أهم أسباب وأعراض الفصام العاطفي وكيف يتم علاجه؟

الفصام العاطفي، خلق الله تعالى لكل فرد منا فطرته وطبيعته الخاصة به والتي تشكل بمجملها شخصيته. كما أنها تختلف من شخص إلى آخر، ولكن قد تتعرض فئة من الناس لأمراض نفسية يمكنها أن تؤثر على سلوكهم وتعاملهم مع الآخرين. ومنها مرض الفصام ذو الأنواع المختلفة، ومنها الفصام العاطفي والذي سنتحدث عنه في مقالنا هذا، إذاً تابع معنا.  

ما المقصود بمرض الفصام العاطفي 

الفصام العاطفي هو أحد أنواع الاضطرابات التي تصيب الفرد في أواخر سن المراهقة وتحديداً بين عمر 16 إلى 30 سنة. وتتعرض له النساء بشكل أكثر من الرجال، يجمع الفصام العاطفي بين نوعين من العوارض وهي الفصام المعروف بتأثيراته كالأوهام والهلاوس. بالإضافة إلى اضطراب المزاج مثل الاكتئاب ونوبات الهوس. ويشير إلى حالة نفسية يعاني منها بعض الأشخاص المصابين بفصام. فتصيبهم مشاعر شديدة وغالبًا ما تكون سلبية، مثل الاكتئاب الشديد، القلق المفرط، الانسحاب الاجتماعي، الإحساس بالوحدة، والأفكار الوهمية العاطفية الخاطئة. ومن المعروف أن الفصام يسبب تقلبات عاطفية شديدة، فقد يشعر الشخص المصاب بالحزن الشديد في لحظة والفرح الشديد في اللحظة التالية. دون سبب واضح، ويعتبر الفصام العاطفي جزءاً من اضطرابات المزاج، مثل اضطراب ثنائي القطب والذي يعالج من خلال تناول الأدوية النفسية والعلاج النفسي. 

أسباب مرض الفصام العاطفي 

هناك عدة أسباب لهذا المرض وهي: 

  • اضطراب في كيمياء الدماغ وحدوث عدة مشاكل في عمله. ومنها انخفاض نسبة الدوبامين المسؤول عن الحالة المزاجية من فرح وحزن وغيرها. 
  • انتقال الجينات الوراثية من أحد الوالدين للأبناء. 
  • التعرض للصدمات والأمور المزعجة بسبب الوسط المحيط بالشخص، وأيضاً الإصابة بالعدوى الفيروسية. 
  • إدمان تعاطي المخدرات والكحول التي تحتوي على مواد تؤذي الدماغ وتؤثر في تركيبته. 

أعراض مرض الفصام العاطفي

أعراض مرض الفصام العاطفي 
  • ظهورعلامات الاكتئاب كالشعور بالحزن الشديد، الكآبة، الفراغ، وانعدام القيمة وعدم تقديرالذات. 
  • الهلاوس التي تؤدي إلى الاحساس بسماع أصوات غريبة وغير موجودة. 
  • عدم الاعتناء بالنظافة الشخصية كغسل الوجه والجسم، وعدم الاعتناء بالمظهر الخارجي. 
  • الأوهام التي يشعر بها الشخص المصاب والتي لا يقبل أن يستسلم لها بأي ظرفٍ كان. 
  • نوبات الهوس المفاجئ والتي تؤدي إلى الانتقال من موضوع لآخر دون إدراك ذلك. كما أن الهوس يسبب مشاكل في العمل وفي بعض الحالات قد يغير الشخص عمله. 
  • صعوبة في التحدث والتفاعل مع الآخرين، وعدم القدرة على المناقشة بالشكل الصحيح. 

مضاعفات مرض الفصام العاطفي 

  • يؤدي هذا المرض لظهور الكثير من الأفكار الانتحارية، والعديد من محاولات الانتحار. 
  • ظهور الصراعات والخلافات في الأسرة، أو بين المريض وشخص آخر. 
  • العزلة الاجتماعية والابتعاد عن الناس بالإضافة إلى الشعور بالانطواء. 
  • الفقر والتشرد وذلك بسبب البطالة والتكاسل وعدم العمل. 
  • مشكلات صحية وذلك بسبب إدمان الكحول والمخدرات الضارة. 
  • قلق دائم وتوتر. 

اقرأ أيضاً: الصدمة العاطفية .. هذا ما يجب عليك معرفتها عنها

أنواع الفصام العاطفي 

الفصام الاكتئابي 

تظهر فيه كل علامات الاكتئاب كالحزن الشديد والكآبة، انخفاض الطاقة، وانعدام القيمة. 

الفصام من النوع ثنائي القطب 

يتضمن هذا الفصام نوبات الاكتئاب، بالإضافة إلى نوبات الهوس كالأرق وعدم القدرة على النوم بشكل جيد، وسلوكيات غير مدروسة أي متدهورة وتهيج. 

كيف نعالج مرض الفصام العاطفي؟ 

هناك عدة أساليب لمعالجة الفصام أو التخفيف من أعراضه وهي: 

العلاج بالأدوية 

يكون ذلك تحت اشراف الطبيب المختص وبوصفة طبية يدون عليها الدواء الذي يناسب الحالة المرضية لكل مصاب، ومن هذه الأدوية (مضادات الاكتئاب، مثبتات الحالة المزاجية، مضادات الهلوسة. 

العلاج السلوكي 

إن هذا النوع من العلاج يساعدك في إدارة أموالك ووضعك المعيشي، كما أنه يمكنك من تعلم مهارات متنوعة لتحسين العلاقات مع الآخرين، وحل المشاكل والخلافات. 

علاج بواسطة الجماعة 

أي يتم فيه جمع مجموعة مصابين مع بعضهم وتدريبهم على كيفية التواصل والتفاعل الاجتماعي مع بعضهم، فتتم إدارة الأعراض بشكل فعال أكثر. 

كيف يتم تشخيص اضطراب الفصام العاطفي؟ 

هناك عدة وسائل يقوم بها الطبيب من أجل اختبار الشخص إذا كان مصاباً أم لا وهي: 

المرحلة الأولى هي الاختبار البدني 

يقوم الطبيب بفحص الجسم كاملاً لمعرفة إذا كان المرض ناتج عن اضطراب في أحد أجزاء الجسد، ويتم السؤال أيضاً عن إذا كان المريض يتناول الأدوية وما هي نوعها، فإذا لم يكن السبب جسدي فيقوم الطبيب بتحويل حالتك إلى أخصائي في الطب النفسي. 

المرحلة الثانية هي الاختبار النفسي 

يشبه هذا الاختبار المقابلة، فيقوم الطبيب بإجراء مقابلة مع المريض ويطرح عليه عدة أسئلة وهي: 

  • الأزمات والمشاكل التي عانى منها في فترة الطفولة. 
  • الأعراض التي يعاني منها هذا الشخص. 
  • وجود اضطرابات نفسية سابقة، وتاريخها ووقت نشأتها. 

طرق التعامل مع مريض الفصام العاطفي

طرق التعامل مع مريض الفصام العاطفي 
  • أهم طريقة هي التعرف على أعراض المرض كالهلوسات والهبات ونوبات الاكتئاب التي يتعرض لها، لإدراك الوسائل الصحيحة للتعامل معها بشكل جيد. 
  • عندما تحاول نصيحة مريض الفصام تحدث معه بشكل بطيء، ولا تتحدث بلغة الأمر، واعمل على مساعدته في إعادته لطبيعته بكل هدوء ولطف. 
  • كن على معرفة تامة أن مصابي هذا المرض يتعالجون، ولكن بشكل بطيء جداً، فكن جاهزاً للانتكاسات. 
  • يجب تقديم الدعم الكافي في كافة المجالات ولا يكون بمفردك وإنما بمساعدة المقربين كالأسرة والأصدقاء. 
  • خلق بيئة هادئة خالية من التوتر والقلق لأن مريض الفصام عرضة لظهور الأعراض بسرعة، فعندما يكون الوسط الذي يعيش به الشخص المصاب خالياً من الغضب والاضطراب فيتمكن المصاب من الشفاء بشكل أسرع. 

الآثار السلبية الناتجة عن الفصام العاطفي  

تأثير هذا المرض على الفرد يتمثل في ارتفاع مستوى الاكتئاب والقلق والانعزالية، وزيادة احتمال الانتحار، ويعاني المصابون بالفصام العاطفي من صعوبة في التقلبات المزاجية الشديدة والعواطف المتغيرة، وهذا الأمر يؤثر على العلاقات الاجتماعية والشخصية، ويسبب مشاكل وعوائق في التواصل الفعال مع الأشخاص الآخرين. 

أما ضرر هذا المرض على المجتمع فهو يؤثر على الاقتصاد والإنتاجية ككل، ويعود سبب ذلك إلى أن الأشخاص المصابون بالفصام العاطفي قد يعانون من تشوهات سلوكية ويفتقرون إلى القدرة على العمل والإنتاجية، وأيضاً مرضى الفصام قد يفشلون في المدرسة أو العمل، مما يؤدي إلى فقدان وظائفهم وانخفاض الدخل، مما يتعارض مع العيش الطبيعي والصحي في المجتمع.  

لذلك، يجب توفير الرعاية الصحية اللازمة والدعم النفسي للأشخاص المصابين بالفصام العاطفي، وتقليل التمييز والإهمال الاجتماعي وتعزيز التوعية العامة بتأثير هذا المرض على الفرد والمجتمع. 

نسبة الشفاء من هذا المرض 

إن مرض الفصام العاطفي يشبه إلى درجة كبيرة الفصام الوجداني مع وجود بعض الفروقات، ويصاب به حوالي 3% من النساء أكثر من الرجال، كما أنه يعد حالة مزمنة أي أن علاجه والشفاء منه قد يستغرق فترة طويلة الأمد مع المزيد من الصبر والقوة والدعم، لكن الالتزام باستعمال الأدوية بشكل منتظم سوف يساعد بشكل كبير على إدارة المرض وتخفيف عوارضه. 

وفي الختام نتمنى الشفاء وايجاد العلاج المناسب لكل الأمراض النفسية التي تصيب الأفراد، وقد تودي بهم إلى الهلاك، فمن الضروري ألا نستهين بالعوارض النفسية التي يمكن أن تصيبنا أو تصيب من حولنا والإسراع في معالجتها، هذا كله كي ننعم بمجتمع مزدهر وصحي خالي من الأمراض. 

للمزيد: ما هو التقمص العاطفي؟ وما هي سمات من يملكه؟

📩
انضم لأكثر من 3000 شخص في نشرتنا البريدية ليصلك أحلى ما عندنا

لن تصلك رسائل عشوائية. يمكن إلغاء الاشتراك في أي وقت

تابعنا على: Twitter - Facebook

قد يعجبك ايضا