الفرق بين العاطفة والشعور .. والأهم كيف تتعامل مع كل منهم؟
الفرق بين العاطفة والشعور هما مفهومان مترابطان. لكن غالباً ما يتم الخلط بينهما لتشابههما الكبير. فحتى في علم النفس يمكن استخدامهما كما لو أنهما مرادفان لبعضهما البعض، ومع هذا كله فإننا نتحدث عن تجربتين مختلفتين تماماً.
لهذا السبب من المهم جداً معرفة الفرق بين العاطفة والشعور وكيفية التمييز بينهما لأن ذلك يساعدنا في التعرف على أنفسنا وفهمها بشكل أفضل.
ما هي العاطفة؟
العاطفة هي عبارة عن حالة شاملة تشمل المشاعر والشعور والتفكير والتصرفات. وتعبر عن النزعة الشديدة التي يشعر بها الإنسان تجاه شيء أو شخص ما. وتتضمن مشاعر الحب والخوف والغضب والحزن والفرح وغيرها من المشاعر الإنسانية المختلفة. تعتبر العاطفة جزءاً لا يتجزأ من حياة الإنسان، فهي تمنح الحياة الطعم واللون، النكهة والمعنى.
كما تساعد الإنسان على التفاعل بطريقة إيجابية مع العالم من حوله. حيث تؤثر العوامل الجينية والبيئية والتربوية والثقافية على تكوين العواطف لدى الإنسان. كما تتأثر العواطف بالعلاقات الإنسانية وتجارب الحياة والمحيط الثقافي والاجتماعي الذي يعيش فيه الفرد.
ما هو الشعور؟
يصف الشعور الحالة النفسية التي يشعر بها الإنسان حيال تجربة معينة أو حدث ما حيث يمكن أن يكون الشعور إيجابي أو سلبي. ويتضمن الشعور مشاعر السعادة والإحباط والحزن والرضا وغيرها من المشاعر الأخرى.
كذلك يتأثر الشعور بعدة عوامل. بما في ذلك التجارب السابقة والبيئة المحيطة والجينات. والتربية، والصحة الجسدية، والنفسية. كما يمكن للشعور أن يؤثر على التصرفات والسلوك والقرارات اليومية للإنسان.
ما هو الفرق بين العاطفة والشعور
العاطفة والشعور هما مفهومان مترابطان. ولكنهما يختلفان عن بعضهما البعض بشكل كبير، فلكل منهما تجربة مستقلة عن الأخرى.
نعني بالشعور الحالة الفسيولوجية الحسية التي يشعر بها الجسم بعد تلقي عدة إشارات من الدماغ.
على سبيل المثال، عندما تحزن على فقدان شخص عزيز عليك. فإن الدماغ يرسل إشارات تؤدي إلى زيادة نشاط الغدة الدرقية وزيادة إفراز الأدرينالين والكورتيزول، مما يسبب إحساساً أو شعوراً بالحزن والألم.
بينما تشير العاطفة إلى الحالة العاطفية التي يشعر بها الإنسان تجاه شخص أو أمر ما. وتشمل العواطف مجموعة من المشاعر والنوايا والتفكير والسلوكيات التي تنشأ من تفاعل الإنسان مع العالم من حوله.
ومن الممكن أن تؤدي العواطف إلى تغييرات في المشاعر الفسيولوجية. مثل زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.
بشكل عام، يمكننا القول بأن الشعور هو الحالة الجسدية التي يشعر بها الإنسان، في حين أن العاطفة هي الحالة العاطفية التي يشعر بها تجاه شخص أو أمر ما.
ومن المهم أن نفهم الفرق بين العاطفة والشعور بشكل واضح. لأن ذلك يمكن أن يساعدنا على فهم تصرفاتنا في الحياة اليومية ويحسّن من صحتنا العقلية والجسدية.
الفرق بين العاطفة والشعور في علم الأعصاب
لمعرفة الفرق بين العاطفة والشعور في علم النفس، يجب أن ندرس الفرق بينهما في علم الأعصاب ونعرف مما يتكون كل منهما.
تُترجم العاطفة في علم الأعصاب على أنها تفاعل كيميائي يحدث في دماغنا كاستجابة لمحفّز خارجي جديد، وهذا يعطي نتيجة من شأنها أن تحدث تغييراً في الجسم.
منطقة الدماغ المسؤولة عن حدوث العاطفة هي الجهاز الحوفي. وهو المكان الذي يتم فيه حفظ أو تسجيل التجارب التي نمر بها. وهذا هو السبب الرئيسي في أننا في أغلب الحالات نكون على استعداد للرد بطريقة معينة قبل وجود أي محفز خارجي.
فعلى سبيل المثال، عندما نلمس شيئاً ساخناً جداً أو عندما نحرق أيدينا أو حتى عندما نقترب من النار. سنتعلم أن ذلك سيسبب لنا ألماً شديداً في حال تعرضنا لذات الموقف في مرات أخرى. وهذا من شأنه أن يولد شعوراً بالخوف وهذا يعني أنه سيكون لدينا رد فعل مادي معين عند مواجهة بعض المحفزات على وجه الخصوص.
أهم الأمثلة على العواطف
- عندما تتم ترقيتك في العمل. تشعر بأنك سعيد جداً في ذلك الوقت وبالتأكيد سيستمر هذا الشعور لعدة أيام أو أسابيع قادمة، لكن ما إن تعود إلى الاستقرار ستختفي مشاعر السعادة الكبيرة التي مررت بها قبل عدة أيام قليلة.
- عندما تكون في حالة حب أو عشق، ستشعر أنك في طاقة لا تضاهى. فأنت في حالة تأهب كامل في جميع الأوقات تفكر في اللقاء المقبل مع الحبيب. كما لو أن الفراشات تطير من حولك، ولكن بعد وقت من علاقة الحب مع هذا الشخص. ستشعر بالاستقرار العاطفي وستختفي المشاعر الكبيرة، ولن تشعر بحالات من الصعود والهبوط العاطفي.
بينما يترجم الشعور في علم الأعصاب على أنه حالة عاطفية تنشأ من الانفعال. ومع هذا يحدث الشعور بشكل أكثر وعياً إذ يمكن للإنسان أن يختار الحفاظ على مزاج عالي لفترة طويلة بعكس العاطفة التي تستمر لمدة قصيرة فقط.
هذا يعني أن الشعور هو تجربة شخصية فردية للحالة العاطفية. وهو يشير إلى الوعي بالعاطفة والتفاعل معها على المستوى الشخصي. حيث يعتبر الشعور جزءاً من الوعي الذاتي ويعكس الطريقة التي ندرك بها العاطفة ونستجيب لها .وأهم الأمثلة على المشاعر:
- عندما تكون في علاقة عاطفية (مع بداية العلاقة ستشعر بمشاعر قوية جداً وتقع في حالة حب). ولكن عندما تنتهي مرحلة الوقوع في الحب وتتوقف عن الشعور بكل تلك العواطف والهبوط والصعود العاطفي. وتقرر بشكل أقل غريزية وأكثر عقلانية أن تستمر في العلاقة لأنك تحب شريكك حقاً. فهذا يترجم على أنه شعور بالحب غير المشروط.
- الحب الذي تشعر به تجاه والديك هو عبارة عن شعور يمكن أن يدوم مدى الحياة. وعندما تقرر بوعي مواصلة حب شريكك العاطفي مدى الحياة أو لفترة طويلة من الزمن فيترجم على أنه شعور أيضاً.
اقرأ أيضاً: أهم خطوات وطرق التخاطر العاطفي
الفرق بين العاطفة والشعور حسب علم النفس
من الجدير بالذكر أن كل من العواطف والمشاعر يمكن أن تختبر من مستويات مختلفة في الشدة وأن كلاهما يمكن أن يكون عالي الشدة أو العكس تماماً. وذلك اعتماداً على المواقف الملموسة التي يمر بها الشخص. لكن ما هو الفرق بين العاطفة والشعور حسب علم النفس سنتعرف إلى ذلك الآن:
التعريف
- العاطفة: هي حالة شديدة من التحمّس أو التأثر تظهر على شكل مشاعر قوية مثل الحب. الغضب، الخوف، الفرح، وغيرها.
- الشعور: هو تجربة داخلية تظهر على شكل إدراك فوري لحالة نفسية أو جسدية مثل الألم، المتعة، التوتر، وغيرها.
المصدر
- العاطفة: تنشأ من استجابة عاطفية لمحفز خارجي مثل حدث مؤثر أو تصرف آخر.
- الشعور: ينشأ من استجابة داخلية لتغيرات في حالات المزاج أو التصورات.
المدى
- العاطفة: قد تستمر لفترات طويلة وقد تؤثّر في سلوك الشخص وتؤثر على حالته العامة.
- الشعور: قد يكون لحظياً ومؤقتاً، ولا يؤثر بشكل كبير على سلوك الشخص أو حالته العامة.
التأثير
- العاطفة: تؤثر على تفكير الشخص واتخاذ قراراته وسلوكه.
- الشعور: يمكن أن يؤثر على مزاج الشخص وحالته المزاجية، لكنه ليس بالضرورة أن يؤثر على تفكيره أو سلوكه.
التعبير
- العاطفة: يمكن أن تظهر عبر التعبيرات الجسدية مثل التغيير في ملامح الوجه، حركات الجسم، والصوت.
- الشعور: قد لا يظهر بشكل خارجي، إلا إذا قام الشخص بالتعبير عنه بطرق مختلفة مثل المحادثة أو التصرفات.
يعتبر الفرق بين العاطفة والشعور موضوعاً مهماً للغاية ويثير العديد من التساؤلات في علم النفس والعلوم الاجتماعية، فهما جزءان أساسيان من جوانب الحياة الإنسانية إذ يشير الشعور إلى الحالة الداخلية للفرد. بينما تشير العاطفة إلى ردة فعل الفرد على هذا الشعور.