الصدمة العاطفية عند الرجل .. كيف تكون ومراحلها
الصدمة العاطفية عند الرجل، مصطلح يستخدم للتعبير عن الحالة التي يعيشها الرجل بعد وقوع حدث عاطفي مؤثر وصعب حيث نجدها منتشرة بشكل أكبر في مراحل الشباب الأولى. ويأتي ذلك نتيجة قلة الوعي لدى بعضهم في التعامل مع الآخرين. وعدم تقبّل شعور الفقد أو قدرة السيطرة على الألم. الأمر الذي يترك لديهم فراغ كبير ويجعلهم يعيشون تجربة قاسية ومؤلمة قد تترك آثار سلبية نفسية وسلوكية. لذلك سنقدم لكم في هذا المقال أهم المعلومات حول الصدمة العاطفية عند الرجل وأعراضها والآثار الناتجة عنها، بالإضافة إلى كيفية علاجها والتخلص منها.
مفهوم الصدمة العاطفية عند الرجل
الصدمة العاطفية أو ما يعرف بأزمة ما بعد الفشل، إذ أنه من الصعب تحديد المعنى الدقيق لمفهوم الصدمة العاطفية عند الرجل والذي يختلف حسب نمط حياة كل شخص. ولكن يمكن القول أنها عبارة عن حالة نفسية قاسية يمر بها الشخص بعد تعرضه للفشل عدة مرات في العلاقة مع الجنس الآخر. مما يجعل الرجل يعيش شعور الفقد والخسارة وقد يصل إلى مرحلة اليأس والاكتئاب عند البعض. مع العلم أنها حالة طبيعية وليست مرض بحد ذاته.
تستمر الصدمة العاطفية لفترة محددة تختلف حسب درجة قوة الصدمة ومدى قرب الشخصين المنفصلين من بعضهما. كما أن هذه المشاعر الصعبة قد تستمر لفترة طويلة أو حتى قد تبقى مدى الحياة. وتتحول لمشكلة نفسية حقيقية عند الشخص إذا لم يتم علاجها والتخلص منها بالشكل الأمثل.
أعراض الصدمة العاطفية عند الرجل
يعاني الرجل الذي يمر بصدمة عاطفية من أعراض عديدة مثل قلة النوم أو قلة الشهية أو غيرها من الأعراض المختلفة. كالحزن والاكتئاب، والتي غالباً لا تكون مقتصرة على الأعراض النفسية فقط. بل تظهر أعراض أخرى جسدية قد تؤثر على حياة الشخص. وإليك أهمها فيما يلي:
- أرق واضطراب في النوم، حيث إن التفكير الزائد لدى الشخص يجعله في حالة تيقظ دائم وبدون نوم.
- ألم في المعدة، حيث إن من أهم أسباب تشنجات المعدة هو الحالة النفسية للشخص.
- صداع مع ضعف في الذاكرة، والتي تحدث نتيجة التشويش والتفكير بالفقد والخسارة.
- قلة الشهية، والتي تنتج عن قلة الرغبة في المعيشة والاستمرار بالحياة مع اليأس والاكتئاب.
- تشنجات عضلية، ناتجة عن التوتر الذي يعيشه الشخص.
- ضعف طاقة الجسم، نتيجة قلة النوم وقلة الطعام مما يؤثرعلى طاقة الشخص.
اقرأ أيضاً: كيفية التخلص من الجفاف العاطفي علاقتك وتستعيد ألقها
الأعراض النفسية للصدمة العاطفية عند الرجل
ترافق الصدمة العاطفية عند الرجل أعراض نفسية متعددة يمر بها هذا الشخص. منها ما يصبح خطيراً في حال لم يتداركها بالوقت المناسب:
- الخوف والقلق من الخوض في علاقات أخرى والفشل مرة ثانية.
- اليأس والاكتئاب من الحياة مع الرغبة بالانتحار أحياناً.
- الجمود العاطفي وغياب المشاعر نتيجة قلة الثقة بالنفس والآخرين.
- الرغبة بالانعزال والجلوس وحيداً للتفكير بالشخص الذي تخلى عنه والذكريات بينهم وإبقائه في مخيلته.
- الانفعال والغضب والتشويش نتيجة عدم استقرار المشاعر وضعف القدرة على اتخاذ القرارات.
- البكاء بشكل فجائي وعلى أي موقف مهما كان سخيف.
مراحل الصدمة العاطفية عند الرجل
يمر الرجل الذي فشل في علاقته مع الجنس الآخر وتعرض لصدمة عاطفية بالعديد من المراحل. بدءاً من حدوث الصدمة وحتى العودة إلى الحياة الطبيعية ونسيان الصدمة، والتي سنقوم بتوضيحه في التالي:
الصدمة المباشرة
يمكن تسميتها بمرحلة خيبة الأمل. حيث تعتبر هذه المرحلة هي المرحلة الأصعب عند الرجل. والتي تستمر معه عدة أيام حيث يعاني خلالها من البكاء بشكل مستمر والانفعال الزائد فهي أولى مراحل الانفصال. كما أن الأزمة العاطفية هي الأكثر قساوة على الشخص من غيرها. وهنا أيضاً يمر الشخص بمشاعر مختلفة من الضياع والخذلان والانكسار والتي بالمقابل سوف تؤثر على نومه وعلى طعامه أيضاً.
مرحلة الانكسار وعدم تقبل الأمرالواقع
هنا يعيش الرجل شعور من الأمل بالرجوع. والذي يجعله في حالة تفكير دائم بالشخص وانتظار بصيص أمل منه لاسترجاع العلاقة ونسيان الخلاف.
في هذه المرحلة من الصدمة العاطفية عند الرجل، يبقى شارداً ويفكر بالذكريات التي تجمعه معها واللحظات التي شاركوها معاً. كما يبقى في داخله يدافع عن الطرف الثاني بأنه سوف يعود ويبادر بخطوة للرجوع.
مرحلة الغضب والانفعال
تأتي هذه المرحلة بعد مرور الرجل الذي يعاني الأزمة العاطفية بمرحلتي الصدمة والانكسار. وهنا يبدأ بفقد الأمل بالرجوع والتفكير الزائد بالطرف الآخر وذكرياته معه وسلبياته وطريقة تعامله معه. الأمر الذي يجعله في حالة غضب وانفعال وأكثر صرامة وجدية من الأوقات السابقة.
مرحلة عدم الثقة بالنفس
يمكن تسمية هذه المرحلة بمرحلة لوم الذات حيث يبدأ الشخص هنا بلوم نفسه وينقدها على ما حدث. كما يبدأ بالخجل من نفسه ويميل للعزلة عن الآخرين حيث يشعر بنقصان قيمته بينهم. الأمر الذي يؤثر عليه وعلى علاقته مع من حوله.
مرحلة القبول بالأمر الواقع
بعد مرور الرجل الذي تعرض لصدمة عاطفية بالمراحل السابقة كلها. فإنه يصل هنا إلى مرحلة تقبل ما حدث والرضا بالواقع حيث يبدأ بنسيان الصدمة ووضع برامج وخطط للترفيه عن نفسه وترتيب واقعه بشكل أفضل مما كان عليه. كما يبدأ بالاهتمام بنفسه ورمي الماضي وتقبل فكرة الانفصال.
مرحلة الاستسلام للقدر وترتيب النفس
هي مرحلة الثقة بالله والإيمان بالعوض القادم بصورة أجمل وأفضل من السابق. حيث يتخلص الشخص هنا بشكل كامل من جميع آثار الصدمة. وهنا يشعر الشخص بالراحة والاستقرار والرغبة في بناء علاقات جديدة مع أشخاص جدد وبأسلوب جديد يجلب التفاؤل والأمل.
هل يمكن التخلص من اضطراب ما بعد الصدمة؟
قد يستغرق التخلص من الصدمة العاطفية عند الرجل فترة طويلة تصل إلى عدة شهور، بينما البعض الآخر قد يحتاج فقط عدة أيام وبعدها يعود إلى حياته الطبيعية. لكن يجب أن تعلم أنه في حال لم يتم العلاج بشكل صحيح ومتابعة الحالة النفسية للشخص بشكل مستمر فإنه قد تتطور المشكلة إلى مرض نفسي يحتاج لطبيب نفسي مختص.
كيفية علاج الصدمة العاطفية عند الرجل
جميع الأشخاص الذين تعرضوا لصدمة عاطفية يبحثون عن وسائل للتخلص منها. فمن الضروري أن يعلم كل شخص أن مروره بالمراحل التي سبق ذكرها هو أمر ضروري لتجاوز هذه الصدمة، حيث تساهم بشكل كبير في العلاج النهائي لها والتخلص منها. كما أنه لا بدّ أن يرافق ذلك مجموعة من الخطوات التي يجب اتباعها خلال هذه الفترة، والتي سنوضحها بما يلي:
- القيام بالأنشطة التي تحبها والتمارين الرياضية التي تساهم بشكل كبير في التخلص من الطاقة السلبية التي بداخلك.
- السعي دائماً لتأمين الراحة والاسترخاء للذات ورفض الاستسلام للصدمة العاطفية.
- ضرورة التأكيد على عدم الدخول في أي علاقة أخرى قبل التخلص من جميع آثار العلاقة السابقة.
- التفاعل مع الآخرين ومشاركتهم الصدمة للحصول على الدعم النفسي منهم وتهدئة النفس.
- علاج الصدمة العاطفية عند الرجل تتطلب إزالة جميع الصور أو مقاطع الفيديو التي تجمع هذا الإنسان مع الشخص الآخر، وكذلك التخلص من الهدايا وجميع الأمور التي تذكره به.
- عدم الرضا والاستسلام لمشاعر اليأس والحزن.
- الحرص على عدم مراقبة الطرف الثاني على مواقع التواصل الاجتماعي.
- الاهتمام بالذات والسعي لتغيير المظهر الخارجي والنشاطات اليومية إلى الأفضل.
في الختام، الصدمة العاطفية عند الرجل هي مشكلة لا تخضع لإرادة الشخص، بل تأتي فجأة وبدون سابق إنذار، وهذا ما يجعلها تسبب كل هذه الأعراض. لذلك يجب التعامل مع الشخص بهدوء وحرص ومساعدته للتخلص من الأزمة بوقت قصير وبدون ترك أي آثار سلبية للأيام القادمة والعلاقات الجديدة.