أهم أسباب الهجران العاطفي وكيفية علاجه

الهجران العاطفي مصطلح يستخدم لوصف حالة عاطفية يشعر بها الأفراد عند فقدانهم لشخص مهم في حياتهم، سواء كان هذا الفقد بسبب انتهاء علاقة عاطفية أو وفاة شخص عزيز. فالهجران العاطفي تجربة قاسية ومؤلمة، حيث يشعر الشخص المتأثر بالحزن والألم والشوق للشخص المفقود مما يتسبب بتغيرات نفسية وسلوكية مختلفة. لذلك سنقدم في هذا المقال أبرز المعلومات حول الهجران العاطفي. أسبابه وأعراضه والعواقب الناتجة عنه، إضافة إلى كيفية العلاج منه. 

ما المقصود بالهجران العاطفي

ما المقصود بالهجران العاطفي 

الهجران العاطفي أو ما يعرف بالتخلي العاطفي. ليس من السهل تحديد معنى دقيق لهذا المصطلح وذلك بسب اختلاف أنماط الحياة عند البشر. لكن يمكن القول بشكل عام أنّه عبارة عن الشعور الناجم عن غياب أو فقد أحد الأشخاص المحببين والقريبين جداً من الفرد. تتسبب هذه الحالة بتغيرات نفسية وسلوكية للأفراد المتأثرين. حيث يصبحون أكثر حساسية وضعفًا في التعامل مع المشاعر الإيجابية والسلبية. كما قد يظهرون أعراضاً مثل فقدان الشهية، صعوبة في النوم. أو التركيز المتقطع، وانخفاض في مستوى الطاقة وغيرها من الأعراض الأخرى. 

علامات حدوث الهجران العاطفي 

لا بدّ من معرفة أهم العلامات التي تظهر على الشخص الذي يعاني من الهجران العاطفي. والتي تؤثر على حياته وعلى حياة من حوله. في الواقع قد تكون هذه العلامات غير واضحة وبسيطة. ولكن في النهاية سوف تتطور لتصبح مشكلة على الفرد والمجتمع بشكل عام. لذلك سنقدمها لك بشكل واضح في سطورنا التالية. 

التحدث عن القضايا الروتينية والسطحية 

يحدث عندما يكون الحديث بين أي شخصين سواء عشاق أو أصدقاء أو من العائلة أو غيرها عن مواضيع غير مهمة ومملة لمدة تصل إلى عدة دقائق. الأمر الذي يتطور مع الوقت إلى حياة مملة وروتينية وكئيبة تسبب في النهاية شعور الهجران العاطفي. 

عدم الثقة 

هو عبارة عن شعور يأتي من حالة عدم ثقة كلا الطرفين ببعضهما في مسائل  الاعتماد على بعضهما في كثير من المواقف وخاصةً الضرورية. والذي بدوره يؤدي إلى غياب الثقة بين الطرفين وذلك نتيجة لشعور الإهمال وغياب القيمة للضحية. 

عدم الاهتمام بمودة الآخر 

من أساسيات تنمية أي علاقة وتطويرها الاهتمام بالطرف الآخر بشكل كافي، بحيث يشعر بأهميته وأهمية وجوده. يتم  ذلك من خلال العناق والقبلات والمدح والكلام الجميل بشكل مستمر. ولكن بشرط أن يكون متبادل من الطرفين حتى لا يشعر أحد الطرفين بأنه مهمل أو محاولاته بالتقرب من الشخص فاشلة وغير مهمة. فقد يتسبب ذلك بالتخلي العاطفي. 

آثار الهجران العاطفي 

أهم الآثار السلبية والعواقب التي يخلّفها الهجران العاطفي أنّها تجعل الشخص يقوم بالكثير من المشاكل والتي تتباين شدتها وآثارها على حياة الشخص. ولكن أهم ما قد يسببه التخلي العاطفي يتمثل بالشكل التالي: 

  • الاكتئاب وما يرافقه من شعور الحزن واليأس. 
  • قلة الاهتمام بالقيام بالمهام اليومية التي كانت سابقاً هي المفضلة لديه. 
  • ضعف التفاعل مع الوسط المحيط خوفاً من تعرضه للتخلي والإهمال. 
  • ضعف الثقة بالنفس
  • الإحباط. 

قد يكون كل ما سبق  أعراض طبيعية. أي ليست ناتجة عن مشكلة التخلي العاطفي. ولكن مع ذلك قد تشكل عامل خطير قد يتطور في النهاية إلى مشكلة نفسية خطيرة. 

اقرأ أيضاً: الطلاق العاطفي .. كيف يحصل؟ وكيف ينتهي؟

الآثار النفسية للهجران العاطفي

الآثار النفسية للهجران العاطفي 

يسبب الهجران العاطفي إضافة إلى الآثار الاجتماعية  الكثير من الآثار النفسية للشخص، والتي بالنهاية قد تتطور إلى حالة خطرة يصعب السيطرة عليها، الأمر الذي يجعلها مشكلة يجب التحكم بها بشكل صحيح. إليك أهم الآثار النفسية: 

قلق الانفصال 

يعتبر هذا النوع من القلق سبب رئيسي للاضطراب النفسي والعاطفي عند الشخص. فعندما يفقد ارتباطه مع الطرف الآخر سوف يضعف يقينه باستمرار أي علاقة في الحياة. كما يعاني الشخص من مشاعر الخوف من عدم عودة الشخص أبداً أو عدم القدرة في السيطرة على مشكلة الهجران العاطفي مما يسبب بالنهاية شعور قلق عاطفي مستمر. 

والأهم من كل ذلك. أنّه يبدأ الشخص بلوم نفسه والبحث عن العيوب الموجودة فيه والشك بأنه هو السبب في تخلي من حوله عنه. 

الصدمة النفسية واضطراب ما بعد الصدمة 

يمكن لهذه الصدمات أن تكون ناتجة عن حالات أخرى غير التخلي العاطفي، ولكن الكثير من الأشخاص تظهر لديهم هذه الآثار عندما يتخلى عنهم أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء وقد يصبح مرضي في حالات خطيرة ومتطورة جداً. 

ومع استمرار هذه المشاعر والقلق العاطفي والصدمات سوف تتطور في النهاية إلى شعور مؤلم عميق قد يصعب السيطرة عليه ويقوم الفرد بمشاكل تؤثر على حياته الشخصية. وذلك خصوصاً عندما يكون الهجران العاطفي مفاجئ وبدون سبب واضح. حيث أنه سوف يجعل الشخص قلق من الخوض في أي علاقة جديدة. 

اضطراب الشخصية الحدودية 

يعاني الشخص بشكل دائم من الخوف من التخلي أو الرفض الاجتماعي من الآخرين. فالأشخاص هنا لديهم حساسية زائدة مع صعوبة ضبط المشاعر والانفعال. كل ما سبق قد يولد للفرد ما يسمى بجنون العظمة، والذي ينتج كمحاولة لإثبات الذات وفرض شخصيته على الآخرين. 

مشاكل أخرى إضافية 

أهم ما يعاني منه الفرد عند الهجران العاطفي هو الشعور بالذنب وإلقاء اللوم على نفسه أنه هو السبب في ذلك. بالإضافة إلى شعور الصدمة والعجز لكون الطرف الآخر قد تخلى عنه فجأة. 

سوف يبقى الشخص يعاني من مشكلة التفكير والبحث عن أسباب وتفسيرات لأشياء قد لا تكون موجودة أساساً. وهذا ما يجعله يعيش شعور القلق والخوف من الخوض في أي علاقة. 

السيطرة والتغلب على الهجران العاطفي 

الفرد الذي تعرض للهجران العاطفي يواصل البحث بشكل مستمر عن طرق للعلاج والسيطرة على هذه المشكلة  النفسية. لكن  من المهم التنويه أنها ناتجة من المحيط وليست عرض لاضطراب آخر، فقد يكون الشخص بالأساس لديه هذه المشكلة ولكنه متفاعل اجتماعياً وبشكل طبيعي، أما في حال كان الوسط المحيط  مهملاً له ولوجوده فسيظهر لديه أعراض وعلامات الهجران العاطفي ذاتها. وفي الواقع يختلف العلاج من  حالة إلى أخرى حسب شدتها، والذي سنتكلم عنه بما يلي: 

  • أكثر العلاجات فعالية هو العلاج السلوكي المعروف، والذي يساعد بشكل واضح في تخفيف الأعراض الناتجة عن الهجران العاطفي كالاكتئاب وغيرها. 
  • أيضاً هناك ما يسمى بالعلاج العاطفي، والذي يركز على توازن المشاعر، والذي يعطي  نتائج جيدة في حالات الاكتئاب أيضاً. 
  • هناك ما يسمى بالعلاج الديالكتيكي، والذي يركز على جعل المريض ينسى ما حدث معه سابقاً. 
  • التحدث مع الشخص بشكل عميق وصادق. 
  • توعية من حوله بضرورة منحه العواطف والحب قدر الإمكان. 

في الختام،  يمكن القول أن مشكلة الهجران العاطفي تحدث بدون إرادة الشخص، ولكن يمكن لأي شخص أن يسيطر عليها ويمنع تطورها وذلك بتحكمه بمشاعره وردود أفعاله. كما ننوه بضرورة الوعي بقيمة الفرد لذاته والعمل على تطويرها وتعزيز ثقته بنفسه للتغلب على كافة المشاكل النفسية التي تخلفها الأزمات الاجتماعية والعاطفية. 

📩
انضم لأكثر من 3000 شخص في نشرتنا البريدية ليصلك أحلى ما عندنا

لن تصلك رسائل عشوائية. يمكن إلغاء الاشتراك في أي وقت

تابعنا على: Twitter - Facebook

قد يعجبك ايضا