الحرمان العاطفي .. علاماته وأفضل طرق إصلاحه كما يجب
الحرمان العاطفي هو عبارة عن شعور ينتج عن غياب الارتباط أو عدم إشباع حاجة الطفل من حب ورعاية واهتمام من قبل الأهل خلال مرحلة الطفولة، مما يؤثر سلباً على مشاعر الطفل وحياته في المستقبل ويجعله في حالة انعزال وضعف شخصية، وهو عنوان يبحث عنه الكثيرون للاطلاع على كل ما يتعلق به وطرق علاجه والتخلص منه.
ما هو الحرمان العاطفي في علم النفس
الحرمان العاطفي فراغ يعيشه الفرد طيلة حياته، ويكون ناتج عن عدم الارتباط العاطفي الكافي مع المجتمع الذي يعيش فيه الفرد نتيجة إهمال الأهل وعدم الاهتمام ومعاملة طفلهم على أنه مُهمَل وغير مهم، الأمر الذي يولد شعور الحرمان العاطفي لدى الطفل ويجعل مشاعره في حالة تخبط وعدم اتزان.
علامات الحرمان العاطفي لدى الفرد
هناك علامات ودلائل تظهر على الفرد الذي يعاني من الحرمان العاطفي، والتي قد تكون في البداية غامضة ولا تظهر بشكل واضح. لذلك إليك بعض العلامات التي قد تساعدك في معرفة إذا كان الشخص يعاني من حرمان عاطفي أو لا:
- المعاناة من مشكلة عدم القدرة بالاعتماد على الشخص.
- عدم تبادل المشاعر مع المحيط.
- صعوبة التنبؤ بتلبية احتياجاته العاطفية.
- الشعور الدائم بالفراغ وعدم أهمية وجود الفرد في الحياة.
- عدم شعوره بوجود أشخاص مميزين لديه في المحيط.
- عدم الاعتراف بعواطف الفرد في صغره.
- لا يعرف يحدد مشاعره واحتياجاته.
- الاحتفاظ بمشاعره وعدم مشاركتها مع الآخرين.
- سيطرة شعور الوحدة والرغبة بالبقاء وحيداً.
- وجود مسافة بين الولد وأهله في صغره.
- النشاط المفرط بدون وعي أو تفكير.
- التفكير والخوف من جرح مشاعر الآخرين.
- عدم قدرته على القيام بأي موقف بدون موافقة الآخرين.
- سيطرة مشاعر الذنب وقلة الأهمية في المجتمع.
- السعي لإرضاء المحيط من أجل الحصول على الموافقة منهم بشكل مستمر.
- اللجوء إلى الأجهزة الالكترونية وقضاء وقت طويل عليها.
أنواع الحرمان العاطفي في علم النفس
يوجد عدة أنواع معروفة من الحرمان العاطفي، والتي سنقدم لك بعضها بشكل بسيط وواضح في سطورنا التالية:
الحرمان من الحماية
في حال عدم الوقوف إلى جانب الشخص عند الحاجة، يتولد لديه شعور عدم وجود شخص يفكر في حمايته ومساندته وتوجيهه للطريق الصحيح.
الحرمان من التواصل
في حال عدم تقرب أحد من الشخص يتولد لديه شعور عدم رغبة أحد في دعمه وتقديم المحبة له والوقوف بجانبه، والانتباه إليه.
الحرمان من التعاطف
أي شعور الشخص الدائم بعدم وجود أحد يتفهم مشاعره أو يرغب في سماعه والشعور والاهتمام به.
الحرمان من المادية
هذا النوع ينتج عن عدم تفكير الأهل في إشباع حاجات الطفل وتلبية رغباته، الأمر الذي يجعل الشخص يميل للعدوانية والسعي لفعل أي شيء مقابل الحصول على المال، وهذا يجعله بالمقابل مكروه اجتماعياً.
اقرأ أيضاً: ما هو الابتزاز العاطفي؟ وأشكال لا تتوقعها للابتزاز العاطفي
الآثار المترتبة على الحرمان العاطفي
يتولد لدى الشخص الذي يعيش حرمان عاطفي مجموعة من المشاعر المختلطة والتي تجعله يعيش في حالة تخبط طيلة حياته، الأمر الذي يجعل حياة الفرد صعبة وتجعله يعاني من الخوف والقلق والشعور بالذنب كل حياته.
يشعر الفرد في البداية بالضياع والانعزال والوحدة والاكتئاب بدون معرفة سبب المرور بهذه المشاعر الصعبة.
في مرحلة البلوغ، يبدأ الأشخاص الذي يعانون من الحرمان العاطفي يشعرون بعدم الرغبة في مشاركة مشاعرهم وعدم الانتظار من الآخرين أي اهتمام أو دعم أو مساندة أو حتى تفهم لمشاعرهم، فهذه المشاعر بنظرهم ليس لها معنى وغير مهمة.
مع الوقت وعلى المدى البعيد، سوف يشعر الشخص المحروم عاطفياً بأنه غير مرئي ووجوده غير مهم في المجتمع، الأمر الذي يجعله يشعر بالوحدة والانعزال وضعف الشخصية طيلة حياته. وهذا أمر متعب وصعب وعلينا الاطلاع عليه جميعاً لمواجهة المشكلة بشكل مبكر بدون أن تتطور إلى هذه المراحل.
تصرف الفرد الذي يعاني من الحرمان العاطفي
لابدّ أنك تتساءل عن تصرف الفرد عندما يعيش هذا التخبط العاطفي، والتي نقدمها لك فيما يلي. فباختصار سوف يصبح الفرد الذي يعاني من الحرمان العاطفي أمام احتمالين:
- الأول أن يتقبل وجود مشكلة لديه ويقنع نفسه بها ويسعى لحلها والتخلص منها بدون مشاكل.
- الثاني أن يتصرف بطريقة جنونية وفرط نشاط تجاه أي موقف يمر به، بالإضافة إلى السعي لإرضاء الآخرين دوماً لموافقته على كل شيء.
علاج الحرمان العاطفي في علم النفس
هناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون من مشكلة الحرمان العاطفي، والذين بالمقابل يبحثون عن حل يستطيعون من خلاله تجاوز هذه المشكلة، ونحن علينا أن نقدم الحل بشكل واضح في مقالنا كالتالي:
- يجب أن يكون المعالج النفسي مهتم بشكل كبير بالشخص ويتواصل معه بطريقة ذكية، وذلك عن طريق حركات الوجه والعيون والتأكيد على كل جملة يتكلم بها الفرد، الأمر الذي يولد لديه شعور الثقة بالنفس والثقة بالآخرين.
- السعي لتوفير التواصل العاطفي بشكل أكبر من التواصل العقلاني، بالإضافة إلى توفير مشاعر الحب والمودة للفرد بدون طلب أو شرط، الأمر الذي يولد لدى الشخص المحروم عاطفياً شعور الراحة والطمأنينة.
بهذه الخطوات البسيطة يمكن أن نساهم بشكل كبير في تقليل هذا الشعور لدى الفرد وتقويته اجتماعياً والرغبة في اختلاطه مع الآخرين أكثر من بقائه وحيداً.
نصائح لتخطي الحرمان العاطفي
إليك عزيزي القارئ بعض النصائح التي نقدمها لك في مقالنا لتجاوز مشكلة الحرمان العاطفي والسعي للتخلص منها، والتي نقدمها لك بشكل مبسط فيما يلي:
- قم بالاطلاع والبحث بشكل مستمر حول هذه المشكلة والوعي الكامل بها.
- الجأ إلى طرق أخرى ووسائل إضافية لحل مشاكلك والتخلص منها.
- قم بمحاورة نفسك والتواصل معها لفهم حاجتك العاطفية بدون لوم أو عتب.
- عرف عن ذاتك وصفاتك أكثر، فهذا الأمر سوف يساعدك على تجاوز جميع المشاكل التي تواجهها بدون تأثيرات سلبية.
- اكتب يومياتك دوماً وخذ دور المراقب لنفسك وحياتك لتتعرف على نفسك أكثر.
- تعلم الاختلاط بالأشخاص الذين يعطونك طاقة إيجابية بشكل دائم ويدعمونك في محنتك ويساندونك عند الحاجة.
- لا تكبت مشاعرك بل عبرعنها بشكل مستمر.
- كن شخصاً اجتماعياً وتواصل مع الآخرين بشكل دائم ومستمر لتبتعد عن العزلة والوحدة قدر الإمكان.
- لا تخف من العثرات التي تواجهها وتعتبر نفسك فاشل، فمن لا يخطئ لا ينجح.
- لا تنتظر أن يقوم الآخرين بتقديم العواطف والمشاعر وتعويض النقص لديك، بل قم بتعويض نفسك بنفسك.
- في حال احتجت للعلاج النفسي فالجأ إليه بكل رحابة صدر، وذلك لفهم مشاعرك بشكل أعمق وأفضل.
للمزيد: الشخصية العاطفية .. من هي؟ وكيف تتعامل معها؟
في الختام، إن المشاعر والعواطف التي تقدمها لطفلك أو جارك أو أي شخص آخر، تلعب دور كبير في رسم شخصيته والتأثير على صفاته، فشعور الحرمان العاطفي هو شعور صعب ومتعب للغاية. لذلك اسعى لكشفه مبكراً ومعالجته والتخلص منه بأسرع وقت. نتمنى أن نكون قد قدمنا في مقالنا هذا أهم المعلومات التي تحتاج معرفتها وإدراكها حول موضوع الحرمان العاطفي بشكل واضح .