ما هو سر الزواج الناجح؟ وكيف تحافظ عليه؟

يبحث غالبية الأزواج عن سر الزواج الناجح وقد يستغرق الأمر بإيجاد هذا الكنز عمرًا كاملًا. ولكن بعضهم الآخر يصلون لجوهر الحل في منتصف الطريق. وبعضهم الآخر منذ بدايته، والحقيقة أنَّ أسس الزواج الناجح تعتمد على وجود مقومات عدّة. إن لم تكن متجذرة بطبيعة شخصية الإنسان سيكون من الصعب الوصول. ولكن على أيّة حالٍ في مقالنا اليوم سنتعرّف على أبرز تلك الأسرار ونغوص في تفاصيلها، فتابعوا معنا.

سر الزواج الناجح طول العمر

سر الزواج الناجح طول العمر

في حقيقة الأمر لا يوجد سر واحد ليكون الزواج ناجحًا. فمحاولة الوصول إلى الكمال من المستحيل أن تأتي بمجرد رؤية زاوية واحدة فقط. بل يوجد هنالك العديد من الأسرار في حال تجمعها مع بعضها بعضًا من قبل الشريكين عندها سيصلون إلى مرادهم. ولعلَّ أبرز وأهم تلك الأسرار هي اللائحة المُقدّمة على النحو الآتي:

الحفاظ على التواصل مع الشريك

من المهم جدًا أن يبقى التواصل بين الشريكين حيًا بل وشرارة متقدّة بينهما. وللتواصل أوجه عدّة فهو لا يقتصر على الكلام فقط، بل يوجد أيضًا تواصل فكري. والأهم من ذلك التواصل الروحي، فهذا النوع من التواصل يجعل الشريكين في حالة انسجام رهيبة وكأنهما وتران في إيقاعٍ موسيقيٍّ واحد.

التركيز على إيجابيات الشريك

كل شخص منا يحمل لونان بداخله، الأبيض والأسود. ولعلَّ إحدى أسرار الزواج هي رؤية الجانب المشرق من شخصية الشريك، والتركيز على نقاط قوته ودعمه بإظهارها وتطويرها أكثر فأكثر. فذلك سيعزز الكثير من مشاعر الحب بين الطرفين. مما ينعكس مباشرة على سلامهم النفسي وحياتهم الزوجيّة الهادئة.

الإنصات للطرف الآخر

هذه النقطة لا تقل أهمية أبدًا عن سابقتها في سر الزواج الناجح. بل وربما أهم منها في بعض الأحيان، فهنالك أوقات ومواقف لا يحتاج الشريك سوى أن يتكلم عمّا بداخله بدون قيود أو تنظير. وبدون حتّى أن يعطي الطرف الآخر أي نوع من أنواع الحلول وعلى وجه الخصوص تلك الحلول الّتي تصب في صالح العقلانية المجرّدة والمثالية. كل ما يريده هو إنصات الشريك له واحتوائه وتقبّله، ونجد المرأة غالبًا من تبحث عن هذا الأمر لأنَّ تركيبة جيناتها تخوّلها لأن تتحدث أحاديث غير مهمة ظاهريًا لكنها تحمل معاني كثيرة لها. لذلك إصغاء الشريك أكثر ما يهم في الزواج الناجح.

مشاركة النشاطات الممتعة

يجب على المتزوجين أن يصنعوا دائمًا نشاطات جديدة تخرجهم من الروتين ويتشاركون بالاستمتاع بها. مثل الذهاب لحضور فيلم في السينما بدلًا من الجلوس في المنزل ومشاهدته. أو الرقص على نوع جديد من الموسيقي، أو الذهاب لأماكن غريبة في البلاد لم يزوروها بعد، أو حضور معرض للأزهار. أو أمسية موسيقية أو شعرية، أو مسرحية كوميدية. هذه التفاصيل تجدد العلاقة الزوجية بينهما وتصنع الكثير من الذكريات التي حتمًا ستولّد مشاعرَ حبٍّ كثيفة، فإعطاء القيمة لنشاطات بسيطة تجعلهما يقفزان حماسًا وتجددًا في الحياة.

اختيار شريك الحياة

من المثير للجدل في اختيار الشريك أنَّ أغلب الناس تنظر إمّا من الناحية العاطفية المفرطة. أو العقلانية المفرطة، فبعضهم يختار الشريك لمجرد أنَّ قلبه ارتجف له. وآخرون يختارون الشريك لمجرد التوافق العقلي. لا بدَّ أنَّ هذه الأمور مهمة، لكنها لن تدوم. حيث يجب التركيز على فكرة أنَّ هنالك حياة كاملة تنتظرهما. وبالتالي يجب إيجاد شخص يكمّل اهتمامات الآخر، ويشاركه إياها بذات الشغف والطاقة، فذلك سيجعل الزواج في برِّ الأمان حتمًا.

مشاركة الضحك بين الزوجين

إنَّ أقصر طريق للأرواح هي الابتسامة. فكيف الحال سيكون مع الضحك؟ سيتم الاستحواذ على الروح دون شك، ولذلك كلما زاد معدل الضحكات بين الشريكين كلما زاد التوافق بينهما وقوة علاقتهما. والمقصود بالضحكات هنا تلك العالية الّتي تخترق الجدران في بعض الأحيان على مواقف سيتذكرانها حال بلغوهما الشيخوخة. وعلميًا الضحك يعزز الطاقة الإيجابية ويجعل الصحة الجسدية والنفسية للإنسان أفضل. فكيف إذا حدث الأمر بين إنسانين؟ إنَّ الكوميديا سرٌّ مهمٌ وفعّال بين الشريكين ولا يمكن لهذه الخلطة اللطيفة أن تفشل في جعل علاقتهما أفضل.


التعامل اللطيف بين الزوجين

من المهم جدًا أن يبتعد الشريكان عن النقد اللاذع والقاسي واستخدام أسلوب الانتقاد الدائم بينهما. فالتعامل اللطيف يجلب المشاعر الألطف للشريك وتجعله يقدّم الأفضل في المرة المقبلة، وخصوصًا عند الغضب. يجب على أحدهما أن يغادر المكان مباشرةً حتّى تهدأ حممهم البركانية. فهذا يعتبر نوع من أنواع اللطف والرفق في التعامل مع الآخر. لأنَّ الانفعال والغضب قد يمر بهما أي إنسان لكنَّ الواعي فقط سيعرف كيفية التعامل معهما.

التقدير الدائم للشريك

عندما يُقدر الشريك شريكته أو العكس سيكون الأمر بمنتهى الرقي والحب، فمعرفة الجوهرة الّتي يمتلكها الشخص يساعده على معرفة كيفية الحفاظ عليها. فكلما عرف الشريك قيمة الآخر كلما ازدادت حياتهما الزوجية تألقًا. وعلى وجه الخصوص إن ظهر هذا الأمر أمام الناس سواء أكانوا أقرباء أم غرباء. هنا سيخلق حبًا عظيمًا بين الطرفين وثقة زائدة بالنفس والشريك.

تقبّل التغيير

يجب أن يكون الشريك واعيًا تمامًا بأنَّ شريكه أو حياته الزوجية عمومًا لن تستمر بالبقاء على صورة ثابتة طوال العمر. وإلّا فلا معنى لها ولا قيمة، هنا سيتقبّل أي انقلاب يحدث

بالعلاقة ويعرف كيف يديره ويتعامل معه ويخرج منه مع الشريك بأقلِّ ضررٍ ممكن. بل وينظر للتغيّر الحالي على أنه سيكون قفزة جديدة لتطوير العلاقة الزوجية.

تحمّل المسؤولية

إنَّ الشريك القادر على حمل مسؤولية ذاته وأخطائه يسهل الكثير من الأمور ويلغي مشكلات عدّة، ففي هذه النقطة لا يتوقف الأمر على تحمله ما يرتكبه بل سيتحمل مسؤولية المنزل كله ويعرف كيف يصلح الأخطاء الّتي يتم ارتكابها وعلى وجه الخصوص تلك الّتي يفعلونها الأولاد، فهو سيكون حكيمًا بما يكفي كي يحتوي الأمور ويجعلها تبدو بأفضل صورة ممكنة.


أهمية الحفاظ على الزواج الناجح

بعد أن تعرّفنا على أهم الأسرار الّتي تُبقي الزواج ناجحًا ومتألقًا ويعيش ضمن سماء السلام والحب والحرية، يجب علينا التعرّف أيضًا على أهمية المحافظة على هذا النوع من الزواج، حيث تمثلت بما يأتي:

  • يعتبر الحفاظ على الزواج الناجح سببًا وجيهًا في تحقيق النمو النفسي الآمن سواء على المستوى الشخصي أم على المستوى الحياتي للإنسان.
  • كذلك عندما يعيش الزوجان ضمن بيئة سعيدة سينعكس حتمًا على علاقاتهم الاجتماعية.
  • من ناحية أخرى ستقل نسبة الخيانات والطلاق.
  • علاوة على ذلك سيكون هنالك نوع من أنواع تحقيق الأهداف الشخصية والمشتركة، وذلك عبر توفير الدعم المتبادل القوي والقدرة على مساندة الشريك.
  • من ناحية أخرى يترك أثر على الصحة الجسدية من خلال تقليل الإصابة بالأمراض المزمنة مثل ضغط الدم، وأمراض القلب وغيرها.
  • وأيضًا سيعيش الأبناء في جوٍّ آمنٍ ومثالي ويكون خاليًا من التوتر والقلق مما ينعكس على سلامة صحتهم النفسية وبالطبع قوة شخصيتهم وتكوينها.
  • كما أنه يحافظ على الصحة العقلية للشريكين عن طريق الوجود الدائم للدعم العاطفي، وهذا يعني قلة الإصابة بالاكتئاب وغيرها من الاضطرابات النفسية.
  • إضافةً إلى ذلك سيكون هنالك زيادة في شعور الرضا والسعادة بأعماق الزوجين ويصبح لديهما أهداف نبيلة تجاه بعضهما بعضًا بعيدًا عن ماديّة الأشياء وظاهرها السطحي.

وفي ختام المقال، إنَّ سر الزواج الناجح لا يقتصر على معرفة سر واحد فقط، ولا حتّى أسرار عدّة، بل يجب على الشريكين أن يقوما بتطبيقها بل واختراع ما يرونه مناسبًا لتطوير العلاقة العاطفية والزوجية بينهما، ولكن لا بأس إن كان بداية الطريق لصلاح زواجهما من خلال هذا المقال الّذي نأمل أن يكون غنيًّا ومناسبًا لما تريدونه.

📩
انضم لأكثر من 3000 شخص في نشرتنا البريدية ليصلك أحلى ما عندنا

لن تصلك رسائل عشوائية. يمكن إلغاء الاشتراك في أي وقت

تابعنا على: Twitter - Facebook

قد يعجبك ايضا