أسباب الخوف من الارتباط العاطفي .. وكيف تعالجه؟

الخوف من الارتباط العاطفي أمر ليس محصوراً على الفتيات أو الشباب فقط، بل هو ظاهرة اجتماعية منتشرة بشكل كبير بين أفراد المجتمع؛ وذلك لأنها تعود إلى عدة أسباب وتختلف هذه الأسباب من شخص لآخر. لذلك سوف نتناول اليوم هذه الظاهرة بشيء من التفصيل. 

الخوف من الارتباط العاطفي في علم النفس 

الخوف من الارتباط العاطفي في علم النفس هو الفوبيا من أي ارتباط عاطفي والخوف الملازم للشخص من الوقوع في أي علاقة حب وكذلك الخوف من الانخراط في أي علاقة عاطفية لدرجة تصل به أن يهرب من الأشخاص الذين يخاف أن يقع في حبهم. كما أن هذه الفوبيا قد تجعله يحاول الهروب من أي مكان يتواجد فيه أشخاص مرتبطين عاطفياً. كما تسمى هذه الظاهرة في علم النفس رهاب الوقوع في الحب حيث يكون لدى الشخص المصاب بها هلع من فكرة الارتباط العاطفي ويعمل على إبعاد محبيه عنه بشكل غير واعٍ والهروب من أي التزام عاطفي أيضاً. 

أعراض الخوف من الارتباط العاطفي

أعراض الخوف من الارتباط العاطفي 

هنالك العديد من الأمور التي تحدث للفرد وكذلك العديد من التصرفات التي يقوم بها تدل على وجود هذه المشكلة لديه ومن هذه الأعراض نذكر: 

قمع الشخص لمشاعر الحب في داخله  

يحدث ذلك من خلال محاولة الفرد المصاب بالخوف من الارتباط بالتهرب من أي مشاعر حب قد تحدث لديه تجاه أحد وقمع هذا الشعور. 

تجنب الأماكن التي يتواجد فيها أشخاص مرتبطين عاطفياً 

من خلال هروبه من المنتزهات ودور السينما وحفلات الزفاف أو أي أماكن قد يتواجد فيها العشاق. 

تفضيل العزلة والوحدة  

يفضل الشخص المصاب بهذه المشكلة أن يبقى معزولاً عما حوله ويبقى بمفرده كي يتجنب الوقوع في الحب. 

الحساسية المفرطة للنقد 

من خلال التعصب والتحسس من أي كلمة قد يقولها له الأشخاص الذين يحبهم لأنه يعتبرها قد تقلل من قيمته. 

كثرة المشكلات الارتباطية 

فإذا كان هذا الشخص على علاقة عاطفية مع شخص ما فإنه قد تكثر بينهما المشكلات. 

تجنب التعمق مع الأشخاص  

وذلك من خلال التعامل بشكل رسمي مع الأصدقاء حتى المقربين وتجنب التعمق مع أي فرد منهم. 

أسباب الخوف من الارتباط العاطفي 

قد لا تأتي هذه المشكلة من فراغ لأنه لها العديد من الدوافع والأسباب التي تؤدي إلى حدوثها ومن هذه الأسباب نذكر: 

الخوف من الفقدان 

هو أهم سبب من الأسباب المؤدية إلى خوف الفرد من الارتباط العاطفي بسبب الخوف الدائم من فقدان الشخص الذي يحبه لذلك فهو يبتعد تماماً عن الارتباط بأحد خوفاً من فقدانه بيوم من الأيام. 

أسباب منذ الطفولة 

وفي هذا السياق أوضح بعض علماء النفس أن هذا الخوف قد يكون ناتجاً عن تعرض الشخص للرفض العاطفي من قبل والديه في طفولته أو تعرضه للعنف والإهمال العاطفي مما يؤثر في نفسه عندما يكبر. 

التجارب السابقة  

قد يكون في بعض الأحيان لدى الشخص تجارب ارتباط سابقة قاسية أو فاشلة لذلك فقد يصبح لديه مع الأيام خوف من الدخول بأي علاقة تجنباً لتكرار هذه التجربة القاسية. 

الخوف من فقدان الحرية 

هنا يكون الخوف لدى الشخص من الارتباط بسبب خوفه من تدخل الطرف الآخر في حياته والتحكم فيه وتقييد حريته. 

اضطراب القلق 

لأن هذا الاضطراب يسبب للشخص المصاب به شعور دائم بأنه شخص غير مرغوب به ومن المستحيل أن يحبه أحد. لذلك فهو دائم التهرب من فكرة الارتباط. 

تجنب الفشل والألم 

من خلال خشية الشخص من عدم قدرته في السيطرة على علاقته العاطفية وخوفه من عدم سير هذه العلاقة كما يرغب وأن تسير بشكل لا يرضيه. 

الخوف من الرفض 

يخاف بعض الأشخاص من أن يرفضهم الطرف الآخر وهذا ما يدفعهم إلى عدم مصارحته بالحب أو المبادرة بالارتباط. 

اقرأ أيضاً: الشخصية العاطفية .. من هي؟ وكيف تتعامل معها؟

كيفية مواجهة الخوف من الارتباط العاطفي 

كيفية مواجهة الخوف من الارتباط العاطفي 

يوجد العديد من الأمور التي تساعد على علاج هذه المشكلة ومواجهتها ومن هذه الطرق نذكر: 

محاولة مواجهة المخاوف 

مواجهة المخاوف خطوة هامة في طريق علاج هذه المشكلة حيث إن الاعتراف بالمشكلة يعد من الحلول الجيدة ويحتاج فقط لاستيعاب الفرد بمشكلته والاعتراف بها للبدء في مراحل العلاج المتقدمة. 

إقناع نفسك بأن قبول الآخر ورفضه لا يشكل هويتك 

لأن الخوف من الارتباط يمكن أن يكون السبب الأكبر وراءه هو خوف الشخص من نظرة الآخرين له أو ماذا سوف يقولون عنه. لذلك من المهم أن تدرك أن رأيك بنفسك هو الأهم وعليك التخفيف من القلق بشأن رضا الآخرين ورأيهم عنك. 

عدم التفكير بالارتباط على أنه تقييد لحريتك 

أي أنك يجب ألا تشعر بأن الارتباط بشخص ما قد يحاصرك، بل على العكس من ذلك؛ حيث يمكن أن تفكر أن هذه الارتباط مع الشخص الذي تحبه سوف يتيح لك الشعور بالحرية وأن تتصرف معه بشكل حر وعفوي وإظهار مشاعرك بحرية. 

محاولة فهم مشاعرك وتجنب قمعها 

وهنا عليك السماح لنفسك بالتفكير بمشاعرك بشكل جيد وخاصة مشاعر الحب تجاه الطرف الآخر مع محاولة تفهم هذه المشاعر وإقناع نفسك بأنها مشاعر طبيعية ولا يجب قمعها بسبب مخاوف لا وجود لها وإعطاء نفسك فرصة للمحاولة. 

تجنب الأفكار السلبية التي في داخلك 

قد يؤدي بك هذا الخوف إلى وجود أفكار في داخلك تخبرك بشكل مستمر بأنك شخص ضعيف وغير محبوب وليس مرغوب به. لذلك فإنه عليك تجنب هذه الأفكار وتجاهلها تماماً حتى تستطيع بناء فكرة جيدة عن ذاتك. 

تعزيز ثقتك بنفسك 

من خلال التطوير من نفسك في العمل والاهتمام بصحتك وغذائك وممارسة التمارين الرياضية؛ وممارسة هواياتك المفضلة وذلك لأن بناء ثقتك بنفسك يساعدك على معرفة قيمة نفسك وبالتالي القضاء على الخوف من الارتباط لأن المخاوف منه سوف تتلاشى لمجرد معرفة الشخص بقيمة نفسه. 

الخروج مع الأصدقاء في نزهة بين كل فترة  

لأن هذا الأمر من شأنه أن ينسيك مخاوفك شيئاً فشيئاً بسبب التقرب من الأصدقاء بشكل تدريجي بالإضافة إلى رؤية الأشخاص القريبين من بعضهم وما بينهم من إيجابيات. وبذلك تستطيع تغيير فكرتك عن الارتباط ورؤية الجانب الإيجابي منه. 

أعراض أخرى للخوف من الارتباط العاطفي 

  • عدم القدرة على تقبل الآخرين بشكل عاطفي. 
  • وجود الأصدقاء لكن تجنب التعمق معهم في حياتك. 
  • فقدان الثقة بالآخرين والحرص بشكل مبالغ به وعدم الاعتماد على أحد في أي أمر. 
  • العزلة الاجتماعية وصعوبة إقامة علاقات متينة. 
  • الاكتئاب والقلق بشكل مستمر. 
  • الهلع والذعر من شعور التعلق بأحد. 
  • التهرب بشكل مستمر والانسحاب من العلاقات والأشخاص القريبين. 
  • محاولة تجنب حضور المناسبات واجتماعات الأصدقاء والمرتبطين. 
  • تقلبات المزاج والبكاء بدون سبب في بعض الأحيان. 
  • تسارع نبضات القلب بشكل مفاجئ ونوبات ضيق تنفس. 

ومما لا شك فيه أن الخوف من الارتباط العاطفي قد اعتبره علماء النفس مشكلة وظاهرة نفسية واجتماعية شائعة. لكن ثمة حلول وطرق علاج لها تبدأ من معرفة أسبابها للقضاء عليها. لذلك فقد تطرقنا في هذا المقال إلى دراسة هذه الظاهرة من جميع جوانبها. 

📩
انضم لأكثر من 3000 شخص في نشرتنا البريدية ليصلك أحلى ما عندنا

لن تصلك رسائل عشوائية. يمكن إلغاء الاشتراك في أي وقت

تابعنا على: Twitter - Facebook

قد يعجبك ايضا