تعرف إلى أنواع الذكاء العاطفي وعلامات كل نوع لتعرفها على الشخص
تتباين أنواع الذكاء العاطفي من فرد إلى آخر. وذلك حسب صفاته وطبيعته حيث إن الذكاء العاطفي عند الرجل مختلف عنه عند المرأة وكذلك عند الطفل. فكل منهم يستخدمه بأسلوبه الخاص ويقوم بتوظيفه في حياته بطريقته الخاصة أيضاً. لذلك سنتكلم عنه بشكل مفصّل في مقالنا التالي.
ما هو الذكاء العاطفي
الذكاء العاطفي عبارة عن قدرة الفرد على التحكم بمشاعره الذاتية. واستيعاب وتقبل مشاعر الآخرين والاستجابة لها، بالإضافة إلى ضبط الأعصاب وتجنب الانفعال وردود الفعل السريعة في المواقف التي يمر بها. كما أنّه يعبرعن توظيف الفرد لقدراته الفكرية والعاطفية بهدف تطوير مهنته وتحقيق النجاحات في العمل والمجتمع. وبهذا نجد أنّ امتلاك الشخص للذكاء العاطفي ومهاراته تعني امتلاكه لأدوات النجاح في المجتمع والتكيف معه.
أنواع الذكاء العاطفي
هنالك الكثير من الأنواع للذكاء العاطفي يتم استخدامها من قبل الفرد بطرق مختلفة.
- الذكاء السمعي: هو عبارة عن مهارة الفرد وقدرته على تحليل الصوت المسموع وربطه بإحساسه. وهو من أفضل أنواع الذكاء العاطفي.
- الذكاء المنطقي: هو قدرة الشخص على التعمق في دراسة العلاقات والتغلب على المشكلات التي تواجهه في حياته. وبالتالي فهم الأسباب والنتائج في جميع المواقف.
- الذكاء اللغوي: هو قدرة الشخص على انتقاء الكلمات المناسبة للتعبيرعن شعوره وأفكاره. بالإضافة إلى اتباع طرق خاصة في الحفظ والتعلّم والتي تساعد على ترسيخ الأفكار بشكل أكبر، فهم من عشاق القراءة والكتابة.
- الإدراك البصري: هو من أنواع الذكاء العاطفي التي تعبر عن قدرة الفرد على تحليل الصور وفهم المعاني الكامنة وراء كل صورة.
- لغة الجسد: هو قدرة الفرد على توظيف حركات الجسم في توضيح أفكاره وتوجيه الرسائل للطرف الآخر، مثل حركات العين واليدين وتعابير الوجه، والتي تساعد الفرد على توصيل أفكاره بطريقة سلسة وواضحة.
عناصر الذكاء العاطفي
للذكاء العاطفي عناصر مهمة تساهم في تحديده وإظهاره. ولكي ندرك مفهوم الذكاء العاطفي بكامل نقاطه، علينا معرفة هذه العناصر والتي تتمثل بما يلي:
- وعي الفرد لذاته وتقديرها بشكل صحيح.
- تحكم الفرد بمشاعره ومواقفه في الحياة.
- التعاطف مع الآخرين والقدرة على فهمهم والوقوف بجانبهم.
- القدرة على بناء العلاقات الاجتماعية مع الآخرين.
- تحفيز الذات على الاستمرار في أي عمل تبدأ به.
علامات تدل على ضعف الذكاء العاطفي
يفتقر بعض الأشخاص للذكاء العاطفي وهناك علامات تدل على ذلك، والتي تتمثل بما يلي:
- التهرب من الحديث عن مشاعرهم الحقيقية. بل اللجوء إلى طرق أخرى غامضة للتعبير عنها.
- لوم الذات عند الخطأ والفشل، واعتقادهم أن الشعور بالحزن والخوف معيب. وبالتالي إخفاء هذه المشاعر والعمل على عدم إظهارها للآخرين.
- التعامل مع المواقف حسب العاطفة بدون تفكيرأو توظيف للعقل.
- اظهار شعور السعادة فقط بغض النظرعن شعورهم الحقيقي.
اقرأ أيضاً: ما هو الابتزاز العاطفي؟ وأشكال لا تتوقعها للابتزاز العاطفي
خصائص الذكاء العاطفي
يتميز الذكاء العاطفي بخصائص فريدة تجعل الفرد الذي يمتلك هذه السمة مميزاً عن أولئك الذين يفتقرونها، ومن أبرز هذه الخصائص:
- تحفيز الذات وامتلاك الدوافع: وهو أهم من خصائص الذكاء العاطفي التي تعني أن يقوم الفرد بالتحكم بمشاعره وطاقته الداخلية وتوجيهها لتوظيفها بالمكان الصحيح وتحقيق الأهداف. والتي تتم من خلال التغلب على العقبات والاستمرار في الطموح والسعي لتحقيقه. والذي في النهاية سوف ينعكس على الفرد في زيادة الثقة بالذات والرضا عنها.
- الوعي بالذات: وذلك من خلال قدرة الفرد على تحديد مشاعره الحقيقية وشخصيته ونقاط القوة والضعف فيها. وجعل ردود أفعاله مدروسة عند مواجهة مشكلة ما.
- الوعي الاجتماعي: أي قدرة الفرد على قراءة أفكار الآخرين وأسلوبهم في الحياة وبناء العلاقات، بالإضافة إلى طريقة كلامهم وردود أفعالهم، كما يقوم الفرد الذي يتمتع بالذكاء العاطفي بتحفيز الآخرين والوقوف إلى جانبهم عند الحاجة.
- الإدارة والتحكم بالعواطف: وهو من خصائص الذكاء العاطفي التي تعني قدرة الفرد على ضبط مشاعره وعواطفه في كل موقف يتعرض له.
- إدارة العلاقات: وهو عبارة عن قدرة الفرد على توظيف مشاعره وذكائه العاطفي في بناء العلاقات مع الآخرين. والذي يتم من خلال:
- تحفيز الآخرين على التغيير للتكيف مع المجتمع.
- القدرة على التصرف بحكمة في المواقف وحل المشاكل بطريقة ذكية.
- تشكيل فرق جماعية وتشجيعهم على القيام بعمل جماعي.
- أن يجعل الفرد نفسه قدوة للآخرين، وذلك من خلال أخذ دور قيادي في كل موقف.
طرق تنمية الذكاء العاطفي
لابد من معرفة الطرق والأساليب التي يجب عليك اتباعها لتطوير ذاتك وتنمية الذكاء العاطفي لديك، والذي يمكن توضيحها فيما يلي:
- تصنيف العواطف: على الفرد أن يقوم بتعويد نفسه على تحديد شعوره بدقّة. مثل الحزن، أو الاكتئاب، أو اليأس، أو الفرح، أو غيرها، والتي تساعد على الشعور براحة أكثر من محاولة عدم إظهار الشعور والتعبير عنه، والتي أيضاً بالمقابل سوف تؤثر على قرارات الفرد وتجعلها أكثر منطقية وعقلانية.
- إدراك تأثير العواطف في التفكير المنطقي: أي أن تقوم بالموازنة بين عقلك وعواطفك في اتخاذ أي قرار. والذي بدوره سوف يساعدك على اتخاذ قرار صحيح وناجح، فالحماس الزائد سوف يحول دون التفكير في العواقب والمساوئ. لذلك صديقي كن متزن في اتخاذ أي قرار وذلك للوصول إلى قرار صائب وصحيح.
- تحديد أثر مشاعر الفرد فيه سلباً أو ايجاباً: لكي تقوم بتنمية الذكاء العاطفي لديك عليك أن تعطي رد فعل مناسب لكل موقف. فمثلاً أحياناً الغضب يكون سلبي ويسبب لك خسارة عملك أو شخص مثلاً، ولكن من ناحية أخرى أو في مواقف أخرى قد يساعدك في الدفاع عن المظلومين وعن حقوقهم. لذلك صديقي وظف مشاعرك فيما يعود بالفائدة إليك وللآخرين.
طرق أخري لتنمية الذكاء العاطفي
- تحمل كامل المسؤولية عن عواطفك: بمعنى أن تكون قادر على التحكم بمشاعرك أنت وحدك ولا تسمح للآخرين باستفزازك أو إثارة الغضب لديك، فقد يقوم أحد الأشخاص بتصرف لا يعجبك. عندها جرب صديقي أن تكون هادئ وتفكر بعقلانية بدون ردود فعل سريعة.
- الانتباه إلى مشاعر الآخرين: فالانتباه يساعدك على فهم طريقة التعامل مع الطرف الآخر وفهمه أكثر.
- عدم الإكثار من استخدام الأجهزة الالكترونية: فهي تؤدي إلى ضعف علاقاتك مع الآخرين، حيث يمكن للفرد أن يخصص وقت لاستخدام الهاتف المحمول، وبالتالي الحفاظ على العلاقات مع المجتمع بدون تأثير استخدام الهاتف عليها.
- مراقبة الفرد لتطوره: على كل شخص يرغب بتنمية ذكائه العاطفي أن يقوم في نهاية كل يوم بالتفكير فيما حصل معه خلال اليوم ومواقفه وردود أفعاله في كل موقف. الأمر الذي يساعده على تجنب كل موقف خاطئ قام به والتعلم منه.
اقرأ أيضًا: أسئلة صعبة مع أجوبتها لاختبار الذكاء والعبقرية
بالختام نتمنى عزيزي القارئ أن نكون قد قدمنا لك كل ما تحتاج معرفته عن أنواع الذكاء العاطفي وطرق تنميته والحفاظ عليه. وعلى كل شخص في المجتمع لديه مهارات الذكاء العاطفي داخله، الحفاظ عليها وتطويرها وتوظيفها فيما يعود بالفائدة له ولغيره.