التفاهم بين الزوجين .. كيف تصل لأعلى مراحل التفهم مع شريكك؟
كثرت التساؤلات والحيرة حول تحديد طرق التفاهم بين الزوجين. حيث أن هنالك فئة معينة من الناس يؤيدون فكرة خضوع المرأة للرجل كي تسير الأمور على ما يرام. وآخرون بيّنوا أن الحياة الزوجية عبارة عن علاقة تشاركية لا يولد التفاهم فيها إلا من خلال هذه القناعة، ولذلك اليوم سنخبركم ما هو الرأي الصائب ونطلعكم على تفاصيل مهمة، فتابعوا معنا.
معني التفاهم بين الزوجين
مع الأسف لا زال هناك في مجتمعاتنا الشرقية أشخاص تنظر للمرأة بنظرة دونية. حيث ترى أنه واجب عليها أن تبقى خاضعة للرجل تحت أي ظرف. ولكن في حقيقة الأمر أثبت علماء النفس وخبراء العلاقات العاطفية والاجتماعية أنه لا صحة لهذه الأفكار. وما هي إلا نتاج عقد نفسية متغلغلة في نفوس بعض البشر. فالمرأة حرة بكيانها والواجب الحقيقي يقع على عاتق الزوجين كي تثمر حياتهما بالهناء والسلام عن طريق التفاهم الذي سيولّد الحب والألفة بينهما.
طرق التفاهم بين الزوجين
يوجد هناك العديد من الطرق التي تساعد على تعزيز التفاهم بين الزوجين وتقوي الروابط الروحية ومشاعر الحب والرومانسية بينهما. وقد جاء من أهمها بحسب تسلسل بنود صرّحها خبراء العلاقات من قبل على النحو الآتي:
الاستماع الفعّال
يجب على الزوجين أن يستمعا لبعضهما بعضًا. حيث يجب أن يحاول الشريك التركيز في حديث الآخر ومع الوقت يتطور هذا الاستماع إلى حالة كاملة من الإنصات وإعطاء الانتباه لآراء ومشاعر الشريك دون أن يطلب ذلك علنًا أو مراوغةً. وفي المقابل يكون الآخر يشعر بمتعة خاصة بحيث لا يقاطعه أو يحكم عليه بالسوء. بل سيعطيه حلولًا تساعده وتدعمه.
التواصل الصريح
من الضروري جدًا أن يتحدث الزوجين بصراحة مطلقة ودون وجود أي حواجز بينهما سواء في الموضوعات المتعلقة بمشكلاتهم واحتياجاتهم. أو بالموضوعات الأخرى المتعلقة بالأبناء والعالم الخارجي، المهم أن يصلا لمرحلة الحديث دون خوف من الانتقاد أو الحكم. فذلك حتمًا سيعزز التفاهم بينهما.
فهم الشريك
يجب على كل شريك أن يحاول فهم مشاعر واحتياجات الآخر وأن يظهر التفهم والدعم له على الدوام. وعلى وجه الخصوص عندما يكون الآخر في أسوأ حالاته سواء النفسية أو الجسدية. وفي المقابل إذا وصل هذا التفهم للشريك تلقائيًا سيتعاون مع الآخر وبهذا يحدث الانسجام والتفاهم بينهما.
تقدير الفروقات بين الشريكين
في حقيقة الأمر تعتبر هذه النقطة من أهم النقاط التي تحدد ماهية التفاهم بين الزوجين ولأي درجة ستكون. فعندما يقدّران الفروقات الموجودة بينهما ويتقبلانها كما هي دون أن يشعر الآخر بأي شعور بالنقصان. هنا سيولد التفاهم، وما سيعززه حقًا هو وجود الشريك الذكي القادر على التعامل مع تلك الخلافات وتحويلها إلى اختلافات يكملان فيها بعضهما بعضًا.
وضع حلول للمشكلات معًا
إن كان الزوجان يرغبان بتطوير مهارات التواصل والتفاهم بينهما يتوجب عليهما أن يدركا كيفية حل المشكلات التي تحدث معهما. سواء مع بعضهما بعضًا أم مشكلات المحيط الخارجي. ويكون ذلك عبر إتباع طريقة مشتركة ومتعاونة في إيجاد حلول للصعوبات التي تواجههما. بحيث يسمع أحدهما ما يدور في آراء وأفكار في رأس الآخر ومن ثمَّ الوصول إلى قرارٍ سليم.
الاحترام المتبادل
إنَّ هذا البند هو العامود الأساسي لأي علاقة إنسانية وخصوصًا العلاقة الزوجية. فمن المستحيل أن ينعم الزواج بالراحة والحب والسكينة إذا لم يتواجد فيه الاحترام. لذلك يجب على الزوجين أن يحترم كل منهما رأي الآخر ويتعاملان مع بعضهما بعضًا على أنهما أصدقاء يتناقشون حول مسألة ضرورية لا أعداء وسيكون واحد منهما منتصرًا على الآخر.
الاستفادة من المساعدة المهنية
لا بأس بطلب المساعدة من الشريك في الأمور المهنية حتى وإن كان يعمل بمجال آخر. بحيث يكون الطلب عبارة عن كسب وقت للأمور التخصصية وبهذا يتم الإنجاز بطريقةٍ مبتكرة وجديدة كونه سيضع الشريك بصمته على ما قام به حتى ولو كان من ضمن المهمات العامة. حيث أن لجوء الشريكين إلى المساعدة المهنية يعزز الحوار والنقاش بينهما وبالتالي ينشط أيضًا حس التفاهم.
الاحتفاظ بروح الفكاهة
قد يتجاهل بعض الأشخاص هذه النقطة وقد يتغافل آخرون عنها. لكنّ الدراسات النفسية في طب العلاقات الزوجية أثبتت أنه يمكن للضحك والفكاهة أن يساهما معًا في تخفيف التوتر وحواجز كثيرة سواء أكانت معلومة أو مجهولة بين الشريكين. ويفسحان المجال لتعزيز التواصل الإيجابي والتفاهم من جديد بينهما.
العمل على بناء الثقة
في حال شعر أحد الشريكين بوجود فجوة تقف عائقًا ما بينه وبين الآخر. هنا يتوجب عليه أن يحاول العمل على سد هذه الفجوة وزيادة إعطاء الثقة والراحة والأمان، ويمكن أن يتم ذلك من خلال الصدق في رواية الأحداث حتى البسيطة منها. والوفاء وغيرها من الأشياء القادرة على كسب ثقة الشريك، مثل وهب الشعور الدائم بالطمأنينة.
الاحتفاظ بروتين إيجابي
تلعب هذه النقطة دورًا مهمًا في توطيد العلاقة بين الشريكين وتوليد التفاهم أيضًا. فالروتين القاتل يقتل كل الأشياء الجميلة معه. فحتى ولو كان التفاهم متواجدًا من قبل بينهما. إذا دخل الروتين على حياتهما وعشعش بها سيعود ذلك بالنتائج السلبية. لذلك يجب إقامة روتين إيجابي مشترك بين الزوجين لتعزيز التفاهم والتواصل من جديد.
المحافظة على التواصل المستمر
قد لا ينتبه العديد من الأزواج لهذه النقطة. وعلى وجه الخصوص في أثناء الخصام وظهور المشكلات بينهما. فهنا ينعدم التواصل تمامًا وبالتالي نعود للنقطة السابقة. وهي ولادة الروتين القاتل وما سيجلبه من أضرار على العلاقة الزوجية حتى تصل لحد الاستنزاف والصمت. لذلك يجب على الزوجين أن يحافظا على التواصل المستمر والدوري لمناقشة أمورهم اليومية.
اقرأ أيضاً: فرق السن المناسب بين الزوجين بحسب دراسات نفسية وعلمية
نصائح فعّالة لتعزيز التفاهم بين الزوجين
بعد أن عرفتم الوسائل والطرق التي تعزز التفاهم بين الزوجين لا بدَّ أنكم تبحثون عن نصائح قصيرة تبقى عالقة في أذهانكم كي يكون تطبيقها أسرع وأسهل. ولذلك اخترنا بعض النصائح الإضافية والتي يمكننا أن نعددها لكم على النحو الآتي:
- تقديم الدعم العاطفي: يجب على الزوجين أن يكونا داعمين لبعضهما بعضًا في الأوقات الصعبة، وأن يقدما الدعم العاطفي والمعنوي للتغلب على جميع التحديات.
- التفكير الإيجابي: من المهم أن يكون الزوجان لديهما تغيير في نظرتهما إلى الأمور والتفكير بطريقة إيجابية لتعزيز التفاهم والسعادة في العلاقة.
- الاحتفاظ بروح التعاون: يجب على الزوجين أن يظلا متعاونين مع بعضهما بعضًا وأن يعملوا سويًا على تحقيق أهدافهم المشتركة
- تحديد الأهداف المشتركة: يساعد تحديد الأهداف المشتركة للزوجين في توجيه جهودهم نحو تحقيقها، ويساهم في بناء رؤية مشتركة للمستقبل.
نصائح أخري فعّالة لتعزيز التفاهم
- تقديم التغذية الإيجابية: يجب على الزوجين أن يتبادلا التغذية الإيجابية والتشجيع المتبادل. وأن يعبّروا عن حبهما وامتنانهما تجاه بعضهما بعضًا على الدوام.
- إنشاء مهارات التفاوض: يساعد إنشاء مهارات التفاوض وتحسينها بين الزوجين في التوصل إلى حلول مرضية للصراعات والخلافات، وأيضًا في تحسين فهم احتياجاتهما.
- الحفاظ على التوازن بين الحياة الشخصية والعملية: يجب على الزوجين أن يحافظا على التوازن الصحي بين حياتهما الشخصية والعملية. وأن يخصصا وقتًا كافيًا لبعضهما بعضًا ولأسرتهما.
- التعامل باللطف والرعاية: يجب على الزوجين أن يعاملا بعضهما بعضًا بلطف ورعاية، وأن يظهرا حبهما الشديد والعظيم حتى في أوقات الخصام.
- استشارة مستشار زوجي: في حالة وجود صعوبات كبيرة في التفاهم بين الزوجين. يمكن اللجوء إلى مستشار زوجي مؤهل للمساعدة في فهم المشكلات والعمل على حلها بشكل فعال.
- تقدير إيجابيات الشريك: يجب على الزوجين تقدير وتشجيع الإيجابيات في شريكهم، وذلك لتعزيز روابط الحب والتقدير بينهم.
وفي ختام المقال، إنّ التفاهم بين الزوجين ليس أمرًا سهلًا كما يتخيل بعض الأشخاص، بل يحتاج إلى خبرة حياتية ووقت كي يتم الوصول إلى هذه المرحلة، ولكن من خلال التطبيق المستمر للنصائح المذكورة ودراسة العوامل السابقة يمكن للزوجين تعزيز التفاهم بينهما وبناء علاقة قوية ومستدامة.