انعدام الحوار بين الزوجين .. أسبابه وكيف تعالجه؟
يعتبر انعدام الحوار بين الزوجين مشكلة حقيقية وتكاد تكون البوابة الأولى للطلاق بينهما، لذلك حذر خبراء العلاقات الاجتماعية من هذه المعضلة. وأكدّوا على ضرورة تجنب هذا الأمر قدر الإمكان وعلى وجه الخصوص في السنة الأولى والثانية من الزواج. واليوم سنتحدث معًا عن جميع الأسباب والدوافع التي تؤدي إلى هذه الطامة الزوجية، ولا ننسى تزويدكم بكيفية التعامل معها. فتابعوا قراءة المقال.
أسباب انعدام الحوار بين الزوجين
تعددت الأسباب التي تمَّ طرحها من قبل العديد من علماء النفس. وفي حقيقة الأمر إنَّ جمعها يحتاج إلى وقتٍ كثير لأنَّ الكتب التي تحدثت عن الموضوع تكاد لا تعد ولا تحصى. ولكن أبرز ما جاء هو ما سنقدّمه الآن لكم على النحو الآتي:
نقص المهارات التواصلية
قد يكون أحد الزوجين أو كلاهما يفتقران إلى المهارات اللازمة للتعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم بطريقة فعالة وواضحة. فالوضوح في العلاقة الزوجية أمرٌ أساسي لاستمرارها. ولذلك يُنصح دائمًا أن يتم مصارحة الشريك بما يدور في عقل الآخر من أفكار ومشاعر ولا ينتظر أن يعرف بنفسه. بمعنى يجب عليه أن يكون أكثر واقعية ولا يتوقع أنَّ شريكه يعيش بداخله ليعرف رغباته ومتطلباته.
انعدام الاهتمام
هذه النقطة مهمة جدًا فقد يكون أحد الزوجين غير مهتم بالحوار والتواصل مع الشريك من الأساس ولا يعنيه أن يعرف رأيه أو طريقة تفكيره. ويرجع السبب في ذلك إمّا للبيئة المحيطة التي ترعرع فيها وتمَّ زرع أفكار رجعية وحشوها داخل عقله عن عدم أهمية الحوار مع الشريك. وبأنَّ التعبير عن رأيه لا يعد حق طبيعي. أو لأنَّ زواجه كان قِصرًا وبالتالي لا يرغب بالانسجام مع الشريك.
الغضب والانفعالات
عندما يكون أحد الزوجين في طبعه الغضب الدائم والانفعال المستمر فمن الطبيعي أن تكون لغة الحوار معه شائكة وصعبة في كثير من الأحيان. فهو لا يعرف للهدوء أي سبيل، ومما يجعل الآخر يتصرف في الأمور والمواقف من تلقاء نفسه سواء أكانت مسألة شخصية أو منزلية دون العودة إليه. وهذا طبعًا سيولد مشكلات أكبر لاحقًا. فانعدام الحوار بينهما لا يتوقف عند هذا الحد فقط.
انعدام الثقة
الثقة هي البذرة الأصيلة لأي علاقة ناجحة سواء أكانت زواج أم غيرها. فانعدامها بين الزوجين يجعلهما يتجنبان التحدث بصراحة وفتح قلبهما لبعضهما بعضًا. وبالتالي لم يحدث بينهما أي نوع من الحديث أو الحوار حتى عن أبسط الأشياء اليومية وسيصبح كل منهما يعيش في عالم منفصل عن الآخر.
اختلاف في القيم والمبادئ
عندما يكون هنالك اختلاف كبير وواضح بين الزوجين في القيم والمبادئ سواء في الحياة أو الأمور الدينية والاجتماعية عندها سينعدم الحوار بينهما بل وسيصبح صعبًا للغاية. وأيضًا ستظهر مشكلات أخرى كالصراخ على بعضهما بعضًا والمشاجرات في غالب الوقت نتيجة فرض الشريك ما يريده وما يراه صحيحًا على الآخر.
الانشغال بالحياة اليومية
يعتبر هذا البند من إحدى الأسباب التي تدفع الزوجان إلى انعدام وجود الحوار بينهما. فعندما يكون أحدهما أو كلاهما منهمرٌ في أعماله. وهنالك جبال من المسؤوليات يحملها على عاتقه. عندها سيفتقران إلى خلق الوقت والطاقة للتفاعل والتحدث مع بعضهما بعضًا.
العلاج الصامت بين الزوجين
يوجد هنالك بعض الأشخاص الذين يعتقدون بأنَّ علاج المشكلات التي تحدث مع شريكهم هو الصمت فقط ومقاطعة التواصل معه كي يتعلّم من خطأه. ولكن في حقيقة الأمر ذلك سيزيد الأمر سوءًا. فالعلاقة السوية لا تعني انعدام المشاجرات والمشكلات. بل هي التي في كل مشكلة تظهر لا يترك الشريكان بعضهما بعضًا سجناء لأفكارهم ومشاعرهم الداخلية ويصلان معًا لحلٍّ مرضي بحواراتهم بصوتٍ عالٍ وتجنب الوصول لحالة البرود العاطفي.
دوافع أخرى لانعدام الحوار بين الزوجين
لا زال هنالك العديد من الدوافع التي تعدم الحوار والتفاهم بين الأزواج وتخلق هذه الفجوة بينهما. ولذلك قررنا أن نكمل لكم ما توصلنا إليه ونقدّمه بين أيديكم الآن على النحو الآتي:
- اختفاء شرارة الحب تسبب انعدام الحوار بين الزوجين. وتبعدهما عن بعضهما بعضًا وتجعل علاقتهما فاترة لدرجة قد يصل الأمر لوجود شرخ واضح بينهما يوصلهما في الكثير من الحالات إلى الطلاق.
- علاوة على ذلك انعدام وجود الوعي يلغي الحوار بين الزوجين. حيث يعتقد بعض الناس بأنَّ الحوار يعني الضعف أمام الشريك كونه من الممكن أن يكشف أسرارًا له.
- من ناحية أخرى إنَّ الخوف من ردة فعل السلبية للشريك تعدم الحوار. ومن الأمثلة على ذلك عندما يستخف الشريك بما يطرحه الآخر أو يغضب منه أو لا يصغي له.
- وأيضًا اعتقاد الزوج بأنَّ المرأة لا تعرف سوى الثرثرة والمطبخ فلا يلج معها بأي نوع من أنواع الأحاديث.
- كذلك يعتبر التلفاز والأجهزة الإلكترونية الحديثة من العوامل التي تخلق انقطاع التواصل والحوار بين الزوجين.
- في حين أيضًا يعد غياب أحد الشريكين لفترة زمنية طويلة نتيجة السفر مثلًا عاملًا مهمًا وقويًا لغياب الحوار. بحكم أنَّ كلاهما اعتادا على فعل الكثير من الأمور بمفردهما.
- في المقابل إنَّ أبشع عادة تسبب انعدام الحوار بين الزوجين هي مقاطعة الشريك في أثناء حديثه سواء بقصد أو لا.
نصائح للتغلب على انعدام الحوار بين الزوجين
قدّم علماء النفس مجموعة من النصائح المهمة لتجنب انقطاع الحوار بين الأزواج. وفي حال وجود هذه المشكلة أيضًا هذه النصائح تساعد على دثرها، حيث نصّت على البنود الآتية:
- تخصيص وقتًا للتواصل ويكون يومي ولو ساعة، وفي أسوأ الأحوال أسبوعي. المهم ألا يكثر عن هذه المدة ويتم الجلوس مع الشريك والتحدث بصدق وصراحة معه.
- استخدام تقنيات الاتصال الفعّالة وتعلّم كيفية تجنب إثارة غضب أو استفزاز الشريك فلا بدَّ لوجود لغة واحدة على الأقل للتفاهم معه.
- في المقابل يعمل الشريك على ضبط أعصابه وتعلم التحكم في غضبه ويحاول أن يزيد من وعيه حول الأمور الحياتية.
- تعزيز الثقة حيث يجب المحافظة على ثقة الشريك ومحاولة بناء جسور من التفاهم والتقدير بين بعضهما بعضًا.
- التفاهم والتسامح. لذلك يجب أن يتم العمل على محاولة تبادل الآراء والأفكار بدون انتقاد أو انزعاج، ويجب أن يكونا مستعدان للتسامح والتفهم آراء الشريك.
- الاجتماع مع الشريك للبحث عن حلول للمشكلات التي تظهر حتى وإن كانت صغيرة فالعمل سويًا يعزز الكثير من الأمور الجيدة بينهما.
اقرأ أيضاً: فرق السن المناسب بين الزوجين بحسب دراسات نفسية وعلمية
نصائح أخري للتغلب على انعدام الحوار بين الزوجين
- طلب المساعدة من مستشار زوجي أو مدرب علاقات أو من أحد العلاقات الاجتماعية المقربة من الشريك الذي يصعب معه الحوار كاللجوء إلى الأهل أو الأصدقاء.
- تقدير الاختلافات في وجهات النظر وأساليب الحياة والعمل معًا على التوافق والتعايش معها.
- تحفيز التفاعل الإيجابي والمحافظة على تشجيع الشريك وتقديره في اللحظات الصعبة.
- ممارسة الاستماع الفعّال وذلك بانتباه والتركيز على فهم مشاعر وآراء الشريك دون مقاطعته أو تقديم حلول منطقية على الفور.
- تحديد أهداف مشتركة للعلاقة والحياة المشتركة ومحاولة السعي معًا للوصول إليها وتحقيقها.
- وأيضًا تجنب المجادلات الزائفة والنقاشات العقيمة والتي تكون غير المثمرة.
- علاوة على ذلك المحافظة على الرومانسية وإدراك أهمية إظهارها والاهتمام بالشريك. فهذه اللمسات السحرية تعزز حتمًا الروابط العاطفية بينهما.
وهكذا نكون وصلنا إلى نهاية المقال، ونستنتج من كل ما سبق أنَّ انعدام الحوار بين الزوجين له أبعاد سلبية هائلة. سواء على الصحة النفسية للأزواج أو سير العلاقة الزوجية في مسارها الآمن السليم. لذلك لا يجب إهمال هذا الأمر واعتباره حدثًا عابرًا بل يجب مواجهته وحله في أسرع وقت ممكن.