وأن تدرك جيدًا أن هذه الأخطاء والتوترات النفسية ما هي إلا جزء رئيسي من الحياة الطبيعية. التي يحياها البشر لكي تبدأ بعدها في التعامل معها كما يلي:
- ضرورة التعبير عن الأفكار التي تدور في ذهنك على اختلافها. بل والقيام بالحديث عن المشاعر التي تعتريك من فترة لأخرى مع الشخص المناسب لذلك.
- البحث عن الوسائل المناسبة لتفريغ تلك الطاقة السلبية التي تشعر بها من خلال الكتابة على الورق وعمل المذكرات والسير الذاتية، الرسم والتعبير عن المشكلات بالأشكال الفكاهية المناسبة. الاستماع للبرامج الترفيهية المفضلة.
- تحديد الأولويات بالطريقة التي تجعلك قادرًا على التصدي لتلك المشاعر السلبية والقيام بمهامك اليومية بصورة طبيعية تمامًا.
لا تتجاهل مشاعرك النفسية السيئة
يجب عليك التعامل مع مشاعرك السيئة بإحدى الطرق العلمية المجربة، والتي تتلخص في النقاط التالية:
- حدد العوامل والأسباب الجذرية المؤدية لعدم التوازن العاطفي واعمل على إصلاحها بمرور الوقت.
- احرص على تسمية جميع الأحاسيس التي تعتريك بين فترة وأخرى مثل: القلق، الاكتئاب، الخوف، والغيرة.
- اطلب الدعم والمساعدة من المتخصصين والخبراء النفسيين من خلال الخضوع لجلسات العلاج السلوكي والمعرفي.
- ابحث عن التقنيات العلاجية الحديثة المستخدمة في الحد من تلك المشكلات النفسية.
- اعتنِ بصحتك العامة من خلال الحفاظ على نظام غذائي متوازن.
- لا تتبع القسوة في التعامل مع نفسك والحكم عليها من خلال تلك المشاعر السلبية القاسية.
مارس تمارين التنفس والاسترخاء
خلال الآونة الأخيرة ازداد وعي الناس بأهمية ممارسة التمارين الرياضية. وهذا الشيء جعل صالات الألعاب تمتلئ بالزائرين، فالرياضة تساعد على رفع مستوى هرمونات السعادة (الإندورفين) التي تعزز من الصحة النفسية.
لا يشترط التخلص من هذه الأفكار السلبية تمرينًا معينًا وإنما يكفيك 20 دقيقة يوميًا لممارسة الرياضة التي تفضلها مثل: كرة السلة، الجري، كرة القدم، البلياردو. وكذلك السباحة. كما أنه من الضروري الاستمرار بأداء تمارين الاسترخاء والتنفس التي تعزز من صحة البشرة والجسم. وذلك من خلال التخلص من نسبة معينة من الدهون باستمرار وبذل الجهد المطلوب لذلك.
اعتن بصحتك النفسية والجسدية
يكون ذلك من خلال تجنب تلك المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من المنشطات مثل: الكافيين وما يماثله من مشروبات الطاقة التي يلجأ إليها البعض للتخلص من الإرهاق واستعادة النشاط لفترة مؤقتة، فإذا كنت من هؤلاء المعتمدين على المهدئات يجب عليك البدء في تقليلها تدريجيًا للتخفيف من الآثار السلبية الناتجة عن توقفها فجأة.
كذلك الحصول على قدر مناسب من النوم هي إحدى الطرق التي تساعدك على تعزيز صحتك النفسية إلى حد كبير، فالنوم عملية فسيولوجية قادرة على تنظيم جميع الوظائف الدماغية التي تتضمن التفكير. الإدراك، الفهم، التذكر، والاستقرار العاطفي.
لا تخجل من الاعتذار إذا كنت خاطئًا
لكي تتخلص من كثرة التفكير في المشكلات النفسية التي ربما تتعرض لها من وقت لآخر لابد وأن تجلس مع نفسك جلسة صادقة تمامًا لكي تحدثها عما تشعر به بمنتهى الوضوح. تلك الخطوة سوف تساعدك على تحليل المواقف ومعرفة ما إذا كنت على حق أم لا، عندها ابدأ في الاعتذار للطرف الآخر عن خطأك وقم بوضع المبررات المناسبة التي تعزز من موقفك أمامه. هذه الطريقة سوف تجنبك كثرة التفكير في الأمر والشعور بالأرق وعدم الراحة.
اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن الإجهاد العاطفي؟ إليك هنا كل ما تحتاجه
3 علامات تدل على أنك غير مستقر عاطفيًا
الآن وبعد التعرف على بعض الخطوات اللازمة لتحقيق الاستقرار النفسي. كيف تتأكد من أنك تعاني من الاضطراب العاطفي؟ هذه العلامات ستوضح لك ذلك:
الشعور بالقلق المفرط
الشعور بالقلق من الأحاسيس التي عادة ما تعتري الإنسان من فترة لأخرى بصورة طبيعية ولا خوف منها.
ولكن إذا شعرت بما يلي لابد وأن تسرع لزيارة طبيبك النفسي:
- الإحساس بالقلق الذي يؤثر على النوم، العمل، والأنشطة الحيوية المختلفة.
- الإصابة ببعض الاضطرابات العصبية أو النفسية مثل: الاكتئاب، الوسواس القهري وغيرها.
- ازدحام الدماغ بالأفكار الانتحارية التي ربما تعتريك من فترة لأخرى.
الميل إلى الانعزالية
دائمًا ما تجد الشخص الذي يفضل الانعزالية كأسلوب حياة يعاني من بعض الاضطرابات التي تعوق وصوله إلى الاستقرار العاطفي كما يلي:
- الشعور بالإحباط وسيطرة التشاؤم والقلق على النفس.
- الإصابة بالذهان أو التغيرات المزاجية الحادة التي تختلف من فترة لأخرى ما بين الحزن والفرح دون القدرة على تفسير تلك الحالة.
- عدم القدرة على التواصل مع البشر والشعور بالافتقار إلى الذكاء العاطفي.
- الشعور بالغربة بالرغم من وجود الأقارب والأصدقاء حول المضطرب.
تكوين صورة مشوشة عن النفس
إحدى صور الارتباك التي يعاني منها الإنسان المضطرب عاطفيًا تجاه مشاعره. هويته، ونفسه بالكامل للحد الذي يجعله غير قادر على التعامل مع البشر من حوله أو المشكلات التي تقف أمامه.
عادةً ما يكون هذا الشخص غير قادر على تقبل ذاته أو التصالح معها. وهذا السبب يجعله غير راضٍ عن أفعاله وتصرفاته للحد الذي يدفعه للبحث عن طرق تغييرها. ربما تشكل هذه الصورة المشوهة عدة شخصيات مختلفة مثل:
- شخصية الحمل الوديع التي تبذل قصارى جهدها في مساعدة الآخرين بدافع الحب والتعاون فتكون غير مكترثة لنفسها أو مصالحها على الإطلاق.
- الشخصية الدرامية الحزينة التي تهدف إلى استغلال عطف وحنان الناس بصورة مستمرة.
- الشخصية العنيفة التي تتبع أساليب القسوة في التعامل مع الآخرين.
كيف تستطيع التحكم في عواطفك المختلفة؟
هناك العديد من الطرق التي أثبتت مدى فاعليتها في التخلص من التوتر والتحكم في المشاعر من أهمها ما يلي:
- القيام بتمارين التنفس العميق التي تعزز من كفاءة القلب والجسم بوجه عام.
- التركيز على تعزيز الحواس وليس العقل فقط من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء والمشي في الطبيعة.
- تأمل النفس جيدًا واعمل على الاتصال بها للحد الذي يجعلك قادرًا على فهم مشاعرك معظم الوقت.
- قم بتكرار بعض الجمل التحفيزية المؤثرة على مسامعك لبناء قاعدة راسخة تتخلص بها من اندفاعك وقلقك.
- عدم الاكتراث للآخرين والسعي الدائم نحو حل المشكلات النفسية التي تقف في طريق تقدمك.
وفي الختام، يمكننا القول أن الاستقرار العاطفي ليس أمراً عليك تحقيقه بين ليلة وضحاها، وإنما هو عملية مستمرة تتألف من عدة خطوات ومحاولات جميعها تهدف إلى تحسين الصحة النفسية والعقلية.