ما هو حكم تربية القطط في المنزل؟  

إن تربية القطط محببة لدى أغلب الناس، فالكثير أصبح يقتني قطة أو يمنحها لأحد ما كهدية في مناسبة عيد ميلاده. إلا أن الآراء حول هذا الموضوع اختلفت، فمنهم من أيد تربيتها ومنهم من اعترض لأسباب مختلفة. فما هو الأصح؟ وما هو حكم تربية القطط في المنزل؟ سندرس في مقالنا هذا تفاصيل كثيرة تجيب تساؤلك وتقود ذهنك للاقتناع بأحدها والتصرف وفق ذلك. 

حكم تربية القطط من الناحية الصحية 

إن القطط لا تؤذي من لديهم مناعة قوية، فيجوز لهم تربيتها مع الأخذ بالاحتياطات اللازمة لتجنب العدوى بالفيروسات المنتشرة بالقطط. ولكن من لديه عارض صحي أو حساسية اتجاه القطط فيجب الابتعاد عنها وعدم تربيتها.

“لا ضرر ولا ضرار”.

كذلك وجب التنويه أنه شرعاً يجوز الأكل والشرب من وعاء شربت منه القطة فهوغير ضار. إلا إذا لم تطب النفس لذلك فهذا الشيء يرجع للمربي. 

اقرأ أيضاً: “أشياء ترعب القطط .. لا تفعلها مع قطتك “

حكم تربية القطط من الناحية الدينية 

حكم تربية القطط من الناحية الدينية

إن الشرع سمح بتربية القطط، وهناك الكثير من الأدلة التي تثبت ذلك، حيث يجوز للإنسان الحصول على المباحات التي لم يسبقه إليها أحد. مثل أخذ الحطب من الغابة أو الحصول على أخشاب الصحراء، وكذلك هي القطط التي تتجول في الشارع دون ملك أحد. 

ومن لا يمتلك طعاماً ولا يستطيع تربية قطة، فالأفضل أن يتركها وشأنها ولا إثم عليه وله حرية الاختيار إما يبقيها ويطعمها أو يتركها تذهب. 

إن الرسول الكريم وهو معلمنا الأول قد شجعنا على تربية القطط. حيث كان أبو هريرة  رضي الله عنه وهو الصحابي الذي كان يلزم الرسول كثيراً. وحفظ جميع أحاديثه، يمتلك قطة ويعتني بها ولهذا لقب بهذا الاسم. 

قال أبو هريرة رضي الله عنه: قمت بتربية قطة صغيرة مع خرافي وعندما اعتمدت على نفسها، تركتها تذهب. 

ومن حيث الشرع فإن القطط لا تنجس المكان كما يعتقد البعض أن المكان الذي تدخله القطة لا تدخله الملائكة. فهي لا تنجس الطعام ولا تفسد الوضوء ودليل ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: 

(أن أبا قتادة دخل فسكبت له وضوء، فجاءت هرة فشربت منه، فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت كبشة: رآني أنظر، فقال: أتعجبين يا ابنة أخي! فقالت: نعم 

فقال لها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات”. رواه البخاري. 

وقصد الرسول هنا بمعنى الطوافين كالخدم الذي يجول حول صاحبه ويتردد عليه لتلبية احتياجاته. ويكون بالقرب من أمتعته وأغراضه الخاصة دون الحذر منهم. 

وأيضاً ذكر حول الوضوء حديث آخر من سنن أبي داوود وغيره: أن امرأة أرسلت هريسة إلى عائشة رضي الله عنها، فرأتها تصلي. فأشارت لها أن تضعه على الأرض، فجاءت هرة وأكلت منه، فلما انصرفت أكلت من المكان الذي أكلت منه الهرة. ثم قالت:

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنها ليست بنجس، إنما هي من الطوافين عليكم.

وقالت أيضاً إنها رأت الرسول صلى الله عليه وسلم يتوضأ بفضلها. فعلينا فقط الالتزام بالشروط التي فرضها علينا الإسلام حول تربية القطط. فقد أوصانا الرسول الكريم عند تربية القطط عدم تعذيبها ومعاملتها بشكل سيء.

حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها ولا هي تركتها تأكل من حشائش الأرض”.

شروط تربية القطط  

شروط تربية القطط 

توجد عدة ضوابط يجب الالتزام بها عند تربية القطط في المنزل وهي: 

يجب إطعام القطة وتأمين شرابها 

نعم فهي روح ومن المحرم تركها تمرض دون علاج أو منع الطعام والشراب عنها. فقد تحدثت القصص عن الرسول الكريم عندما مر بجانب جمل نحيل. وكان قد التصق بطنه بظهره من شدة الجوع، هز برأسه وحزن ثم قال(ص): اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة وكلوها صالحة، كما أن أجر أجر إطعام القطط في الإسلام.

عدم تعذيب القطط ومطاردتها بشكل مسيء 

الإسلام أمرنا بالعطف والمودة على الحيوانات ومنها القطط. والسيدة عائشة رضي الله عنها كانت تعطف على القطط ولا تطردها إذا أتت مسكنها، وأبو هريرة رضي الله عنه أيضاً كان يقتني قطة ويعطف عليها. 

الانفاق على القطط وتأمين مسكن مناسب لها 

يجب علينا عند التفكير بتربية القطط أن نؤمن لها مكان مناسب لتأكل طعامها وتشرب وتنام أيضاً فيه. فالقطط تبرد في فصل الشتاء وتحتاج للدفء وفي حال أنها أنجبت فيجب مراعاتها ومراعاة صغارها. ففي ذلك ثواب وأجر وهذا حكم الإسلام من تربية القطط هو الاهتمام بها ورعايتها. 

الإحسان إلى القطط ومعاملتها بلطف 

حكم تربية القطط هو الإحسان إليها ومخالفة ذلك يعني المعصية والدخول في النار. فهناك أكثر من حديث روي عن امرأة عذبت قطة فدخلت النار. 

مضايقة القطة بهدف الضحك 

نهى الإسلام عن التعرض للحيوانات بشكل مسيء بهدف المتعة والتسلية. مثل تربية القطط وتعنيفها أو تهييجها على بعض وإتعابها دون فائدة في الجري أو القتال. 

الابتعاد عن البزخ المبالغ فيه على القطط 

إن بعض الأغنياء يربون القطط ويزينونها بهدف التباهي ولفت الأنظار. وربما حجزوا لها غرفة في فندق وهذه المبالغة حرام، فالأولى صرف المال الزائد على إنسان فقير وبحاجة مال ولباس. كما أن التبذيرعلى الحيوانات هو قلة عقل وضعف بالدين. 

معاملة القطط برحمة 

إن الشرع حدد حكم تربية القطط بشكل رحماني وبلطف والعناية بها، فهي سبب لتقليل ذنوب الإنسان. 

اقرأ أيضاً: “معلومات ستدهشك عن القطط والأطفال 

وبعد ما تطرقنا بالحديث المفصل عن حكم تربية القطط. أصبح بإمكانك معرفة المسموح به شرعاً وتأكدت من الشكوك التي تدور في ذهنك. فالقطط من الكائنات التي تضفي جو من المرح فلا تتردد في الحصول عليها إذا كنت في وضع صحي ووسط اجتماعي مناسب لذلك. 

📩
انضم لأكثر من 3000 شخص في نشرتنا البريدية ليصلك أحلى ما عندنا

لن تصلك رسائل عشوائية. يمكن إلغاء الاشتراك في أي وقت

تابعنا على: Twitter - Facebook

قد يعجبك ايضا