التأمل كهواية .. كيف تدرب عقلك على التركيز والتفكر؟
التأمل هو سكون العقل واندماج وحدتك الذاتية مع الكون والتعرف على المعنى الحقيقي للحياة.. هو أن تحفز وعيك وتوقظ إبداعك وتشعر بالسلام الداخلي والاستقرار العاطفي والسعادة والقناعة والقوة.. إذا كنت تفكر بممارسته كهواية، فيجب أن تدرك أولاً معنى التأمل وتتعرف على أنواعه وتمارينه وفوائده التي ستعود عليك من خلال مقالتنا المكتوبة خصيصاً من أجلك.
معنى التأمل
عندما تبدأ في التأمل، فهذا يعني أن تدرب عقلك على التركيز بشيء واحد بحيث لا يتشتت أو يتأثر بالأفكار الأخرى، مما يعني أن يعم الهدوء في عقلك وتبدأ بالانغماس في نفسك الحقيقية. وهذا لا يحصل إلا عندما تتعلم كيف تقوي تركيزك لتصل لمرحلة الوعي والوضوح وتتمكن بعدها من ممارسته بالشكل الصحيح.
وقد سبق أن تحدثنا عن فوائد التأمل وتأثيره الإيجابي على النفس والجسد والروح، ولا بد من التعرف عليها قبل البدء في ممارسته. كما يجب أن تتعرف على أنواع التأمل حسب خبراء الطاقة النفسية وتمارين التأمل وكيفية تأديتها بالخطوات الدقيقة.
وقد حثنا ديننا الحنيف على التأمل الذاتي في العديد من الآيات القرآنية، كقوله تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُوْنَ} الذاريات 21، وقوله: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ} الروم 8. كما حثنا على التأمل الكوني بقوله: {إِنَّ فِيْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ} آل عمران 90، وقوله: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ} ق 6.
إذا كنت ترغب بممارسة التأمل كهواية وجزء روتيني من حياتك، فيمكنك تخصيص وقت محدد للقيام به سواء يومياً أو عدة أيام في الأسبوع. ولعل أفضل وقت لممارسته هو عندما تكون لديك الطاقة العاطفية والعقلية لمعالجة ما تشعر به وتفكر فيه.
ولا شك بأن الأماكن الطبيعية هي أفضل مكان لممارسته، حيث يمكنك استنشاق الهواء النقي وطرد الأفكار المزعجة من عقلك لتنساب مع الرياح وتفسح لك المجال لتتمتع بجمال الطبيعة الخلابة وتتأمل نفسك والكون. ولا بأس من أن تتحدى نفسك بأسئلة صعبة وتعطي نفسك الفرصة للإجابة عليها بصدق وشفافية بعد أن تأخذ وقتك بالتفكير في الإجابات.